الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » اسرار سورة سبأ الروحانية

اسرار سورة سبأ الروحانية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
13954 المشاهدات
اسرار
(إيقاف معامل الإهلاك – 1) ..

المحتويات

1- معامل الإهلاك في حياة الإنسان

1. بسم الله الرحمن الرحيم .. جاء فى (سورة فاطر) : (وما يستوى البحران ، هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابه ، وهذا مِلحٌ أُجاج) ~فاطر : 12 .. البحر رمز الزمن .. و لحظات الزمن تنساب متدفقة تمامًا كما ينساب موج البحر على الشاطىء .. والزمن وقتان : وقت السراء والرخاء وهو : البحر العذب الفرات ، و وقت الضراء والشدَّة وهو : البحر المِلح الأجاج .. (ومِن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا ، وتستخرجون حِليةً تلبسونها) ~فاطر : 12 .. الأكل رمز استمداد الطاقة ، بمعنى أنَّ المرء يستمد طاقة من كل وقت يمر عليه ، سواء أكان وقت شدة أم وقت رخاء .. يستمدها بسهولة ويسر ، أيًّا كانت نوعيتها وتأثيرها .. هذه السهولة رمزها طراوة اللحم المأكول ..
 
أما الحِليَة فهى رمز الخبرة المكتسبة من كل وقت .. والخبرة زينة يتحلَّى بها المرء طوال عمره .. حتى أنه قد يورِّثها إلى الأجيال من بعده .. ويبدو أنَّ الوقت الذى يمر على الناس فى هذه الأحيان وقت شدة .. و وقت الشدة يأكل من المرء ، بالمعنى الحرفى للكلمة ، كما تأكل ملوحة ماء البحر من البشرة .. وكلما طال الوقت ، كلما زاد التآكل .. يتآكل جسد المرء ، وتتآكل نفسه .. هذا يُسمَّى عند المتخصصين بمصطلح : (الإهلاك) .. فمن تأثيرات وقت الضراء أن يتم إهلاك المرء تدريجيًّا ، حتى يصبح مثل منديلٍ ورقىٍّ مهترىء ، لا يصلح للاستخدام مرة أخرى .. مِن هنا تأتى الطاقة الدافعة لأن يتجاوز المرء هذا الوقت .. أو أن يتجاوزه هذا الوقت دون خسائر كبيرة قدر الإمكان ..

2- ماذا كان يفعل الأنبياء حينها ؟

2. والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، كانوا إذا مرت بهم شدة فزعوا إلى الذِّكر .. لماذا !؟ .. لأنَّ الإنسان خليفة فى الأرض ، وكل خليفة لابد له من وسيلة يحكم بها زمام الأمور فى خلافته .. والله قد أنزل فى الأرض وسيلة إلهية ، يستطيع بها مَن عرفها أن يُحكِم زمام الأمور فى حياته .. إنها : الذِّكر الحكيم .. (وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) ~فاطر : 12 .. الفلك هى رمز الذِّكر ..الذِّكر هو السفينة التى تمخر عباب أى بحر وتنجو بصاحبها أيًّا كان ما يحيط به ..
 
وقد قسم الله الذِّكر إلى أربعة عشر ومائة عنصرًا .. وجعل لكل عنصر خصائص إلهية تذهل العقول الناظرة ، وتطمئن القلوب المؤمنة .. فى اثنين من العناصر القرءانية خاصية إيقاف (معامل الإهلاك) الذى قد يصيب الأجساد والنفوس فى أوقات الشدة .. إنهما : (سورة سبأ) ، و (سورة المطففين) ..
 
3. بمشيئة الله تعالى سأتحدث فى الجزء القادم عن خصائص السورتين وكذلك عن معامل الإهلاك بتفصيل أكثر ، قبل أن نبدأ فى مشروعنا المشترك ، وهو مشروع (إيقاف معامل الإهلاك) .. هذا المشروع مدته المقترحة شهر تقريبًا .. يعنى بدءًا من الليلة القادمة بمشيئة الله ، وحتى ختام هذا العام .. وهو قائم على مشاركة تفاعلية ليلًا ونهارًا .. (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مُدَّكِر) ~القمر : 22 ..
 
4. لكل الأصدقاء المهتمين بالمشاركة ، اعقدوا النية من الآن ، عسى الله أن يخفف عنا وعن أهل الأرض أجمعين .. لعل بهذه الصلاة الجماعية يرحم الله نفوسًا ويحقن دماءًا ويذهب فقرًا ويشفى مرضًا ويزيل عسرًا .. اللهم لا تجعل عيشنا كدًّا .. اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة .. بارك الله فينا جميعًا ..
 
* * * * * * *
(إيقاف معامل الإهلاك – 2) ..

3- هل لاحظت تدهور في حياتك حدث فجأة ؟

1. هل لاحظت فى فترة من فترات حياتك أنك تتعرض للإصابات الجسدية بشكل مكثف !؟ .. أو لاحظت فى وقت ما أنَّ مالك ينفد بسرعة غير عادية !؟ .. أو أنَّك تتعرض لصدمات نفسية متواصلة دون سبب منطقى !؟ .. أو أنَّ ممتلكاتك ، وربما حتى ملابسك ذاتها ، تصاب بأنواع من التلف فجأة و دون أى مقدمات !؟ .. إذا لاحظت هذا فاعلم أنَّك تتعرَّض لما يُسمَّى بـ (الإهلاك) ، وأنَّ معدله قد ازداد بالنسبة إليك ، وهذا أمر يشكل خطورة على بقاءك ، ويهدد كيانك كله ، إن لم يتوقف ..
 
2. فى قوائم الميزانية الخاصة بالشركات ، يوجد مصطلح يُسمَّى (معدَّل الإهلاك) ، لمعرفة قيمة ما يتم إهلاكه من الأصول الثابتة للشركة ، مثل الأثاث ، المعدات ، الأدوات الكتابية ، المفروشات ، أجهزة الكمبيوتر ، المكاتب ، المقاعد ، حتى أدوات المطبخ ودورات المياه .. كل ذلك يتم حساب قيمة الهالك منه خلال العام ، حتى تقوم الشركة بتعويض الأصول الثابتة لها ، والمحافظة عليها ، لأنَّ هلاك الأصول الثابتة هو هلاك لكيان الشركة نفسه ..
.
هذا مبدأ يمكن تطبيقه على المجتمعات والأفراد ، لأنَّ كل كيان لا مفر من أن يتعرَّض للزوال بإهلاك أصوله الثابتة .. فالمجتمع الذى تتعرض موارده الغذائية من طعام وماء وهواء إلى تلوث ، أو مرافقه من وسائل معيشة ومواصلات واقتصاد وعمران إلى إتلاف ، وتنتشر فيه الحوادث والقتل والسرقة وهتك الأعراض ، سيؤدى ذلك حتمًا إلى هلاك كيان المجتمع .. وكذلك الشخص الذى تتعرض أصوله الثابتة من صحة بدنية ونفسية وأموال واستقرار وأخلاق إلى إتلاف ، سيؤدى ذلك إلى زوال الشخص نفسه ..

4- فوائد سورة سبأ الروحانية

3. حسنًا ! .. هناك سورة كاملة فى القرءان الكريم ، قد أُنزِلَت تحديدًا لتقليل (معدَّل الإهلاك) إلى الحد الأدنى ، حتى ينعدم تمامًا ويصل إلى الصفر .. إنَّها (سورة سبأ) .. قراءتها تخفض معدلات الإهلاك فى حياة الفرد ، وأيضًا فى حياة المجتمع .. إنها وقاية لكل كيان من التآكل والزوال .. والحمد لله ..
 
4. كيف تفعل (سورة سبأ) ذلك !؟ .. الإجابة : (سورة سبأ) فيها التأثير النوعى لشكر النعمة فى حياة الفرد ، وفى حياة المجتمع .. والتالى لهذه السورة إنما بتلاوته يقوم بتفعيل التأثير النوعى للشكر فى الأرض .. إنَّ التآكل يحدث عندما يتوقف شكر النعمة .. فإذا بدأ شكر النعمة توقف التأكل ، ومِن ثم الإهلاك ..

5- فوائد سورة المطففين الروحانية

5. ما هى خاصية (سورة المطففين) إذًا !؟ .. الإجابة : (سورة المطففين) تقوم بإزالة آثار الإهلاك المتراكمة فى حياة المرء .. وتنقيه منها تمامًا .. إنّض (سورة سبأ) توقف الإهلاك فقط ، أما (سورة المطففين) فتزيل آثاره وتمحوها .. فتعود للنفس صحتها ، ويسترد الجسد عافته ..
 
6. ما هى خطة العمل الخاصة بمشروع (إيقاف معامل الإهلاك) ؟ .. حسنًا ! خطة العمل هى تلاوة سورتى سبأ و المطففين معًا ، مرة واحدة ليلًا ، ومرة واحدة نهارًا .. هذا التلاوة ما هى إلا ذِكر نتعبَّد به لله سبحانه وتعالى .. عند التلاوة يستحضر كل منا نية التعبد لله تعالى وشكره على نعمه .. هذه هى خطة العمل .. سنكرر هذه التلاوة ، مرة واحدة ليلًا ، ومرة واحدة نهارًا ، حتى آخر أيام هذا الشهر بمشيئة الله ..
 
7. الأصدقاء الأعزاء .. بمشيئة الرحمن سنبدأ أول جلسة جماعية لنا هذا المساء ، بعد صلاة العشاء (بتوقيت الدولة التى يقيم المشارك فيها) ، بقراءة سورتى سبأ والمطففين ، مرة واحدة ، بنية التعبد لله تعالى ، وتسليم الأمر له .. ثم بعد فراغنا من التلاوة ، بتوجه إلى الله سبحانه بالشكر على كل نعمة أنعم بها علينا ، علمناها أم لم نعلمها .. تذكروا ، أنَّ هذه الجلسة إنما هى صلاة شكر جماعية .. شكر على نعمة الله .. وبالشكر يزول الإهلاك النفسى والبدنى .. فاللهم لك الشكر ..
 
.
اقرأ أيضاً: خواطر عن القران
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !