الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » خواطر قرآنية – وأما من خاف مقام ربه

خواطر قرآنية – وأما من خاف مقام ربه

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1138 المشاهدات
تطوير الذات وبناء الشخصية
عندما تبني كينونتك الجديدة بعلم ، ستعلم ،، ستعلم أن أعظم خوف هو خوف الله رب العالمين
 
كل عمل ، كل فعل نقوم به نابع من تركيبة كينونتنا وما تحمل من أوامر ، أي تغيير في العمل يصاحبه تغيير في الكينونة و الأوامر ( البرامج المنصوبة ) .. تغيير سواء للأحسن أو للأسوء … ببساطة عملية استبدال للبناء ، قطعة فأخرى ، ومعه ايضا شيئا أخر يتغير …. مقام ربك .
 
في الغالب انك بعد أن كنت تتبع أهوائك سابقا قد وصلت ولو نسبيا إلى المرحلة التي تتسائل فيها مع كل عمل تريد أن تقوم به: هل هذا العمل الصحيح؟! .. فتبدأ بالتحري سعيا وبحثا ،، هذا المسار بالضبط هو خوف مقام ربك .. تفريغ وتلاشي ما تحمله من أوامر سابقة ايغوية مقابل ملئها ببرامج ربوبية ..برامج خاصة بالتقوى نتقي بها ما قد نجذب نتيجة عمل خاطئ .
 
محصلة التركيب الجديد ستمدك أكيدا بالأمن ،، هكذا يعمل الكون .. هذه هي التسوية .. الاعمال تبدأ مما قد يبدو لك من اتفه الاشياء كترتيب غرفتك مثلا . ولكن لكل عمل تدمنه مهما كان صغيرا تأثير فعلي وحقيقي في حيواتك . الادمان يعني المتابعة والمثابرة والمداومة ﻷن العلامة تتحقق بالتكرار حتى تصبح جزء منك .. تذكر انك تعمل بما تعلم وليس بما تعرف .
 
وبالطبع اصبح مفهوما أن المقام الربوبي ارتقائي وصولا لمقام ربك الأعلى ومن ثم الخوف الاعظم ، المطلق ، خوف الله رب العالمين
 
– ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى )
مع هذا السير ستلاحظ تغيير جذري في حياتك كنتيجة ، ربما لا تعلم ما العمل الصحيح في بعض المسائل ولكن في أخرى واضح وضوح الشمس ، ابدأ بها ، أعلن تشييئك للهداية فلن يهديك الله ما لم تشىء .
 
عمليا لا تنتهي حياة مخلوق إلا عندما يتوقف القلب عن العطاء ، كل حي يملك قلب ، من البشر والحيوانات الى الحشرات إلى كوكبنا هذا ،، ولكل قلب عدد معين من النبضات لا يتعداها ،، المعدل العام لهذه النبضات طيلة حياة المخلوق تدعى بدورة خلق ، فغالبية الثدييات مثلا تملك دورة خلق حوالي مليار او مليار و مائة مليون نبضة ( بغض النظر عن حجمه ) .
 
بالنسبة للبشر العدد يبلغ الضعف تقريبا -2400 مليون- ، بالتالي تقليل العدد المستخدم ﻷقصى مستطاع يضمن عطاء أطول للقلب وحياته بشكل عام وبالطبع قليل جدا من يدرك هذا فعليا ،، انما هنا نحن نتكلم عن القلب المضخة .. ولكن كما الظاهر هو الباطن ،، كما يمدك قلبك الفيزيائي بالدم قصد الاحياء والتسوية كذلك يفعل قلبك الروحي ،، بل وأكثر من ذلك فقلبك الروحي هو منشأ لمعظم الأمراض الفيزيائية التي نعاني منها ، فما هو هذا القلب ، مما يتألف وكيف يعمل .. معلومات جوهرية يجب ان نعيها في اطار بناء كينونتا المحدثة .
 
وكما نستعمل أجسادنا كعربة نخوض فيها حياتنا الدنيا ونتعرف من خلالها على العالم الفيزيائي كذلك للقلب عربته أو لنقل عرباته الخاصة ، هي في مجملها ثلاث عربات :
 
– الدماغ ، و هو متصل مع الجسم العقلي في البعد الخامس ، متعلق بالافكار
– القلب الفيزيائي ، متصل مع الجسم العاطفي أو النجمي في البعد الخامس ، متعلق بالمشاعر
– العمود الفقري ، متصل مع الجسم الحيوي في البعد الرابع . متعلق بالغرائز . والمتصل بالمراكز العصبية الثلاث .
 
لا يكلف الله نفسا الا وسعها .. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
 
نحن كنتيجة كارمية كل منا يملك طاقة محددة لا تزيد ، مع كل نوم ويقظة يتم شحن كم بقدر لكل قلب ليقوم بعمله ، ولكل قلب نوع من الطاقة يختلف جذريا عن اﻵخر ،، حين نستهلك الكم المحدد من طاقة المشاعر لأحداث معينة أو حالة نعيشها نبدأ بسرقة الطاقة المخصصة للقلوب الاخرى ، هذه السرقة تعمل على استنزاف طاقاتهم أولا ، و ثانيا تعمل على تهتك الجسم النجمي نتيجة استخدام وقود مختلف ، هذا التهتك السبب الرئيسي لامراض القلب والتنفس في العالم الفيزيائي .
 
كذلك عند مزيد من الضغط والتفكير أو عند اتباع الغرائز بشهوة حيوانية نسرق طاقات قلوب تؤدي لتهتك الاجسام الخاصة بها لذا فما ان نستهلك طاقة قلب معين خلال الساعات الاولى من اليوم يبدأ الانهاك نتيجة تحميل الطاقة الزائدة بسبب حدوث النقص في الجهة الاخرى واخلال التوازن .. فأية السارق والسارقة في عمقها تتحدث عن هذه السرقة بالذات … لاحظ ماذا يحدث لك بعد نهاية يوم من التفكير فقط وستدرك ما أعني ،، لاحظ من وظف طاقاته لغريزة الأكل أو جنس حيواني .. سترى مصنع للأمراض وجميعها لها منشأها في أجسامنا الخفية .
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !