الرئيسية » الذات » النجاح في الحياة » الاستسلام لله – الاستسلام للواقع !

الاستسلام لله – الاستسلام للواقع !

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1674 المشاهدات
الاستسلام لله - الاستسلام للواقع !
هل أنت فعلاً مستسلم لله أم مستسلم للواقع !؟
الاستسلام لله و الاستسلام للواقع ! .. يحملان معنيان مختلفان تماماً ..
 
الاستسلام لله يجعلك تعيش علي قمة الحياة ، وتصبح أنت سيد الحياة ..
الاستسلام للواقع يجعلك تعيش في قاع الحياة ، وتصبح مجرد خادم وعبد للحياة ..
ومفهوم الحياة عند المستسلمون للواقع لا يتعدى حدود: المجتمع والأهل والظروف وأفكار القطيع من حولهم ماذا تقول وبماذا تأمرهم وكيف يقومون بإرضائها ولا يخرجون عن السياق المرسوم لهم !!
 
هناك الكثيرين من البشر الذي يخلطون بين الاستسلام للواقع ولأفكار الأهل وللمجتمع وللأصنام الآخرى الخاضعون لها ويدعون أنهم مستسلمون لله .. وتلك كذبة من ملايين الكذبات التي يعيشون عليها !!
 
الاستسلام بمفهوم الحياة الطبيعية .. هو السلام .. هو التناغم .. هو الحب ..
نعم هو الحب ! ، الاستسلام أحد أجمل الهبات والنعم التي يعيش فيها الإنسان حينما يدخل الحب إلي كيانه .. فيصبح الإنسان مستسلم تماماً لذلك الحب .. ومنه يصبح مستسلم لكل شي في الحياة .. وهنا أقصد كل أنواع الحب .. حب الإنسان لنفسه .. حب الإنسان لله .. حب الإنسان لشريك حياته .. حب الإنسان لموهبته وشغفه ومجال عمله .. حب الإنسان لأخوة الإنسان مهما كان مختلف عنه في الدين أو المذهب أو اللون أو الجنس ..
 
أنظر حولك بعين التأمل .. بعين قلبك إلي الحياة ، من هم المستسلمون للحياة ؟
– الطفل مستسلم تماماً للحياة وهو في قمة السعادة ويعيش طبيعته وعفويته ويسحر أعين الناس ويجذبهم إليه .. وهو سيد الحياة لا عبد لها مثل الكثير من الناس ! .. وكل الناس في أنحاء العالم أجمعت أنه الأكثر سعادة والأكثر حياة ، أذن هو في نظري الأكثر نجاح .. لأن السعادة هي المقياس الوحيد الذي يدل علي مدي نجاحك أو فشلك في حياتك ؟ ولا يوجد مقايس آخر .
 
– الوردة تكبر ببطيء وتتفتح في هدوء وتسحر أعين الناس بروعتها وهي مستسلمة ومتناغمة تماماً مع الحياة .. وهي في قمة نجاحها ، وكذلك النمل سعيد ومستسلم للحياة وناجح في حياته .. الطيور سعيدة ومستسلمة للحياة وناجحة في حياتها .. كلهم ناجحون في الحياة ببساطة وعفوية تسحر العيون والقلوب بينما الكثيرين من البشر فشلوا في الحياة فشل ذريع ؛ لأنهم غير مستسلمون للحياة .. غير مستسلمون لله وإنما مستسلمون لأصنامهم التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم !
 
* ما هو الفرق بين الإستسلام لله والتناغم مع الحياة وبين الإستسلام للواقع والخضوع أمام الأصنام ؟
 
ان صاحب الاستسلام مشاعر راحة وآمان وسلام وحب وحياة .. أذن هذا هو الاستسلام بمفهومه الصحيح الطبيعي .. استسلام لله وتناغم مع إيقاع الحياة الساحر .. استسلام يجعلك تتصل بروعة الحياة .. فيؤدي بك إلي السلام وإلي معرفة أقوى وأعمق قوانين الكون علي الإطلاق .. لأن الاستسلام لله والتناغم مع إيقاع الحياة يجعلك تتصل بأقوى شيء تحمله بداخل جسدك وهو الروح .
 
أما إن صاحب الاستسلام مشاعر ضيق وضجر وخوف وموت داخلي .. أذن هذا هو الاستسلام بمفهومة المريض .. استسلام للواقع وللأصنام .
 
الكثيرين من العرب يعيشون حياتهم في الخضوع والاستسلام لأصنام آبائهم ومجتمعاتهم ، ويدعون ويكذبون علي الله ويقولون أنهم مستسلمون لله .. ويعيشون في الجحيم ! .. أذن هم يروجون أن الاستسلام لله يؤدي بك إلي الجحيم ! .. بالطبع تعالي الله عن ذلك الجهل ، وإنما هو الاستسلام لأصنامهم هو من أدي بهم إلي الجحيم والظلام .. وهم يعتقدون أن أصنام آبائهم = الله .. وهذا لا يمكن ان يحدث .. أبداً أبداً .
 
– الظروف والواقع ( الواقع الجمعي لأكثر الناس في البيئة التي نشأ الإنسان فيها ) لا تفرض علي الإنسان أي شيء ، تأثيرها مثل تأثير الشيطان ! .. مجرد وساوس وأفكار فاسدة غير صالحة تؤدي بالإنسان إلي الفقر وجحيم الضيق .. وكل ذلك ينطبق عليهم قانون ( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فأستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )
 
أكثر الناس يؤمنون أن الظروف والواقع أشياء خارجة عن إردتهم وفوق قوتهم علي الإحتمال ولا يستطيعون تغييرها وأن الله خلقهم ومنحهم تلك الحياة ليعيشون في حالة خضوع لها ويخافون منها ويصلون لها ويعبدونها ليل نهار !! .. بينما الحقيقة هي أن الإنسان هو من يختار أن يغير الظروف والواقع أو يخضع لها ، وهناك القليلين من البشر قاموا بتغيير الظروف والواقع وقاموا بخلق واقع جديد خاص بهم حسب رغبات قلوبهم .. واقع يتناسب مع ما يريدون هم وتم تحطيم واقع القطيع أمام إرادتهم القادرة علي خرق الواقع الذي يعبده عامة البشر( هكذا خلق الله الإنسان ) .. وهناك الكثيريين من البشر قاموا بالخضوع للواقع حتي الموت .. هم يعيشون عبيد للظروف والواقع .
 
أما القدر أو النصيب لا أؤمن أنه عبثي .. وإنما هو قوانين دقيقة جداً .. مثل قوانين التي تسير الكواكب والأقمار .. إن كان الإنسان جاهل بها ولم يدركها بعد أو لم يفهم سبب حدوثها فهذا لا يعني عدم وجودها ولا يعني أنها ليست حقيقة ! .. فالأعمى الذي ولد أعمي البصر كافر بالنور وجاهل تماماً بوجود النور .. فهذا لا يمكن أن يمنع من حقيقة وجود النور .. إن كنت جاهل أمام حدث ما أو موقف ما حدث معك أو مع غيرك وأنت لا تجد تفسير له في رأسك فهي لا يعني أن حدوثه كان عبثي وإنما هو قانون أنت جاهل به ولم تفهمه بعد ورأسك لا تحمل أي إجابة عنه فرأسك محدود تماماً ، فالأفضل أن تصمت رأسك وتبحث وتقرأ وتسأل وتشعر .. حتي يدخل نور الله لقلبك .. فيرى .
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !