ثمة احتمالات لا نهائية في أضواء المدينة المبعثرة ..
وكل ما أتمناه هو ليلة هادئة
– – – – – – – – – – –
هل يمكن أن يتقبلنا العالم كما نحن … بلا رتوش … بلا محاولات لنخفي الجيوب السوداء تحت أعيننا من السهر … أو القلق … أو كلاهما
بلا ابتسامات لا نملك تكلّفُها في هذه اللحظة … بدون عتاب عن غيبتنا … أو تقصي عن ماضينا … أو أسئلة عما ننوي فعله في مستقبلنا …
هل يمكن أن نصبح جزء من العالم … مثل شجرة .. أو زهرة … أو نحلة … جزء ساكن و متناغم مع الطبيعة …
جزء ينعم بالسلام … بدون طموحات وأحلام وتمنيات ورغبات تحملنا وتُحطمنا وتُشكلنا وتصنع ما نحن عليه …
هل يمكن للعالم أن يكف عن الدوران … وأن ننعم بالتقبُل والسكينة والسلام
– – – – – – – – – – –
ثمة أيام عليك أن تتقبل أن نجاحك فيها يتلخص في تمضيتها بسلام … فقط دعها تمضي ولا تكلف نفسك ما لا تطيق
لا طاقة لك على العمل … أو على التحدث … أو التواصل … أو الخروج … ولا بأس بذلك
لا بأس أن نعترف بالتعب من وقت لآخر … وأن نعطي لأنفسنا براح الإستسلام اليوم … وإمكانية الجلوس محدقين في الفراغ … أو منغمسين عن أمورنا الشخصية بين شخصيات تخيلية في رواية مقروءة أو نتابع أحداثها على شاشة …
ولسنا مدينين بأعذار عن ذلك … لا لأنفسنا ولا للآخرين … على الأقل … ليس اليوم
– – – – – – – – – – –
كلما تقدم بنا العمر … وأدركنا أن الحياة مجموعة من المعارك التي تُشكلنا هزائمها وتصنعنا الانتصارات فيها … كلما اكتسبنا وعياً أن المعارك تأخذ منا بقدر ما تعطينا وإن انتصرنا …
وكلما خضنا معارك … كلما أدركنا كم هي قيّمة لحظات السكينة والسلام … وفهمنا أن طاقتنا لها حدود وقدرتنا على الإستمرار تقل بمرور الوقت … فتتساءل قبل كل خطوة … ما إذا كانت هذه معركة تريد خوضها … ما إذا كانت معركة عليك خوضها …
ثمة وحوش محبوسة من سنين وخزائن مغلقة مليئة بالأشياء الشريرة تُجبرنا الحياة على فتحها ومقاومتها وتمدنا أحياناً بالقوة اللازمة للإنتصار عليها … والبدء من جديد تحت ضوء الشمس بعيداً عن الأقبية المظلمة والأشياء الشريرة
وثمة معارك أخرى هي طواحين هواء … تستنزف طاقتنا بلا طائل وربما كان علينا فقط أن ندير لها ظهورنا ونُجرب طرقاً أخرى تستحق العناء
فاختاروا معارككم بحكمة … لا تجبنوا عما تضعه الحياة في طرقكم … ولكن كونوا شجعان يعرفون قيمة السلام ويختارونه كلما سنحت لهم الظروف
– – – – – – – – – – –
أذكر نفسي الليلة … أنك هنا كل ليلة… وليس ثلاثين ليلة
وأتمنى مزيداً من القرب والثبات والسكينة …
أتمنى أن أفكر بك دائماً أولاً … وأن أدرك كل يوم مدى إتساع رحابك … وأن الوصول ينتظرني في آخر كل طرقك …
أتمنى أن أتذكر دائماً أن الحكم لك وحدك … وأن للبشر عندي التقبل وسعة الصدر وترك شئونهم ..
أتمنى أن أتعلم أن أستمع أكثر … وأن أتكلم أقل … وأن أصبر على الأيام وأن أكون ممتنة على الدوام
كل سنة وانتوا طيبين
– – – – – – – – – – –
كل يوم أحاول أن أتدرب على تخفيض صوت قطار الحياة المُسرع بجانبي … أُغلق أذني عن الصيحات والدعوات والكلمات الكُثر المتناثرة حولي
أمشي على مهل متجاهلة الرغبات المحمومة التي تجري أمامي … أترك نفسي تطفو وأحاول تقبُل المصائر التي يمكن أن تنتظرني …
أُدرك أن كل شئ بقدر … وأتذكر كثرة الأشياء التي قلقت بشأنها ولم يكن لقلقي من أثر يُذكر …
ما سيحدث سيحدث … كلها قطع أحجية من رحلة طويلة ستنتهي وقتما تشاء ولا يد لي في ذلك …
لن أتوقف عن المسير … لكني سأتوقف عن عد خطواتي بهوس الرغبة في الوصول … سأتنفس جيداً طويلاً ببطء مثل تمرينات اليوجا … وسأحاول الإستمتاع بالطريق
– – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: السلام الداخلي
اقرأ أيضاً: السلام الداخلي مع النفس
اقرأ أيضاً: مفهوم السلام العالمي – تعريف السلام
اقرأ أيضاً: اسم الله السلام – كيف نعيش بإسم الله السلام
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!