الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » التنمية البشرية في الوطن العربي – الانسان العربي يخاف منها !

التنمية البشرية في الوطن العربي – الانسان العربي يخاف منها !

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1290 المشاهدات
حقيقة التنمية البشرية - دورات التنمية البشرية
لماذا ينتقد الانسان العربي التنمية البشرية وأي فكر مختلف والكتب الفكرية والفلسفية ويرتمي في أحضان الروايات الشعبية والدراما والأفلام ورجال الدين ، فقط الذين يرددون الكلام الشعبي المتوارث الذي لا قيمة له ولا يقدم أي حل حقيقي فقط شعارات خاوية فارغة هشة ، لماذا ؟
 
– أولاً أحب ان اقول لك أنا لا أروج ولا أدافع عن التنمية البشرية ، أنا لم أحضر ولا كورس واحد في التنمية البشرية طوال حياتي إلي الآن ، اشتريت كورس واحد فقط وباقي ما تعلمته عن النفس البشرية وعن الحياة الانسانية عموماً مجرد تعليم ذاتي فقط .
 
التنمية البشرية والفكر والفلسفة تجبره علي التفكير الحقيقي والنقد الحقيقي الذي سيتوجه للذات بكل تأكيد لا إلي النظام السياسي لا إلي الحكام .. لا إلي مذاهب فكرية معينة ولا إلي رجال الفن ولا إلي رجال الدين الغير مفضلين له والذين لا يثيرون غروره الشخصي بل يضربونه بقوة لاختلافهم عنه ولأنه ضعيف جداً وفارغ من الداخل فما يؤمن به مجرد أوهام هشة .. في التنمية البشرية والفكر والفلسفة لا مكان للضعفاء .. لا مكان للجبناء .. لا مكان لأشباه الرجال وأشباه النساء .. فقط الجراءة والشجاعة والتحدي وضرب الواقع علي رأسه وإنشاء واقع جديد ومصير جديد غير ذلك المفروض علي العامة من أفراد المجتمع وهم كثيرون جداً جداً ، مع العلم دائماً الإنسان يميل إلي الآمان الوهمي وهو آمان الإنتماء للجماعة والقطيع الذي ينتمي له ونشأ بداخله .
 
الروايات الشعبية والدراما والأفلام و.. تجعله يعيش في دور المثالية أكثر .. في دور الضحية أكثر .. في دور الحماقة أكثر .. في الغيبوبة الكارثية أكثر .. في دور العبودية أكثر .. سواء عبودية للنظام السياسي أو الاجتماعي أو الأسري ..
 
الإنسان العربي يخاف من علوم التنمية البشرية والكتب والفلسفة والفكر ,, يخافها جداً !؟
هو يقول أنه لا يحبها أو أنها أقل من مستوي تفكيره العالي والعظيم الذي أنتج جبال من التخلف والجهل والحماقة والفقر المعنوي والمادي ! ، ولكني أعتقد أنه في عمقه مجرد كاذب أحمق كبير .. هو يخاف منها .. يخاف جداً منها .
 
لأنها تقول له فكر خارج الحدود والقيود المفروضه عليك باسم الله وباسم المجتمع ، تقول له أنت السبب في كل مشاكلك لا الله هو السبب ولا القدر ولا الدنيا ولا الناس ولا الظروف ولا البلد والنظام السياسي ، تقول له أنه يمكنك أن تحقق النجاح والسعادة التي تريدها بدون أن تلعن النظام السياسي والحكام والعالم كله لأنه مختلف عنك وعن توجهاتك الفكرية والعنصرية ، تقول له أن يمكنك أن تمتلك المال الكثير بدون أن تذهب إلي باب الحكومة لتطلب منها معونة تسد جوعك .
 
تقول له أنت السبب .. وأنت ملك وسيد حياتك .. لا أحد يملكك لا أحد سيد علي حياتك غيرك أنت .. أنت فقط من يسمح لبعض البشر أن يتحكموا في حياتك وتعيش في دور الكلب المطيع .. أنت فقط من ضيع قيمتك .. أنت فقط من تتعذب وتتألم لوحدك .. لا أحد يتألم معك .. أنت فقط من ضيع سعادتك وحريتك .. وأنت وحدك من يستطيع أسترجاعها .. لا أحد آخر .. ولن يكون هناك أحد آخر .. غيرك أنت .
 
وهذه هي الكارثة في نظره ..
فالأفلام والدراما العربية دائماً ما تلقي بالمسؤلية علي الآخرين ..
رجال الدين كذلك. أما يلقوها علي الشيطان أو الأنظمة السياسية ..
فالكل يصورك علي أساس أنك ضعيف هش ، كائن لا قيمة له تتلاعب به الظروف والأهواء والقدر والناس والأنظمة السياسية كالكلب المقيد بسلسلة حديدية .. ويتم سحبه بالقوة إلي حيث يريد سيده !
 
تخيل معي لثواني أن الإنسان العربي يتحمل مسؤلية حياته كاملة !
عندما يجد نفسه بلا عمل .. يقول أنا السبب وينزل يبحث ويعمل أي شيء
عندما يجد نفسه تعيس حزين .. يقول أنا السبب ويبحث كيف يسعد نفسه بنفسه
عندما يجد أنه وقع في مشكلة .. يقول انا السبب ويبحث عن الأسباب ويدمرها ويأتي بأفكار جديدة
 
عندما يجد أن في أي علاقة في حياته مشكلة .. يقول أنا السبب ويبحث عن الأسباب ويقوم بحلها ، بدلاً أن يلقي اللوم علي الزوجة أو الزوج أو الصديق أو الصديقة أو الأخ أو … ويخرج بهما كل العيوب والسيئات ويظهر نفسه الملاك ، الذي بكل تأكيد عيبه الوحيد الطيبة الزائد !! ، اقرأ: الطيبة الزائدة سببها وعلاجها – القلوب الطيبة
 
عندما يجد أنه في علاقة حب ويريد أن يرتبط بمن أحب ولكن النظام الاجتماعي أو الأسري لديه أو لدي الطرف الآخر يرفض تلك العلاقة وذلك الحب وذلك الزواج بشروطهم .. يقول أنا السبب ويتحمل مسؤلية حياته ويقاتل إلي أن يتزوج من يحبه بشروطه وبقوانينه لا بقوانين الأهل ولا بقوانين المجتمع البائس ولو بالقوة .. فلا حياة للضعفاء .. لا حياة لآشباه البشر ..
 
فأما الحرية والحياة أو العبودية والموت. ولا يوجد أسوء من عبودية الظروف والنظام الأجتماعي والأسري وهو منتشر بصورة كبيرة جداً في الوطن العربي وهي تلك الكارثة الحقيقية .
 
تخيل معي إنسان عربي عندما تواجهه أي مشكلة في حياته لا يلقي اللوم علي أي أحد ولا علي أي مؤسسة سياسية ، لا يقبل أن يعيش في دور الضحية .. لا يموت في صمت .. لا يخضع للظروف ولا للنظام الاجتماعي والاسري .. لا يقبل أن يموت وهو علي قيد الحياة. كل مشكلة تواجهه يذهب بنفسه ليعرف ما هي الأسباب ويقوم بتدمير القناعات والأسباب الفاسدة واصلاح ما يمكن اصلاحه والبناء مره آخر بعد تدمير الجذور الحقيقية للمشكلة ، ويقوم بعدها ببناء نفسه بقوة وجراءة وتحدي وعزيمة ..
 
فقط تخيل ذلك .. 🙂
.
أخيراً أحب أن أوضح نقد بناء وحقيقي ، وهو أن التنمية البشرية في الوطن العربي بعضها أفكاره هزيلة وضعيفة وفارغة ، نعم هي ضعيفة لأن مستوى الوعي والفكر والعلم في العالم العربي لا يمسح لأكثر من ذلك ، مجرد أفكار واختلافات بسيطة بين بعض أفكار الشعب الواحد وأصحاب الديانة الواحدة تقوم الحروب والصراعات والقتال كما هو منتشر الآن .. أؤمن أن القليل فقط من سيتغيرون عن طريق الفكر باستخدام قلوبهم حق استخدامها ، أما الآن الوطن العربي أكثره سيتغير عن طريق الدماء والآلام والكثير من الموتي الأحياء الذين سيكونون عبره للأجيال القادمة .
.
عبدالرحمن مجدي
 
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !