الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » التسليم لله – سر السعادة في الحياة

التسليم لله – سر السعادة في الحياة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2157 المشاهدات
التسليم لله - سر السعادة في الحياة

صباح الراحة والاطمئنان
صباح يخلو من “الحزن” و “الخوف” للأبد

صباح التسليم الكامل لرب الكون مالك الملكوت
صباح مليء بالقبول “التااااام” الذي ينسف كل الأحزان والمخاوف
صباح الشحن الطاقي بالإحسان والرقي في كل شيء بداية بالتعامل مع النفس والتعامل مع الناس وانتهاءا بالتعامل مع كل الأدوات من حولك حتى الموبايل والملابس

“بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”

“وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ”

إن أتقنت القبول التام لأي شيء كانت حياتك جنة
إن أتفننت فن التسليم الكامل مهما كانت الأحداث كانت حياتك قمة في المتعة

تأمل حياتك الآن واكتب في ورقة كل ما “يحزنك” وما “يؤلمك” وما “يخيفك”
ستفاجأ أنها جميعا أشياء “ترفضها” بشدة ولا تقبلها .. هذا هو السر

إن قبلتها قبولا تاااااما . سيختفي الحزن والألم للأبد
بعدها بفترة ستنتهي هذه الأشياء من حياتك أيضا للأبد .

إن فعلت ذلك بصدق ويقين سيقول عنك المحيطين “إنتا مش عايش معانا”
وسيقولون أيضا “إنتا عايش في دنيا تانية”
وربما يقولون عنك “إنتا بارد ومابتحسش”

عندها ابتسم بهدوء وقل لهم ، أنا بحس جدا ولكني بحس المتعة والراحة والسعادة فقط ، وقد ودعت الإحساس بالحزن والألم والخوف والقلق نهائيا

عندها سيصفوك “إنتا مش بني آدم” ابتسم عندها وقل ، فعلا لأن البني آدم إنسان ، والإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا .. إلا المصلين الذين هم على صلواتهم يحافظون .. والصلاة هنا معناها في العمق “الدعاء” لله بيقين واطمئنان وراحة تامة . فالصلاة لغة الدعاء … والصلاة كركن من أركان الإسلام هي كلها دعاء بيقين ، والفاتحة في كل ركعة هي أعلى وأفضل أنواع الدعاء .

هم يصفون من لا يحزن بأنه مابيحسش
هم يستحثون من لا يحزن أن يحزن ويتألم كي يكون “بيحس” فانتبه

الحزن هو تعريفهم للإحساس
والألم والقلق والخوف هو تعريفهم للاهتمام
وربنا يكون في عون اللي عايش كده !!!

تمرين بسيط :

اكتب خمسة أشياء ترفضها في حياتك وخمسة أشياء تخاف منها

استمر لمدة سبعة أيام في تخيل أنك رايق ومتقبل هذه الأشياء حتى لو حدثت بأسوأ سيناريو . وتخيل أنك “أعلى” و “أكبر” منها بكثييييييير .

تخيل هذه الأشياء تزيد وتتفاقم وقل في داخلك : أنا متقبل تمام التقبل يا رب . أنا أكبر منها بكثير ، أنا قدها وقدود زي ما يقال في المثل العامي المصري

قلها حتى لو لا تستشعرها ،، قلها وتألم أو ابكي لو شئت لكي تخرج كل الطاقات السلبية
استمر سبعة أيام وستفاجأ بأنك أصبحت في قمة الاستمتاع بصورة ستذهلك

وستنتبه عندها أنك عندما تتخيل هذه الأشياء تقول في داخلك “لااااا أنا غير متقبل” هذا هو سر عذابك .

بعدما تصبح رايق ومستمتع ، ابدأ في التعامل مع هذه الظروف والأشياء المحيطة من “أعلى” بمنتهى التعالي والقوة فهي مسخرة لك .. أكرر هي مسخرة لك .

“أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ”

“وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ”

اعلم أن الأشياء من حولك مسخرة لك وهي لا تمثل لك شيئا إلا عندما تمر عبر “فلتر” القبول والرفض في عقلك .. القبول ينهي الأشياء ، والرفض يزيدها ويفاقمها ، واعلم أيضا أن عذابك يزيد بمقدار درجة الرفض ، واستمتاعك يزيد بمقدار درجة القبول ، فإن كان قبولك تام ومرتفع ستكون في قمة الاستمتاع وإذا كان رفضك تام ومرتفع ستكون في قمة العذاب وأنت السبب .. اختر

احمد عمارة

ملحوظة: أنا بتقبل الأحداث بتقبل الظروف التي نشأت بداخلها ، كمثال ولدت في بيئة فاسدة ، أو ولدت في بيئة فقيرة معنوياً أو مادياً وأنا أريد أن أكون مرتاحاً من الناحية المادية انا بتقبل تلك الظروف لأنها خارجة عن إرادتي ، فأنا لم أختار أبوايا ولم أختار المنطقة التي نشأت بداخلها ، فهذه تعتبر خيارات الله لي ، والأهم أنه لا يوجد إنسان ولد في بيئة فاسدة أو صالحة ، في بيئة فقيرة أو غنية وإلا لديه أشياء ونواقص وربما مشاكل وهموم !! … من يسلم لله يكون فوق المادة والبيئة وفوق الظروف والأحداث ، لأنها متعلق بالله .. أي عايش الحياة بروحه وليس بجسده! ، وفي نفس الوقت يبحث ويحاول ويجرب ليخرج نفسه من الظروف التي يعتقد أنها سيئة له ، ويحاول ويبحث كيف يصل إلي ما يريد وإلي ما يسعده ويفرحه لأن الله خلق له العقل والقلب لذلك ، ليبحث عن سعادته وشغفه وحبه .. فالمقال لا يدعوا إلي أحلام اليقظة أو التواكل ! ، ولكنه يدعوا إلي التقبل والتسليم لله ودعاء الله بما نريد والأخذ بكل الأسباب الممكنة والمتاحة وإبداع حلول وطرق جديدة للوصول إلي ما نريد ….. عبدالرحمن مجدي

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !