الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » الفرق بين الزواج عند الغرب والعرب

الفرق بين الزواج عند الغرب والعرب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1254 المشاهدات
الحب والزواج - ‏لقاء توأم الروح
أمير انجلترا المدلل هاري، يتزوج من امرأة مطلقة، من أصول إفريقية، تكبره بثلاث سنوات! لا زلت أرى أن من أعظم تجليات الإنسان في الحياة إذابة كل الفوارق العنصرية بينه وبين الآخر. أن يحفظ ذاته ولايخسرها أمام تقاليد المجتمع وتصوراته المليئة بالنقص والعقد.
 
من الإفرازات الإيجابية لتلك المجتمعات هي البساطة في الاجتماعيات المتعلقة بالزواج والطلاق وغيرها، قبل فترة قليلة حضرت عرس صديق لي من فتاة ألمانية. كانا يدرسان في نفس الجامعة وتم الزواج ببساطة أدهشتني. حتى أن الجامعة خصصت لهما غرفة يعيشان فيها! إذ ليس في إمكانهم استئجار غرفة بالخارح. ببساطة أحببت إنسانة فلا داعي للمناورات والمؤامرات والتلميحات والتعقيدات والطقوس الاجتماعية الفارغة. تزوجا بشكل بسيط وإن لم توفقا في الحياة معا فليتم الطلاق كذلك دون ضجيج..
 
أنت كعربي إن فكرت في الزواج. فأنت لا تختار امرأة فحسب! بل لا بد من أن ترى الطبقة الاجتماعية والخلفية التاريخية لتلك الانسانة التي ستتزوجها، فإذا أردت الارتباط بامرأة فلا بد أن تعرف خلفيتها العائلية التي سيتحدد بها تكتيك واستراتيجية الهجوم، وعلى حسب ما تقضتيه الاعراف المجتمعية من شبكة ومهر ومقابلات بين الاسر وتباهي عائلي فارغ من كل معنى, وإن أردت أن تطلق فلا بد أن تعرف أن أبغض الحلال عند الله الطلاق وأن المجتمع لن يرحمك قبله أو بعده, فرسل الصلح وفاعلوا الخير كثيرون!. وجود الانسان في زواج العربي ليس تواجد فردي. بل تواجد تاريخي واجتماعي من الدرجة الأولى. يحول الحياة الزوجية الى موت روحي وروتين مميت. ولا أدري على ماذا كل هذا !
 
* وجود الانسان فى زواج العربى ليس تواجد فردى ما المعنى ؟
– ليس تواجد فردي لانسان يمارس انسانيته مع انسان آخر بحرية واستقلالية وبساطة بل بتواجد مجتمعي وتاريخ حافل من التقاليد التي تفرض عليه وترسم له حياته بالقلم والمسطرة.
 
الواقع العربي في هذه المساحة للأسف يخالف كل الأعراف الإنسانية بل وحتى المنطلقات الدينية. تحت حجة أنك -إن لم تطلع عين أهل من أمامك- فإنه سيسترخص ابنتك. نظرية الصفقة التي طغت على فكرة الزواج. نعم صار المجتمع يتعامل مع الزواج كصفقة بحسب المكانة الاجتماعية والمادية للبنك المتقدم وهذا شئ قميئ وسيء وغير إنساني!
 
الاسترخاص لا يتأتي من قيمة الانسان المادية. بل من قيمته الحقيقية والعاطفية والشعورية, وإن أحسن الانسان اختيار شخص يحبه لذاته ويشعر معه بتلك المبادلة فهذا أقوى رابط وصلة يمكن أن تربط بين اثنين. هذه طبعا ليست دعوة لتقدم مفلس يريد أن يصبح عالة على غيره بدعوى الحب. بل إن تقدم إنسان وبذل ما بوسعه وإمكاناته ليعيش مع آخر يرى فيها حياته. فما جدوى العقد؟
 
كل الاحترام لكل حبّ حقيقي يتحدى التقاليد والبروتوكول وينتصر علىً كل شيء، ولا عزاء للموروثات الغير انسانية التي يُفرض بها على إنسان نوع العائلة الكريمة وشكل ولون زوجته.
 
انا لا ادعي المثالية لهاري او غيره. وفكرة ان عرسه تكلف كذا وكذا، فهذا شيء طبيعي يعني والبسيط بالنسبة لملك قد يساوي الملايين بالنسبة لك. الامر لا يسطح بهذه الطريقة لعدم اتزان المقارنة! كذلك كونه دنجوان ومرت عليه الكثيرات فهذا لا ينفي زواجه المعلن الآن من إنسانة وصفها كما ذكرت أعلاه. وكل هذا مجرد أمثلة تقريبية لمقتي للنمطية والتقاليد الرجعية وتفتيت الانسان من ذاته على أمل أن أعيش وأبصر تغير هذه الموروثات.!
.
رامي محمد
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !