الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » التنمية البشرية وأكثر العرب لا يجتمعان أبداً .. لماذا ؟

التنمية البشرية وأكثر العرب لا يجتمعان أبداً .. لماذا ؟

بواسطة عبدالرحمن مجدي
845 المشاهدات
التنمية البشرية وأكثر العرب لا يجتمعان أبداً .. لماذا ؟
التنمية البشرية وأكثر العرب لا يجتمعان أبداً .. لماذا ؟
 
لأن التنمية البشرية بسيطة هي تدور حول كلمات جداً سهلة وهي نجاح علاقة الإنسان بنفسه وبربه وبشريك حياته و بالناس في كل مكان يعيش فيه أو يذهب إليه .. ولن تنجح علاقتك بأي شيء وأنت لا تملك حياتك ، وأنت لا تحرك حياتك بإرادتك الحرة المستقلة !
 
أكثر الناس مقيدون بالكثير من السلاسل ، فالإنسان يشبه الكلب المقيد بسلسلة من رقبته ، وبينما الكلب يقيد بسلسلة واحدة فالإنسان يقيد بالكثير من السلاسل ، سلسلة في أيدي أهله .. وسلسلة في أيدي المجتمع .. وسلسلة في أيدي رجال الدين أو الفن أو العلم المفضلون لديه .. وسلسلة في أيدي الظروف السياسية والاقتصادية في بلاده .. وسلسلة في أيدي أفكار فاسدة ومنتهية الصلاحية منها أن القدر والنصيب شيء عبثي للغاية والكون قائم علي العبث …. تلك فقط أمثلة للقليل من السلاسل ولكن هناك سلاسل أكثر بكثير .
 
الإنسان يستمر في الخضوع أكثر والسلاسل تزداد في حياته أكثر فأكثر .. ومع كل تلك القيود والسلاسل فمن الحماقة أن تحدثه عن أهداف أو عن حياته أو عن نفسه حتي .. لأنه لا يمتلك حياته ولا يمتلك نفسه .. فحتي أن تكلمه أن يخطو القليل من الخطوات فهذا ضرباً من الحماقة ؛ لأن الكلب المقيد لا يتحرك إلا بالمقدار الذي يسمح له سيده به .. وإن وقف سيده فالكلب سيظل واقفاً .. وإن قام سيده بربطه في عمود ما سيظل يدور في الدئرة المغلقة التي سُمحت له التحرك بداخلها وسيظل واقفاً في مكانه حتى يموت .
 
والكارثة عندما يكون من يتحدث عن التنمية البشرية نفسه مقيد ومكبل بالكثير من السلاسل !
 
لذلك أنا أرى إن أراد مدرب التنمية البشرية أو أي كاتب أن ينجح بحق ويجعل الإنسان فعلاً قوي وأكثر حياة وليس أكثر ضعف وبؤس وتعاسه ، أولاً عليه أن يجعل الإنسان يدرك أن هناك قيود تخنق كيانه .. هناك الكثير من السلاسل ملفوفة حول رقبته بقوة .. وبعد أن يدرك ذلك يبدأ يعطي له الأفكار والحلول الحقيقية وليست المقروءة من الكتب أو المأخوذة من شخص ما ليفك السلاسل ويكسرها .. ويقوم بتحرير نفسه بنفسه .. لأنه لا يوجد إنسان يستطيع أن يحرر إنسان آخر وهو خاضع بالكامل للعبودية .. فالعبد سيظل عبداً حتي موته إن أراد ذلك .
 
وبعد ذلك ابدأ حدثه عن نفسه وعن حياته وعن أحلامه وكيف يحققها .. غير ذلك لا تحدث كلب مقيد بسلسلة وسيده هو من يقود حياته بالخطوة وتقول له أذهب إلي الحياة .. إلي السعادة ؛ لأنه لا سعادة لـ عَبد مقيد سواء كان إنسان أو حيوان !
 
لذلك أنا أنشأت قسم عاهات مجتمع وأنا مؤمن للغاية بأهميته الكيبرة ؛ وهي جعل الإنسان العربي يتألم .. أريد أن أزلزل كيانه .. أريد أن أزلزل رأسه .. أريد أن أزلزل كل قناعاته وأفكاره الفاسدة عن الحياة .. أريد أن يعرف القيود التي تخنق قلبه .. ليرجع أولاً لفطرته .. لحريته .. ليصبح إنسان حر .. ليعيش كـ كيان حر .. وبعدها سيعرف كيف يبني نفسه بنفسه بسهولة .. أريده أن يكون قوي بنفسه .. أريده أن يكون قوي بقلبه .. بعلاقته بقلبه .. بعلاقته بالله الواحد الأحد وليس الأصنام التي تخترعها المجتمعات ورجال الدين في كل عصر حسب أهوءهم .. عندما يكون علي علاقة حقيقية وقوية وصداقة قوية بينه وبين قلبه .. وبينه وبين الله ، سيصبح نوراً .. سلاماً .. طاقة حياة جبارة تسير بين الناس .
 
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !