الرئيسية » الذات » تطوير الذات » كيفية طريقة ممارسة التأمل الصحيحة – خطوات التأمل

كيفية طريقة ممارسة التأمل الصحيحة – خطوات التأمل

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2467 المشاهدات
الخيال والتأمل - العقل الباطن جزء 2
لتبدأ العملية المسماة تأمل تختار الوضعية المريحة التي تراها مناسبة لك بحيث يكون ظهرك منتصباً ومن ثم …. لكن مهلاً ،،، لما تريد أن تتأمل ؟ ، ما الدافع الذي يحفزك على أدائها ؟ ، ربما سمعت من هنا وهناك أن لها تأثير كبير على حياتك ، وربما رأيت أن تجربها أو أعجبك شكل بعض المتأملين بوضعيتهم وسكونهم إنما هل تسائلت حقاً لما تريد القيام بها ؟؟ .
 
دوماً وأبداً .. قبل أن تسأل كيف ، اسأل لماذا وماذا ، هذه يجب أن تكون قاعدة في حياتك .. لماذا سأقوم بالتأمل ؟ ،، ماذا سيحدث بعد القيام به ؟ … ثم : كيف .
 
يجب أن نفهم أن الكارما أصل ومنشأ الخلق ، هي في حالة سبات ضمن الأحدية ، لكن ما إن تخرج حتى يبدأ عملها الخلاق ، هذا الخلق يحدث تلقائي ، أنت فقط تقوم بسبب ،، النتيجة خلق جديد ، خلقك الحالي نتيجة لأسباب قمت بها ، هنا لا أقصد خلقك المادي إنما تكوينك الروحي الذي يختلف عن نسخته الأخرى قبل سنوات ، هذا التكوين الحالي الذي يقوم بجذب قدره وأستحقاقه .
 
نعود للتأمل ،،، لماذا ؟ .. عندما تعلم لماذا فهذا سبب ، سبب قيامك بالتأمل ، عندما يتحقق السبب بالطبع هناك نتيجة: ماذا ،،، ماذا سيحدث ؟ ،، خلق جديد ، لاحظت ؟؟ .
 
قبل أن نعلم لماذا وماذا أنا أوضحت هذه النقطة لتعلموا أن التأمل خطوات محددة متتابعة لا يمكن أن نقفز فوق أحداها و إلا سنتجاوز خلق ، طور ، فلن يتحقق الطور التالي مستحيل ، لا يمكن أن نقفز فوق القوانين أو نخدعها ، فالتأمل غير متاح للجميع كما تظن الأكثرية ، مجرد أن تجلس في الطبيعة أو في هدوء غرفتك ثم تبدأ العملية ،،، هذا مجرد وهم وأنت تضيع وقتك فقط أو تصنع عالمك الخيالي .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
 
الحقيقة صادمة ، مفزعة ، تخيفنا لدرجة أننا أحياناً لا شعوريا نقوم بدفنها سريعاً في أكثر الأماكن عمقاً وظلمة حتى بالكاد ونادراً ما ندرك أنها مرت بنا .
 
عندما نبدأ بالتأمل تبدأ أمواج الأفكار ، فكرة يتبعها فكرة ، ذكرى وراء ذكرى ، رغبة تلحق رغبة .. موجات تملأ الدماغ تمنعنا من التركيز ، معظمنا يصطدم بحقيقة دماغه ، ذلك التشوش ، تلك الفوضى العارمة داخل رأسه ، فنسارع إلى إلغاء التأمل حتى قبل أن نبدأ بها لنتجاهل تلك الحقيقة ، باحثين عن طرق أسهل وأيسر ، هناك من يتعمد كتابة منشورات ليجد له مساندين يساعدونه في تورية تلك الحقيقة .
 
لكن طريق التنوير الصحيح يبدأ بمعرفة حقيقتك ومواجهتها و ليس الهرب منها متذرعاً بشتى الذرائع ، يجب أن نواجه وعينا الهابط والذي يحاول الإختباء هنا وهناك مستتراً بشتى أنواع الحجج ، هذه المواجهة والتي سماها الكتاب بالحج هي البداية الإبراهيمية التي لا بد منها لنبدأ مسيرتنا الروحية الحقيقية والعودة للإرتباط والإلتحام مع مصدرنا من بعد فراق .
 
هذه الخطوة البدائية جوهرية قبل أي مباشرة لتأمل صحيح ، لن تستطيع القيام بها وفي داخلك ذلك الخليط الذي يفتقر لأبسط أنواع التوازن ، أي حدث مهما كان بسيط إنما متعلق بأنواتنا يأسرنا ، يشتت وعينا الضعيف إلى الرغبة أو الغضب أو الحزن والفرح بدلاً من التركيز على الشيء الصحيح الذي يجري من حولنا حقاً .. التركيز هو أن تعي في الوقت الصحيح أين الأمر الصحيح الذي يجري من ضمن جميع الأحداث المؤثرة داخلك وفي محيطك .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
 
– قال تعالى: ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
 
لا نظن أننا بحصولنا على أشياء خارجية ستتغير حياتنا إلى الأحسن ،، نعم الأشياء الخارجية تعطيك ذلك الشعور بالراحة والطمأنينة لكنه مؤقت سرعان ما يزول ، التغيير الحقيقي يبدأ من أنفسنا ، هذا مدخل أساسي للقيام بالتأمل .
 
من بعد بعض الأحداث المزعجة أو أصابتني مصيبة ما أقوم بعملية التأمل عليها ، أدخل الحالة ، بالطبع مركز الألم أو الحزن في الأنا ، عند دخولي في حالة التأمل يتحرر الوعي ، تسقط الأنا مع هذا التحرر ، لم أعد أشعر بالشقاء ، مع تحرر الوعي يبدأ برؤية أخرى للمسألة ، يجد الحل سريعاً ، في الوقت الذي كان فيه تائهاً ضمن الأنا المصابة ، يرى من خلالها فقط ويشاطرها شقاءها .
 
الكثير يباشر بالتأمل دون إدراك هذه الحقيقة ، سعياً وراء الهدوء والسكون ولكن هذا لا علاقة له بالوعي وليس بتأمل فما أن تنتهي جلستهم حتى يعاودوا حياتهم كما كانوا يفعلونها بالضبط ينافقون ، يكذبون على أنفسهم وعلى الناس ، يتجملون لأن رأي الأخرين مهم .. كل هذا منبعه واحد: انقيادهم للرغبات والشهوات وهذا عكس ما يدعو إليه التأمل الحقيقي بالضبط ، تحرير الوعي منها .. العمل على تغيير ما بأنفسنا يضمن لنا تغيير حقيقي وبهيج في حياتنا ، عندما نبادر بالتأمل لن تغزونا تلك المتناقضات والأفكار فأنا مرتاحة تماماً لما أفعله ، دخولي الحالة يكون سريع وصحيح .
 
مع بدء التغيير نبدأ ما يسمى بالتركيز كمساعدة ، هدفها أن يتوقف الدماغ عن تجواله هنا وهناك فهذا ما يفعله دماغ أغلب البشر في هذه اللحظة ،، يتجول ،، و يصيبك بالصداع إن توقف ، وهذا ما يحدث مع البعض عند محاولة بالتأمل ،، حاول أن تبدء ب 10 دقائق من التركيز ، ليس بالضرورة أن تغمض عينيك وتتخيل ، تأمل في القمر كبداية ، في فنجان القهوة أو شجرة معينة ، قم بضبط الوقت لترى قدرة محافظة الوعي لديك وتفوقه على الدماغ ،، هذه الفوقية و السيطرة تسلم الوعي زمام القيادة فلا تعد أسير الرغبات .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
.
 
هل ساعدك هذا المقال ؟ … شاركه فوراً !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !