الرئيسية » العلاقات » السعادة الزوجية » الطلاق العاطفي بين الزوجين – اسباب الطلاق وعلاجه

الطلاق العاطفي بين الزوجين – اسباب الطلاق وعلاجه

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1301 المشاهدات
الطلاق العاطفي بين الزوجين - اسباب الطلاق وعلاجه
الآن إليكم لحظة الحقيقة. الحقيقة التي لا تعلمها المرأة ويعلمها الرجل لكن ينكرها بحكم الأفكار الإجتماعية السائدة.
 
الرجل يستسلم، نعم يستسلم بسهولة. يفقد روحه القتالية العالية. يبدأ أولا بالحماقات التي إكتسبها من المجتمع المحيط به. فرغم أنه قد إقترن بالمرأة عن إعجاب أو حب إلا أنه سرعان ما يتسرب إلى عقله الموروث البالي فيعمد إلى إهانة المرأة في محاولة لإصلاحها من منظوره. يجرب معها أسلوب السيطرة والقمع الذي يعرفه في عالم الرجال فلا يفلح إلا قليلا. هي بدورها ملوثة أفكارها بمخزون إجتماعي بالي. تغلق باب قلبها لتجبره على إظهار الحب. تجففه وتتوقع أن يظهر الحب وهذا من غرائب البشر.
 
هو من ناحية يحاول أن يستعيد سيطرته فلا يستطيع، فيحاول مرة أخرى فيفشل. يفشل في فهم حالة الإنغلاق التي إصيبت بها المرأة.
 
فتدور حرب السيطرة بين الزوجين، كل منهما يطالب الآخر بما ينقصه. هو يريد منها الحب ليشتغل قلبه وباقي أجهزته، وهي تريد منه أن ينصت إليها وأن يحترم إنوثتها ويمنحها الأمان.
 
لا مشكلة في الحرب، الحروب تحدث دائما لكن ما يصيب الرجل في أعماقه هو أنه ينسى بأنها ليست حربا ولا معركة تحدد من المنتصر ومن المهزوم. لا يمكن أن تتعامل بمنطق الرجال في البيت لأنه ليس بساحة معركة.
 
إن كان عاقلا فإنه سيلجأ للحل الوسط وهو تسليم المرأة زمام الأمور معتقدا بأن هذا الشيء سيسعدها أو على الأقل سينهي حالة القتال.
 
يستسلم، ينسحب شيئا فشيئا من البيت، يتخلى عن المسؤولية، يتحول إلى روبوت يجلب الطعام، يذبل من الداخل ويموت. بكل بساطة لم يحقق الإنتصار لذلك ينتحر نفسيا.
 
في البداية تشعر المرأة شعورا جيدا إذ تبدو الأمور وكأنها تتجه في الإتجاه الصحيح، مع مرور الوقت تكتشف بأن الحمل بدأ يثقل، المسؤوليات كبيرة والزوج مبتعد. قد تبذل هي جهدا أكبر لتحقق التوازن وقد تنجح في حياتها فتساهم بلا قصد في إبعاد الرجل من مركز القرار وشيئا فشيئا يحدث الطلاق العاطفي بين الزوجين.
 
يعيشان معا لكن واقعا هم أبعد ما يكونان عن بعضهما بعضا، يتحول البيت إلى دار لرعاية الأيتام وهم الأبناء. الزوج والزوجة يمثلان دور الأم والأب حتى لا يشعر الأيتام بالنقص.
 
الكثير من الرجال قد إستسلموا وتركوا أرض المعركة للزوجة، إستسلموا لأنهم إعتبروها معركة خاسرة وهي دائما كذلك. لا يمكن للرجل أن يربح معركة فيها المرأة، لا يمكن للرجل أن يربح معركة هي ليست بمعركة. عندما لا تكون الأرض أرض معركة لا يمكن تحقيق إنتصار وعندما لا تكون النتيجة إنتصار فلا داعي للقتال.
 
إن كنت قد وصلت إلى هذة المرحلة فأعد حساباتك. دورك ليس تحقيق الإنتصارات وإنما تحقيق السعادة. أن تكون الرجل الذي تمنته المرأة، أن تقف إلى جانبها، أن تساعدها وتعلمها ما خفي عليها. إفتح قلبك لها وأخبرها ماذا تريد بكل صراحة، وأترك لها المجال لتقول لك ماذا تريد هي الأخرى.
 
لا تدخل تصورات المجتمع في حساباتك، لو كان المجتمع يعرف الصواب لكنت تبرمجت تلقائيا على النجاح ولما وصل بك الحال إلى ما وصل إليه الآن.
 
أنت قائد فرقة سيمفونية ولست قائد فرقة حربية، أنت الموسيقار والزوجة والأولاد هم الفنانين. أنت تقودهم وتشير لهم بعصاك السحرية ليعزفوا أعذب الألحان فإن أنت تنازلت وإستسلمت من سيقودهم؟
 
لن تفلح دائما، هناك بعض الحالات التي لا يمكن تفاديها لأنها ربما خاطئة منذ البداية، أو لبلوغ الخلل مرحلة لا يمكن إصلاحه لكن في كثير من الأحيان يمكن للرجل أن يعود لإستلام زمام القيادة خصوصا عندما تكون العلاقة منذ البداية مبنية على الحب والإنسجام بين الطرفين.
 
عد وإستلم القيادة وأعد ترتيب فرقتك وإعزف أروع الألحان. أو الأحسن إن كنت مازلت في بداية الزواج إحذر في أن تقع في فخ المعركة. أنت لست في معركة، أنت قائد فرقة سيمفونية رائعة.
 
الآن أين المرأة العظيمة التي تتفهم هذة النقطة الحساسة في الرجل وتسمح له بقيادة فرقته الموسيقية؟ أين تلك التي تبعده عن ساحة القتال؟
 
أحد الطرفين عليه أن يفهم المعادلة، إما الرجل أو المرأة. إما هو يعرف بأنها ليست حرب أو هي تعرف كيف تبعده عن أجواء المعركة.
 
– إن لم تكن العلاقة بين الزوجين علاقة صداقة فعلى الأرجح هي علاقة التابع بالمتبوع وهي مرهقة جدا لكلاهما.
 
كبشر لدينا مشكلة كبيرة في فهم قيمة ورقة عقد النكاح. مجرد ورقة لا قيمة لها، ورقة حقيرة جدا لأنها تهدم البيوت تحولنا إلى سجين وسجان. تبدأ مشاكل الناس عندما يكتب القاضي إسميهما على تلك الورقة.
 
ليس هناك أفضل من التعامل كأصدقاء، عندما نفعل فإننا نكون أكثر تقبلا لإختلافاتنا وأقل حساسية تجاه بعضنا بعضا ويختفي التسلط المتبادل.
 
علاقة الصداقة تبدأ بإحترام خصوصية كل طرف، أن نعرف بأنه إنسان مختلف وله حق موازي لحقوقنا. عندما تكونين مع صديقتك هل تفرضين عليها آرائك ورؤيتك للأمور أم أنك تتفاهمين معها؟ الأصدقاء يتعاونون مع بعضهم بعضا، يختلفون أحيانا ثم يعودون لكن لا تكون هناك عمليات إنتقامية. ما يحدث بين الأزواج أنهم يلجأون للإنتقام من بعضهم بعضا عن طريق العناد المتبادل والحساسية الزائدة.
 
عندما نسقط فكرة الحقوق والواجبات نتحول إلى أصدقاء نعمل معا في إتجاه واحد. في الغالب المرأة لديها حب تملك غير طبيعي، تريد أن تستحوذ على الرجل وتذيبه في كيانها لذلك هو يقاوم ويقاوم حتى يكره حياته فإن كان متدني الوعي أو أحمق فإنه سيلجأ للإسلوب الذكوري في السيطرة فيتحول البيت إلى ساحة معركة وتسديد نقاط للخصم.
 
مشكلة الزواج في الملكية المتبادلة. نصبح عبدا يملك عبد.
 
منح الآخرين حريتهم مؤلم جدا. معظم الذين يطالبون بالحرية لا يتصورون أنفسهم يمنحون الحرية للآخرين.
 
الصداقة فيها الحرية لذلك تدوم الصداقات عمرا أطول من الزواج. لولا عقود الزواج لما بقي إنسان متزوج. إنه سجن إختياري لذلك فيه حياة لكن ليس فيه سعادة عميقة، فيه رضى ربما وليس إكتفاء حقيقي. تعودنا على أنصاف الحلول.
 
إنه إتفاق بين الطرفين، لا يمكن تكوين زواج صداقة عندما يفشل أحد الطرفين في عتق رقبة الآخر. للأسف البشر مازالوا يؤمنون بالسيطرة والإستحواذ بمن فيهم المرأة التي تصرخ ليل نهار مظلومة.
 
– مسألة الثقة هذة قضية خاصة بالمرأة. عندما تجلس في البيت وتتصل بها صديقتها لتخبرها بأن إكتشفت بأن زوجها يخونها فتعلن هي الحرب على زوجها فهذة مشكلة.
 
تتبادلون أسوأ الأخبار وتستمتعون بها ثم تستغربون لماذا تنعدم الثقة، هذا بالإضافة للموروث الإجتماعي البالي. تجذب المرأة كل الأحداث السيئة في حياتها ثم تستغرب لماذا تفقد الثقة.
 
الرجل أيضا يفقد الثقة فيتحول إلى الشك عندما لا يكون واثقا في نفسه وفي قدراته على إرضاء زوجته ورأيت هذا كثيرا أيضا.
 
ما يحدث في حالة الزواج هو رفع الحساسية، نرفع حساسيتنا لكل شيء فتتعقد الحياة.
 
س: أيش يعني رفع الحساسية ؟
 
يعني نتحسس من أقل شيء، كل شيء نفسره على أنه إهانة أو عدم إحترام أو محاولة للخيانة. الخطأ من الأصدقاء مقبول لكن من الزوج أو الزوجة غير مقبول ويتطلب إعتذار رسمي وتعبير عن الحب ووعود ومواثيق بأن لا يتكرر.
 
في الحقيقة يصبح الزوج والزوجة كالأطفال الصغار، يزعلون على أتفه الأسباب لذلك يبتعد كل منهما عن الآخر حتى لا يحدث صدام وعندما يبتعدان يتسرب الشك وتنعدم الثقة.
 
أطفال يعيشون في بيت واحد ، نعم، يتحولون إلى أطفال
 
– هذة هي المشكلة. المفروض أن الإنسان يكون متحررا في بيته، يقوم بكل الحماقات دون أن يشعر بالحرج. يقلل من الحماقة مع أهله ويقلل منها أكثر عندما يكون بين أصدقائه ويتوقف عنها تماما عندما يكون بين الغرباء.
 
لكن الذي يحدث هو العكس تماما. صارت بيوتنا سجون وكلما إبتعدنا عنها أكثر كلما زاد مجال الحرية.
 
المفروض عندما يدخل الإنسان بيته يشعر بالحرية المطلقة وتدب فيه روح الجنون، يهرب من الشارع إلى البيت. الآن نحن نهرب من البيت إلى الشارع وهذة من حماقات البشر التي يدافعون عنها بشراسة.
 
إللي يقول الزواج رباط مقدس وإللي يقول نزيد أمة الإسلام وخرابيط كثيرة تتردد في أذهان الناس
 
عارف الدوسري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !