الرئيسية » الحب » مقالات عن الحب » استشارات نفسيه عن الحب

استشارات نفسيه عن الحب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2006 المشاهدات
الحب نقطة ضعفي - الحب أم الأمراض النفسية ؟
س: بخصوص الاستشاره ..
انا ظلمت نفسي كثير بأغلاط واستمريت بعلاقه لمدة ٦ سنين رغم اني عارفه نهايتها ايه … حاولت كثير اتغير مرات بنجح ومرات بفشل .. انتهت دي العلاقه وحاسه اني ولا شيء وما عندي رغبه بشيء .. وما عندي مشكله اخسر اي حاجه ابغى اوقف تفكير واشيل هم اي شيء بس وما بشتكي ما ابغى اتعب احد معاي …
 
بعاني من دا الاضطراب من فتره طويله بس بزياده بدي الفتره ومو قادره اشخص نفسي عشان اقدر احل المشكله … انا كنت متفائله كثير بكل صباح مبسوطه ومعروف عني اني كدا .. بس لما بزعل وبفقد الامل ممكن افكر انهي حياتي وسويتها .. يعني مافي وسط … واي احد ممكن يفهم تفكيري او بيشوف اغلاطي مستحيل يصدق .. لانهم عارفين اني عاقله اهلي واثقين فيني بشكل كبير ومحد شايل همي من صغري وانا بدرس لوحدي ومستقله دايما ..
 
الحين ماعندي دافع .. وعادي لو انفصل من الكليه حاسه انه يأست من موضوع انه بكره حتغير حجتهد وحصير احسن لي سنين بقول كدا وما خليت اسلوب ما استخدمته مع نفسي ومو فاهمه الصعوبه فين … صرت بهرب لاشياء غلط وخصوصا لما بقلق .. وبخاف من تفكيري وانا وحدي .. حقيقي حاسه انه مافي شيء مستاهل اهلي كويسين ومستوايا المادي عادي وعندي اخوات وصاحبات يحبوني .. بدرس تخصص حلو .. بحب شكلي وبعض صفاتي …
 
اهلي يعرفون هبه الي شايله البيت ، هبه الي بتسوي كل شيء وحدها ، هبه الي بتقرا كتب وبتتناقش بعقلانيه وبتكتب ، هبه الي درست واشتغلت مع بعض . بس .. كثير بيأنبني ضميري بعد كل غلط وباخذ موقف احيانا وابطل واحيانا بنفسي بقرر اروح للغلط … وحتى الانسان دا الي بعرفه انهى العلاقه وانا حاسه انه فقد الامل فيني وتعب كثير معاي .. وبس .. ما اعرف اذا تعتبر استشاره او لا بس حاولت اشرح الي بمر فيه زي ماهوه ..
 
ابغى اضيف شيء مهم للاستشاره … زمان وانا عمري ١٥ سنه كنت مجتهده في الدراسه مره وكان الدافع من ورا دا اني اكون مستقله لما اكبر ،، بس بوقت المذاكره كنت بتخيل تخيلات تساعدني ،، زي مثلا انه انا ببيت وحدي وانا مسؤوله عن اخواني واستاذه كنت احبها تراقبني وانا بذاكر دا الخيال كان يحفزني اذاكر وبس اخلص مذاكره ارجع للواقع
 
الحين انا بفترة اختبارات ولي فتره طويله كل ما اخلق دافع احسه تافهه ومو مستاهل التعب دا كله ،، ف لقيت نفسي بتخيل انه عندي بنت وانه انا انسانه منفصله وانه لازم اخذ معدل عالي عشان اقدر اخذها من ابوها ونسافر .. وانه انا واعدتها بكدا وبشوفها كل ويكند
 
وانا بس اتخيل كدا ما كنت قادره انام من انه مصره اذاكر ومصره اخد درجه كويسه وكل خوفي من الاختبارات خف مره لانه مركزه ع شيء اكبر
 
مو عارفه اذا كذا انا طبيعيه او عندي مشكله معينه بصراحه انا مرتاحه ع دا الخيال ولاقيه اني بسوي اشياء حلوه وببعد عن اشياء مو حلوه عشان دا الخيال وصورتي فيه …
 
ج: ( حاسه اني ولا شيء وما عندي رغبة بشيء … )
 
السبب هو أن: اللا مبالاة وكل نقاط ضعفك ظهرت بعد ما هذه العلاقة انتهت ، ومعها انتهى الحب. قبل ذلك أنتي كنتبي تعيشين في الحب ولكن الحب بدون أن تعلقيه أو تربطيه بشخص ما .. ، ولكن حالما أرتبط الحب بشخص ( أمر طبيعي ) ، وهذا الشخص انتهت علاقتك به مات الحب ! .. أو بمعنى أصح قومتي أنتي بقتل الحب بداخلك .. بأي دعوى أن الحب عذاب! .. أنه لا يوجد حب في هذا العالم! .. الحب نهايته ألم! .. الحب يتركك في النهاية!
 
الحب هو الحب ، و الله هو الله ..
نحن فقط نتعذب حينما نربط الحب بشخص ما ثم يخذلنا ، وكذلك نتعذب حينما نربط الله بشخص ما ( رجال دين أو علم .. ) ونأخذ منه صورة الله ونحفرها في داخلنا ثم بعد ذلك نصاب ولا نجد أن هذه الصورة تفيدنا بشيء ونجد أن الصورة مزيفة أو مضرة وسببت لنا المشاكل أو لا تستطيع أن تخرجنا من المشاكل ، وهنا الأمر طبيعي لأن الله أكبر من تخيلاتنا وصورنا التي نرسمها عنه ، وكذلك الحب أكثر من صورنا وأكبر من الشخص ، فمن الطبيعي حينما يرحل الشخص نقول أن الحب قد رحل !!! .. مع أن الحب لا يرحل نحن فقط من نخرجه بالقوة من قلوبنا ومن حياتنا ، وعندها نصاب بكل الأمراض النفسية ؛ لأن الإنسان بدون حب كالجسد بدون روح .. أي الإنسان بدون حب يجد أنه من الأفضل له أن يدفن في التراب .. الإنسان بدون حب تكون الحياة مرضه والموت علاجه !!!
 
فيه جملة حلوة أوي وعميقة أوي قريتها في فيلم هندي سمعته من فترة قريبة ..
( إذا قامرت بإسم الحب ، فالرهان هو من نحن ؟ ومن ماذا نخاف ؟ )
الجملة بالنسبة لي حُبلي بالمعاني العميقة والكثيرة ، ولا أستطيع أن احصي المعاني والأفكار والمشاعر التي أستطيع أن أستخرجها منها ، ولذلك حينما تنضج بداخلي سأضيفها في كتابي القادم خلال سنتين او أكثر ربنا عن الحب بعنوان ( الحب الطبيعي حياة لا المسموم ).
 
المهم سأقول لكي معنى واحد بشكل مختصر سيفيدك في حالتك وهو ، أن الإنسان طوال حياته يقامر ، بل كل يوم هو يقامر ، فهو حينما يقول أنني غداً سأفعل ذلك فهو يقامر ، وكذلك حينما يقول أنني سوف أفضل ذلك الشيء بعد نصف ساعة من الآن فهو أيضاً يقامر ؛ لأنه لا يضم أن تظل الروح بداخل جسده بعد أن يقول هذا ، أي بمجرد ان ينتهي من هذه الجملة قد يموت !
 
أي الإنسان يقامر في كل شيء يقول أنه سيفعله ، وهذا طبيعي ، ولكن الحب والأحلام والإيمان بالله .. كل تلك الأشياء جداً معنوية ، وأيضاً الإنسان دائماً وكل يوم يقامر فيها ، وهنا الحياة تبدأ في اللعب معه ، ولا تقف أبوابها أمامه ، ولكن أغلب أغلب الناس تفشل في اللعبة بسبب أنفسها وكذبها ، لماذا ؟
 
لأنه حالما تبدأ اللعب لن تتوقف عن المراحل والمستويات التي يجب أن تمر بها حتى تموت! ، فكل يوم وكل ساعة وكل ثانية ستمر عليك ، ستظهر لك اللعبة التي اخترتها ( الحب أو الأحلام او الإيمان بالله ) حقيقتك أمام نفسك .. من أنت ؟ ، ومن ماذا تخاف ؟ .. من أنت ومن ماذا تخاف ؟ .. دائماً أحلامك وما تريده سيعريك أمام نفسك .. من انت ومن ماذا تخاف !؟ .. وهنا يجب أن تدخل في عملية تطهير مع نفسك .. لن تنتهي حتى تنتهي اللعبة ، وبما أن كل الحياة بكل تفاصيلها لعبة فلن تنتهي من عملية التطيهر إلا بموت جسدك وإنتهاء هذه الرحلة ، وإرتقاء روحك لأعلي …
 
وللأسف أغلب أغلب الناس لا يدركون ذلك ، ويذهبون إلي تجميع ملايين المبررات والمبررات التي تظهر أنهم ملائكة وأنهم يملكون الحق المطلق بينما الآخرين والحب والأحلام والإيمان بالله يجلب لك الفقر والألم والمعاناة ، ويظهروا لأنفسهم وللآخرين وحتي للأطفال فطرة الله النقية الطاهرة الخالية من أمراضهم .. أن الحياة التي منحها الله لنا جميعاً .. عبارة عن لعبة قذرة نجسة نحن فيها حتى نعاني ونتألم حتى نهلك .
 
هذا هو معنى واحد بإختصار .. أتمني أن يكون وصلك المعنى ..
وأتمني أن تعملي قلبك وتتأملينه حتى تستفادي أكثر وتنتجي أفكار أفضل مما قولت لكي ..
 
( يعني مافي وسط ) ، لا يهم التطرف في التفكير .. المهم أن لا يكون هناك تطرف في الفعل! ، يعني فكري في الانتحار وتألمي لذلك بشدة ، ثم تأملي حالك الذي خلقك الله عليه وحالك في لحظات سعادتك وحبك .. هذا التفكير المؤلم الشديد يستطيع أن يأخذك لأشياء كثيرة عظيمة قد لا تخطر على بالك .. ومعظم العظماء مروا بتلك المرحلة المؤلمة .. المراحل المؤلمة طبيعية .. والألم امر طبيعي .. ولكن الغير طبيعي أن يكون الألم محور حياتنا .. محور حياة الإنسان يجب ان يكون المتعة والسعادة ، والألم يأتي على فترات متباعدة فقط ليطهرنا وليجعل الجسد يتوازن ؛ لأن الجسد لا يستطيع أن يتحمل السعادة الزائدة جدا جداً .. قد يموت !! .. ولذلك من يضحك كثيراً جدا جداً .. يجد أن الدموع تخرج من عينيه حتي يحصل عملية توازن للجسم .. وحتي ينبهه أن يهدأ قليلاً .. لأن الجسد لا يستطيع أن يتحمل مقدار عظيم وكبير من سعادة الروح …
 
أي المهم لا يكون هناك تطرف في الفعل .. مثل الاتجاه للمخدارات أو الإنتحار بالفعل!
 
أما بالنسبة لليأس فهو أمر طبيعي .. عندما تيأسي أو تصابين بأي من الأمراض النفسية المعروفة أعرفي أن السبب هو أن هناك نقص وفقر في الأفكار والمشاعر ، وكل ما عليكي فعله هو أن تغذي نفسك بالأفكار والمشاعر الغنية الحية .. بأي طريقة من القراءة .. من الأطفال .. من الأب والأم .. من حب نفسك .. من الرقص .. من حضن الآخرين .. من أي شيء .. فهذه الأشياء حقاً لا تعد ولا تحصى وهي امور رائعة ، وهى التي تغذي روحك ، واليأس سببه أن الروح مصابة بالجوع والظمأ .
 
ولا تنسى القراءة ثم القراءة ثم القراءة ، حتي ترتقى النفس وتلمسي الروح ..
 
( حقيقي حاسه انه مافي شيء مستاهل اهلي كويسين ومستوايا المادي عادي وعندي اخوات وصاحبات يحبوني .. بدرس تخصص حلو .. )
 
كل هذه الأمور خارجية ، الآن المشكلة قادمة من الداخل ..
الخارج لا قيمة له مهما كان مظهره جميل في حالة وجود مشكلة في الداخل ..
من يملك كل شيء ، ويخسر قلبه وداخله كالمسجون في سجن حوائطه من ذهب !
ما فائدة الذهب !؟ ، في النهاية هو في سجن .. هو في قبر ..
ما فائدة الذهب الكثير المتواجد في قبور الفراعنة !؟
لم يفيدهم بشيء ، ومن بعدهم هم من أخذوه ..
 
( صرت بهرب لاشياء غلط وخصوصا لما بقلق .. )
 
رائع أنكي قولتي ذلك .. ( أنا بهرب )
 
( كثير بيأنبني ضميري بعد كل غلط وباخذ موقف احيانا وابطل واحيانا بنفسي بقرر اروح للغلط )
 
من الجميل أنك قولتي أنك بتقرري أنك تروحي للخطأ ! ، هذا شيء رائع ، وفي هذا الإعتراف والصراحة أنتِ قطعتي أكثر من نصف الطريق للتخلص من هذا الخطأ والتغيير ؛ لأن هناك الكثيرون من يوهمون أنفسهم أنهم يرتكبون الخطأ بأنفسهم ولكن السبب ليسوا هم بل الآخرين أو الظروف أو أي شيء آخر غيرهم … وهذا يجعلهم يتفننون في إرتكاب الأخطاء وزيادة وتنوع الأخطاء وإبتكار أخطاء جديدة بالإضافة للقديمة ، وتدمير أنفسهم بانفسهم بدم بارد .
 
( حتى الانسان دا الي بعرفه انهى العلاقه وانا حاسه انه فقد الامل فيني وتعب كثير معاي )..
يعني ايه ؟ ممكن توضحي اكتر .. ؟
 
( كل ما اخلق دافع احسه تافهه ومو مستاهل التعب دا كله ) ؛ لأنك أنتي من تمنحين الدافع القيمة ومعنى. تقريباً كل شيء وأي شيء في هذه الحياة الإنسان هو من يمنحها قيمة ومعني ، وهذا الشيء هو أولاً ، وثانياً قد يكون قلبك لا يشعر بالإنتماء لهذا المكان .. أي هذه الأهداف مزيفة ليست حقيقية .. أنا كنت أجتهد كثير وكنت دائماً من الـ 3 الأوائل على مستوى المدرسة وفي آخر 3 سنوات كنت الأول ، ولكني كنت مزيف .. لأنني لا أرغب في ذلك ولا أرغب في هذه الدراسة الأكاديمية .. أنا فقط أفعل ذلك حتى أحصل علي رضى أهلى ورضى من حولي ، وأنمي الأنا والغرور بداخلي لأشعر بأن لي قمية في أعين من حولي ، بينما كنت في عين قلبي لا شيء يذكر ! .. كنت غبي وأحمق وفاشل وفارغ ومزيف!
 
وأعتقد لا يفضل التخيلات السلبية! ؛ لأن كل التخيلات بتتحقق بدرجات متفاوتة علي حسب العمق والإيمان والجذور الداخلية التي تنتمي لهذه التخيلات ، فابحثي عن تخيلات إيجابية ، والأفضل أن تبحثي عن الحقيقة ، وأن تنزعي عنكي الزيف … لأن هذا الأمر سيقصر الطريق عليكي كثيراً ..
 
الشيء أو المجال الحقيقي الذي يتنمي لقلبك له مميزات كثيرة أنه يجعلك سعيدة لأنكي تمارسينه فقط! ، ويجعلك تشعرين بالحرية والثقة والحب تجاه نفسك وتجاه الحياة لمجرد ممارسته ، ويمكنك أن تمارسينه لأوقات طويلة كل يوم بكامل إرادتك وحريتك وأنتي سعيدة لذلك ، ويمكنك أن تمارسينه بدون مقابل مادي يذكر لشهور أو لسنوات! ، والعكس صحيح … المجال المزيف لا يجعلك سعيدة وإن منحكي السعادة فهي مزيفة لا طعم لها ، ولا تشعرين معه بالحرية ولا بالثقة ولا بالحب وإنما تشعرين بمشاعر سلبية متنوعة منها الضغط والفراغ الداخلي وعدم الإنتماء ! ، ولا يمكنكي أن تمارسينه بدون مقابل مادي أو مقابل معنوي من الآخرين .. أن هذا الطريق هم يدعمونه ويدعمون من يسرون فيه ، وبالتالي سيرك فيه يجعلهم يدعمونكي في حين لو اخترتي طريق آخر لن يدعمونك وقد يحاربونك وأنتي تخافين منهم …
 
( مصرة انك تذاكري ومصرة تاخدي درجة كويسة ، وكل خوفك من الاختبارات! ) المجال الذي تحبينه لا يوجد إرغام! ، أعتقد أنه إرغام وقد يكون إصرار وأنا مخطأ في إعتقادي ( أنت الأعلم بنفسك وبداخلك وبمشاعرك ) ، ولكن شعور اللامبالاة السابق بسبب العلاقة هو السبب .. المهم أن لا يكون هناك إرغام وخوف ، وأن كان هذا إصرار بسبب حبك لهدا الشيء ، وأن اللامبالاة هي السبب .. أذن تخلصي من هذه اللامبالاة عن طريق الأفكار والمشاعر الجديدة .. أتمنى ان تكون أفكاري ومشاعري السابقة بالإضافة إلي هذا المقال الرائع الذي دار بيني وبين صديقة من جدة أن يفيدك ويمنحي غني المشاعر والأفكار ، وأن يخرجك من هذه المشاعر .. مشاعر اللامبالاة ..
 
إذا كان هالخيال مريحك تمام ، ولكن حاولي ان تجدي الأفضل ..
ربما هناك خيال أفضل ! .. أبحثي عنه ..
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !