الرئيسية » خواطر » كلمات رائعة » مشاعر مبعثره وقلم بلا حدود

مشاعر مبعثره وقلم بلا حدود

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2683 المشاهدات
مختارات من اجمل الكلمات
قُبلة على جَبين
 
دع القهوة تبرد. لا ترد على الهاتف. ضع كلتا يديك في جيبك، وراقب الفرص تمر أمامك. دع القلق يأخذ منك ما يأخذ. اقترب مما تخاف. تخفف من الناس. لا توفق بين الطقس والثياب، لا تحمل مظلة لشمس أو مطر. لا شيء يهم إذا ابتعدت عنه مسافة كافية. لا شيء يهم الآن.
 
اقبل الفوضى في حياتك. سلم بأن كل عقد ينفرط. وأن كل حال يزول. لا تُفسح لخطر مُقبل خطوةً واحدةً لا لليمين ولا الشمال. رحب بحقيقة أن كل شيء لن يصبح على ما يرام، وأنك لا تمانع هذا على أية حال.
 
تأكد أن كل ما يُحتمل أن يفسد، فسد. بعد أن تجرب كل هزيمة ممكنة. لن تعرف في جوفك خوف ولا رجاء. ستعود بقلب جرب الخيبة ولم يعد يخشاها. بوجه نال حظه من الكدمات. سيتجنبك الناس. لن تبقى في قلبك أبواب مُواربة. ستقول عينك ما لا يقول لسانك.
 
وسيراك من تحب للمرة الأولى. كل صبرٍ على هزيمة يحولها لنقطةٍ نور. يشتد حتى يشملك وتوشك أن تمسه بيدك. يصبح في قلبك سلام. مثل شجرة طيبة في أرض بعيدة، عمرها ألف عام، لا يعرف سبيلها إلا أنت ومن تحب، وطير السماء. وفوق كل شيء، ستنام مطمئناً في الليل.
– – – – – – – – – – – – – – –
سواد الحبر
 
الحبر الأسود، عندي، كل شئ. هو إحياء لما مات ذكره. ملجأ مما أخاف. كيف أجد الصحبة في قلب الوحشة. هو خلق فرص بديلة.. كيف أخفف وطء الوحدة. اعادة فتح أبواباً، أغلقها اليأس.. الحبر هو غضبي. وسواده هو سبيلي لخلق النور.
– – – – – – – – – – – – – – –
كل الأشياء الطيبة التي لم تحدث
 
كل صباح، وأنا أحكم ربطة العنق، أفكر أنه من اللطيف أن تقوم القيامة اليوم. لا أظن وقتها أني سأكون بحاجة للذهاب للعمل. كل صباح، أنظر من النافذة. أجد كل شئ كما كان البارحة. أكاد اسمع المذياع يخبر الناس أنه لم يعد جدوى من أي شيء. العالم سينتهي اليوم. لو أن هذا يحدث.. عندها لن أخرج هاتفي وأكتب رقمك ثم أنظر له مئة عام. هذه المرة اضغط زر الاتصال. العواصف أشد تنكيلاً بمن تجد وحيداً. “هل سمعتي بالخبر؟ اليوم هو اليوم الأخيرة” “نلتقي؟”
 
بيني وبينكِ سفر، والسفر ليلاً يحولني لشاعر رديء. لكن تتعطل السيارة. حتى في خيالي تتعطل السيارة. سآتيكِ مشياً إذن. أسلي نفسي بعد أعمدة الإضاءة، وعد الانفجارات البعيدة، والتفكير في كل الأشياء الطيبة التي لابد أن تحدث قبل أن ينتهي العالم.. وأول شيء سأقوله عندما أراكِ. وأعرف أني لن أقول منه حرفاً. لا يسعفني الكلام أبداً. الأجرام السماوية تهوى أمام ناظرنا. النجوم تأفل. العالم ينتهي. وأنا لا يخطر في قلبي حتى مَس من الخوف، لأن رأسكِ على كتفي.
– – – – – – – – – – – – – – –
كمقبض باب مثبت في الفراغ
 
كل عبارة لم تصب هدفها، تعود لتنتقم مني. كل وصف خاب في التماثل مع موصوفه، يفسد أي محاول أخرى قادمة. لو شبهت الشمس بغير ما يرضيها. لانطفأت. لو قلت عن الشجرة ما لا تقوله الشجرة عن نفسها، تسقط أوراقها، وتتبدل، ربما إلى حطب، ربما تتحول إلى طائر. أو تتبعثر، كأن لم توجد من الأصل.
 
التنين الأزرق الذي يلعب الكرة وهو يركب دراجة حمراء، لم يوجد قط، لكنه يوجد الآن، الجسر الذي أمشي عليه في خيالي، بعد أن صنعته بصبر ودأب، يخدع غيري، يتسبب في سقوطه من حالق بعد خطوتين في الفراغ. لكن الفتاة التي ابتسمت لي، أضاءت قلبي، في المجاز، وبنفس القدر في الحقيقة، حتى أنني كنت مميزاً وسط العتمة. أحمد جمال سعد الدين
– – – – – – – – – – – – – – –
أبوابٌ مُوصدةٌ برفق
 
في قلبي باب موصد بغير قفل.. وراءه فتاة طيبة القلب.. إذا كان خلق الناس من عدم، لابد أنها خُلقت من المادة الخام للأمل. لا أجد وصفاً للعتمة في قلبي، والنور في وجهها. لقاءنا يغيُر العالم.. تمر الساعات كالدقائق، وتخفت الأصوات تماماً إلا من صوتها.. لا أرى سواها.. كأن ليس حولنا بشر. لكن لا تبقى سماءُ بلا كَدَرِ.. سُحب الواقع السود جردتنا من آمالنا.. وعصفت بفؤادي.. كمظلة أفلتت من صاحبها.. ما اشبه الناس ببعض.. تلهو بهم أهواؤهم.. لم يخلق الله بشراً لا تنكسر قلوبهم. يتأسس الندم بعناية على الفراق ولا يترك للقلب سوى ضفتين.
 
أن تزهد في الحب كله أو.. تبحث بيأس عن حب جديد. لكن قلبك نبتة، إذا فقدت أوراقها ينُم لها غيرها. فلا تطل الوقوف بالباب الموصد وأنر قلبك بنفسك.
– – – – – – – – – – – – – – –
حُزنٌ موزعٌ بالتساوي. لا مبرر للإستعجال، الحزن سيطال الكل، ويوزع بالتساوي، لا جدوى من البكاء هذه المرة، وفر بعض الدموع للموت الآتي. ادفن موتاك، واعرف مكانك بينهم، بينما تتشكل رصاصة كل منهم.. على مهل. أحمد جمال سعد الدين
– – – – – – – – – – – – – – –
سفر
 
أدرك أنني لم أعد أطيق السماء، إلا وأنا قريب منها. في اللحظات الأولى للصعود، تترك روحي الجز الأثقل منها على الأرض.. الجزء الذي لا يتركني.. وأرغب في الخلاص منه. أخي علمني أن أهرب من نفسي كي أجدها. منذ أن كان في الخامسة وحلمه الوحيد أن يكون رائداً للفضاء عندما يكبر.. كان يقول للجميع ” سأبني بيتاً فوق القمر” لم يكتشف أبداً استحالة الأمر.
 
مات في السابعة.. لم تستطع أمي شرح الموت لي.. قالت أنه يعيش الآن على القمر. بدا هذا منطقياً.. أكثر مكان أحبه.في الثانية التي تلمس فيها عجلات الطائرة الأرض.. يصبح كل شئ -من جديد- ممكناً..
 
كل ما تراه للمرة الأولى.. يوقظ شيئاً. تتسع الروح على قدر آخر نقطة سافرت إليها. أقصر السفر… ما كان للقاء من تحب.
– – – – – – – – – – – – – – –
ربما يحدثُ شيُ ما
 
لا يساورني شك أن أكثر الأشياء سحراً في هذا العالم يحدث في الثانية التي يستغرها تلاقي عيني غريبين، عابرين للطريق.. رأيت في وجه الفتاة العابرة نفس الوحدة التي أخفي في وجهي، ولما خفضت عينيها في حياء آسر خطر لي شعور، غير عقلاني ولا مبرر، كأني أعرف عنها كل شئ .. لابد أن لها أجمل ضحكة يملكها بشر. وأنها -مثلي- تُخفي روحها خلف أستار ثقيلة من الخجل. وأن درة عقد جمالها يخفي عن النظر العابر. لكنها تؤمن سراً بانها أقل جمالاً مما ينبغي…
 
كما تؤمن بأن الله خلق لكل منا توأم روح، أخفاه في مكان ما من هذا العالم، قد قدر لنا أن نلقاه في الوقت المناسب.. أنا لا أصدق هذا الهراء .. ولو كنت أتمنى سراً أن يكون حقاً. كلاما متيم بحلم الهرب مجازي.. أو حقيقي.. هل أكون -أخيراً- وجدت الجزء الناقص من روحي؟ ربما يجد كل منا السكن الآخير.. في الآخر. فينقذ أحدُنا الأخر من وطأه هذه الحياة.. ونجد سوياً أمثل الطرق لقضاء نهاية العمر.. حيث لا يبقى بعدها إلا المودة والرحمه.. لكني كالعادة تجاهلت رغبتي أن أقف وأقول شيئاً .. في النهاية لم نكن إلا … خطين تقاطعا في نقطة وأفترقا بعدها للأبد .. ولو أن لي الشجاعة أن ألتفت، ربما يحدثُ شيُ ما.. ربما ..
– – – – – – – – – – – – – – –
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !