الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » ما هو الاسلام – ومن هم المسلمون

ما هو الاسلام – ومن هم المسلمون

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1024 المشاهدات
ما هو الاسلام - ومن هم المسلمون
ماهو الإسلام ؟ ومن هم المسلمون ؟؟
توكلت على الله القدير العزيز ، وفتحتُ كتابهُ الكريم ، وختمته، لأتبيّنَ ما هو الإسلام ، ومن هم المسلمون . وهل هناك أصدقُ من كتاب اللهِ حديثاً ؟؟
وقد عددتُ خمساً وخمسين موضعاً جاء فيها الإسلام ، إما صريحاً بالإسم وأما بالمعنى . والآن دعوني أرتّب لكم بعض تلك الآيات البيّنات كي نبدأ حديثنا
 
– (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ) الأحزاب ــ 35 ــ
– ( عسى ربُّهُ إن طلّقكنّ أن يُبدله أزواجاً خيراً منكنّ مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ ) التحريم ــ 5 ــ
– ( قالت الأعرابُ آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمانُ في قلوبكم ) الحجرات ــ14 ــ
 
والآن لو تأملنا هذه الآيات لوجدنا أمرين
أولاً: إن المسلمين والمسلمات شيءٌ ، والمؤمنين والمؤمنات شيءٌ آخر ، وذلك لأن الله تعالى ذكرهما متعاقبين ، ولو كان المعنى واحداً ، لما كان هناك داعٍ لذكرهما معاً
 
ثانياً: إن الإسلام يتقدّم دائماً على الإيمان ويسبقهُ ، ونقرأ معاً قوله تعالى
 
– ( وإنّا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلمَ فأولئك تحرّوا رشدا ) الجن ــ14 ــ
– ( ما كان إبراهيمُ يهودياً ولا نصرانياً ولكن حنيفاً مسلماً ) آل عمران ــ67 ــ
– ( ووصّى بها إبراهيمُ بنيهِ ويعقوبَ يا بَنيَّ إنّ الله اصطفى لكم الدينَ فلا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون ) البقرة ــ 132ــ
– ( ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السمواتِ والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) يوسفــ101ــ
– ( وما تنقمُ منا إلا أن آمنا بآياتِ ربنا لما جاءتنا ربّنا أفرغْ علينا صبراً وتوفنا مسلمين ) الأعراف ــ 26 ــ
– ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحرفأتبعهم فرعونُ وجنودهُ بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرقُ قال آمنتُ أنه لا إله إلا الذي آمنتْ به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) يونس ــ90ــ
– ( فلما أحسّ عيسى منهم الكفرَ قال من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصارُ الله آمنا باللهِ واشهدْ بأنا مسلمون ) آل عمران ــ 52 ــ
– ( فإن تولّيتم فما سألتُكم من أجرٍ إنْ أجري إلا على الله وأُمرتُ أن أكونَ من المسلمين ) يونس ــ 72 ــ
– ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين ) الذاريات ــ 35 و 36 ــ
 
ونفهم من الآيات الكريمة أعلاه أن :
الجن ، وإبراهيم ، ويعقوب ، والأسباط ، و ويوسف ، وسحرة فرعون ، والحواريون ، ونوح ، ولوط ، جميعاً كانوا من المسلمين ، وأنّ فرعون حين أدركه الغرق نادى بأنه من المسلمين
 
ونعلمُ تماماً أنّ هؤلاء جميعاً لم يكونوا من أتباع رسول الله محمد (ص) بل أنهم جميعاً سبقوه بمئات السنين . فالمسلمون هم ليسوا أتباع رسول الله محمد حصراً ، بل هم كل من آمن بالله وحده لا شريك له ، وآمن بيوم البعث والحساب ، وعمل صالحاً ، بغضّ النظر عن إسم دينه أو قوميته أو لونه ، أو أي صفة أخرى , بدليل قوله تعالى:
– ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون ) البقرة ــ 62 ــ
 
فالذين آمنوا هم من آمن برسالة محمد خاتم النبيين
والذين هادوا هم من آمن برسالة موسى عليه السلام
والنصارى هم من آمن برسالة عيسى عليه السلام
والصابئين هم كل الموحدين الذين لا يُشركون بالله أحداً ويؤمنون بيوم البعث ويعملون صالحاً
 
فالإسلام إذن هو التسليم بوجود الله وحده لا شريك له ، والتسليم باليوم الآخر ، فإذا اقترن هذا التسليم بالإحسان والعمل الصالح كان صاحبه ( مسلماً ) سواء كان من أتباع محمد صلى الله عليه وملائكته أو من أتباع موسى أو من أتباع عيسى عليهما السلام ، أو من أي ملّةٍ أخرى غير هذه الملل الثلاث
 
ولذلك يقول تعالى : ( ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبلَ منه وهو في الآخرةِ من الخاسرين ) آل عمران ــ85ــ
ونلاحظ أن للإسلام جانبين
جانب نظري : هو الإيمان بالله واليوم الآخر
وجانب عملي : هو العمل الصالح والإحسان
 
إذ لا معنى للإيمان النظري دون سلوك عملي ينعكس فيه ويتجلّى من خلاله . فرعاية اليتيم من الإسلام ، والوفاء بالعهود والمواثيق من الإسلام ، والحضّ على إطعام المسكين من الإسلام . والوفاء بالكيل والميزان من الإسلام ، وكذلك التواضع وبرّالوالدين ، وعدم التدخّل بشؤون الآخرين
 
– ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) المائدة ــ 1 ــ
– ( وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا ) الإسراء ــ 34 ــ
– ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسنُ حتى يبلغَ أشدّه ) الإسراء ــ34 ــ
– ( وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ) الإسراء ــ35 ــ
– ( ولا تقفُ ما ليس لك به علمُ ) الإسراء ــ36 ــ
– (ولا تمشِ في الأرض مرحاً ) الإسراء ــ37 ــ
– ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) النور ــ27 ــ
 
فكل هذه الآيات تحث وتأمر بالعمل الصالح الذي هو من أساسيات الإسلام . والإسلام هو ما يدينُ به أكثر من 90% من سكان الأرض الذين يوحّدون الله الخالق الأحد ، ويعملون صالحاً ، ويُصلحون في الأرض ، ويُسهّلون أمور العباد بما يوفرونه لهم من تكنولوجيا متقدّمة وطب وهندسة ، وعلومٌ أخرى كثيرة
 
أما نحن فإننا مسلمون ومؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وملائكته . ولن نكون مسلمين صالحين إلا بالعمل الصالح الذي هو الجانب العملي من الإسلام . والمسلم قد يكون مؤمناً برسالة محمد خاتم النبيين وقد لا يكون . ولكن لابدّ للمؤمن بالرسالة المحمدية أن يكون مسلماً أولاً
 
والإسلام دينٌ عامٌ إنسانيٌّ لكل أهل الأرض . أما الإيمان فخاصٌ بأتباع محمد رسول الله (ص) . ولهذا سماهم التنزيل الحكيم ( المؤمنين ) . ولهذا أيضاً سُميَ عمر بن الخطاب ( أميرُ المؤمنين ) ولم يُسمى ــ أمير المسلمين ــ كما سُميتْ زوجات الرسول ( أمهات المؤمنين ) وليس ــ أمهات المسلمين ــ
 
كما أن الله تعالى أخبر رسوله الكريم في التنزيل الحكيم بأنّ كل أهل الأرض لن يكونوا مؤمنين ، أي لن يكونوا من أتباع رسالته ، ولا يجوز إكراههم على ذلك – ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعاً أفأنت تُكرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس ــ99 ــ
 
لو نظرنا الى الإسلام هذه النظرة الإنسانية الواسعة التي بيّنها لنا الله تعالى في كتابه العزيز ، لاتسعَ أفقنا ولثبت في وعينا أن عبادة الناس لله عزّ وجل هي الأساس في علاقاتهم ببعضهم ، وأنه تعالى خلق الناس جميعاً أحرارٌ في الإختيار ، ثم يُحاسبهم سبحانه بناءً على ذلك الإختيار
 
والمجتمع الذي تكون فيه كلمة الله هي العليا ، هو المجتمع الذي لا ترى فيه إكراهاً . فإذا رأينا مجتمعاً ، المؤمنون بالله فيه مؤمنون بملء إرادتهم ، والملحدون فيه ملحدون بملء إرادتهم ، فلنعلم أن كلمة الله هي العليا في هذا المجتمع . أما المجتمع الذي يُكرهُ فيه الناس على الإيمان ، أو على الإلحاد فهو مجتمعٌ كلمة الناس فيه هي العليا.
 
اللهم اجعلنا من الذين يدعون الى الله ، ويعملون صالحاً ، واشهد اللهم بأننا مسلمون ومؤمنون
 
ليلى كبة
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !