الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » الزواج عن طريق الحب

الزواج عن طريق الحب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1068 المشاهدات
الزواج المبكر - أسباب تخليك تتجوز في العشرينات
عندما تختار طريق الحب ..
عليك أن تضع هذا في الحسبان ..
فالحب حقاً غريب ، كلنا عشنا هذه الحالة ..
أن تحب أحدهم ، وأحدهم يحب آخر ..
وأنت يحبك شخص ثالث ، ولكنك لا تحبه!
 
وأحياناً أحدهم يكذب عليك أو يخدعك بأنه يحبك ..
وفي الحقيقة هو يملأ فراغه أو يسد حاجته المؤقته منك ..
فهو كالكلب السعران الجائع كل ما يهمه أن يسد جوعه ..
 
أحذر من هذه الكلاب الضالة ..
وأحذر أن تكون هذا الكلب وتنهش قلب أحدهم ..
كلنا نمضى بلحظات نكون فيها كالكلب السعران ..
أما للحب وأما للجنس وأما لكلاهما معاً ..
.
وإذا حدث ذلك ونهشت قلب أحدهم ..
وبكل تأكيد ستشعر بذلك ، فتوقف ولا تستمر ..
واعتذر لهذا القلب ..
والأهم يكون داخلك ممتلئ بالندم بأنك لن تفعل ذلك مرة آخرى ..
فإن كان عليك أن تنهش أحدهم ، فالتنهش هذا السعار حينما يُصيبك .
 
كيف تتعامل مع هذه المسألة:
أن تحب أحدهم وهو لا يحبك ..
أو أحدهم يكذب عليك ويخدعك..
هنا يظهر لك نوعية الحب الذي تنتجه بداخلك ..
ومدى جودته في حياتك الشخصية مع نفسك ومع الآخرين ..
لأن هذا سيتوقف عليه علاقتك حتى بأبناءك في المستقبل!
 
الحب على الرغم من بساطته فهو كالحياة يكره السطحية ..
فالسطحية معه تجعله يجف بداخل القلب ويموت ..
وغالباً تنفجر ينابيع الكراهية في القلب !
 
ستقول لي: أليس الحب أن نتزوج بمن نحب ونعيش معهم !؟
سأقول: بل الحب أن يكون الآخر سعيد ، وفي حالة عدم سعادته معك ..
يجب أن تنصحه بنفسك أن يبتعد ليجد سعادته ، وحتى إن كنت سعيداً معه..
الحب أن نختار ونتمنى السعادة له ، وأن نحترم سعادته أينما وجدها ..
لا أن نختار أنفسنا وسعادتنا المؤقتة ؛ لأنه بعد حالة السعار ..
أنت ستهدأ .. ستشبع ، ولكنه سيصاب بجرح لن يشفى ..
سيذبل وستكون تعاسته وموته المؤكد معك أنت ..
وأنت ستذبل وستموت وتعاستك ستكون معه .
 
فلماذا لا نبتعد عن بعضنا ببساطة وببراءة ، وكلنا امتنان وحب للحظات التي عشناها مع بعضنا بدلاً من أن نظل مع بعضنا رغماً عن طبيعة الحياة بداخلنا أو نبتعد عن بعضنا بكراهية وكلنا غل .. ونمرض .. وتمرض حياتنا .. ولا نحمل إلا الذكريات المؤلمة والقبيحة التي نسجنا أغلبها من وحي خيالنا !؟
 
سأخبرك بشكل آخر: هل معنى حبك لنفسك أنك تعيش معها !؟
كم من أناس يعيشون مع أنفسهم ويدعون أنهم يحبونها ..
وحبهم لأنفسهم لا يزيدها سوى معاناة وآلالام وتعاسه ..
كم مرة سحبت نفسك نحو الخنقة والمعاناة والتعاسة !؟
وكم مرة سحبتها نحو الحرية والسعادة والحب !؟
 
إجابة السؤالين الماضيين سيحددان لك ..
نوعية وجودة الحب الذي تحمله في قلبك ..
هل حقاً نفسك تستطيع أن تتحمل هذا الحب !؟
 
إن كانت تتحمله ، فبكل تأكيد لن تجبر أحد عليه!
فهو بالنسبة لك كالنعمة ، كالنجاح .. كالمال .. كالسعادة ..
 
هل شاهدت يوماً إنسان سعيد يجبر الآخرون على السعادة ..
هل شاهدت يوماً إنسان مُحب يجبر الآخرون على الحب ..
ولكنك بكل تأكيد شاهدت من يجبرون الآخرون على التعاسة والكراهية ..
والبعض حتى يفعل ذلك بدافع ديني وأخلاقي وبطولي !
 
لا يوجد إنسان يجبر آخر لأنه يحبه ..
على أكل طعام لذيذ ، فقط يقترح عليه هذا الطعام ..
ليأكله حتى ولو بمفرده متى يشاء ذلك ..
 
بينما يوجد إنسان مريض يجبر آخر لأنه يكرهه ..
على أكل طعام مسموم ، أو يقتله مباشرةً !
 
نفسك أنت بالفعل تعيش معها ..
طوال سنوات ومازلت تعيش معها الآن ..
أنظر كيف تحب نفسك ؟ وكيف تتعامل معها في تقلباتها ؟
وما هي محصلة حياتك معها ؟ وكيف تواجه التحديات معها ؟
وما هي النتيجة التي حصلت عليها الآن من مرافقتها !؟
وإذا أخترت اسم لعلاقتك بنفسك ما هو هذا الاسم !؟
هل هي علاقة قائمة على الصداقة أم العداوة !؟
علاقة غالب عليها السعادة أم التعاسة !؟
علاقة غالب عليها الحرية أم الاختناق !؟
علاقة غالب عليها الحب أم الكراهية !؟
وبعد ذلك توقع كيف ستكون علاقتك مع شخص آخر ..
 
هل تعتقد أن كل الناس تحب أنفسهم !؟ ..
أذن لماذا يُقدم أحدهم على التدخين مثلاً ؟
أو يُقدم الآخر على التنازل عن حقوقه ؟
أو يُقدم الثالث على السجود لأصنام واقعه ؟
 
كيف يظل الإنسان يفعل في نفسه ذلك ..
طوال سنوات بل ربما طوال عمره ، وهو يشعر ..
حرفياً بأن السعادة تموت بداخله ..
بأنها تقل وتُغتصب منه ..
بسبب هذه الأمور !
 
لا أحد لا يعلم لماذا هو تعيس أو سعيد !؟
ولكن الكثيرون في التعاسة يحبون أن يدفنوا الأسباب الحقيقية ..
لأن الأسباب الحقيقية ، ستجعلهم يتحملون مسؤولية حياتهم كلها ..
ستجعلهم يتحملون مسؤولية كل الخسائر والأحزان التي أصابتهم ..
ستجعلهم يدافعون عن أنفسهم أمام كل من يحاول ضرها وإتعاسها ..
ستجعلهم يدخلون حرب هم أضعف من أن يذكروها بينهم وبين أنفسهم !
 
هذه الحرب هي أن يحاربوا أصنامهم مهما كان حجمها ..
حتى يحطموها بداخلهم تماماً ، ويصلون لسعادتهم .
 
فالأسباب حينما تكون واضحة ، والهدف واضح ..
سيجدون أن الطريق خطر ، ولكن يجب أن يسيروا فيه ..
لذلك يدفنون الأسباب ، ظناً منهم أن هذا هو الحل الآمن لهم ..
فتنفجر بداخلهم جيفة قلوبهم حينما تحتضر راغبة في الموت ..
 
* * * * * * * *
* كيف أعرف أنني أحب شخصاً ما ؟ ..
* أو كيف أصل إحساسي لشخص أحبه !؟ ..
 
– أحياناً لقاء واحد يكفي! ، وأحياناً بضع أو عدة لقاءات كافية جداً ليصل الإحساس .. ليؤمن قلبك بحبه .. وليشعر قلبه هو بحبه لك .. وليشعر بحبك أيضاً ، وإن لم يصل بعد بضع أو عدة لقاءات فهو لن يصل أبداً ! .. وحتى إن وصل بعد ذلك سيكون غالباً ضعيف بعض الشئ ..
 
وإن كان الطرف الآخر لا يعرف إحساسي وأريد أن اخبره ليرتاح قلبي ولا يأنبني في المستقبل بأنني خفت وجبنت .. اخبره بنفسي وأنا انظر لعينيه ، وبعد ذلك إن وصل إحساسي فأهلاً وسهلاً به ، وإن لم يصل حتى بعد ذلك ؛ فغالباً لا يمكن أن يصل أبداً .
 
وإن كان يعرف إحساسي وأنا اعرف احساسه .. أذاً يكفي أن أحبه! ..
أحبه بصورة أكثر حميمية .. أنصت له .. أتقرب له .. أحتضن قلبه ..
 
أتعرف على أحلامه وأقف بجانبه ..
أتعرف على كم مرة انهار ونهض ..
أتعرف على جذوره ، وكيف نشأت ..
أتعرف على مشاعره وأفكاره واحترمها ..
اتعرف على عيوبه ونقاط ضعفه وأحتضنها ..
 
اجعله يصل لدرجة أنه عندما يتحدث معي لا يفكر !
يخرج الكلام منه بإنسياب وسهولة وعذوبة كالماء …
 
لا أجعله يتردد ويفكر حينما يتكلم .. هل يقول هذا أم لا !؟
أو يقف عند شيئاً ما ؛ لأنه يخاف من ردة فعلي تجاه هذا الأمر ..
كلما كثرت هذه الأشياء .. كلما كثر الكذب ، وكلما شعر هو بالاختناق ..
 
لا أحد يحب أن يكون كاذب ، ولكننا نكره أن نتحدث أصلاً أمام من لا يحترمون أفكارنا ومشاعرنا أولاً .. وثانياً من لا يتفهمون أننا بشر نخطيء ونصيب ، وأننا جميعاً نقع في الحماقة … وثالثاً من لا يملكون قدر كبير من الرحمة والتسامح والغفران لأنفسهم وللناس من حولهم .. وبالطبع لنا .. خاصةً لنا .
 
لذلك يجب أن تكون ردة فعلي طبيعية كلها رحمة وغفران وتفهم وحب ..
وإلا خسرت أشياء وجذور بداخل قلبه ، والتي ستزداد مع الوقت ..
لتجد نفسك تخسر الشجرة بأكملها ، حتى بأوراقها وثمارها ..
 
فالشجرة حينما تتعامل معك ، تتحول فجأة الشجرة إلى بلاستيك ميت !
بينما حينما تتعامل مع أي أحد آخر ، تصبح شجرة حية وتمنح ثمارها له ..
 
الشجرة ستصبح ميته معك أنت فقط !! ، وحينها لا يمكن أن أصف لك كم ستصبح العلاقة قبيحة وسيئة ومُميتة لكما على حداً سواء .
 
في كل مرة يتردد أن يخبرك من تعتقد أنكم تعيشوا علاقة حقيقية معاً سواء حبيب أو صديق أو ابن أو ابنه أو زوج أو زوجة … يجب أن تخاف على حياة هذه العلاقة ؛ فهذا إشارة أن هناك فيروس يتخلل هذه العلاقة وأمرضها بالفعل! .. فخوفه ليس طبيعي .. هناك عوائق في العلاقة بينك وبينه يمنع الكلام من السريان .. إذا بحثت ستجد ربما هناك حجارة أو أتربة أو حطام ، وربما هناك حائط .. عليك أن تكسره .. لأنه في العلاقات الإنسانية لا تتوقف عند مستوى معين ، فأما أن تصبح أكثر سلاسة وصفاء وعذوبة .. أو تصبح معقدة وخانقة وملوثة أكثر .
 
* * * * * * * *
هناك علامات وأشارات تدعو لنهاية العلاقة ..
من أهمها التنافر الروحي والنفسي العميق والواضح ..
وهذا أمر حسي بحت ، كلاً على حسب صدقه مع نفسه ..
 
المشكلات والاختلافات أحياناً لا تدل على اشارات لنهاية علاقة ..
بل ربما تدل على بداية الدروس الحقيقية لتقوية هذه العلاقة ..
بينما في علاقة آخرى تدل على التنافر الروحي والنفسي ..
والذي يحدد هذا هو الشخص نفسه أو كلاهما معاً .
 
حقاً الأمر يحتاج إلى الكثير من الشجاعة والوضوح ..
 
* * * * * * *
حينما تقع في الحب ..
أو حينما تتبع قلبك في حلم ما ..
 
حاول أن لا تضع المعلومات التي قرأتها في الكتب والروايات وتم برمجة داخلك عليها مثل الأفلام والمسلسلات فوق قلبك ! … لأن الكتاب أو الرواية أو الفيلم ليس حياة .. بل جزء ضئيل جداً من الحياة .. هو قصة حياة أحدهم .. وليست قصة الحياة التي تعج بالقصص والروايات التي ربما هي أكثر بكثير جداً من عدد الشعر في رأسك .. ربما تساوي عدد كرات الدم في جسدك ..
 
حاول أن تضع قلبك أولاً .. في المقدمة ..
وخلفه أو في رأسك ضع هذه الخبرات والقصص ..
التي من الطبيعي غالباً لن تتناغم مع قصتك ..
ستجد نفسك أمام مواقف ومشاعر وأفكار ..
لم تذكر في قصة ، وحتى إن ذكرت ..
فأنت تشعر بشكل أغرب بكثير عندما عشتها ..
لأن القراءة شئ ، والتجربة على أرض الواقع شئ آخر .
 
* * * * * * * *
الحب مستويات …
أولها الشك والظن .. ثم الأعتقاد ..
ثم الإيمان ، وفي النهاية يأتي اليقين ..
ليقتل الشك ويتلاشى ضباب الظن ..
ولا يعود بعدها لقلبك أبدا ..
 
أغلب الناس حرفياً حبها مجرد ظن ..
قرارات حياتهم كلها ظنون ..
أسلوب حياتهم كله قائم على الظن !
 
لا تحول علاقتك العاطفية إلى زواج ..
قبل أن يصل الحب إلى مرحلة اليقين ..
ولا تكذب على نفسك ..
عندما يصل الحب لمستوى الاعتقاد ..
أو الإيمان تقول أنك وصلت لليقين ..
لأن الكذب أنت من ستدفع ثمنه بالكامل وحدك .
 
* * * * * * * *
 
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !