الرئيسية » الذات » تطوير الذات » انا وحيد ماذا افعل – انا وحيدة ماذا افعل

انا وحيد ماذا افعل – انا وحيدة ماذا افعل

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2546 المشاهدات
انا وحيد ماذا افعل - انا وحيدة ماذا افعل
* انا وحيد ماذا افعل ؟ أشعر بالوحدة لأنني مختلف .. أنا مختلف عن كل الناس من حولي مختلف عن أهلي وأخواتي وأصدقائي وكل جيراني .. انا أشعر أني مختلف وأشعر بأنني وحيد لأنني مختلف .. أحياناً كثيرة أكره نفسي بسبب هذا الاختلاف لانه هو سبب وحدتي ورغم ذلك احبه .. !
 
– إذا شعرت بأنك مختلف عن والديك وعن أصدقائك وعن كل الناس من حولك. لا تحزن! ولا تخف ولا تحاول تطبيع نفسك لتصبح النسخة المكرره منهم التي ترضي غرورهم عنك. أنت مختلف هذا أمر طبيعي جداً وهكذا خلقنا الله ( متميزون بإختلافاتنا وبهذه الإختلافات تخلق الحياة أروع الأغاني من خلال قلوبنا .. ♥ ) .. الله خلقنا مختلفون لتتطور الحياة وترتقي وتتقدم فالمختلفون هم المبدعون الذين يخلقون الحياة في أي مكان وتحت أي ظروف .
 
فلو تأملت الفرق بين الدول المتقدمة المنتجة والمبدعة وبين الدولة المتخلفة ستجد أن الدول المتقدمة تحترم الإختلاف وتحترم الإنسان وتحمل أشخاص مختلفون ومعتقدات وطوائف مختلفة وهذا هو أحد أهم أسباب نجاحها ( المحبة والتناغم رغم الإختلاف ) ، بينما الدول المتخلفة ستجدهم لا يحترمون الإختلاف مهما كان بسيطاً ! وستجدهم دائماً كارهون ومتصارعون حتي فيما بينهم بشدة .
 
أنت تشعر أنك مختلف هذا يعني أنك تملك قلب حي ولو بنسبة 1% ، بينما عندما تبدأ تتعامل مع نفسك أنك مجرد رقم مكتوب في بطاقة الرقم القومي الخاص ببلدك فأعلم أنك حينها أصبحت ميت بالكامل .. لا يوجد فيك جزء حي كل شيء ميت ، وحتي إن كان قلبك ينبض ستكون نبضاته مؤلمة ومخنوقة وتتمني الموت أكثر من الحياة .. !
 
كن مختلف وأفتخر بإختلافك .. اعتز بصانع هذا الإختلاف .. اعتز بقلبك وثق به ..
كن مختلف حتي تستطيع أن تكون نفسك ، وحينها تكون أنت تيار بأكلمه لا فرد في تيار آخر .. ستكون أنت نفسك التيار ؛ لأنك ستكون روح لا جسد .. لا رقم !
 
كن أنت التيار ، ولن تكون التيار إن لم تحيا الحياة من خلال قلبك لا من خلال رأسك ومخاوفها الخاصة وأفكارها الصغيرة الفقيرة القائمة علي رد الفعل المبرمج دائماً لا الفعل أو رد الفعل العفوي مثل قلبك ، وعندما تكون أنت التيار ستكون الحياة مفعمة بداخلك ؛ لأنك خلقت متفرداً ومميزاً ومبدعاً وحياً .. ستكون أنت روح حرة لا تساوي رقم أو شهادة أو ورقة ما .
 
كن مختلف ودافع وأحمي إختلافك الذي خلقك وميزك الله به ؛ لأن في هذا الإختلاف تكمن كل كنوزك وكل البذور الطبية التي زرعها الله فيك وميزك بها عن باقي خلقه من البشر .
 
كن مختلف وستكون أنت صاحب تيار لم يصنع من قبل .. تيار من صنع خفقات قلبك المتفرد المتميز ، بينما الأشباه المتشابهون المكررون ينجرفون نحو قاع الجحيم سوياً ..
 
كن أنت صاحب تيار من صنع قلبك ، وإلا ستنجرف نحو قاع الجحيم مع القطيع ..
للأسف لا يوجد خيار آخر ، فأما أن تحيا الحياة من خلال قلبك وتصنع تياراً جديداً بقلبك أو أن تموت في الحياة ببطيء وأنت تنجرف بسرعة نحو النهاية المحتومة التي سبقك إليها الكثيرين ومازال العدد في تزايد وستكون أنت واحد منهم .
 
– أما بالنسبة للوحدة ، أنت لا تشعر بالوحدة نتيجة إختلافك عن الناس ، وإنما تشعر بالوحدة لأنك في عمق قلبك تشعر بأنك مختلف تستحق حياة مختلفة .. حياة أفضل ، وعلي الرغم من ذلك الشعور القوي فإنك تعيش نفس حياتهم .. تشعر أنك مثلهم في الحياة تكرر يومهم الروتيني .. تعيش كما يعيشون بينما أحلامك بعيدة جداً عنك .. تشعر أنك في الخارج مثلهم تماماً وفي نفس الوقت في داخل قلبك تشعر أنك مختلف عنهم تماماً ! .. أي قلبك كل يوم يقول لك أنت مختلف .. أنا لا أنتمي لكل هذا .. هناك مشكلة .. أنت لا تتحرك .. أنت ثابت متوقف ميت .. هناك شيء ما خطأ يجب إصلاحه .. ولكنك لا تعرف ما هو الخطأ ولا أين المشكلة ولا أين الحل !؟
 
الوحدة ليس سببها الإختلاف وليس لأنك تشعر بالإنفصال عن الناس ، وإنما سببها أنك تشعر بأنك منفصل عن قلبك ، هناك الكثير من الحواجز أنت لا تعرفها ؟ ولكنها موجودى وتحجزك عن قلبك بقوة ، شعورك بعدم إنتماءك للمكان ، شعورك بالضياع لأن قلبك لم يجد بعد شغفه .. لم يجد بعد مسكنه وموطنه الحقيقي .. شعورك بأنك ثابت لا تتحرك كالجثث رغم أن قلبك مازال بداخله نبض .. هذا هو الشعور القاتل الذي يسبب لك الوحدة .
 
هل تعتقد أن ” بيل غيتش “ عندما ترك كلية الحقوق وهو في السنة الآخيرة وحطم حلم أبيه في أن يكون مثله مستشار وبدأ في العيش بكل كيانه في فكرته المجهولة التي بالنسبة لمنطق أبيه وأصدقاءه وكل من حوله لا مستقبل لها ، فكرة حالمة لا قيمة لها ” ميكروسوفت ” .. هل تعتقد أنه لم يكن يشعر بالوحدة لأنهم ضده ولا يشجعونه !؟ .. نعم كان وحيداً بمعزل عن جزء كبير من الناس ورضاهم عليه ، ولكنه لم يكن وحيد عن قلبه وهذا هو أهم ما في الحياة .. لذلك هؤلاء الناس لم يأثروا عليه بل هو آثر وصنع مصيره ورسم مستقبله بأجمل اللألوان وآثر فيهم بعد ذلك بقوة بدون أن يقول لهم شيء أو يحبطهم مثلما كان يفعلون .. !
 
فكم من إنسان يعبدون أبواهم بالمعنى الحرفي لكلمة العبادة ، ويفكرون مليون مرة قبل فعل أي شيء حتي يصلون لفعل يرضى أبواهم وأصدقاءهم وكل الناس حتي الرجل الذي يسير في الشارع ومع ذلك هم يشعرون بأنهم وحيدين جداً .. يشعرون بالوحدة وهم بين أصدقائهم وأقاربهم والناس ، أتعرف لماذا !؟ .. لأنهم منفصلون عن قلوبهم ، ومن يخسر إنتماءه لقلبه لا ينفعه بعدها أي إنتماء لأهل أو لمذهب أو لمجتمع ..
 
سأقول لك مثال آخر: أحمد زويل ، شاب مصري وهو في المرحلة الثانوية أبواه كانوا يعلقون ورقة علي بابا غرفته مكتوب عليها ( دكتور احمد زويل ) ، أبواه كانوا يريدان أن يدخل أحمد كلية الطب ، وبالفعل أحمد زويل حصل علي مجموع أكثر من 98% وعندها قال لأبواه أنا لن أدخل كلية الطب أنا سأدخل كلية العلوم .. هل تعرف مدى الصدمة التي حدثت لأبواه !؟ هل تعلم أنه يعتبر كان وحيداً بمفهومك لأنه مختلف عن الناس من حوله !؟ ومع ذلك بعد الـ 4 سنوات دراسة في كلية علوم وتفوقه وتميزه رغم رداءة المواد التعليمية كان متميز جداً وكان يبتكر وينتج الأفكار والأبحاث ولكنه لم يجد أي اهتمام وأي قيمة حقيقية لوجودة في مصر، ألم يشعر بالوحدة !؟ ..
 
بكل تأكيد شعر بالوحدة ولكنها وحده تجاه ضيقى الآفق من لا يقدرونه .. وحدة تجاه مكان يقتله ببطيء .. مكان لا ينتمى قلبه إليه لا وحده تجاه نفسه … لا وحده تجاه قلبه! ، فماذا فعل ؟ ترك مصر كلها وذهب لأمريكا ليبدأ حياته العلمية والزوجية وكل شيء وعندها أبدع ، والعالم كله اليوم يعترف بمجهوداته العظيمة في علم الكيمياء .
 
إذاً مشكلة الوحدة ليس سببها عدم رضى الناس عليك لانك مختلف عنهم ! ؛ لأن الوحدة عن بعض الناس غنيمة ولها فوائد عظيمة ، ولا توجد وحدة عن الناس لأنك أنت من تحدد أن تقابلهم أو تعتزل عنهم .. ولأنك أنت من يحدد أن تكون حميمياً معهم أو تكون سطحياً ، وإنما الوحدة الحقيقية هي عندما يشعر الإنسان بالوحدة تجاه قلبه !
 
إذاً أمامك طريق ليس طويل ربما سنة أو أكثر بصدق عالي ووضوح وثقة في قلبك ، تترك قلبك وتسمح له بأن يعبر عن نفسه بحرية حتي تعرف أين ينتمي !؟ وأين يقع شغفه !؟ وعندها تبدأ حياتك ويبدأ طريقك الحي الذي لن تشعر فيه بأي وحده مطلقاً .. إلا قليلاً ربما في بعض الاوقات العابرة ، بينما أغلب حياتك وطريقك لن تشعر فيه بالوحدة ؛ لأن قلبك هو صديقك ، وقلبك لا ينفصل عنك حتي في نومك .
 
ستحتاج أن تجاهد نفسك أولاً وتجاهد كل العراقيل التي ستواجه في طريقك ، يا صديقي بإختصار: أنت تحتاج أن تجاهد في سبيل لله .. تحتاج الكثير من الشجاعة .. تحتاج أن تقرأ كثيراً .. تحتاج أن تجرب كثيراً .. تحتاج أن تتأمل نفسك وتغوص في أعماق قلبك حتي تصبح أنت وهو أصدقاء .. تحتاج أن تفكر قليلاً وتشعر كثيراً .. تحتاج أن تثق في قلبك .. تحتاج أن تحتضن قلبك وتدع الحياة تعبر من خلاله .
 
تصفح هذا القسم: اكتشف موهبتك ، ابحث واقرأ في هذا الموقع .. ابحث واقرأ في موقع آخر .. شاهد فيديو .. اقرأ كتاب .. جرب شيء جديد .. المهم: أن تبدأ وتساعد نفسك بنفسك .
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

2 تعليقات

fatima zahra 6 أغسطس، 2016 - 10:33 ص

إمتلأت عيناي بالدموع و أنا أقرأ المقال، كل حرف يكلمني و يحدثني عن ما أعيشه، فعلا أدركت أن إحساسي بالوحدة نابع من أنني لا أعيش حياة متناغمة مع قلبي، لم أحقق طموحاتي و صرت أحاول أن اتناسب مع العالم من حولي بدل أن أصنع عالم يتناسب مع قلبي

رد
Aboda Magdy 7 أغسطس، 2016 - 6:00 م

أنا سعيد أن كلام قلبي لمس قلبك ♥ ، أتمني لكي كل حاجة حلوة ..
ربنا ينور قلبك ويسعده ♥
.

رد

اترك تعليقك !