الرئيسية » خواطر » اقوال اوشو » اشعر بالوحدة – خواطر عن الوحدة

اشعر بالوحدة – خواطر عن الوحدة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1596 المشاهدات
اشعر بالوحدة - خواطر عن الوحدة
– الوحدة…
 
إنّ في الوحدة أمرين
نوع من الحزن و السلام العميق والصمت…
الأمر يعتمد على كيفية نظرك إليها…
 
يمكن أن تكون أمراً صعباً للغاية
أن تكون للمرء مساحته الخاصّة…
لكن ما لم تكن لك مساحتك الخاصّة..
فلن تعرف كينونتك على الإطلاق…
ولن تعرف أبداً من أنت…
فحين تكون منهمكاً دائماً…
و مشغولاً دائماً في ألف شيء و شيء…
في علاقاتك وفي مسائل الدنيا…
الهموم .. المخطّطات ..
المستقبل..الماضي…
فإن المرء يستمرّ في العيش على السطح…
 
حين تكون وحيداً..
فإنك تبدأ بالاستقرار و الغرق في داخلك…
لأنك لا تكون مشغولاً..
ولن تشعر بنفس الطريقة التي كنت تشعر بها دائماً…
سيكون الأمر مختلفاً…
و ذلك الاختلاف يُشعر المرء أنّه غريب…
و من الطبيعي أن يشتاق المرء لأحبّائه
لأصدقائه…
لكن هذا لن يستمرّ للأبد
إنّه مجرد تهذيب بسيط….
 
و إن أحبّبت نفسك بعمق…
و مضيت عميقاً في داخلك….
فلسوف تصبح قادراً على أن تحبّ الآخرين بعمق أكثر…
لأن المرء الذي لا يعرف نفسه
لا يمكن أن يحبّ الآخرين بعمق كبير…
فإن عشت على السطح
فلا يمكن لعلاقاتك أن تكون عميقة…
في النهاية هي علاقاتك…
و إن كان لديك عمق..
فسيكون لعلاقاتك عمق …
– – – – – – – – – – – – – –
– تغير العالم…
 
أنت عالمك..
ولذا فعندما تغير موقفك…
فأنك تغير العالم الذي أنت فيه…
لا يمكننا تغير العالم…
هذا ما حاول فعله السياسيون على مر الزمان
ولقد فشلوا بكل معنى الكلمة….
 
الطريقة الوحيدة لتغير العالم…
هي تغير رؤيتك
فجأة ستعيش في عالم أخر…
فحن لا نعيش في نفس العالم
ولسنا كلنا متعاصرين…
احدهم ربما يعيش في الماضي….
فكيف له أن يكون معاصرا لك ؟
من الممكن أن يكون جالسا بجانبك
يفكر في الماضي…عندها لا يكون معاصرا لك
وأحدهم من الممكن أنه يعيش في المستقبل…
ذلك الذي لم يحصل بعد… فيكف يكون معاصر لك؟
 
فقط عندما يعيش شخصان
في اللحظة الحالية
يكونا متعاصرين….
لكن في اللحظة الحالية ..يختفيا….
لانك ماضيك و مستقبلك
لكنك لست الحاضر …
ولا علاقة له بك…
 
عندما يكون شخصان هنا والأن
لا يكونا موجودين…. بل الله يكون…
 
نعيش في نفس العالم…
فقط حين نعيش بالله….
فمن الممكن أن تعيش مع شخص لسنوات
وتعيش في عالمك الخاص
و هي تعيش في عالمها…
ولذا يستمر النزاع بين العالمين المتصادمين….
 
قليلا… قليلا…يتعلم المرء كيف يتجنب الصدام
وهذا ما نسميه التعايش…
بأن نحاول تجنب الصدام.. بأن لا نتنازع…
هذا ما نسميه عائلة…. مجتمع…بشرية…..
كلها زائفة.!؟
فليس بأستطاعتك أن تكون مع رجل أو إمرأة…
إلا إذا كنتما أنتما الأثنين
تعيشان في الله….
لا يوجد أي…..حب غير هذا
……………..لا عائلة غيرهذه
…………….لا مجتمع سوى هذا
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
– ضجيج…
 
ضجيج هي الحياة…
و العالم مكتظ للغاية..
ولكن أن تتصارع من الضجيج
ليس الطريقة لتتخلص منه..
بل الطريقة هي أن تتقبله بالكامل…
 
إذ كلما صارعت أكثر
كلما أصبحت عصبيا أكثر …
لأنك كلما صارعت أكثر
كلما أزعجك أكثر…
 
تفتح.. و تقبله…
فالضجيج أيضا جزء من الحياة…
و ما أن بدأت بتقبله
حتى تفاجئ…
فهو لم يعد يزعجك بعد ذلك…
فالانزعاج لا يأتي من الضجيج
بل من موقفنا تجاه الضجيج..
الضجيج ليس مصدر الإزعاج…
بل موقفنا هو مصدر الإزعاج…
أن كنت ضده
فلسوف تنزعج..
أما أن لم تكن معاد له فلن تزعج…
 
ثم… أين يمكن أن تذهب؟!
أينما ذهبت لا بد من وجود نوع من الضجيج…
فالعالم بأكمله يضج..
وحتى لو وجدت كهف في الهمالايا وجلست هناك…
فسوف تضيع الحياة…
لن يكن هنالك ضجيج ..
لكن كل إمكانية النضوج التي تتيحها الحياة
لن تكون موجودة..
علاوة على ذلك
فعما قريب سيبدو الصمت مملاً و ميتاً…
 
و أنا لا أقول أن لا تتمتع بالصمت..
استمتعوا بالصمت…
ولكن أعرف أن الصمت ليس ضد الضجيج…
فالصمت يمكن أن يوجد بالضجيج..
وفي الحقيقة… حين يكون في الضجيج
فعندها فقط يكون صمتا حقيقا..
الصمت الذي تستشعره في الهملايا ليس صمتك..
أنه ينتمي للهملايا…
لكن في السوق يمكن أن تستشعر الصمت…
و يمكن أن تكون مسترخيا بالمطلق و مرتاحا…
 
عندها تمتلك الهمالايا في قلبك…
و ذلك هو الشيء الحقيقي…
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
أوشو
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !