الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » الرجل الشرقي والحب

الرجل الشرقي والحب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2599 المشاهدات
اسرار الرجل والمرأة
– رومانسية الرجل الشرقي .. !
 
الرجل الشرقي غير رومانسي. الرجل الشرقي ليس كالرجل الغربي أو الآسيوي في الرومانسية. الرجل الشرقي لا يحب .. لا يشعر .. لا قلب له .. تمام نتوقف عن إصدار باقي الأحكام التي لا نهاية لها ونتعمق في الأمر أفضل من تكرار الأحكام بدون فكر .
 
عندما تأملت الرجل الشرقي وجدته هو نفسه لا يعرف لماذا لا يستطيع أن يمنح مشاعر الحب لزوجته !؟ ، الرجل الشرقي إنسان لديه قلب يحتاج إلي الكثير من الحب حتي يعيش سعيداً فى هذه الحياة ، ولكنه لا يستطيع قلبه أن ينتج مشاعر حب تجاه من تزوجها وكلما حاول هو إنتاج مشاعر حب لا تدوم طويلاً ، وكذلك زوجته كلما حاولت إنتاج مشاعر حب تجاهه لا يدوم طويلاً ، وكأن الحب هو مرض تصاب به علاقاتهما أحياناً فهو يأتي ويذهب سريعاً. أي الحب والسعادة مرض يحدث بينهما أحياناً ! ، بينما التعاسة والكآبة والكراهية العميقة الدفينة هي طبيعة حياة العلاقة .
 
أصابني هذا الموضوع بالحيرة وأخيراً أستطيع أن أوضح لكم الأمر بمنتهي البساطة المؤلمة ، أولاً: لا أحد من طرفي العلاقة سواء الرجل أو الأنثي ينتج مشاعر حب حقيقية تجاه الآخر الكل يمثل علي الآخر لإنقاذ آخر أحلامه من الضياع ، ثانياً: الرجل الشرقي لن يستطيع أن يخرج رومانسية وحب تجاه شيء قام بشراءه بقيمة المال ! ، هل هو رومانسي مع جهاز المحمول أو الاب توب الخاص به ، من الممكن أن يكون رومانسي تجاه لعبة قديمة أو أي هدية بسيطة أخذها في الماضي ولكن ليس بقيمة المال وإنما بقيمة الحب فقط ، هو فاشل في الرومانسية وناجح في الجنس ، وهذا هو كل ما يستطيع أن يمنحه للمرأة العربية هو الجنس .
 
الأمر أشبه ببائعة هوى تطلب من الرجل أن يكون رومانسي معها ويمنحها مشاعر حب ، أو بائع هوى يطلب من المرأة أن تكون رومانسية معه وتمنحه مشاعر حب. لن يستطيعا أن ينتجا أي مشاعر حب حقيقية من أعماق قلوبهما. يمكنهم أن ينتجا مشاعر جنسية فقط خلال ممارسة العلاقة الجنسية بينهما ، وبعد العلاقة قد يشتما بعض أو يلعنا بعض أو يخرجنا أجود أنواع مشاعر الكراهية والبغضاء من أعماق قلوبهما تجاه بعضهم الآخر ، للأسف الشديد هناك الكثير من العلاقات الزوجية العربية كذلك .
 
آسف في اللفظ ولكن هناك الكثير من العلاقات الزوجية القائمة علي نفس القانون ، آسف مرة آخرى ، أعلم أن الكلام مر ولازع ولكنها حقيقة وأنا لا أجامل أحد بما فيهم نفسي عندما يتعلق الأمر بالحقيقة وعمق الأفكار والمشاعر ونور الوعي .. دعنا نتعمق أكثر في المسألة ونترك غرورنا وكبرنا وعاداتنا جانباً .
 
قلب الإنسان لا يستطيع أن يخرج مشاعر حب تجاه أي شيء كان ثمن الحصول عليه ومرافقته هي قيمة المال لا قيمة الحب ! ، بينما يستطيع قلب الإنسان ببساطة أن يخرج مشاعر حب تجاه أي شيء كان حتي ولو تجاه ورقة أو قلم لا يتجاوز ثمنه الجنية الواحد ، ولكن هذا الشيء مفعم بالحب .. كان ثمن الحصول عليه ومرافقته هي قيمة الحب وليست قيمة المال. هذه غريزة إنسانية في كل البشر ، وليست عملية خاصة بالرجل فقط أو المرأة فقط .
 
– وهذا هو الفرق بين الزواج في الشرق والزواج في الغرب :
 
الزواج في الشرق قائم علي قيمة المال فقط ، وقدسيته في المال ..
الزواج في الغرب قائم علي قيمة الحب فقط ، وقدسيته في الحب ..
 
الزواج في الشرق قد يتوقف إذا توقفت الجيوب عن إنتاج المال ..
الزواج في الغرب قد يتوقف إذا توقفت القلوب عن إنتاج الحب ..
 
الزواج في الشرق أحياناً كثيرة يقوم علي إجبار أو الضغط الأهلي علي الفتاة أو الشاب أن يتزوج بشخص ما بالتحديد .. أي أحياناً كثيرة يكون الإنسان مجرد آلة .
الزواج في الغرب لا توجد فيه ذرة إجبار أو ضغط من أي أحد .. أي الإنسان طبيعي يعيش كإنسان حر يشعر ويفكر ويختار ويقرر ويحيا ..
 
سنكتفي بهذا القدر الضئيل من المقارنة مع أنه لا يوجد وجه مقارنة أصلاً في بداية العلاقة وتأسيسها وتكوينها ، وبكل تأكيد لا يصح أصلاً أن نقارن بينها في النتائج التي تأتي في الزواج في الشرق علي هيئة حياة بائسة وأطفال معذبون ومدمرون ومغتصبون نفسياً وفكرياً وروحياً .
 
يا بشر يا قوم ، المال لا يعمل في قوانين القلب. المال لا قيمة له بالنسبة للقلب لأن المال ليس شيء طبيعي أو حاجة ورغبة طبيعية يخلق الإنسان بها كالحب ، وأكبر حاجة ورغبة عارمة جارفة جارية متجددة قوية جداً يخلق الإنسان بها ومزروعة في أعماق قلبه بحيث لا يستطيع أي أحد أن ينتزع جذورها من داخله هي الحب .. العشق .
 
الحب بشكله العام ، بكل تأكيد في البداية حبه لنفسه وحبه للحياة ، ثم حبه لربه وحب ربه له ، ثم حبه لشريك حياته وحب شريك حياته له ، ثم حبه لوالديه وحب والديه له ، ثم حبه لأصدقاءه وحب أصدقاءه له ، …. الإنسان يتمني أن يعيش في عالم من الحب فقط ، ولكن للأسف الكثير من الأهل العرب يسممون الحب بداخله ويحولون قلبه إلي كتلة أمراض ، ولكنه أيضاً يظل يحلم بحب شريك حياته كأنه الجنة ، لأنه فعلاً حب شريك حياته له جنة الله له علي الأرض.
 
الإنسان قد لا يستطيع أن ينعم بكل أنواع الحب السابقة ببساطة ، وقد يحاول ولكنه يفشل لأسباب كثيرة ولكن حالما يحصل علي حب شريك حياته .. حب شريك روحه فإن كل أنواع الحب السابقة تتم معالجتها بصورة تلقائيه وترجع كما كانت عليه وهو في طفولته ، حقاً حب شريك الحياة للإنسان جنة الله له علي الأرض .
 
– قطعة الحجر ( تمثال رخيص الثمن ) وقطعة الذهب في أعين قلب الإنسان:
 
الإنسان من الممكن أن يحب قطعة حجارة .. الجامدة التي لا روح فيها من وجهت عيونك الضيقة ولكنها تمثل له ” قيمة الحب ” .. أي هي هدية أخذها من شخص ما بقيمة الحب لا بقيمة المال ! ، فيحب هذه الحجارة بل قد يعشقها ويحافظ عليها وكل فترة وبدون أي تدخل خارجي منه فإن قلبه ينتج بصورة عفوية وتلقائية مشاعر حب عميقة وحية تجاهها تبعث الحياة في تلك الحجارة بل وتمنح هذه الحجارة روح الحياة بصورة متجددة ، ولكنه لا يمكن أن يحب قطعة ذهب ويحافظ عليها إلا لغرض واحد وهو غرض مادي بحتي .. أن يكون مالك للمال وغني مادياً في عالم المادة .. في عالم الشهوات المكتسبة من البيئة ، ولكنها لا تصلح أن تدخل في عالم الغرائز الفطرية التي فطر الله الإنسان عليها في مرحلة الطفولة الساحرة .
 
أي كل فترة قلبه لن يستطيع أن ينتج أي مشاعر حب تجاه قطعة الذهب هذه ، وكل مشاعره الخارجة تجاهها ستكون نابع من شهوات رأسه المكتسبه التي زرعها بداخله المجتمع من رغبة في إمتلاك المال لشراء الملابس والسيارات و … لتكون لديه قيمة عالية في أنظارهم. المهم كلها أمور خارجية جسدية مكتسبة بصورة بحتة لا تنتمي لحقيقة وسعادة الإنسان الكاملة وهي طفولته وحرية قلبه .
 
– الرجل يتعذب أيضاً من إفتقاد الحب من زوجته كما تتعذب هي من إفتقاد الحب منه ، لا أحد منهما يحب الآخر بحق وبصدق وبعمق ، ولكنها يمثلان المكتوبة لهم سابقاً في سيناريو عاهات مجتمعهم قبل زواجهما وحتي تمثيلهما فاشل وما هو مكتوب لهما أن يسيرا عليه أفشل وأقبح ، وفي النهاية التعاسة الكاملة تتحقق في حياتهما معاً .
 
الرجل الشرقي لا يستطيع أن يجبر قلبه أن ينتج مشاعر الحب تجاه أي شيء قام شرائه بقيمة المال حتي ولو كانت إنسان مثله. هو يستطيع أن ينتج حب تجاه ورقة قديمة أو قلم أخذه بقيمة الحب ولكنه لا يستطيع أن يمنح زوجته أي حب علي الإطلاق إن كانت قيمتها هي قيمة المال ، وهو يتعذب لذلك. قلبه يتفتت من شدة الألم في صمت وينتحر ببطئ حتى بدون أن يقول لزوجته أي شيء فلا يوجد بينهما أي شيء حقيقي روحي ليقول لها أسرار قلبه ، وعندما يتكلم ستجده يدمر كل شيء من حوله .
 
الأمر كذلك بالنسبة لكي أيتها المرأة الشرقية تفعلين نفس الأمور ولكن بعضها يخرج بشكل مختلف. أنتِ لا تستطيعين إنتاج مشاعر حب صافية من قلبك تجاهه ولا تستطيعين إجبار قلبك لفعل ذلك ، وهناك من النساء من يطلب الطلاق وينفصل بالفعل بسبب هذه المشاعر وهناك من يحول حياة الرجل إلي جحيم من المشاكل البسيطة المعقدة ..
 
أي أنتي لا تستطيعين أن تنتجي أيضاً مشاعر حب تجاهه ، ولا هو يستطيع أن ينتج مشاعر حب تجاهك. هذا هو كل شيء ، فلماذا تلومينه علي ما هو موجود بداخلك ؟! .. طبقاً لما رأيت بأم عين قلبي وما قرأت وما يصل لي من مشاكل .. أستطيع أن أجزم أنكِ أنتِ كذلك لا تحبينه علي الإطلاق .. !
 
أنتِ تحبي نفسك وأحلامك ( وهذا شيء طبيعي وفعل جيد ولكنه هنا في هذه العلاقة يكون في وقت متأخر جداً وبأسلوب فاشل .. أسلوب من يعشقون لعب دور الضحية طوال حياتهم ) ، فأنتِ بعد أن تتزوجي به تريدين تحقيق آخر أحلام حياتك ( ولو بالإجبار وبالضغط وبالقوة وكأن هذا الرجل كالصلصال وهو كذلك يفعل نفس الشيء معكِ ، فتقعون أمام حقيقة أن التربية الفاسدة التي علمتكم أن الإجبار والقوة هي الحل لم تفيدكما في شيء بل زادت من نسبة تعاستكما وقوتها وعمقها .. )
 
أنتِ تحاولين تحقيق أخر الأحلام التي ترينها تحولت إلي سراب وفراغ بعد الكثير من المرات التي أقنعوكي فيها بأنكِ إن أنهيتي المرحلة الفلانية من التعليم الأكاديمي سيرتاح قلبك وغيرها من الآمال الكاذبة التي طالما تتحول إلي صدمات قوية جداً تدمر شيء جميل فيكِ وتدمر جزء من سعادتك وجزء من حبك لنفسك وللحياة ، وطبيعي أن هذه تعتبر آخر أحلامك الشخصية القلبية والصدمة فيها قوية ؛ لذلك تحاولي أن تتطرفي في إظهار المشكلة وأنه بلا قلب ! ..
 
هو أيضاً يتعرض لصدمة مؤلمة للغاية ! ، صمته معكِ طوال الوقت وإنعدام شعوره بالحب أو السعادة أو الحرية تجاهك يصدمه بل يفتت قلبه ويميته كل يوم ألف مرة ؛ لأنهم أيضاً سخروا منه وأقنعوه بالكذب والتضليل بإستخدام الله وقدسية عاداتهم النتنة الميتة أن الزواج بطرقهم سيؤدي به إلي السعادة ولكنه تعرض للصدمة النهائية والآخيرة وهي أن الزواج بطرقهم الفاسدة سيؤدي به إلي آخر وأقوي مراحل المعاناة في رحلة حياته ، ولو تفكرتوا قليلاً لأدركتم أن الجثث النتنة لا تمنح الحياة لأي شيء. هي فقط تمنح الأمراض وهذا هو ما تعيشونه .. الآن أنتم لا تعيشون الحياة ، أنتم تعيشون الأمراض .
 
آمانيكم الفارغة التي كذبتم بها علي قلوبكم لتسكنوا أصواتها تشبه أنك تريد ان تذهب إلي شمال مصر ولكن يجبرك أهلك وعادات مجتمعك أن تسير في طريق جنوب مصر وأنت تعلم ذلك جيداً وعلامات الطريق تقول لك أن نهايتك ستكون في أقصى جنوب مصر وهناك الملايين قبلك ( من أهلك وأقاربك وجيرانك في المجتمع ) وصلوا وأنت تراهم من خلال مشاهدة مباشرة كل يوم أنهم في جنوب مصر ، ومع ذلك أنت تظل تمني نفسك وتقول أنك ستصل إلي شمال مصر .. إلي محافظة الإسكندرية وستجلس علي البحر المتوسط وستمتمتع بالهواء ! ..
 
وبعدها تصاب بصدمة قوية وتصبح حياتك صورة طبق الأصل من حياة أهلك أو مجتمعك الميت. ( أي تصبح جثة ترتدي ملابس علي الموضة الحديثة ويعيش حياة في العصر الحديث فهو يكرر آلام ومعاناة أهله ومجتمعه وينتج نفس الأمراض والسموم ولكنها في صورة أحدث ) .. تعيش حياة الطبيعي فيها هو التعاسة الكراهية الفشل الصراعات الداخلية والتناقضات المستمرة ، وحينما يدخلها القليل من السعادة أو الحب أو النجاح أو السلام الداخلي فيها فهذا يعتبر أمر غير طبيعي .. يعتبر مرض .. والأمراض تأتي وتذهب مسرعة ويبقي الأصل والطبيعي مستمر ودائم .
 
– الكثير من الأجداد والآباء المصريين يفتخرون بشئ آراه كان سبب أنهم أصبحوا من أفضل وأقوي الأجيال المصرية علي الإطلاق في صناعة وخلق الدمار والخراب وتدمير ما لم يدمره أي جيل من قبلهم وهو ( النيل ، المناخ ، التربة ، النظافة. أي تدمير البيئة بكامل جوانبها الحسية والملموسة ) ، المهم في مصر قديماً كانوا يتزوج الرجل البالغ الذي من المفترض أنه عاقل بإمرأة بالغة ومن المفترض أيضاً أنها عاقلة بدون أن يروا بعضهم الآخر إلا في ليلة الدخلة .. إلا في يوم ممارسة الجنس !! ، وقمة الحرية عندهم عندما يروا بعضهم قبل ليلة الدخلة مرة أو مرتين علي الأكثر !! أي عته فكري هذا ..
 
الأمر إستشعره قلبي أنه كان أشبه بالدعارة تماماً ، فمن يذهب يمارس الجنس مع فتاة أو من تريد رجل أن يمارس معها الجنس هم لا يرون بعضهم إلا قبل ممارسة الجنس مرة أو مرتين أو ربما لا يرون بعضهم إلا بعد عقد نية ممارسة الجنس معاً ، وأي لقاء سيجمعهم سوى الجنس! ، فلا حاجة لهم للقاءات المختلفة ولا الإجتماع .. فهم لن يمارسوا الحياة مع بعضهم الآخر .. كل ما يريدان من بعضهم الجنس فقط ، والدعارة لا تستطيع أن تمنح الإنسان أي شيء ولا يوجد مجتمع أغلبه يعيش علي الدعارة ، وتقنين الدعارة وتسميتها زواج وما ينتج عنه أنه أسرة مجرد حماقة وجهل فكري. فهكذا هو الإنسان دائماً يريد أن يلصق أمراضه وبؤس حياته بالله بدلاً من أن يلصقها بجهله .
 
وللأسف ما كانوا يفعلوه أسوء بكثير من الدعارة في الدول الغربية الآن ! ، الدعارة في الخارج لا يوجد أحد يجبر رجل بالغ أو إمرأة بالغة علي ممارسة الجنس بالإكراه أو بالإجبار بإستخدام حجج قذرة ولا توجد أقذر من الحجج البشرية التي باطنها العادات والتقاليد والكبر والغرور ونحن نلصقها بالله أو بالقوة الإجتماعية .. إفعل وإلا سأطردك من بيتي وإفهل هذا وإلا لن أصرف عليك من مالي الخاص وإفعل هذا وإلا سوف أقتلك و و ..
 
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !