الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » التوافق النفسي بين الزوجين – اختيار شريك الحياة

التوافق النفسي بين الزوجين – اختيار شريك الحياة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2044 المشاهدات
التوافق النفسي بين الزوجين - اختيار شريك الحياة

– هل في يوم من الأيام تسائلت لماذا يحدث الانفصال بين زوجين يبدوان رائعين ومتوافقين؟

– الزوج وسيم ورائع، ناجح، كريم، على خلق، يملك المال

– الزوجة جميلة ورقيقة، مهذبة، مثقفة، طموحة، مزاجها رائق.

عندما تنظر من أي زاوية لا ترى إلا أسباب النجاح تحيط بتلك العلاقة الجميلة. المنطق يقول بأنهما الزوجان المثاليان ولكن ينهار الزواج بعد سنوات قليلة، ثلاث أو أربع سنوات وينتهي كل شيء وتتبخر الفرحة.

ليس سحرا ولا مسا ولا عينا ولا أي من تلك الخرافات التي تزخر بها ثقافتنا المحلية. إنهما وبكل بساطة غير متوافقين طاقياً. طاقة كل منهما تختلف عن طاقة شريك الحياة.

لن أدخل في تفاصيل التوافق الطاقي لأننا لن نتمكن من لمسها وقياسها لنضعها ضمن قاعدة يتبعها الناس لكن هناك علامات يمكننا من خلالها استشفاف التوافق الطاقي بين الزوجين.

لا تنخدع بمشاعر الحب.. الحب يحدث لأسباب عديدة. إعجاب، حاجة في النفس، اختلال في الشخصية، كبت، تجربة سابقة فاشلة، توافق في الأفكار، توافق في المشاعر، طول العشرة وأسباب كثيرة لا منتهية.

الحب لا يعني التوافق الطاقي أبدا مع أنه قد يكون مؤشر جيد عليه.

تعرف بأنك متوافق طاقيا مع شخص ما عندما تخضع لك الدنيا، عندما تشعر في داخلك بقوة عجيبة على تحقيق أهدافك وتحطيم كل القيود. عندما تجد الإنسان المتوافق معك طاقيا فإن الحياة تبدو سهلة والطموحات تتحقق بسرعة أكبر، تفتح كل الأبواب لكما. هذا لا يعني بأنكما لن تواجها مصاعب الحياة أو لن تكون هناك خلافات زوجية ولكن بشكل عام أنتما معا تحققان أكثر من المتوسط العام وقد تحققان اختراقات عظيمة في مرحلة من مراحل حياتكما معا.

عندما يقرر شخصان الزواج فإنهما في الحقيقة يقرران دمج طاقتيهما معا، دمج رزقهما معا، دمج حياتهما معا. فالكون ينظر إليهما كإنسان مضاعف القوى.

لا أريد التفصيل لكن يبدو بأنه ضروري ولو على عجالة.

لو فرضنا أن كل إنسان طبيعيا يساوي في ميزان الطاقة ١٠ درجات. إذا لو تزوج شخصان فإن الكون سيتوقع منهما نتيجة طبيعية هي ٢٠ درجة.

الميزان هنا مختلف، العازب متوقع منه أن يحقق ١٠ درجات لتتكامل حياته بينما الأزواج متوقع منهم أن يحققا ٢٠ درجة.

لنتخيل هذا السيناريو.

– طاقة الزوجة ٨ درجات

– طاقة الزوج ٣ درجات

= المجموع ١١ درجة.

هل يمكن ملاحظة المشكلة؟ الكون يتوقع ٢٠ درجة لكن ما يقيسه في تلك العلاقة هو ١١ درجة. ماذا ستكون النتيجة؟ متوسطة. حال متذبذب. ذلك الزواج بالكاد يوفر طاقة تخرجه من السقوط في الهاوية.

سيناريو آخر

– طاقة الزوجة ٨ درجات

– طاقة الزوج ٩ درجات

= المجموع ١٧ درجة

الآن الوضع أفضل بكثير وهو يقترب من الاكتمال. الطاقة عالية وكل شيء يسير بشكل جميل جدا. الوضع مستقر بشكل عام. هذه عائلة ناجحة بكل المعايير وبقليل من الثقافة وتحفيز روح المنافسة وقليلا من المنطق يمكن تحسين الأداء.

ما الذي يرفع الطاقة أو يخفضها؟ أنت. أنت مسئول عن مستويات الطاقة لديك. عندما تؤمن بنفسك وبقدرتك فإن طاقتك ترتفع وعندما تؤمن بأنك غير قادر وبأن كل شيء مستحيل فإنك تسحب الطاقة من نفسك.

عادة ماذا يحدث؟ منخفض الطاقة يسحب عالي الطاقة نحو الأسفل والحل كما اعتقده هو الطلاق. الانفصال لأن في الغالب منخفض الطاقة لا يرغب في تغيير وضعه، هو غير مؤمن بنفسه ولا بقدرته على تغيير وضعه نحو الأفضل.

المثل يقول تستطيع أن تأخذ الحصان إلى النهر لكن لا تستطيع أن تجعله يشرب.

في فترة الخطوبة يمكن ملاحظة هذا الشيء لو توقف الإنسان ونظر بعين العقل ولم تعمه مشاعر الحب.

لا تطيح على بوزك أنت وياها من أول أيام الزواج. على الأقل امنحا أنفسكما فرصة للتراجع بدون أطفال. انتظرا في العامين الأولين على الأقل.

الآن فكر في غلاء المهور، اليست هذه حماقة يرتكبها البشر؟ سعر عالٍ في سلعة غير مضمونة، ربما تم التسويق لها جيدا عن طريق الحب لكنها في النهاية غير مضمونة دون تجربة حقيقية.

مشكلة الناس أنهم يختارون شريك حياتهم لأنه جيد وليس لأنه مناسب !

هناك الكثير من الناس الجيدين الذين لا يناسبوننا أو نناسبهم ^_^

الحب كما يعرفه أكثر الناس ليس سوى تعلق لا علاقة له بالحب. في الحقيقة حبهم يضعفهم كثيرا ويستنزف طاقتهم ، أما الحب طاقته عالية وقوية جداً

الأهل في كثير من الأحيان لا يدركون هذه الخاصية فتتحول العائلات للعداء المتبادل. أهل الزوجة يقولون ابنتنا كاملة مكملة وما فيها عيب وأهل الزوج يقولون نفس الشيء عن ابنهم فتثور الخلافات والأحقاد بين العائلتين وكل منهم يعتقد بأنه مظلوم وينسون بأن الأمر لا علاقة لها بالمواصفات الظاهرة أو القيام بالواجبات الأسرية.

أكثر المتأثرين بهذه المسألة هي طبقة المفكرين والطموحين أما الغافلين فالحياة بالنسبة لهم تمضي بحلوها ومرها هكذا حتى نهاية العمر ، الموضوع ليس للجميع في الحقيقة

هل ممكن أن يتحسن الوضع؟ طبعا وهذا يحتاج إلى الكثير من الصدق والصراحة وكثير من الاحترام المتبادل بين الطرفين.

عارف الدوسري

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !