الرئيسية » الحب » مقالات عن الحب » الحب في المجتمع الشرقي

الحب في المجتمع الشرقي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1112 المشاهدات
واقع المرأة في المجتمعات العربية - المراة مظلومة وظالمة !
الأفلام علمت الناس شكل من الحب غير موجود في الواقع إلا نادرا، وفهمتهم أن أهم شئ في الحياة الغرام والهيام والسهر والسهاد والهجر والخصام، وإلا يصبح الإنسان تعيس ومحروم وغلبان ومكتئب ولا يحيا الحياة لأنه ليس في حالة حب ملتهب دائمة ومستمرة …
 
هذه الفكرة المغلوطة عن الحب خربت حياة الناس، لأنهم جالسين منتظرين شئ غير موجود ولن يحدث! الحب الموجود في الواقع الذي يستمر لباقي العمر ليس شبه الأساطير الإغريقية. لا يوجد أي شئ من هذا في الواقع يا جماعة. ولا هذه الأشياء التي تبني علاقة قوية مدى الحياة، بين رجل وامرأة محترمين ومثقفين، ودماغهم ممتلئ بأشياء مفيدة وليس قلوب ودباديب، ولهم هدف في الحياة يصحون كل يوم من أجله ، وليست غاية حياتهم أن يبحثون عن الحبيب المجهول!
 
أي حد متزوج وسعيد في زواج ممكن يشرح لكم الحياة الواقعية كيف تكون؟: الحب الحقيقي الذي يستمر طول العمر ويكبر مع الشريكين، ليس مثل البركان المفتجر الثائر .. هو مثل نور الشمعة الهادي الدافي.. ولكن شمعة لا تنطفئ، وتظل مُنيرة لك في الظلمة في كل ظروف حياتك. تقدر تكمل يومك عادي والشمعة مُنيرة في الخلفية. لن توقف حياتك بقية عمرك لكي تظل “تسبل” للشمعة، ولا لكي تتعامل مع البركان والحمم والانفجارات والانبهارات كل يوم. لا يوجد أحد طبيعي عايش هكذا كل يوم.
 
يصعبون علي الصغيرين الذين كل بوستاتهم رومانسية ومنتظرين السماء تُمطر ورد والقلوب تطلع من دماغهم مثل البالونات أول أن يروا حبيب القلب وعندما لا يحدث هذا يكتئبون. لا تنهوا علاقاتكم من أجل الحب الملتهب الخاص بأول العلاقة انتهى. لأنه طبيعته أنه لابد أن ينتهي ويأتي مكانه شكل مختلف من المشاعر الهادئة الدائمة. هذا الحب الحقيقي الغير موجود في الأفلام لأنه لا يأتي بإرادات.
 
* * * * * * * *
 
طيب بما أننا فتحنا موضوع تأثير الأفلام على مفهوم الناس عن الحب، خصوصاً البنات الصغيرين، أريد أن أضيف شئ مهم:
 
أن لدينا لا يوجد Rating أو تصنيف عمري للأفلام كما هو في الغرب بحيث الأهل يعرفون أن هذا غير مناسب لسن معين، أو محتاج وجود الأهل للتوجيه أثناء المشاهدة مثل الأفلام المتصنفة PG/ Parental Guidance في أمريكا مثلاً بمعنى أن أي طفل لا يصح أن يشاهدها إلا في وجود الأهل، وهناك متصنفة 13 أو 15 يعني المراهق الذي تحت هذا السن لا يجب أن يشاهدها من غير أهله أيضاً وليس الطفل فقط. وهذه تكون الأفلام التي فيها مفاهيم كبيرة على فهم الطفل، أو فيها عنف ودم، أو مشاهد إباحية غير مناسبة للأطفال.
 
أما في بلادنا، فلو نظرنا حتى في الأفلام الأبيض وأسود التي نعتبرها مناسبة للأطفال كأنها كارتون، سنجد مفاهيم مفزعة:
 
البنت لابد أن تحب واحد أهلها غير موافقين عليه لأنه صايع أو نسوانجي أو خمورجي أو عاطل، وهي بنت عيلة ومتربية. فتبقى حبكة الفيلم كلها أن الحب يُزيل كل الفوارق ويلغي أي قواعد، وأن الحبيبين “الغلابة دول يا عيني” يريدون أن يتزوجون والمجتمع الشرير واقف ضدهم! ونجد البنت تهرب من بيت أهلها مع حبيبها الصايع، وهناك التي تنتحر بأنها تبلع علبة الدواء أو تقطع شرايينها، وهناك التي يُصيبها مرض القلب أو انهيار عصبي وتروح المستشفى فأهلها يضطروا يوافقوا والمشاهدين يفرحوا!! ،، ونجد الشاب الغني المستهتر الذي يمارس الجنس مع الشغالة الفقيرة، والذي يغتصب بنات سذج بعد ما يشربهم خمرة أو يحط لهم منوم، وبعد ذلك يرميهم فينتحرون أو ينحرفون، وهناك الذي يلوم المجتمع أنه أصبح مجرم كأن هذه حجة تعفيه من المسئولية، وهناك الرقاصة التي تهز لحمها العاري في وسط السكارى في الكباريه لكي تصرف على بنتها، كأنه لا يوجد عمل آخر غير هذه لكي تأكل بنتها… وغيرهم بلاوي كثيرة…
 
وكل هذه النماذج .. الفيلم يلعب على عواطف المشاهد لكي يتعاطف معهم بصفتهم “ضحايا” الحب يا حرام!!!
 
هذا طبعا غير كل البطلات الذين يتم ضربهم بالقلم فيلقون بأنفسهم في حضن البطل من فرط “الحب”!! والذين تم رميهم خارج البيت في نص الليل ورجعوا كملوا عادي، والذين يخونون زوجاتهم والسيناريو يجعلك تتعاطف معهم، والذين يخونون أزواجهم لأن الحب لا يوجد له كبير.. ومصائب آخرى كثيرة
 
تفتكروا أجيال البنات التي تربت على هذه المفاهيم سعداء في زواجهم اليوم أو تزوجوا شخص صح أصلاً !؟
خلينا في الأفلام القديمة فقط … لأننا لو فتحنا على الإنتاج الجديد والبلاوي الموجودة على النت لن ننتهي!
 
الخلاصة:
تفكروا جيداً تسمحون لأولادكم وبناتكم يرون ماذا ؟ ويتكون من خلاله وعيهم ومفاهيهم وتوقعاتهم عن أنفسهم وعن الناس ..
* * * * * * * * * * * * * * * *
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !