الرئيسية » خواطر » كلمات معبرة » الحزن الراقي – دواء الحزن

الحزن الراقي – دواء الحزن

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2136 المشاهدات
ان كنت مريض فأحتفظ بمرضك لنفسك لا تورثه لأحد !
معاناتك سببها الأول و الأخير إنفصالك عن حقيقة وجودك
– – – – – – – –
ماذا لو كنت تعيش في جزيرة وحدك و تشعر بالتعاسة.. من ستلوم وقتها.. لا توجد حكومة أو زحمة مرورية أو مدير متسلط أو بشر تقارن أحوالك بهم
– – – – – – – –
لاحظ كيف تقضي وقت فراغك في الشكوى و تفريغ الغضب على أحداث مكررة و قديمة تحدث في بلدك.. تساءل عن الشعور الداخلي فيك الذي يجعلك تمارس السلوك
– – – – – – – –
نعم مشاكلك ربما هي الأسوأ بين أخوتك.. فشلت بالزواج.. أصبت بالسرطان.. مشروعك فشل.. كل هذا لا يقلل من قيمة حياتك بل يزيدها عمقا و ثراءا
– – – – – – – –
لو بس أشتري هالسيارة.. لو بس أضعف سبع كيلوات.. لو بس أصغر خشمي..لو بس عندنا شاليه..لو بس الكويت تصير مثل دبي.. دائما هناك شرط مستقبلي متجدد
– – – – – – – –
لاحظ بأن أكثر المنغمسين بسباق المقارنة هم الأكثر تعاسة..لأن بالنسبة لهم ما سيمنحهم السعادة دائما شيء سيأتي عند تحقيق هدف مادي يكبر بإستمرار
– – – – – – – –
لاحظ سلوكك أنت.. كيف تبدأ بالقصة الحزينة عن نفسك.. كيف تغذيها بالمقارنة بأحوال الآخرين.. كيف تتحول لهوية تؤمن بها.. كيف تظل الهوية معك
– – – – – – – –
سلوك المقارنة يغذي الشعور بالحسرة..الحسرة تهدر طاقتك بشكل كبير..تجعلك أسير في هوية الضحية.. لا تقدر أن تتعامل مع عالم أنت تؤمن بأنك ضحية فيه
– – – – – – – –
عقلك تبرمج على التركيز فقط على مايحدث حولك و ليس ما هو بداخلك من مشاعر و تغيرات نفسية.. تعودت على سلوكيات لكبح الألم تعتمد على الترفيه
– – – – – – – –
تجاهل أسباب معاناتك الداخلية يضخم من آلامها.. تقدر تتجاهلها لفترة أو تلوم مصادر خارجية لكن تأثيرها لا يخف.. لاحظ مقدار الجهد المبذول لدفنها
– – – – – – – –
الشكوى من أحوال البلد هي أسرع طريقة مقبولة إجتماعيا للهروب من أحوالك الشخصية التي تسبب لك المعاناة الفعلية.. الغالبية يمارس هذا الهروب
– – – – – – – –
الشكوى والتحلطم لا يخلصك من شعورك بالقلق أو الغضب أو الحزن.. بالعكس.. أنت تتمسك أكثر بالحالة وتجعلها هوية لك.. هوية المتحلطم بإستمرار
– – – – – – – –
لماذا تمارس سلوك الشكوى والتحلطم؟ هل تحس بمعاناة داخلية وتحتاج للتعبير عنها؟ هل المعاناة فعلاً مصدرها ما يحدث حولك من أحداث؟ تساءل دون لوم
– – – – – – – –
نعم هناك دائماً شخص آخر سيكون أجمل و أغنى و أقوى و أكثر شهرة و علاقات منك..عقلك تبرمج على سباق وهمي مهما شاركت فيه لن تحصل على قيمة حقيقية
– – – – – – – –
جلد الذات هو سلوك يعمل فيك بإستمرار عندما تنغمس في المقارنة.. الحياة تظهر لك كمصدر للصفعات.. كل يوم تحس بأنك فاشل.. غير جميل.. فقير… مكروه
– – – – – – – –
عقلك الذي تبرمج على مفاهيم مجتمعك الخاطئة عن قيمة الحياة سيركلك بعنف كلما رأيت شخص يملك شيئا لا تملكه..لأنك آمنت بأنك بدون المادة أنت لا شيء
– – – – – – – –
مجتمعك قائم على المقارنة والتقليد..هناك سباق مجنون نحو الأغنى والأجمل والأكثر شهرة..لا يوجد هدف نهائي سيقنع أحد..لهذا عليك أن تخرج من سباقهم
– – – – – – – –
قصص حزينة تتراكم عليك مهما كان وضعك..قصة عدم زواجك.. وزنك الزائد.. راتبك الضئيل.. عدم إنجابك..فشلك الدراسي..وغيرها من قصص تخلقها المقارنة
– – – – – – – –
والدتك تقارن حياتك بحياة أقربائك و أصدقائك.. هذا شائع جدا.. المهم ألا تؤمن بهذا و تمارس نفس السلوك ضد نفسك..والدتك ستجد دائما من هو أفضل منك
– – – – – – – –
لاحظ سلوك المقارنة كيف يبدأ و كبحه فورا..مثلا ترى سيارة فاخرة بالشارع وتقارنها بسيارتك المتواضعة..عقلك يخلق قصة الشخص المظلوم أو غير المحظوظ
– – – – – – – –
ببساطة توقف.. توقف عن مقارنة تفاصيل حياتك بحياة الآخرين.. حتى لو كانوا أقرب الناس لك.. أنت تخوض رحلة فريدة و خاصة بك و لن تتكرر بنفس الشكل
– – – – – – – –
كيف تنظر لحياتك بشكل إيجابي؟
عندما تتوقف بشكل تام عن مقارنتها بحياة الآخرين
– – – – – – – –
الحياة لا تطاق إذا كانت فقط مسلسل هروب من الواقع أو مطاردة وسائل الترفيه.. لأن ما تشعر به و يؤلمك هو ما يعيق نضجك وهو ما يحتاج لكل إهتمامك
– – – – – – – –
هناك أكثر من مليون وهم عن الحياة تم إيداعه في عقلك من قبل والديك و مجتمعك
الايداعات_المليونيه
– – – – – – – –
أنت تختار.. حياة مكررة لفرد يتصارع و يستعرض و ثم يموت كما ولد…. أو وجود واعي ينضج بإستمرار و يتخطى المكان والزمان و لا ينتهي عند أي هدف
– – – – – – – –
بعد الإستيقاظ و إستعادة الوعي و بدء عملية النضج تبدأ حياتك الحقيقية كإنسان يعبر عن الوجود كله.. فرد بقلبه كل الكون.. وعي يظهر كجسد و شخصية
– – – – – – – –
إستعادة الوعي و النضج يأخذك نحو طريق آخر تماما.. طريق فقدان تأثير الماديات عليك..و سقوط أهمية تحقيق الأهداف الإجتماعية والإستعراض بها
– – – – – – – –
لا يهم عند الواعي و الناضج شكل حياته الظاهر للبشر حوله.. هو يعيش في أبعاد أخرى لا يحلموا بها.. الكون بأكمله يدعمه دون أن يعرف الناس هذا
– – – – – – – –
إستعادة الوعي و النضج يجعلك تقتنع بشكل تام و نهائي بكل حالة تعيشها..لا تفقد الأمان والبهجة والسلام والحب مهما كانت حياتك مليئة بالكوارث
– – – – – – – –
إستعادة الوعي و النضج لا علاقة لها بتنمية رصيدك البنكي..أو تجميل شكلك الخارجي.. أو تحقيق نجاح تجاري أو إجتماعي…لا يوجد أي شيء ستستعرض به
– – – – – – – –
.
.
بوجيج
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !