الرئيسية » الذات » تحفيز الذات » لا اعرف ماذا اريد من الحياة – ماذا اريد ان اكون

لا اعرف ماذا اريد من الحياة – ماذا اريد ان اكون

بواسطة عبدالرحمن مجدي
6732 المشاهدات
لا اعرف ماذا اريد من الحياة - ماذا اريد ان اكون
أنت تخون قلبك في اليوم مئة مرة لنيل رضى رأسك ، أنت أيضاً لا تحترم قلبك ولا تقدره ولا تريد أن تدافع عنه ولا عن حياته وتسعي في قتله بكل الطرق حتى تتجنب مخاوفك القائمة علي أوهام ، أنت خاضع للواقع كالعبد الذليل ، وتخاف أن تترك قلبك يعبر عن نفسه وعن ما يشعره بصدق وعفوية تجاه أصنامك الفكرية حتي عندما تكون وحيداً مع نفسك فقط ! ، وبعد ذلك تسألني عن الحياة !! وتستغرب لما الحياة سيئة المنظر وقبيحة وميتة كالزهرة الذابلة ، ولماذا كنت سعيد وأنت طفل صغير والآن أنت تعيس وكلما زادت أيامك علي الأرض زادت تعاستك وزاد ضيق صدرك وضجيج رأسك ! ..
 
أنت تتمنى أن تمتلأ حياتك بالحب والحرية والسعادة والأحلام .. من أين ستأتي تلك الأشياء ؟ .. أنت تعيش علي آماني كاذبة وأنت تعلم ذلك علم اليقين ولكنك تستمر بالكذب علي نفسك فأنت لا فتفعل شيء في حياتك أكثر من الكذب علي نفسك وتخديرها ، ولكن حقاً هل سألت نفسك من أين ستأتي تلك الأشياء التي تتمناها ؟ من رأسك !
 
ملحوظة صغيرة : رأسك مكون من أفكار ومشاعر متنافرة وميتة أنت دائماً ترددها من دون وعي ولكنها ليست لك ولم تخترها يوماً وإنما هي مستعارة بالكامل من البيئة المحيطة بك ( فهي مثل مكان الولادة أي بلدك وأبواك لم تخترهم ) ، وطوال حياتك تحاول نيل رضى رأسك ورضاه مصحوب بالخضوع لشيء ما ( خوف أو شخص أو فكرة ) ودائماً يخلق لك الكثير من المشاكل المعقدة ويزيد من حجمها ويجعلها محور تفكيرك وحياتك .
 
أنت تقول من رأسك ! ، لو تأملت قليلاً ستدرك أن سبب ضجرك وضيق الحياة أمام عينيك مصدره رأسك ، فأنت أصبحت عاقل أي عضو مطيع للأهل والمجتمع ونسخة مكررة منهم ، مع أن هذا اللقب كان ثمنه إغتيال قلبك وإغتيال الحياة بداخلك ، وأنت قبلت بتلك التسوية .. فلا تلومن إلا نفسك .
 
الحقيقة أنت خائف وجبان تريد مني أن أبيع لك المخدرات لتسكين مشاعرك وآلام قلبك وتخدير أسئلتك التي تنفجر بداخلك ولا تجد لها جواب ، والمخدرات فقط للضعفاء والجبناء الذين يحترفون الهروب من الحياة كلما واجههم فشل ما أو فكر جديد مخالف عن ما ورثوه أو مسؤولية ما أو عقبة ما تظهر لهم مدي فراغهم وجهلهم وفساد أفكارهم ، وأنا لا أتاجر في المخدرات ولا أحب التعامل بها ، فالحياة جميلة علي طبيعتها وعفويتها وصفاءها ، والمخدرات الصناعية سواء كانت أفكار إجتماعية علي شكل ديني أو أعشاب كالحشيش سيئة للغاية وتضر بصحة القلوب ، وأنا يهمني قلبك فأنا لا أريدك أن تتبع مذهب أو فلسفة أو فكر معين حتي فكري لا أريدك أن تتبعه ، أريدك أن تتبع قلبك أنت .. نعم قلبك أنت .
 
أصدق مع نفسك من يخيفك ؟ من بداخل رأسك ؟ من هو الصنم الذي يجلس علي قلبك ويمنعه من التنفس ويحرم عليه الحياة !؟ ماذا يريد قلبك ؟ ماذا يوجد بداخل قلبك ؟ لا تقل أنه لا يوجد شيء ، أنت كاذب هناك الكثير والكثير من الأشياء ولكنك تقوم بكبتها وإخفائها بداخلك كلما حاولت الظهور ، لكي تحافظ علي علاقتك الوثيقة بالألم ودور الضحية ودور المظلوم الذي تعشق العيش فيه وتمثيل دوره بإحتراف .. فمخاوفك وحياة أصنامك الفكرية أكبر وأهم بكثير من حياة قلبك .
 
سأعيد عليك السؤال مرة آخري: ماذا في قلبك ؟ ماذا تريد ؟ أين يجد قلبك الحياة ؟
أنت تعلم جيداً أنك شخص آخر غير ذلك الذي يقوم بالتمثيل كل يوم لنيل رضى من حوله !
أنت تعلم جيداً أنك تخنق قلبك بعشرات الأقنعة التي تقوم بإرتدائها كل يوم والأدوار التي تمثلها وتعيشها كل يوم والتي لا تنتمي إليك والتي أكثرها مناقض ومخالف تماماً عن ما في داخلك !
 
من أنت حقاً ؟ لماذا لا تعيش حقيقتك ؟ لماذا نسيت حقيقتك .. صفاءك .. طفولتك .. طبيعتك ؟ نسيت كل ذلك من أجل نيل رضى من حولك ! لماذا قمت ببيع نفسك بهذا الثمن الرخيص ! وعلي ماذا حصلت بعد أن خضعت لهم وحققت لهم كل مطالبهم وأرضيت غرورهم وأصبحت نسخة مماثلة منهم تعيش طموحاتهم وأفكارهم لا طموحاتك وأفكارك أنت! وتكرر ما يريدون سماعه لا ما تشعره! ، هل تركوك تعيش في سلام .. بالطبع لا ، بل كل يوم يزداد ضغطهم عليك أكثر وأكثر وأنت تشعر أن الموت أفضل بكثير من تلك الحياة ! ، مع العلم هم ليسوا السبب الأساسي ، السبب الحقيقي هو خوفك .
 
كفى ! لا تعذب نفسك أكثر .. متي ستقول يكفى ما ضاع من أيامي وعمري في العذاب والألم لن أعذب نفسي مرة آخرى ! .. لن أجعلها تخضع لأي أحد مهما كان أكبر أو أقوي منى أو كنت أخافه .. سأقوم بقتل الخوف بداخلي كما قومت في السابق بقتل الحياة .. أنا أقدم الإحترام والحب والتقبل تجاه أى إنسان أو عرف إجتماعي أما الخوف فلا ! .. لن أسمح لأحد أن يستعبدني بعد اليوم تحت أي مسمى .. أنا خلقت حراً وحياتي في الحرية وخارج الحرية أنا ميت .. وأنا لا أريد أن أعيش الحياة كالجثة الميتة ، بل أريد عيشها كأجمل زهرة ..
 
قم بتكسير السلاسل المربوطة حول عنقك ، وتوقف عن لعب دور الكلب المطيع .. أخبر نفسك وأهلك والمجتمع وكل العالم أنك شخص مختلف ، وأنك لست كلب ولا نسخة ميتة مكررة من أحد وأنت لا تريد أن تصبح مختلف لتثير إنتباه الآخرين ، بكل بساطة: أنت إنسان له قلب حي .. والقلوب الحية دائماً متميزة ومتفردة .. هذا هو كل شيء .
 
أذهب حيث يأخذك قلبك .. أذهب حيث يكون الحب .. أذهب حيث تجد الحرية ..
أذهب حيث تشعر بالشغف والحيوية تملأن كيانك …
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

1 تعليق

عربي 28 سبتمبر، 2021 - 12:38 ص

كلام للأسف واقعي جداً

رد

اترك تعليقك !