الرئيسية » الذات » النجاح في الحياة » الطريق الى النجاح في الحياة

الطريق الى النجاح في الحياة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1693 المشاهدات
طريق النجاح - شيئا فشيئا سيتضح لك الطريق...
* النية القوية (1)
 
هل تأملت من قبل ضوء الليزر.. كيف لهذا الضوء العجيب أن يسافر هذه المسافه ليضئ بعيدا بينما لا يستطيع ضوء المصباح العادي أن يضئ إلا مساحه صغيرة لا تتجاوز البضعة امتار.. عليك الآن أن تعرف شيئا من خصائص الضوء.. فأشعة الضوء العادي ما أن تخرج من المصدر حتى تنتشر في جميع الإتجاهات بعشوائيه شديدة مما يسمح بالتصادم والتناحر فيما بينها وبالتالي يضعف بعضها بعضا وتفقد طاقتها تدريجيا الى أن يموت أثرها بالكلية على بعد مسافه لا تتجاوز ال 3 أو 4 أمتار حسب قوة المصدر.. بينما ينتج ضوء الليزر من تعريض أشعة الضوء فور خروجها من المصدر الى مجال مغناطيسي يؤدي الى انتظام حركتها في مسارات متوازيه لا يقطع بعضها بعضا بل أنها تتجمع في حزمة واحدة قوية تحافظ على حياة جزيئاتها أطول مدة ومن ثم تزداد مسافة التأثير إلى ما يزيد عن 200 او 300 مترا.. هذه العملية تسمى استقطاب الضوء وبذلك يكون شعاع الليزر عبارة عن حزمه من أشعة الضوء المستقطب. انتهى المثال.
 
هكذا تستطيع يا صديقي ان تفهم الفرق بين النية العامة والنية الموجهة.. أنت في كل أحوالك لا تخلو من المشاعر والأفكار ووفقا لتعريفنا الجديد للنية تصبح أنت في كل أحوالك لا تخلو من نية تحتضنها داخل نفسك.. ولكن نواياك تبقى عامة ضعيفه إلى أن تقوم بتوجيهها نحو هدف محدد.. هنا تبدا نوياك في طريق اكتساب القوة والتاثير.. فالقاعدة العلمية تقول أن الطاقة حيث التركيز.. يعني ذلك أنك كما لو كنت تقوم بعملية استقطاب لإشعاع نواياك حتى تنطلق إلى الكون قوية متينه بالغة التأثير.. والسؤال الآن كيف يمكنك أن تطلق نية قوية قادرة على تبليغك أهدافك.. هنا يجب على كاتب هذه السطور ان يقدم لك خطة عمل ومرشد يعينك على انجاز المهمه.. إن عملية تخليق نية قوية للوصول لهدف ما تمر تحديدا عبر خطوتين رئيستين:
1) تزكية النفس. 2) تخليص النية.
 
ذكرت سابقاً أن النفس واقعة بين الروح والجسد وتستمد قوتها من هذين المصدرين.. وأنت إذ تطلق نواياك فليس أمامك سوى أن تسلك أحد طريقين.. إما الإعتماد على نفسك الحالية التي أنت عليها الآن وبهذا تكون قد اخترت الإعتماد على القوة الأضعف.. أو أن تجد لك منفذا وسبيلا نحو القوة الأقدر.. قوة الروح.. حيث الالتحام مباشرة بقوة الخالق العظيم.. وهذا لن يتسنى لك يا صديقي إلا بالعودة بنفسك إلى برمجتها الأولى.. برمجة الفطرة.. وهذا ما نسميه بتزكية النفس.. تزكية النفس تعني تطهيرها من المضعفات التي لحقت بها من جراء برمجات العالم المادي محدود القدرة واستعادة برمجة الفطرة.. إن كل ما يقدم على صدر هذه الصفحة يعيدك إلى فطرتك ولكن للإختصار أقترح عليك عشرة مفاتيح هي الأهم في عملية تزكية النفس وهي (العبادة- الاستغفار- الامتنان- التسليم- التسامح- العطاء- التحدث الى الذات- المرح- الحفاظ على الطاقة- انهاء التعلق) وستجد لكل مفتاح مذكور نفحة مخصصة على هذه الصفحة تشرحه بشئ من التفصيل.
 
بعد خطوة تزكية النفس ننتقل الي خطوة تخليص النية.. وهي توجيه النيه في اتجاه الهدف مع تخليصها من المعتقدات المعرقلة.. هذه الخطوة تضبط ترددات اشعاع نيتك بما يتفق مع اشعاع هدفك المرجو ومن ثم تحقيقه واظهاره في حياتك.. وهذه العمليه تتطلب ضبط خمسة مفاتيح أخرى.. هذا ما سأتناوله في النفحة القادمة باذن الله.. دمتم سالمين.
 
* النية القوية (2)
 
حان وقت الحديث عن الخطوة الثانية في صناعة النية القوية.. خطوة تخليص النية.. الآن امسك يا صديقي بلوحة ضبط قوة نيتك.. فبالاضافة الى المفاتيح العشر سالفة الذكر والخاصه بتزكية النفس توجد باللوحة مجموعة أخرى مكونة من خمسة مفاتيح تتولى ضبط تخليص النية بما يتفق مع ترددات الهدف المرجو ومن ثم تحقيقه بإذن الله.. هذه المفاتيح يستند ضبطها على علم البرمجه اللغوية العصبية.
الآن تأمل المفاتيح الخمسة:
 
– أولا ضبط الكلمات..
 
1. ابدأ رحلتك بترديد عبارة: نويت أن أنعم ب (اذكر الشئ المراد بلوغه) بإذن الله وقوته.
 
2. كن إيجابيا محددا في التعبير عن مطلبك.. أيجابيا أي أطلب ما تريد وليس تجنب ما لا تريد.. فلا تطلب مثلا عدم الفقر أو ما يبعدك عنه بل اطلب مباشرة ما يمنحك الغنى والوفرة.. لأن قوى النية حقيقة انما تأتي لك بما تهتم به لا بما تريده.. وأنت اذ تقول لا أريد الفقر فأنت هنا تهتم بالفقر فيستجاب عليك بمزيد من الفقر.. وعليه عند دعائك المولى عز وجل فلتسأله عما يغنيك لا عما يبعدك عن الفقر.. وكن محددا في مطلبك بمعنى لا تطلب الغنى على عمومه.. بل حدد ما يغنيك.
 
3. احذر كلمة سوف والسين المستقبليه (سأتزوج ، سأمتلك ، سأنعم … ألخ) فأنت بذلك تزرع بذور التأجيل في استجابة قوى النية إليك.
 
4. اختر لك عبارة مبرمجه لنفسك في الزمن المضارع .. أكتبها في دفترك ، ثم رددها بيقين لنفسك خاصة في فترات البرمجه (ما قبل وبعد النوم مباشرة وأثناء التمشية منفردا).. وهناك العديد من الصيغ المقترحه.. ولكني ارى أفضلها التالية: انا في طريقي الى تحقيق (الشئ المراد بلوغه).. هذه يقبلها عقلك التحليلي بسهولة ولا يصطدم معها.
 
5. اكثر من تجاذب اطراف الحديث مع الاخرين عن الشئ المراد تحقيقه دون الاشاره الصريحه الى كونه هدفك الحالي.
 
6. أوقف الحديث عن تجاربك الفاشله السابقه.. فهذا يحرك نحوك المزيد من الفشل.
 
– ثانيا ضبط الأفكار..
 
1. هدفك يكون هدفك انت لا هدف لآخر
 
2. حدد رغبتك بدقة وابتعد عن العموميات.. فلا تنو السعاده وانما إنو بلوغ ما يسعدك تحديدا. حدّد ما تريد بالتّفصيل، فمثلاً إذا كنت تريد منزلاً فتخيّل الأشياء التي سوف تضعها في المنزل مثل حديقة أو فناء أو مطبخ كبير تخيّل جميع التّفاصيل ولكن تذكّر أن يكون تخيّلك منطقيّاً.
 
3. تخيل نفسك بقوة وبعمق أنك قد حصلت على ما تريد بالفعل بل واستمتع بهدفك المحقق بين يديك ..وادعم خيالك بكل الأفكار المثيرة التي تزيد من درجة استمتاعك.. قم بذلك كثيرا وخاصة في فترات البرمجه (ما قبل وبعد النوم مباشرة وأثناء التمشية منفردا).
 
4. تخلص من اي أفكار او معتقدات ليست في اتجاه هدفك.. فلا تهدف للزواج وانت معتقد ان النساء مزعجون.. أو أن الزواج أعباء ومسئوليات تثقل كاهلك.. هذا يعيق زواجك.
 
5. اذا كان هدفك عظيما.. فجزئه الى أهداف صغيره وأبدأ في تحقيقهم الواحد تلو الآخر.. حتى يتحقق الهدف الأكبر بالكلية ان شاء الله.
 
6. تخلص تماما من اي افكار في الندرة والتنافس من الآخرين وآمن أن الكون يتسع للجميع.
 
– ثالثا ضبط المشاعر..
 
1. اولا وقبل كل شئ عليك الشعور بالاستحقاق.. اي ان تؤمن في أعماقك انك مستحق لامتلاك ما تطلب.. وان تخلص نفسك من أي شعور بعكس ذلك.
 
2. إعط انتباهك وطاقة تركيزك للهدف المراد بلوغه دون ان تشعر بالاحتياج والنقص.. فتلك ترددات سلبيه تبعد عنك الهدف.. عليك أن تطلب هدفك وأنت مغمور في الشعور بالوفره والاكتمال واليقين في بلوغك اياه.
 
3. لا تقبل على أهدافك وأنت خائف منها أو متشككا في جدواها.. بل كن فرحا بها دائما مستبشرا منها السعادة والخير.
 
4. استشعر كما لوأنك قد حصلت فعلا على غايتك بل وتنعم بها ويسعدك الأحساس بامتلاكها.. وركز في هذه السعاده.
 
5. قدم التقدير والأمتنان على ما هو بين يديك الآن وارض عنه.. اياك ان تنوي الجديد وانت في سخط على القديم .. فذلك يحرك نحوك السخط ايضا مع الجديد.. يساعدك في هذا كثيرا أن تعدد إيجابيات ما أنت عليه الآن.. ابدأ بتدوين الايجابيه الأولى ومن ثم ستنساب على ذهنك بقية الايجابيات.. هنا ستشعر بالرضا بإذن الله.
 
– رابعا ضبط السلوك..
 
1. ارفع درجة استحقاقك للهدف.. اذا كنت تطمح للحصول على عمل ما فاذهب وتعلم ادواته واكتسب مهاراته.. هذا ما أسميه ب (سعي الإستحقاق).. ان استحقاقك للشئ يحرك نحوك قوى كونية تمكنك من بلوغه.
 
2. تصرف كما لو كنت قد حصلت بالفعل على ما تريد.
 
3. قم ببعض الاجراءات التفاؤليه كالتواجد في أماكن الشئ الذي تريده، حاول أن تجمع أكبر قدر من المعلومات عنه من خلال الأصدقاء والكتب والمجلات والأنترنت، احتفظ بصوره واقاصيص عنه.. داوم علي النظر اليه وتأمل حينها انك تمتلكه بالفعل.
 
4. إخلق لك فراغا في حياتك لاستيعاب الهدف المنشود.. ولا تتذمر من خلو المكان بل إبتهج لاستقبال الجديد المنتظر.. وتذكر ان التذمر يخلق موجة سالبه ربما تعطل لك عمل قوى النية.
 
5. قدم للكون شيئا من جنس ما تود بلوغه.. فاذا كنت تطلب المال فكن كريما مع من حولك.. اذا كنت تطلب الحبيب فبادر بمشاعر الحب مع الاخرين.. اذا كنت تطلب السعاده.. فاسعد من حولك قدر المستطاع.. انك بذلك تضع نفسك على تردد الشئ المراد تحقيقه.. فيستجيب لك الله بجنس ما قدمت ولكن بالقدر الذي يرضيك.
 
6. لا تنس دعاءك لغيرك بظهر الغيب.. قال النبي الكريم – عليه افضل الصلاة والسلام – (من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل).
 
– خامساً اليقين..
 
من أهم أسباب ضعف النية هو تلك الموجة السالبة الكبيرة التي يحدثها الشك في الوصول إلى الهدف.. وذلك لأن العقل يأبى ألا يقبل سوى ما هو مبنى على أسباب مادية منطقيه وبالتالي يقاوم فكرة قوة النية في تحقيق مطلبه حيث انها مسأله روحيه في المقام الاول.. هذه حقيقة هي الخطوة الأصعب في عملية تخليص النية.. عليك أن تكون على تمام اليقين من كرم الله وعظمة ملكه ووفرة عطائه وطلاقة قدرته في اجابتك ما تريد.. وفوق كل ذلك محبته لك وارادته في رغد عيشك وسعادة حياتك ولكن فقط تذكر أن الأمر يسري وفقا لقانون إلهي ينظم هذا الكون ويحتاج منك الفهم والاستيعاب ليتسنى لك الاستفاده منه وتنفيذه في صالحك.. عليك ان توقن تماما من جدوى وفاعلية النية وقدرتها على الوصول بك الى غاياتك وأمانيك.. وبدوري سأمدك ببعض الأدوات التي يقترحها مدرب البرمجة الرائع مايكل لوسيير.. وتساعدك في هذا الشأن:
 
1. أحتف بالدليل والبرهان أي أشعر بالسعادة كلما تقدمت خطوة في اتجاه الهدف.
 
2. سجل في دفترك ما تحقق من خطوات.. وكرر قراءتها.
 
3. اسأل نفسك هل يوجد على الأرض من يمتلكون ما أريد.. فكم عددهم اليوم؟ وكم كان عددهم بالأمس؟ وكم سيكون عددهم غدا؟.. عند ادراكك أن هناك كثيرون قد بلغوا وكثيرون سيبلغون اهدافا مشابهة سيطمئن قلبك.
 
4. والرابعة مني: لا تتعجل الاجابه.. ففي تعجلك فرصة لدخول الشك الى قلبك.. تأكد ان الهدف يصبح في يدك فور توافق تردداتك معه.
 
بهذا تنتهي بحمد الله خطوات تخليص النية.. لكن مهلا.. ليس ذلك كل شئ.. هناك أمرا بالغ الأهمية عليك ان تعرفه جيدا.. انتظر النفحة القادمة بإذن الله.. دمتم سالمين
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !