الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » بطارية 9 فولت – هل وجدت بطاريتك ؟

بطارية 9 فولت – هل وجدت بطاريتك ؟

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2530 المشاهدات
بطارية 9 فولت - هل وجدت بطاريتك ؟
بطاريات ٩ فولت المعروفة لأكثر الناس لي معها قصة جميلة.
 
في سنة من السنوات توجهت إلى سلطنة عمان لزيارة صديق لقضاء وقت برفقته وبحث إمكانية العمل أو الإستثمار في عمان. هذا ليس أمرا مستغربا لأنه يحدث كل يوم حول العالم. المهم أن الرجل دعاني للسكن عنده في بيته وهو يقع في مزرعة جميلة من مزارع منطقة بركاء فهو كان يعشق الزرع بجنون.
 
إلى الآن كل شيء طبيعي إلى أن ذهبت إلى مدينة روي وهي جزء أو ضاحية من ضواحي مسقط وذلك للتنزه وتغيير الجو. دخلت أحد المجمعات التجارية ولعله مجمع الحارثي لا أذكر الإسم تحديدا. هناك وجدت العاب جميلة فإشتريت لعبتين لولده وإبنته كهدية بسيطة يفرحان بها ثم عدت مسرعا لهما. قدمت اللعبتين للأطفال وأنا سعيد جدا عندما رأيت الإبتسامة ترتسم على محياهما.
 
لعبة الولد كانت كلاسيكية جدا. سيارة. نعم فالأولاد يحبون السيارات كثيرا. لكن إكتشفت أن السيارة بحاجة لبطارية من نوع ٩ فولت المربعة. قلت لا بأس سأذهب للبقالة القريبة وأشتري واحدة وعندما فعلت لم تكن متوفرة، تلك كانت بقالة صغيرة جدا في منطقة المزارع فقلت ربما لو ذهبت لمحل أكبر سأجد ما أريد. لكن لم أجد فعدت أدراجي إلى البيت ووعدت الطفل أنه غدا صباحا سآتيه بالبطارية المناسبة، أخبرته بأن الكل نائمين في هذا الوقت ويبدو بأنه إقتنع على مضض.
 
في اليوم التالي ذهبت لمكان آخر فآخر إلى أن وصلت إلى أكبر سوبرماركت في المنطقة وهو كبير فعلا وبه كل ما قد يحتاجه الإنسان في هذا الوقت إلا بطارية الـ ٩ فولت. توجد بطاريات كثيرة لكن ليس من بينها البطارية المطلوبة.
 
فإتخذت القرار الشجاع بالسياقة إلى مسقط مرة أخرى وهي تبعد حوالي ٧٠ كيلومتر. في ذلك اليوم قطعت ١٤٠ كيلومتر بين الذهاب والعودة فقط لشراء تلك البطارية اللعينة. لقد كان يوما مرهقا نفسيا أكثر منه جسديا. فكرة أن تقطع ١٤٠ كيلومتر لشراء بطارية زهيدة الثمن بدى كنوع من الجنون. هل يعقل بأن مدينة كاملة لا يوجد بها بطاريات بسيطة؟ هل يعقل بأن أهل المنطقة لا يحتاجون لتلك البطاريات؟
 
دارت في رأسي الكثير من الأسئلة لمحاولة الفهم. ربما هي صدفة أو ربما هم فعلا لا يحتاجون لتلك البطاريات.
 
في الحياة أيضا قد يصادفك نفس الموقف. في العلاقات تحديدا، قد تصادف إنسانا رائعا يملك الكثير من الصفات الجيدة، لكنه كالسوبرماركت الكبير الذي لا يوفر البطارية التي تريدها. البطارية المتوافقة معك، البطارية البسيطة التي تحتاجها روحك لتعمل بشكل طبيعي.
 
لا يهم حجم السوبرماركت ولا ما يقدمه من أصناف الطعام والكماليات والخدمات المرافقة، المهم هل يوفر نوع البطاريات الذي تبحث عنه؟
 
هل وجدت بطاريتك أم أنك مازلت في حيرة من أمرك، أتقبل بما يقدمه لك السوبرماركت أم تنطلق لأقرب حانوت يوفر البطارية التي تحتاجها؟
 
س: حينما تعجز عن ايجاد بطاريتك ..يجب ان تتوقف وتسال نفسك ..هل حقا احتاج بطارية …ام انا سعيدة وكفى …عن نفسي لست واثقه ان كنت قد اوقفت البحث او يأست
 
ج: في أي وقت نجد البطارية نشتريها بلا تردد، نستطيع الإستمرار بدونها لكن مع البطارية المناسبة تصبح الحياة أجمل.
 
س: مقالاتك رهيبة فيها عنصر تشويق و سيسبانس و في النهاية شحن ايجابي للقارئ / صبااااح الايجابية و البساطة صديقي العنيد
 
ج: والله أفكر في كتابة روايات بوليسية إللي يطلع فيها المجرم رجل شرطة والشحات المعدم هو العقل المدبرة لأكبر العصابات ههههههههههههههه
 
س: سؤال يحتاج التفكير فعلا
لكن مانحتاجه كتير بس في المجمل وجدنا أكتر مانحتاجه أم لا؟؟؟؟؟؟؟؟
وصباح الخير للمفكر الذكي
 
ج: نعم هي عملية مفاضلة خاضعة للتقديرات الشخصية. بين ما نملكه وما نحتاجه فعلا. أحيانا الكم يعوض عن النوع،، أحيانا.
 
س: بالنسبة لي فأنا متاكدة أن بطاريتي موجودة بمكان ما وسأجدها عندما يصبح الامر ضروريا ومناسبا لذلك بدون ان ارهق نفسي بالبحث, فقط استمتاع بالرحلة
 
ج: عليك نور. الإستمتاع بالرحلة جزء من عملية تجلي البطاريات.
 
– قد لا نجد البطارية لكن هذا لا يعني التوقف عن البحث أو نتوقف عن الإستمتاع بالرحلة قدر المستطاع.
 
عارف الدوسري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !