الرئيسية » الذات » تطوير الذات » الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية !

الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية !

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1759 المشاهدات
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية !
إختلاف الرأي أو إختلاف العقيدة الفكرية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إختلاف الرأي هو ما يحدث بين أصحاب الفكر الواحد وأما إختلاف العقيدة الفكرية فهو ما يحدث بين أصحاب الأفكار المختلفة أو المتناقضة أو المتصارعة. يخطىء من يعتقد أنه ملزم بتبرير فكره لمن يختلفون معه أو أن لهم سلطان عليه.
 
عندما يختلف معك أحد في الفكر فأنت لست مجبرا على التعامل معه أو سماعه أو منحه فرصة للتعبير عن إختلافه. لماذا تريد أن تضيع وقتك مع من يختلف معك في العقيدة الفكرية ولماذا تريد أن تؤثر عليه؟ هو يعيش في عالمه الخاص وأنت تعيش في عالمك الخاص.
 
الوقت الذي ستضيعه في إقناع المختلفين عنك في الفكر من الأجدى أن تستثمره في تحسين التباين في الرأي مع المتفقين معك في الفكر. لا عيب في أنك تتوقف عن تبرير فكرك للآخرين. قد يعتقدون بأنك خائف أو منغلق ولكن هذا طبيعي، هم يريدون تحريك الإيغو عندك ليجبروك على الدخول معهم في جدال عقيم.
 
إن كان عندك متسع من الوقت وتريد إهداره مع المخالفين فهذا حقك ولكن لا تستطيع فرض هذا على الآخرين. وقتك وتستطيع أن تفعل به ما تشاء والناس تدير وقتها بطرق قد تختلف عنك.
 
إن كنت تشعر بالمسؤلية تجاه أصحاب الفكر المختلف فهذا شيء جيد. إذهب وأقضي عمرك في إقناعهم لكنك بكل تأكيد لا تستطيع إقناع الآخرين بتحمل مسؤلية الآخرين.
 
عندما تريد تنمية فكرك فالأفضل أن تنميه مع من يتفقون معك في الخطوط العامة وهنا حيث يجب أن تسمح بإختلاف الرأي لكن أن تنطلي عليك خدعة إحتواء المخالفين وتصدقها فأنت عمليا تذبح فكرك بيدك.
 
الفكر لا يختلف عن الزرع. إذا أردته أن ينمو فيجب عليك إقتلاع الحشائش الضارة حوله. وإن لم تكن مزارعا ماهرا فالأفضل أن تتعلم أو لتبقى بعيدا أنت الآخر. لسنا بحاجة لصديق جاهل.
 
س: ممكن مثال عملي ( عميق وليس بسيط) يوضح الفرق بين اختلاف الفكر واختلاف الرأي؟
 
ج: واحد يلعب كرة قدم يتجادل مع لاعب كرة سلة = إختلاف فكر
٢ لاعبين كرة قدم يتجادلون = إختلاف رأي
 
س: يعني ممكن نقول اختلاف الفكر هو اختلاف في الاهداف والرسائل ، اما اختلاف الاّراء فهو الاختلاف في طريقة تحقيق الهدف المشترك
 
ج: نعم
 
س: مكن الواحد يتطلع على العقائد و الافكار المختلفة ليزيد من علمه لكن يبتعد عن الجدال و النقاشات المضيعة للوقت والطاقة
لانه صعب جدا ان يكون من يتفقون معك فكريا عندهم كل العلم و المعرفة
 
ج: هذة خدعة أخرى تنطلي على الناس. أنت تملك كل الحلول وعندما تحتاج روحك للإطلاع على أفكار الآخرين فإنها ستأخذك لهم لتأخذ منهم ما تحتاج له دون أن تدخل معهم في جدال.
 
حسب المنطق العقلي يجب عليك أن تبحث لكن حسب المنطق الروحي العلم يبحث عنك وكل ما عليك هو فتح قلبك له.
 
س: هي دعوة الى احترام الذات اذاً
 
ج: بكل تأكيد، ما فائدة أن يكون للإنسان فكر إن كان يسمح لأي كان أن يستبيحه؟
 
– الناس أحيانا تردد كلمات لا تعرف قيمتها. سمعوا عن الخلاف لا يفسد للود قضية وصاروا يستبيحون نفسهم ووقتهم وجهدهم لكل ناعق. أي واحد يقول لهم أقنعوني بالحجة والمنطق أو هيا نجري نقاش علمي وعلى طول يقعون في الشبك.
 
النقاش والحوار لا يتم مع كل من هب ودب ولا في كل وقت ولا في كل شيء. عندما تريد أن تحاور فحاور عندما يكون ذهنك صافيا وأنت مستعد للحوار هذا إن أعجبك عقل الطرف الآخر ووجدت فيه الإنصاف وحسن الخلق، وأما إن وجدت أنه ليس أهلا للحوار فلا تحاوره.
 
بالنسبة لنا كأشخاص واعين لسنا بحاجة للإطلاع أو الحوار مع أشخاص من فكر نحن أساسا كنا منه وهجرناه لعدم جدواه. يعني لو كان فكر لا نعرفه فيمكن أن نفسح مجالا لكن أن يتحاور معي من عرفت فكره بظاهره وباطنه وغثه وسمينه فهذا ليس إلا مضيعة للوقت.
 
س: ليس من العيب ان ننسحب من ممارسه جدال فكري عقيدي حتى لو كان هذا الجدال بين من هو ادنى ومن هو خير ولكن العيب هو ان ننسحب دون ان نثبت لهم اننا على حق واننا نتمتع بقمه الادراك والوعي الفكري
 
ج: لماذا نريد أن نثبت لهم؟
هذا فيه بعض الإيغو. الأفضل أن نتقدم وننشغل بتطوير الفكر والحياة والإثبات سيكون نتيجة طبيعية بلا عناء
 
س: ليس لنا على احد سلطان … كل حر في عقيدته … لكن كيف نتعامل مع من يفرض عقيدته عليك و يستخف بفكرك … احيانا التجاهل يدفعهم للاصرار فهم يعتقدون انهم مسؤولين عن دخولك الجنة او النار
لاحظت البعض يكفرون الاخرين لاحتفالهم باعياد مسيحية و يحاولون منعهم من ذلك و حتى انا لم اسلم منهم فبالرغم من اني لم ابد اي اعتراض او موافقة فقد تم تكفيري هههههههه
 
ج: التجاهل سلاح ممتاز. عندما نتوقف عن تغذية الإيغو لديهم فإنهم يفقدون الرغبة في إبداء آرائهم.
 
عارف الدوسري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !