الرئيسية » الذات » تطوير الذات » الفرق بين الشخص الناجح المتميز والشخص العادي ؟

الفرق بين الشخص الناجح المتميز والشخص العادي ؟

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1937 المشاهدات
الفرق بين الشخص الناجح المتميز والشخص العادي ؟

الأشخاص المتميزين في مجال ما :هم ببساطة أشخاص عاديون يفعلون أشياء غير عادية ، وربما لا يمتلك العديد منهم مؤهلاً عليماً أو موهبة أو موارد أو غير ذلك من مميزات ، ويوجد لديهم جميعاً شعور بالخوف وعدم الثقة ، فمنهم من عاش طفولة سيئة كان بها اختلال وظيفي.. علي سبيل المثال : ظل ” أينشتاين” يعاني من مشكلة في النطق حتى بلغ سن الرابعة ، وكان معلمه يصفه بأنه يعاني من ضعف عقلي وانه شخص غير اجتماعي وسوف يظل إلي الأبد مستغرقاً في أحلامه التافهة.. وانظر الآن بعين عقلك ماذا أضاف أينشتاين للبشرية ، وماذا أضاف معلمه للبشرية !؟ ، وبعضهم تراكمت عليه الديون ؛ فقد حصل ” توماس إديسون ” علي ثلاثة أشهر فقط من التعليم الرسمي ، وتم طرد ” وليام لير ” مؤسس شركة ” ليرجيت كوربوريشن ” من المدرسة وهو في الصف السادس ؛ وعلي الرغم من ذلك استطاع كل فرد من هؤلاء الأفراد أصحاب الإنجازات تحقيق نجاحات عظيمة في حياتهم.. في الواقع هل تعرف أن 20% من مليونيرات الولايات المتحدة الأمريكية لم يلتحقوا بالجامعة علي الإطلاق ؟ ؛ لذلك علي الرغم علي أن التعليم والنمو الشخصي يعتبران من العوامل المهمة للنجاح ، فإنه لا يشترط الحصول علي درجة علمية رسمية ، إن أحد أهم العوامل المهمة التي تحدد ما إذا كان الشخص باستطاعته تحقيق النجاح أم لا هو ثقته القوية بنفسه وقدراته ، ويمثل ذلك العنصر الأساسي الذي يتوفر بكل تأكيد لدي جميع الأفراد الذي يحققون الأهداف ، فمما لا شك فيه أنه لا يوجد شيء أهم من الثقة في نفسك وقدراتك .

تمثل الثقة المرحلة الأولية من القدرة علي تحقيق الأهداف ، فمن خلال الثقة يتم نسج الأحلام ، أيضاً تؤدي الثقة إلي دفع الشخص للقيام بالعمل اللازم الذي سوف يحول أحلامه إلي واقع ، وفي حالة شعورك بأنك في أوضاع غير مرغوب فيها ، فإن قوة الثقة بالنفس هي التي تساعدك في تغير استجابتك للأوضاع والتفاعل معها ، وبذلك تتغير خبراتك الكلية ، إن الثقة في أنفسنا تمثل بالفعل القوة الدافعة التي تساعدنا في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا.

مما لا شك فيه أن العوامل والظروف الخارجية ليست هي التي تفرض عليك القيود ، فالسبب يكمن في شخصيتك أنت! ، إنها أفكارك السلبية والخنوع إلي آراء الآخرين والخنوع إلي الراحة والثبات والاعتقادات المنتهية الصلاحية وسياسة اللوم أو حتى فشلك في الاستمرار في تعليم نفسك وتطوير قدراتك ؛ فشخصيتك تمثل أكبر عقبة في الحياة تمنعك من الانتقال من الموضع الذي توجد فيه إلي الموضع الذي ترغب بالفعل بالوجود فيه ، وفي اللحظة التي تدرك فيها وتقرر أنك العامل الوحيد والأساسي الذي يحدد نجاحك أو فشلك في الحياة فإنه سوف تتوفر في حياتك فرصة للتطوير والنجاح .

تعتبر قدراتك علي التغيير جزءاً رائعاً من هذه العملية ، فبإمكانك تنمية قدراتك وباستطاعتك التغلب علي التحديات التي تواجهك والبدء في تحقيق النتائج التي ترغب فيها ، وبغض النظر عن صعوبة الأوضاع في هذه اللحظة ، فإنه ما زال بإمكانك تحقيق أهدافك ؛ فلقد ولد ” كارل جوزيف ” بساق واحدة ولم يستخدم عكازاً أو طرفاً صناعياً ، وقرر لعب كرة القدم في المدرسة وبذل جهداً فائقاً حتى أصبح من أشهر لاعبي الكرة ، وذكرت الصحف المحلية عنه بأنه يجرى برشاقة ودون جهد ، وعندما تشاهده يجري من الصعب الاعتقاد بأنه يمشي علي ساق واحدة ! خاصة عندما يشن حملات فريقه الهجومية من الخلف ، وفي كرة السلة بإمكانه الوثب عالياً ورمي الكرة في السلة ، وفي سباقات العدو يمكنه القفز خمس أقدام وعشر بوصات ، ويفعل كل ذلك بساق واحدة وفي الواقع علي الرغم من إعاقته فقد انتقل للحصول علي منحة تدريب مدتها أربع سنوات في جامعة “بيتسبرج ” ، وفي حديث له قال : ” إن كل شيء يتمثل في العقل فعقلي يخبرني دائماً أن باستطاعتي فعل الأشياء ، وبالتالي بدأت فيها واستطعت تحقيقها ، إنني لم أشعر علي الإطلاق بالقلق من أنني لا أستطيع فعل أحد الأشياء إلا وحققته ؛ فمن الواجب عليك الاستمرار في المحاولة وسوف تحقق الهدف دائماً ” وعلي الرغم من القيود الظاهرة فما الذي ساعد ” كارل ” في تحقيق النجاح ؟ ما السر الذي يمتلكه عندما يتخلي عنه الآخرون ؟ ما العادات الخاصة التي كان يزاولها ومنحته النجاح في لعب كرة السلة والنجاح في الحصول علي منحة تدريبية ؟! .

لقد اكتشفت أيضاً العديد من الأفراد الذين يبررون بهدوء عجزهم عن تحقيق الأهداف عن طريق إقناع أنفسهم بأنهم ما زالوا صغاراً ويحتاجون الخبرة أو أن الآخرون يقللون من ثقتهم في أنفسهم أو أن الوالدين لا يريدون ذلك وهم يستسلموا لأوامر الوالدين ! ، أيضاً وجدت أنني شخصياً اتبعت هذه الطريقة في التفكير وأدت إلي إهمالي استثمار العديد من الفرص التي كانت متاحة لي ، ولاحظت أفراداً آخرين ممكن كانوا يقنعون أنفسهم في وقت ما بأنهم في مرحلة عمرية مبكرة جداً لتحقيق هدف معين والآن يقنعون أنفسهم بأنهم في مرحلة عمرية متأخرة جداً !! ، مع أن السن لا يعتبر من الشروط الأساسية للنجاح .

علي سبيل المثال : كان عمر الممثلين ” مات دامون ” وبين أفليك ” أحد عشر عاماً عندما قاما بإنشاء مكان في مطعم المدرسة وعقدا في الاجتماعات للتحدث عن آخر مشروعاتهم في مجال التمثيل ، وما طرق النجاح التي دفعت اثنين من الشباب إلي إنشاء موقع بحث علي الإنترنت ” جوجل ” وتحويله إلي مشروع ناجح يحقق أرباحاً تقدر بمليارات الدولارات ؟ وما السر الذي امتلكه هؤلاء الشباب فساعدهم في تحقيق نجاح هائل في هذا العمر المبكر ؟ وما العادات التي يمتلكها كبار السن وتدفعهم إلي تحقيق النجاح ؟ فبغض النظر عن أنك شاب أو شيخ كبير في السن ، فإن الأهداف يمكن تحقيقها .

كان “نورمان ماكلين” يبلغ من العمر سبعين عاماً عندما رفض فكرة التقاعد ، ونتيجة لأنه ظل يقوم بتدريس الأدب في جامعة ” شيكاغو” لمدة ثلاثين سنة ؛ فقد ظل يشعر بأن شيئاً ما يتحرك بداخله ويدفعه بقوة لفعل شيء ما وتساءل عن إمكانية أن يصبح كاتباً ، ولذلك ذهب إلي مسكنه في ” مونتانا” وقضي العامين التاليين في الكتابة وفي نهاية هذه المدة تم نشر ما ألفه في كتاب تحول بعد ذلك إلي فيلم سينمائي.

عندما نتحدث عن العمر فإننا نستشهد بمقولة الكاتب البريطاني ” جورج إليوت” : ليس لكبر السن تأثير علي الإطلاق لتحقيق ما ترغب فيه ؛ فقد بدأت ” آنا ماري موزيس ” في ممارسة الرسم في سن مبكرة جداً ، ونتيجة لاهتمامها بالتفاصيل الدقيقة بدأت في استخدام ثمر التوت من أجل زيادة مساحة الألوان في لوحاتها ، واضطرت ” موزيس ” للتوقف عن الرسم بسبب متطلبات العمل في مجال الزراعة ، وحتى بلوغها سن الستين لم تمارس الرسم علي الإطلاق ، وفي النهاية في عام 1938 تركت العمل بالزراعة وبدأت مرة أخرى في ممارسة الرسم وعند وفاتها ، بعد 23 سنة كانت قد انتهت من رسم آلاف المشاهد التي تذكرتها من طفولتها وأصبحت مشهورة في العالم باسم ” جراندما موزيس ” ، إذن ما السمة الفريدة التي أدت بـ ” جراندما موزيس ” إلي ترك هذا الميراث الهائل ؟ ما سر نجاح ” نورمان ماكلين ” ؟ هل هناك ثمة شيء استطاعا فهمه وكان من الصعب علي الآخرين ذلك ؟

إنني لا أعرف كم تبلغ من العمر ولا أعرف الظروف التي تحيط بك ، بالإضافة إلي أنني لا أعرف شيئاً عن حياتك الماضية ولا أعرف علي وجه التحديد ما يحمله لك المستقبل ؛ إنك أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع تحديد ذلك ، وعلي الرغم من ذلك فإليك ما أعرفه عنك : لا يجب أن يتماثل ماضيك مع مستقبلك ، يمكنك اليوم أن تتخذ قراراً من أجل إحداث تغيير في حياتك ، يمكن أن تتخذ قراراً بأنك تستحق أكثر من ذلك ؛ فقد أشار أحد المتخصصين إلي أنه يوجد في أعماق كل فرد منا شوق داخلي إلي حياة حافلة بالتفوق والشهرة – شوق إلي تحقيق اختلاف فعلي .

هناك العديد من الأفراد من أمثال الزعيم السياسي الهندي ” غاندي ” ، والرسامة الأمريكي ” جراندما موزيس ” ، والمتخصص الشهير في مجال الكمبيوتر الأسطورة ” ستيف جوبز “… الخ ، الذين يقدمون نماذج لإمكانية تحقيق الأحلام والأهداف ؛ فقد استطاعوا كسر القواعد وتخطي القيود وصنعوا تاريخاً خاصاً بهم ، وعلي الرغم من ذلك فإن هذا يطرح سؤالاً : إذا استطاعوا هم تحقيق أحلامهم فلما لا تستطيع أنت ؟ وماذا عن قدراتك وطاقاتك ؟ هل تمتلك بالفعل طاقات وقدرات .. وهل حاولت تفعيلها ؟ وفي حالة ذلك.. ما مقدار الجهد الذي بذلته لتفعيلها ؟ وكيف يمكنك زيادة طاقاتك وقدراتك والبدء في تحويل أحلامك إلي واقع وتحقيق أهدافك ؟

إننا في بعض الأحيان نتشكك في قدراتنا الخاصة ، وربما نعرف ان هناك شيئاً ما يمكن تحقيقه ، ولكن لا نثق في أنه ممكن بالنسبة لنا ، وذلك نتيجة لقدراتنا الحالية أو الماضية ، فكل منا يعتقد بأنه لا يمتلك أية مواهب خاصة وأنه لا يملك ما يتوفر لدى الآخرين وأنه لا يستطيع إطلاقاً فعل ذلك ، ولكن لا بد من الإقلاع عن هذا الاعتقاد ؛ عليك إدراك حقيقة أنه يوجد داخلك القدرات الفعالة نفسها التي تساعد الأشخاص الناجحين في تحقيق النجاح – يجب ببساطة اختيار استثمار هذه القدرات والاستفادة منها ، لقد حان الوقت الذي يجب فيه الدخول مرة أخرى إلي غرف قلعتك ” نفسك ” التي أغلقتها وعزلتها عن باقي العالم والقيام بإزالة الستائر وفتح النوافذ للسماح للهواء النقي الضوء بالدخول ، اتخذ قراراً بأنك سوف تتحدي الأشياء التي تحاول منعك وسوف تبدأ في تحقيق مزيد من الإنجازات.

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !