الرئيسية » الذات » تطوير الذات » لماذا الحياة صعبة – فلسفة الحياة اليومية

لماذا الحياة صعبة – فلسفة الحياة اليومية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1516 المشاهدات
لماذا الحياة صعبة - فلسفة الحياة اليومية
– كل شيء في الكون عندما تنظر إليه يبهر ويسحر العيون إلا الإنسان يثير الشفقة !
فلا توجد زهرة حمراء تفكر كثيراً كيف تصبح بيضاء !؟ ، وتضيع حياتها كلها في محاولات بائسة منها لتصبح بيضاء !
 
كل صباح تفكر كثيراً وتقول لنفسها يجب أن أصبح بيضاء اللون ؛ لأن أبواي وأقاربي ( أي الناس الذين اختارهم الله ليكونون بقربي في بداية حياتي ) يحبون اللون الأبيض ويريدونني أن أصبح بيضاء ، كيف أصبح بيضاء !؟ .. وبعد أن تحاول الكثير من المحاولات فتصبح شبه حمراء وتفقد لونها الأصلي الأزرق .. وتشعر أنها خسرت أشياء قيمة للغاية مثل السعادة والراحة والسلام والحب الذي كان يملأ داخلها وأصبح داخلها سيء وقبيح .. فتصاب بالإكتئاب فتقول أنا السبب ؛ لأنني فشلت في أن أصبح حمراء كما ينبغي أو تصل لقمة اللون الأحمر المطلوب منها ولكنها أيضاً تصاب بالإكتئاب وتكون أنا السبب لأنني …. ولأنني … ، ولا تعلم أن سبب الإكتئاب هو خسرانها نفسها .. هي خسرت آصالتها فأصبحت ذابلة ميتة مستنقع للأمراض لا للحياة ! ..
 
مثلها مثل الماء ، كالقليل من الماء الذي يسقط من السحاب وفقد طريقه للوصول للبحر فصنع بركة في مكان ما .. بعد مرور القليل من الوقت البركة تحولت لمستنقع من الأمراض والأوبئة .. وكلما مر عليها الوقت أكثر أصبحت أسوء وأقذر .. وهذا ما يحدث مع الإنسان لا الزهور ولا الحيوانات ؛ لأنها تعيش طبيعتها ببساطة وعفوية وبراءة .
 
كل المخلوقات في الكون تبهر العقول وتملأ القلوب بالنشوة والسعادة ، نعم كل المخلوقات: الحيوانات والنباتات وحتي الجمادات .. ! ، فكل مخلوق عفوي وبسيط وتلقائى .. كل مخلوق بريء وأصيل .. كل مخلوق يسرق العقول ويلمس القلوب إلا الإنسان ! ، الكثير من البشر عندما تنظر لهم تشعر بالأسف تجاههم ..
 
للأسف الكثير من البشر فشلوا في عيش الحياة ببساطة وعفوية وتلقائية كما خلقهم الله أول مرة وكما فطرهم علي الله علي السعادة الروحية والحب المطلق والآصالة والبراءة ، ولكنهم للأسف تخلقوا عن كل ذلك وخانوا قلوبهم وفطرتهم واتبعوا آباءهم ورجال دين مجتمعاتهم وعادات مجتمعهم ، وقاموا بالمساومة علي كل ما منحهم الله إياه من قلوب بريئة وفطرة صافية صالحة للحياة لقاذورات ونفايات البشر من حولهم حتي ينالوا شرف رضاهم أو ينالوا شرف أن يصبحوا فرداً في قطيعهم ويلقب الفرد منهم بأنه عاقل وكبير .
فما زادتهم تلك المساومة إلا تعاسة وضيق ، فقاموا بجلد أنفسهم بقوة أكبر وتكسير قلوبهم وتحطيمها وخنقها وكبتها أكثر ، وألقوا باللوم علي أنفسهم أنها هي السبب .. إنها لا تتبع أفكار أسيادهم بدقة فزدادوا من قوة تعلقهم بآباءهم ورجال دين المجتمع وعادات المجتمع .. فازدادوا تعاسة .. فإزدادوا تعلقاً أكثر .. فزادادوا فشلاً وتعاسة أكثر .. وأصبحوا يمتلكون فن عالي علي صناعة وخلق الفشل والتعاسة ، بعد أن خلقهم الله علي فطرة أن يكونوا موهوبين علي صناعة وخلق النجاح والسعادة .
في النهاية بعد أن يأسوا من أنفسهم ومن الحياة قالوا الله يريدنا كذلك ، الله يريدنا تعساء بؤساء فاشلون لأنه يحبنا .. نحن مقدسين ! ، أولئك السعداء والناجحين والعقلاء والمفكرون هم أعداء الله .. الله يكرههم ويحبنا نحن .. هم لهم الجحيم في الآخرة .. ونحن لنا الجحيم في الدنيا .. هكذا يريد الله !! ، وعاشوا علي تلك الأوهام والسراب .. ولو عقلوا قليلاً لعلموا أن المشكلة أنهم إنفصلوا عن قلوبهم وبالتالي إنفصلوا عن الله .. وإنفصلوا عن كل الحياة .. ولكن الله لا يهدي ولا يساعد من لا يساعد نفسه ويجاهد لتخلص من أمراضه وحماقاته.
 
– أحب أختم مقالي وأقول لك: خارج برائتك وآصالتك وعفويتك وحقيقتك لا حياة طبيعية لك .
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !