الرئيسية » العلاقات » العلاقات مع الآخرين » كلام جميل عن الصداقة الحقيقية

كلام جميل عن الصداقة الحقيقية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1376 المشاهدات
كلام جميل عن الصداقة الحقيقية
منذ ثلاثة أيام وأنا أتعامل مع شخص على حافة الإنهيار دون أن يشعر به أحد. يضحك، يتحرك بحيوية ونشاط. في البداية تحدثت معه عن الحياة وكيف يعيد النظر فيما يدور حوله فكأنه صحى من سبات عميق لكن آلامه الداخلية مازالت مخفية عني. بدا منبهرا بما أقوله لكنه لم يفتح قلبه بالكامل.
 
اليوم تحدثنا قليلا ثم سألته هل تشعر بآلام في جسمك؟ قال لا. أنا رياضي وأداوم على النادي الصحي بشكل شبه يومي تقريبا وفعلا جسمه رياضي جدا وهو أصلا شاب في العشرينات من عمره.
 
ثم قال لي أعاني من الم في الظهر وضعف في الساق اليمنى بسبب الديسك لكن بفضل الرياضة الوضع تحسن كثيرا، ثم شرح لي بأن هناك أربع فقرات في ظهره تعاني من مشكلة وحاول أن يشرح ما هو الديسك وطبعا أعرف ما هو لكن جاريته وإنصت له وكأني أول مرة أسمع بالديسك.
 
شنطة العدة دائما معي. فيها كل ما أحتاجه للعلاج. نظرت إليه وقلت له أعطني يدك الشمال. أمسكتها تحسستها، أخرجت فوطة نضيفة وقلت له ضع يدك عليها. أخرجت أدوات السوجوك وبدأت أتفقد يده وعندما وجدت نقطة الألم، إشتغلت عليها. ثلاث دقائق تقريبا وهو يتألم.
 
إنتهيت، قلت له كيف تشعر في ظهرك الآن ؟
 
ذهل الرجل، قال ذهب الألم، لا شيء وقام يمد جسمه وينحني ليلمس أصابع قدمه. كيف فعلت هذا؟ هل لعبت في عقلي؟ ههههههههههه
 
كل ذلك غير مهم في حقيقة الأمر لأنه بمجرد أن إرتاح وتأكد بأني أفهم ما أتحدث عنه بدأ يتحدث بصوت متهدج وأخرج ما في صدره. الرجل كان قد حاول الإنتحار منذ بضعة سنوات وفشل، والآن بدت أفكار الإنتحار تراوده من جديد.
 
مشاكل مادية، إرتباطات عائلية، طموحات كبيرة وإمكانيات أكبر لا يعرف كيف يوضفها في مصلحته، يشعر بأن حياته تضيع هباءً منثورا ولا يستطيع أن يصنع شيء حيالها.
 
تحدثت إليه، شحنت قلبه بالطاقة، وسكبت عليه الكثير من الأمل ووعدته أنه إن صبر لإسبوعين فقط فإن حياته ستتبدل فوق ما يتصور وأنا على يقين مما أقول.
 
الزبدة: ليس كل من يضحك سعيد، إستثمروا وقتا في الإنصات، إمنحوا الطرف الآخر الشعور بالأمان ووقتا كافيا ليخبركم بقصته الحقيقية وسيذهلكم الواقع الذي يعيشه. كلمة واحدة قد تغير حياة إنسان، عشر دقائق من الإنصات العالي الجودة قد يشكل الفرق بين الحياة والموت. إمنحوا أصدقائكم آذانكم لأنهم يستحقون.
 
والآن أنا في مهمة حياة أو موت بالنسبة لأحدهم وأنوي أن أجعلها حياة سعيدة خلال أسبوعين. فليساعدني الله.
 
عارف الدوسري
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !