الرئيسية » الحب » الحب الحقيقي » ما هو الحب الحقيقي اللي بيدوم ويستمر

ما هو الحب الحقيقي اللي بيدوم ويستمر

بواسطة عبدالرحمن مجدي
11058 المشاهدات
الحب الحلال - الحب الحرام

المحتويات

1- ما هو معنى الحب الحقيقى

 
عندما تكلمت عن “التعلق” في مقال سابق وكيف أنه يدمر أي علاقة بين اثنين وينهيها عاجلاً أم آجلاً .. سألني كثيرون هذا السؤال : إذا كان التعلق ليس حباً ، فما هو الحب الحقيقي ؟؟!
 
الحب بمعناه الحقيقي هو طاقة خلق قوية متدفقة لا تنفذ ، هو تواصل من العطاء والإهتمام والإحتواء .. الحب هو وصف لعمل ، وليس وصف لمشاعر .. الحب هو “فعل” وليس “إسم” ؛ فالحب يُدرك ولا يُفهم .. للحب ذبذبه مرتفعة جداً ( تفوق ذبذبة أي مشاعر إيجابية أخرى ) إذا وجهتها لوجهتها الحقيقية تقوم بتنميتك ورفعك روحياً ، وعندها ستنعم بالتشافي الذاتي والتطور الروحي وإلارتقاء الوعيي .
 
ولكن ما هو الحب الحقيقي الذي يوصلنا لكل ذلك ؟؟
 
الحب الحقيقي هو الحب اللامشروط .. هو الحب الخالٍ من التعلق ، الخالٍ من التملك وحب السيطرة .. الخالٍ من التشبث بالحبيب وتحميله مسؤلية سعادتك !
 
أريد أن أصدمك بأن أقول لك بأن الحب بهذه المواصفات ليس بحباً بل ( خوفاً ) !
 
فهناك شعوران أساسيان في الكون أحبتي ، ومن هذان الشعوران تنبثق كل المشاعر الأخرى : هذان الشعوران هما ( الحب و الخوف ) .. إذا تعلقت بشخص أي ما كان هذا الشخص ، فإنك بذلك قمت بتنحية الحب جانباً ودخلت إلى الخوف ، والحب والخوف لا يجتمعان في قلب بشر ..فهما شيئان متعاكسان ووجود إحداهما يلغي الآخر .
 
لذلك عندما تتعلق بأحدهم فإنك تلغي حبك له ، لأنك ببساطة تقع تحت سيطرة ( الخوف) ، وهذا الخوف ينبع من ذاتك المزيفة أو ( الإيجو) ..فكن متيقناً أن شعور الخوف لا ينبع من ذاتك الحقيقية أبداً ، لأن حقيقتك وحقيقة جميع الخلق هي الحب .
 
لو نظرت لجميع المشاعر السلبية التي تنتاب البشر ستجدها نابعة من الخوف :
الخوف من الفقدان ؛ الخوف من الخذلان ؛ الخوف من الخيانة ؛ الخوف من عدم التقدير ؛ الخوف من مرور السنين بسبب الخوف من كبر السن وفقدان الجاذبية أو الصحة ، الخوف من الحاجة والفقر ، الخوف من الفشل ؛ الخوف من الحزن والسأم ؛ الخوف من الندم لذلك لا نُقبل على الحياة ونُغلق قلوبنا في وجه أي تجارب بها فنحرم أنفسنا التطور .. وأخيراً الخوف من الموت .
 
كل مشاعرنا السلبية التي تُنغص علينا حياتنا نابعة من الخوف ..كل تصرفاتنا الخاطئة بهذه الحياة نابعة من الخوف .. وللأسف ندور في حلقة مفرغة من السلبيات التي لا تجذب إلا سلبيات مثلها ، بسبب ذبذبة الخوف منخفضة التردد هذه ، وللخروج من هذه الحلقة يجب أن نحب الآخر حباً لا مشروط .. بدون أي مشاعر خوف .
 
ولكن ما هو الحب اللامشروط ، وكيف يكون؟؟!
 

2- ما هي علامات الحب الحقيقي

 
هو أن لا توجه حبك في إتجاه معين .. أن لا تضعه في إطار معين ، لا تضعه في إطار تحدده المصالح ( إنتظار رد الحب من الآخر تعتبر مصلحة )
 
هو تمني السعادة للآخر غير مشروطاً بوجوده بحياتك من عدمه ، غير مشروطاً بتصرفه الذي يوافق أهوائك أم لا .. بمعنى ترك للآخر حرية إختيار ما يحب في هذه الحياة بغض النظر عن إختياراتك .
 
فالحب ليس إتحاداً وإندماجاً وتماهيٍ في الآخر كما يظن البعض .. ليس صك ملكية تقوم به لتملك الآخر ، فلكل منا شخصيته وكينونته المنفصلة .. لكل منا روحه المختلفة ذات المهمات المختلفة في هذه الحياة .. لكل منا رسالته وتطوره الروحي المختلف عنا .. فكيف نتحكم في الآخر أو نفرض عليه آرائنا أو إختيارتنا !
 
الحب الحقيقي هو عطاء ومحبة للآخر دون إنتظار مقابل ، هو الإيمان بأن السعادة تنبع من داخلنا ..من داخل أرواحنا ولا ننتظرها من الآخرين ، تنبع من إتصالنا بذواتنا الحقيقية وليست مسؤولية الآخر في العلاقة العاطفية .. وجود الآخر أو الحبيب بحياتك يزدها سعادة وجمال وعدم وجوده لا يلغي إنسجامك مع ذاتك وسعادتك المتحققة بالفعل ، وهذه هي النقطة الفاصلة .
 
لو كل طرف عرف و آمن بهذا لما قام بتحميل الآخر مسؤولية إسعاده ، ولما حدثت كل هذه المشاكل بين الأطراف والتي تنتهي غالباً بالإنفصال ، ولعاشا كل الأزواج والأحبة في إنسجام ومحبة وسلام تام .
 
وبالإنتقال إلى العموم ..المحبة اللامشروطة هي : نقاء الروح وإضمار الخير والتنامي لكل المخلوقات ، هي التخلي عن الأنانية وتفضيل الذات والعمل على المصلحة الشخصية وغض النظر عن المصالح الكلية ، هي التخلي عن الإيجو بكل ما فيه من تفضيل الذات أو الرغبة في إثباتها وتفوقها وسيادتها ، هي العطاء والسخاء مع الآخرين قدر المستطاع ، هي شعور الإنسجام والبهجة والسلام نحو كل ذرة من ذرات الوجود ، هذه هي المحبة اللامشروطة التي ترفع صاحبها إلى مستوى الروح وتجعله نوراً يمشي على الأرض ، وتجعله شفاءاً وسلاماً لنفسه ولكل من يمر بهم .
 
يقول فيلسوف: سأل شاباً لما تأكل تلك السمكة !؟
فرد الشاب: لأني أحب السمك ..
ثم قال له: إذاً تحب السمك!! ، ولهذا تأخذه من الماء وتقتله ثم تطبخه !
وأكمل ، لا تقل لي بأنك تحب السمك ، أنت تحب نفسك!
ولأن طعم السمك يعجبك أنت تخرجه من الماء وتقتله وثم تطبخه
 
إن الكثير مما يسمي حباً ، هو مثل حب السمك هذا ..
يقع شخصين في الحب ، يحب شاب وفتاة بعضهما ..
ما معنى ذلك ؟ معنى ذلك أنه قد وجد في تلك المرأة ..
شخصاً يشعر هو بأنه يمكن أن يوفر له كل حاجاته الجسدية والوجدانية!
وهي تشعر بأنها وجدت في ذلك الرجل شخصاً يمكنها أن ……..
إنه حب فيه كل منهما يبحث عن حاجته ، وليس حباً للآخر !
وفيه لا يكون الطرف الآخر إلا وسيلة لإرضائي وإشباع حاجاتي
 
الكثير مما يسمي حباً ، هو مثل حب السمك .. حب خارجي !
إن الأمر ليس في الأخذ .. بل في البذل ..
 
قال عالم الأخلاق رابي ديسلر:
يقترف الناس خطأً فادحاً في التفكير بأنهم يعطون من يحبون
والرد الحقيقي عليهم هو أنك تحب من تعطي
وجهة نظره هي عندما أعطيك شيئاً .. فإني قد كرست نفسي لك
وطالما أن حب الذات مفروض .. الكل يحبون أنفسهم!
الآن جزء أحبه مني بات جزءاً منك ..
ومعنى هذا بأن الحب الحقيقي هو حب العطاء وليس حب الأخذ !
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !