الرئيسية » الذات » تطوير الذات » الوعي الجديد موجته تجتاح العالم العربي

الوعي الجديد موجته تجتاح العالم العربي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
742 المشاهدات
الوعي الجديد موجته تجتاح العالم العربي
موجة الوعي الجديد تجتاح العالم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما نمر به هذة الأيام من تحولات فكرية تكاد تذهب بعقل من لم يدركها، ذلك أن التحولات الفكرية الكبرى المصاحبة للوعي الجديد الذي ينتشر إنتشار النار في الهشيم لم تمنح الناس فرصة لإلتقاط أنفاسهم. تحولات سريعة ومتلاحقة أصابت ناس معتادين على التلكؤ في إتخاذ القرارات وإحداث التغيرات، فهزت كيانهم هزاً.
 
الوعي الجديد وعلوم تطوير الذات وكذلك علوم الطاقة تكتسب قوتها من كونها سهلة المنال، سهلة الفهم، ولا تحتاج إلى عباقرة لفهم مضمونها. ليس هذا وحسب وإنما هي علوم تقوي الفرد وتحوله إلى سلطة مستقلة عن النظام و المجتمع وليس بحاجة للإعتماد على الترتيب القديم لإكتساب مكانته في المجتمع أو في الأسرة.
 
هذة العلوم صارت البوابة الكبرى للمرأة لتستعيد مكانتها في المجتمع الذكوري، إذ تتحول خلال أسابيع قليلة وبقدرة قادر إلى شخصية مختلفة تماما لا يمكن قمعها أو خداعها أو تخويفها أو حتى إغرائها بالمال.
 
الوعي الجديد رغم جماله إلا أنه يشكل معضلة لمثل مجتمعاتنا المحافظة ( شيء وهمي ) فقدرة الفرد على التغيير تفوق قدرته على إحتمال تبعات ما ينوي تغييره. نتحدث عن تغييرات تعني إنهيار المنظومة الإجتماعية ككل وإعادة بنائها على أسس جديدة تتخذ من الحرية والعدل والمساواة وإحترام الإنسانية ركائز أساسية. ورغم أن الوعي الجديد يرتكز على مبادىء سامية إلا أنه يهز المجتمعات بقوة وبعنف وبقسوة ويعيد ترتيب كل شيء من جديد وهذة العملية مؤلمة جدا بالنسبة للعقليات القديمة، لكن يبدو أنه لا عودة للوراء. لا تستطيع إغلاق عينك بعد أن تفتحها ولا تستطيع أن تدعي عدم الفهم بعد أن فهمت ورأيت النور ولو من بعيد.
 
هذة الموجة ستكتسح الجميع بلا إستثناء وفي جميع طبقات المجتمع وستخلف ورائها بيوت كثيرة محطمة وقد تحتاج بضع سنوات لتعود للتوازن وفق المنهج الجديد. قسوة الوعي الجديد في أنه لا يرحم من يرفض التغيير ولا تستطيع الحكومات ولا المؤسسة الدينية مواجهته لأنه علم شعبي غير تابع للمؤسسة الأكاديمية الرسمية وربما هذا من حسن حظ البشر إذ لو كان تابعا للمؤسسات الرسمية لعاثت فيه فسادا ولشوهته كما شوهت كل شيء قبله.
 
لن يكون هناك تراجع ولكن الثمن لن يكون بسيطا. إربطوا أحزمتكم وشدوها جيدا لأن الرحلة ستمر بالكثير من المطبات الإجتماعية العنيفة.
 
نعم، هذا الوعي الجديد بدأ الآن يؤثر وبقوة خصوصا في المؤسسة الزوجية ( مؤسسة فاشلة ) القائمة على النمط القديم في الإختيار. المرأة التي كانت تخاف وتتردد لأنها تشعر بالضعف، صارت الآن أكثر جرأة وأكثر إقداما على تحديد مصيرها ضمن ما يحفظ كرامتها ويصون مكانتها وإلا لن تسكت أو تتنازل عن حقها في تنفس الحياة بشكل طبيعي.
 
الرجال أيضا بدأوا يعرفون ويدركون سبب عدم شعورهم بالإكتفاء من علاقاتهم الحالية أو السابقة وصار الكثير منهم يعيد التفكير في وضعه الأسري، هل يستمر ويخدع نفسه أم يبدأ حياة جديدة؟
 
هذة التحولات في ظاهرها مؤلم وغير عقلاني بالمرة، لكن في عمقها يكمن الدواء الناجع لأمراض المجتمع الذي أنكر الحب وأنكر الإنسان وحوله إلى آلة تزاوج مزعجة.
 
تكاتفوا يا أصدقاء وليشد بعضكم أزر بعض. كونوا دائما رائعين وأنتم تقدمون الدعم لمن يحتاجه وهو صادق في سعيه. إهتموا بما يسعدكم وما يسعد من يستنجد بكم، وأما من يحاول إعادتكم للمربع الأول فإغفروا له وأتركوه يتألم بعيدا عنكم فإن كان له نصيب في السعادة فسيقترب أكثر.
 
س: هذه العلوم سهلة الفهم والمنال ولكن صعبة التصديق والاقتناع بالنسبة لكثير من الناس….صعب اقناعهم بفائدتها…والأهم أنه الوعي بطيء عنا بسوريا للأسف
 
ج: سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، تونس، وبقية البلدان التي مرت بأزمات بحاجة إلى مجموعة صغيرة من السعداء الذين يعرفون الوعي تماما يقودون الطريق بحكمة. كل ما عليهم القيام به هو النجاح في تحقيق السعادة ليتبعهم الناس ويقتدون بهم.
 
لا تحاولوا دفع الناس للقيام بالعمل ولكن قودوا أنتم الطريق وليتبعوكم هم إن أرادوا وإلا فتستمرون في الإستمتاع بالحياة ولا عزاء للخائفين.
 
س: طيب ليه ما يدرس بمادة بالمدارس لنشأة جيل واعي ..استاذ عارف ..جانب مهم بالتربية وإصلاح كامل
 
ج: الأغبياء لا يؤمنون بالحرية والوعي قائم على الإختيار الحر.
 
س: لقد اعتادت الإنسانية من أول العصور على عدم التغيير ورفضه وموجة الوعي هذه ستكون لها تبعية ومواجهات عنيفة وهذا هو الجهاد علينا أن لا نضعف ونواصل حتى ولو كان الثمن غالي اللهم ثبتنا
 
ج: الثمن غالي ليس على الواعين وإنما على غير الواعين. نحن نتقدم بثبات ولكن الآخرين يتألمون وهذة مشكلتهم.
 
عارف الدوسري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !