الرئيسية » الحب » رسالة حب لحبيبتي » اشتقت لك حبيبتي خواطر

اشتقت لك حبيبتي خواطر

بواسطة عبدالرحمن مجدي
5413 المشاهدات
اشتقت لك حبيبتي خواطر
كتفيكي الصغيرين وحضنك الصغير الذي أجد فيه كل إنتمائي ..
خلقهم الله لي وطن وسكن وسكينة ودواء لكل داء يُصيبني في رحلتي ..
حضنك الصغير جداً يمثل لي كل الدنيا وما فيها ، هو كوني وأرضي ..
عينيكِ كالنور في قلب ظلام الجبال ، عينيكِ كالسلام في أرض الحروب ..
حضنك الواسع بسعة السماء يكفي أنني أجده وأنتمي إليه وأذهب إليه متى شئت !
 
بعد يوم ثقيل ممتلئ بالتشويش والعمل حتى آخر ذرة طاقة بداخلي .. أذهب للنوم على أمل أنني سأنام ، فيهاجمني الحنين والشوق ليذكرني مازال بداخلي الكثير من الطاقة بعد ، وأنني لن أنعم بالنوم الآن ! .. كيف ينام بهناء من يعيش العزلة والنفي عن موطنه الأصلي المخلوق له ومنه ولأجله !؟
 
بعدما لم تستطع كل سُبلي من التوصل لمواجهة هذه الحرب استسلم راضياً مبتساً عاشقاً ، فهذه الحرب ما تشعله من نيران في داخلي تجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة أكثر من قبل أن تشتعل بداخلي ! .. لذلك أحب هذه الحرب وهذه النيران كثيراً ، فهي تحرقني لتقربني مني أكثر لأتواصل بحميمية معي ومع الحياة أكثر .. لأرقص فرحاً بأنني مازلت أنتمي لرحلة الحياة ، فهي تشعرني بالحياة أكثر وأكثر ، وإن لم تأتيني وتأخرت عني أذهب أنا إليها داعياً إياها أن تقتحمني وتحرقني بنيرانها ، لأحصل على شغف الحياة وسكونها في آن واحد !
 
فأترك سريري الدافئ بعد محاولات فاشلة في النوم ، لأصعد إلى أعلى طابق في منزلي ، وأقف في الشرفة وأنظر فإذا بالبيوت ساكنة وكل شئ من حولى ساكن إلا أنا أحترق ! ، فلا أجد كلمات تريد أن تخرج مني ! .. لا كلمات تستطيع أن تُعبر عني .. ماذا سأقول ؟ ساعدوني ! .. أنا أحترق بكامل إرادتي .. أحتراقي يؤلمني قليلاً ويشعرني بلذة عظيمة في نفس الوقت ، فهل أبكي وأضحك في آن واحد كعادتي في هذه الحالة !؟ .. فأصمت !
 
أصمت وقلبي يتكلم وتفيض منه أعذب الكلمات مناجياً كل شئ من حوله لعله يلمسك في أي شئ ! .. أنظر للسماء للقمر وهو لم يكتمل بدراً بعد .. أنظر للنجوم .. أنظر للسكون الذي يُحيطني وأتعجب .. أنظر للبيوت من حولي وكأنني تائه لا أنتمي لهنا ! .. فأنتِ لستِ هنا .. فتفيض عيني بالدموع التي تتساقط بداخلي أولاً على نيران قلبي لتروي قلبي العطش .. لا يوجد كلام لأقوله لكِ .. لا توجد أسباب .. فقط الصمت والدموع يسودان حالي في هذه اللحظة الحية .. فيصبح جسدي دافئ رغم البرد الشديد من حوله .. وكلما إنسابت الدموع بغزارة كالمطر كأنها كانت سجينة فتحررت ، كلما إزدادت سخونة صدري وقلبي يرتجف بداخله !
 
وبصمت قلبي يتحدث ليقول: لا أريد أكثر من صورة لكِ أحضنها قبل نومي! .. لا أريد أكثر من كلمة مكتوبة منكِ على ورقة صغيرة! .. لا أريد سوى أي شئ بسيط يحمل جزء من روحك لي! .. وكل ما أريده أن أراكِ قبل أن أنام وأنتِ تنامين بجواري ، فأقبل جبينك وأحمد ربي عليكِ وأنام .. وجنتي أدخلها عندما أحضنك قليلاً قبل نومي .. أقصد قبل موتي !
 
ويتذكر قلبي أحد حالاتي العجيبة حينما يهاجمني الحنين بنيرانه وماءه ، فأسير في الشوارع هائم وخارجي صامت هادئ تماماً أمام الناس بينما داخلي يحترق بنيران الشوق لحضنك فقط! .. أتحسس وجودك في كل شئ .. في العيون المارة بجواري ومن أمامي وعن يميني وعن شمالي ومن خالفي وحتى في سمائي !! ، وأشعر حقاً كأنني طفل تائه عن أمه ، ولا يعرف أي أحد ولا يريد أن يتحدث مع أي أحد سوى أمه ، وأن يعود لموطنه الوحيد الذي يعرفه .. حضنها .. نعم حضنك ! ..
 
وبينما كل هذا أشعره إذا بالديك يناجي بصوته المعتاد في الصباح .. لا أعلم من يناجي هل الله أم يناجينا نحن أم … !؟ .. أبتسم لقدرته على إستخدام صوته ، فأنا المتكلم فاقد الصوت الآن .. غير قادر على استخدامه .. الكلمات لا تخرج مني .. الصمت هو سيد موقفي .. احترق بصمت ومتعة .. الكلمات بداخلي كالبحار أغرق فيها ، ولكن لا أستطيع أن أتحدث ! .. الصمت يسود ، وبرفقته الدموع تُسقيني …
 
فتتوقف دموعي بعد أن تنتهي من إطفاء النيران المحترقة بداخلي بعد هجوم الحنين والشوق على قلاع قلبي العاشق لكِ ، ولكن الصمت لا يتوقف ولا ينتهي ..
 
فأغلق الشرفة وأقرر أن أنزل إلى الطابق الثاني إلى سيريري الذي أعرفه لأنام .. وإذا بي أنزل على مهل ببطئ ومتعة ومفعماً بالسكينة بعد أن إنطفأت النيران بداخلي وتكونت بداخلي بحيرة عذبة هادئة وحية بالكامل ، فأشعر وكأنني كنت حاملاً في جنين يحمل روح الحياة معه ، والحمد لله تمت الولادة بنجاح !
 
وحينما فتحت باب شقة أبويَ لأذهب إلي سيريري لأنام بهناء ، وجدت المولود يداعبني بلطف طالباً مني أن أحافظ عليه وأرعاه ليكبر ! .. فقولت له كيف أفعل ذلك ؟ .. قال لي بالكتابة .. يجب أن تخلدني ، فأنا مولود الحب .. وهي ستقرأني يوماً .. يجب أن تهتم بي بما أنك زرعتي وأخرجتني حياً من رحم قلبك .. إذاً أمنحني الخلود ، لتقرأه هي يوما ما .. لتعلم كم كنت تحبها !؟ .. ولتقرأه أنت .. لتعلم قيمة النعمة التي في يديك فتحافظ عليها وترعاها وتُسقيها كل يوم ولا تتركها تجف وتذبل وتموت أبداً وهي كانت على قيد الحياة فيك ومعك من قبل أن تراها بعينيك أو تلمسها بيديك !؟ ..
 
أعتذر على إطالتي .. أعلم الكلام الذي قرأتيه كثير
ولكنني ….. فقط اشتقت لك حبيبتي
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
.
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !