الرئيسية » خواطر » اقوال اوشو » مفهوم المعرفة في الفلسفة

مفهوم المعرفة في الفلسفة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1066 المشاهدات
مفهوم المعرفة في الفلسفة
– المعرفة ..
 
..أهم شيء أن تتذكره
هو أن المعرفة… ليست الحكمة…
ولا يمكن أن تكون….
ليس هذا فحسب….
بل هي مضادة للحكمة ….
إنها المانع الذي يمنع الحكمة من الظهور….
 
فالمعرفة… عملة مزيفة… مدعية…
تدعي أنها تعرف.. ولا تعرف أي شيء….
لكن بإمكانها أن تستغبي الناس -وهي تستغبي الملايين في الناس-
فهي ماكرة جدا…
بحيث إن لم يكن المرء ذكيا جدا….
لن يصبح واعيا لهذه الحقيقة….
وهي متجذرة بعمق…
لاننا و منذو طفولتنا تكيفنا عليها…
 
أن تعرف… يعني أن تجمع…
أن تجمع معلومات… أن تجمع حقائق…
هي لا تغيرك فأنت تبقك نفسك….
مجرد ان مجموعة معلوماتك تصبح اكبر وأكبر….
الحكمة تحولك…هي فعلا عملية تحويل…
وليس تعليم فهي تكون كيونتك الداخلية…
بطريقة جديدة….
تخلق نوعية جديدة من الرؤية… المعرفة… الكيونية…
ولذا فمن الممكن للمرء أن يكون غير مثقف
لكن حكيم …
وايضا من الممكن أن يكون المرء مثقف جدا
لكن بيقى غير حكيم ….
 
في الحقيقة…هذا ما حصل في العالم…
الناس أصبحوا أكثر ثقافة… أكثر تعليما…
فالتعليم العالمي متاح
ولذا كل الناس أصبحوا متعلمين
و ضاعت الحكمة …
المعرفة أصبحت سهلة جدا…
متاحة في كتب الجيب !؟
فمن ذا الذي يهتم للحكمة؟
الحكمة تحتاج إلى وقت…. طاقة…. تكريس…تفاني…
– – – – – – – – – – – – – –
– دائرة المحدودية….
 
إذا أعتقدنا أننا محددون…
فأننا نعمل كبشر محدودين…
وعندما نسقط هذا الاعتقاد الأحمق…
نبدء نعمل ككائنات غير محدودة…
 
لقد رسمت حولك دائرتك الخاصة…
 
تحصل مع الغجر…
الغجر في تنقل دائما… هم أناس رُحل (مثل البدو)….
فعندما يذهب الناس الكبار للبلدة…..
يرسمون دائرة حول أطفالهم….
ويقولون لهم
“أجلسوا هنا ….لا يمكنكم مغادرة هذه الدائرة السحرية “….
فلا يستطيع الطفل الغجري الخروج ….
مستحيل!؟..
ثم يكبر ويكبر… يصبح مسنا
حتى عندها إن رسم أبوه دائرة حوله…..
لا يستطيع الرجل المسن الخروج منها…
فالأن هو يعتقد… وحين تعتقد بها… فإنها تعمل عليك….
 
الأن ستقول لا يمكن أن يحصل هذا معك….
فإن رسم أحدهم دائرة حولك…
فسرعان ما ستقفز خارجها….
ولن يحدث أي شيء!؟
لكن من نعومة أظفاره (طفولته) الغجري المسن قد تم برمجته….
لذا فهي تعمل عليه….
أنها حقيقة بالنسبة له…
لأن الحقيقي هو الذي يؤثر عليك….
ولا وجود لأي معيار أخر للحقيقة….
 
لذا فأن المحدودية هي فكرة…
 
لدى الناس اعتقادات خاطئة….
من ثم يخطؤون…
وعندما يخطؤون….
يبحثون عن السبب…
ويحصلون على معتقد…
يركزون عليه… “أنا أخطأ بسبب هذا”
 
وهذه تصبح دائرة مفرغة…
ومن ثم يصبحون محدودين أكثر…
 
أسقط الفكرة بشكل كامل….
إنها ليست إلا دائرة
قد رسمتها…
أو ساعدك الأخرين برسمها حولك….
– – – – – – – – – – – – – –
– الفهم …
 
المشكلة الرئيسية في سبب وجودك هنا…”
ستختفي فقط …
عندما تصل إلى أعماق نفسك…
وليس قبل ذلك أبدا…”
 
مالم تتأمل بعمق…
فأن الفهم لن يظهر…
ولا أحد قادر على ان يعطيه لك…
يجب عليك أن تجنيه بالجهد الشاق…
بالنضال…
بالتضحية…
يجب عليك أن تجنيه
عندها فقط… تخفتي المشكلة…
 
المشكلة الرئيسية في سبب وجودك هنا
ستختفي فقط عندما تصل إلى أعماق نفسك
وليس قبل ذلك أبدا…
في العمق ستعرف إلى أنك
دائما كنت هنا…
فليست المسألة لما أنت هنا..
فلقد كنت دائما هنا ولكن بأشكال(بأجساد) مختلفة…
 
الشكل تغير..
ولكن انت كنت دائما هنا…
وسوف يتغير الشكل…
لكنك سوف تبقى دائما هنا…
فأنت جزء من الكل
النهر يصب بالمحيط ومرة أخرى
فأن المحيط يتبخر ليكون الغيوم
مرة اخرى يصبح نهرا يصب بالمحيط و يتكون غيما مرة اخرى…
ويمضي في دولابه…
فأنت كنت هنا الكثير من المرات
وسوف تكون هنا الكثير من المرات…
 
في الحقيقة انت هنا منذ الأزل…
وسوف تبقى هنا إلى الابد…
فلا بداية ولا نهاية للكون
فهو أزلي…
 
باستطاعتي أن اقول هذا لك..
ولكن هذا لن يجلب لك أي فهم…
عندما تذهب عميقا في ذاتك…
وتفتح المقام الأعمق في كيانك…
عندما تدخل إلى هذا المقام…
عندها فجأة سوف تدرك أنك لطالما كنت هنا….
 
– – – – – – –
– الخيط ….
 
هذا هو عمل المتأمل
أن يجد الخيط….
 
العالم هو تغير دائما…
مثل النهر….يتدفق ….
لكن وراء التدفق… التغير… الجريان….
لابد أن يكون هنالك خيط…. يربط
ويحافظ على كل شيء متماسكا
فالتغير لا يمكن أن يكون إلا
بوجود شيء يبقى غير متغير بشكل مطلق…
التغير يمكن أن يكون فقط
مع عنصر ثابت…
وإلا فستنهار الأشياء….
 
الحياة عبارة عن إكليل من الأزهار…
أنت لا ترى الخيط الربط بين الأزهار….
ولكنه هناك يشدها إلى بعضها…
إن لم يكن هناك فإن الأزهار ستتساقط…
سوف يكون هناك كومة أزهار…. بدلا من الإكليل…!؟
والكون ليس كومة…
بل هو تصميم محكم جدا
تتغير الأشياء… ولكن بعض العناصر… لا تتغير…
تبقي قانونا كونيا خلفها كلها…
وهذا القانون الكوني ما يسمى ساداشيفا…
الإله الأبدي…
الإله الخالد (الذي لا يحكمه وقت)…
الإله الذي لا يتغير….
 
هذا هو عمل المتأمل…. أن يجد الخيط…
 
يوجد نوعين فقط من الناس
فالأول يأخذه ايضا سحر الأزهار
لكن ينسى الخيط…
يعيش حياتا لا يمكن لها أن تحمل أي قيمة أزلية أو أهمية…
لان كل ما يفعله سوف يختفي…
يقوم به اليوم…. وغذا سيكون أختفى…
كبناء قلعة من الرمل…
أو إطلاق زورق من الورق…
 
النوع الأخر هو الشخص الذي يبحث عن الخيط…
ويكرس كل حياته…
لذلك الشيء الدائم الثبات
وهو لن يكون فاشلا ابدا….
– – – – – – – – – – – – – – – –
 
أوشو
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !