الرئيسية » الذات » تطوير الذات » أسرار الكون العجيبة

أسرار الكون العجيبة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1666 المشاهدات
القدر والنصيب - القدر مسخر لك لا عليك !
– القدر ليس سيناريو واحد لا بديل له !
 
كثير من الناس يعتقدون خطئا أن القدر هو خطة مرسومة وموضوعة من الله لنا مسبقا وقبل أن نولد ،ونقوم نحن بتنفيذ هذا المخطط المعد مسبقا من الله لنا ولا نستطيع أن نحيد عنه أبدا لأنه مقدر ومكتوب
 
إن تأملت قليلا وتجرأت أن تفكر ستجد أنه من صفاته سبحانه (العدل) فأين العدل بذلك !
 
تبسيط لمفهوم القدر..
أستطيع أن أصفه لك وكأنه شبكة لا نهائية من الإحتمالات والإحداثيات المتقاطعة والمتباعدة أيضا المرتبطة بقوانين تسيرها.
نعم القدر مكتوب من الله ولكن تصور الانسان المحدود هيء له أن أقصى ما يستطيع أن يكتبه الله له هو سيناريو واحد منذ خلق إلى أن يموت ثم يأتي يوم الحساب ويحاسبه عليه !!
 
كيف ذلك وقد قال الله
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ
 
كيف تتدخل النفس بقدر الله المكتوب مسبقا أنه سيحدث !!
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)
 
هل تستطيع أن تحصي عدد الأقدار لديك!
يقول الله إنا كل شيء ..كل شيء خلقه لنا بقدر ..معنى ذلك أن تنفسك بقدر ..نومك بقدر..أكلك بقدر..حركة يديك بقدر…….
 
هنا نصل إلى أن كلمة قدر تعني (((قانون))) إن إتبعت قانون التنفس الصحيح ستحدث عملية التنفس ..إن إتبعت قانون النوم سيحدث النوم ..وهكذا
 
طبق هذا على كل شيء بالحياة من اول قدر جسدك بكل عضو إلى قدر حياتك بأحداثها وعلاقاتك وتطوراتك …من هنا تخلق شبكة الإحداثيات القدرية اللانهائية ..من ضمنها ماتفعله ومالاتفعله وما يحدث إن فعلت وما يحدث إن لم تفعل ..وما يحدث للشيء الذي فعلت به وما يحدث له إن لم تفعل به شيئا ..وما يحدث وما لا يحدث لمن يتأثر بك وأنت تفعل أو لا تفعل وما يحدث لمن يتأثر بمن تأثر بك وأنت تفعل او لا تفعل ..وهكذا تمتد وتمتد إحداثيات وإحتمالات تفعيل القانون القدري للبشر جميعا ..والفاعل الوحيد هو أنت ..لأنها حياتك وقد خلقت فيها مخير، إذا انت من تختار خطة قدرك وتضعها بيديك من بين الإحتمالات اللانهائية أنت تختار .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
– أي إنسان على الأرض الآن يعيش ضمن ما يسمى بالوعي الجمعي ، أي أن وعيه مرتبط بوعي الأفراد الذي يعيش بينهم ،الأفكار تتقارب والشعور العام لهم يكون واحد لأن الأفراد ضمن البلد الواحدة أو الطائفة الواحدة أو عندما يجتمعون تحت مسمى معين يحدث لهم إتصال طاقي بوصلات خفية تتحرك من خلالها الطاقة فيما بينهم وتجمعهم ذبذبة معينة قد تكون منخفضة وقد تكون عالية حسب الشعور العام الذي يغلب عليهم .
 
لكننا نلاحظ أنه قد يحدث بهذا الوعي الجمعي ما يسمى بوعي فردي مستقل ينتج عنه إبداع ما بأي مجال، ويتسم هذا الفرد بالتميز والاختلاف والخروج عن المألوف ،ويأتي بأمور يستعجب لها الباقيين من افراد مجتمعه فيبدأون بعمل رد فعل طبيعي جدا لأمثالهم من المبرمجين جمعيا، فيهاجموه ويقاومونه على حسب درجة خروجه عن الوعي الجمعي لهم وإن لم يكن هذا الفرد متمسكا بوعيه المتفرد لضاع إبداعه وطمسه الآخرون ،لكن الفرد الذي يتمسك بوعيه المتفرد سينجح بالتأكيد بيوم ما من إثبات تميزه.
 
قد تكون أفكاره غير مألوفه للجميع ولكنها لا تقع تحت مقاييس الصواب والخطأ أو العقل والجنون فهذه المقاييس عفى عليها الزمن وأثبتت خطأها في كثير من المواقف ومع العديد من الأشخاص المبدعين اليوم الذين وجدوا عند تمسكهم بالتميز أنهم يحملون الآن على الأعناق ويتبعهم الكثيرين ممن كانوا يقاومونهم ،وهذا ما يحدث منذ القدم مرارا وتكرارا لعل الناس تعي وتفهم لكن للأسف يبقى في كل حقبة زمنية مثل هؤلاء ممن يعرضون ويستكبرون عن السماع أو الإنصات لأي فكر جديد قد يزعزع أمنهم ويخرجهم من دائرة إرتياحهم الوهمية التي رسموها بأيديهم حول أنفسهم .
 
وإعلموا جيدا أن كل نبي ورسول قد خرج عن الوعي الجمعي لعشيرته وأتى بتعاليم سماوية تنسف معتقدات ومقدسات يعتنقها أناسه وبعدهم الحكماء والمعلمين والمفكرين الكونيين وإلى الآن هم موجودون وموجودة حكمتهم وكل ثانية يولد إنسان قد يكون هو منهم وبيديه يحمل مفاتيح الوعي والحكمة.
– – – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
– نظرة أعمق للصواب والخطأ ..
 
الحقيقة أنه لا شيء صواب مطلق ولا شيء خطأ مطلق بالكون لكن المسألة نسبية فما تظنه انت صواب قد يكون خطأ بالنسبة لشخص آخر والعكس صحيح ..إذا ماهي المعايير التي تحدد وتميز ما بين الصواب والخطأ ؟… سأقول لكم أنها معايير بشرية وهمية وضعت على أساس أعراف وعادات وتقاليد كل مجتمع على حدا ..
 
ولكن ما الذي يكسب الموضوع شيء من الجدية واليقين أن هذا خطأ وهذا صواب؟
 
سأقول أنه الطابع الديني هو ما يعزز فكرة الصواب والخطأ عندما فهمه الناس بطريقة خاطئة ..فالكتب السماوية كلها إجتمعت على فكرة ما وهي الحرام والحلال ليس الخطأ والصواب ..لماذا ؟ لأن الحلال والحرام هم ضمن تعاليم هدفها خدمة الإنسان وتصب في صالحه ليست نتيجة أنا بشرية أو تقاليد لفئة دون الأخرى …اي أن الحلال والحرام في الأصل هم قوانين للمحافظة على “الجنس البشري ” وليست مجرد أوامر إلهية يتم مقارنتها بكلام بشر ! وقد تم التلاعب من قبل بعض البشر بماهية الحلال والحرام وخلطهم بفكرة الصواب والخطأ وهذا ما احدث لبس كبير أدى إلى ضياع الكثيرين وفهمهم الخاطيء أن الله يتحكم بالإنسان عن طريق كلمة الحلال والحرام ..بالواقع أن من يتحكم بالانسان هو الإنسان نفسه ..وأن الله غني عن العالمين وكل ما يصلنا من تعاليم سماوية على مر العصور ما هي إلا إرشادات لنتخطى بها درجات الوعي التي سنمر بها برحلتنا على الأرض …لذلك لم أعد أؤمن بفكرة الصواب والخطأ إلا عندما تتعلق المسألة بموت أو حياة هنا يمكن أن أقف لأفكر هل ما سأفعله صواب يحيي أم خطأ يميت ؟ وفي الغالب لا يصل كلا المفهومين أو حتى يقتربا من حياة أو موت بل هما أقرب لفك برمجة مجتمع .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
– الأنانية الحقيقية هي عندما تحتكر حرية الآخر إرضاءا لنفسك أنت ،لتصل لشعور ما أو رضا مزيف عن نفسك .. الأنانية ليست كما قالوا عنها أنها الحب الشديد لنفسك على حساب الآخر بالعكس تماما فلو أنك أحببت نفسك وذاتك بالفعل ستحتضن كل من حولك لشعورك التام بالإكتفاء لذلك لن تسعى للنيل من طموح أحد ولن تسعى لمنافسة أحد ولن تسعى لتدمير أحد فأنت قد وصلت لإكتفائك وحبك وغبطتك ورضاك عن نفسك ومن رضي عن نفسه رضي عنه الله .
 
أشهر الأمثلة للأنانية بمجتمعنا ..
-حرص الأباء على جعل أطفالهم يظهرون بمظهر معين أو يدرسون تخصص معين إرضاءا لأنفسهم هم، بغض النظر عن ميول ومواهب الأبناء.
 
– الضغط على الأنثى بالزواج من شخص لا تحبه أو الضغط على الذكر بالمثل ،ولا داعي لتمثيل الحرص والخوف على مصلحتهم إنها الأنا المتحجرة تتحدث..كيف يكون لك بنت أو إبن متأخر عن الزواج ماذا سيقول الناس ..متى سأحمل أبنائهم قبل أن أموت ..كللللها أشياء ترضيك أنت ..أين ما يرضيه !
 
– الضغط على الأنثى أو الذكر بالإستمرار بزواجهما برغم إستحالة الإستمرار ..خوفا من لقب مطلق أو مطلقة وحرصا على مظهر العائلة أيضا أنانية لصالح أي شخص ماعدا الشخص نفسه…
 
إعلموا أن قمة الأنانية هي المشاعر المتحكمة بالآخر أيا كانت دوافعها وأسبابها فكلها تمويهات لتخفي حقيقة الأنا التي تصب بمصلحة الشخص المتحكم … والحل هنا هو تجاهل مشاعر الطرف المتحكم والتركيز على مشاعرك أنت وماتريده أنت وحبك لذاتك أنت وإرتقاءك أنت .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
أسماء مايز
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !