الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » تفسير انما النسيء زيادة في الكفر

تفسير انما النسيء زيادة في الكفر

بواسطة عبدالرحمن مجدي
849 المشاهدات
تفسير انما النسيء زيادة في الكفر
إنما النسيء زيادة في الكفر …
 
قال تعالي: ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين * إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين ) .. سورة التوبة 36 – 37
 
الله يقول أن السنة 12 شهراً منها 4 أشهر حرم التفسير القديم للفقاء يقولون أن هذه الشهور الحرم كانت العرب في الجاهلية تعظمهن وتحرم القتال فيهن حتى لو لقى الرجل فيهن بقاتل أبيه لم يهجه أي لا يقول له حتي أي كلام سيء .
 
وأنا أقول لك هذه الأشهر الحرم هي التي يجب أن يذكر الإنسان نفسه فيها وأن عليه أن يتطهر عن حماقاته وأفعاله الخاطئة ، تلك الأشهر التي يجب أن يتأمل الإنسان فيها حياته ونتائجه وأن كانت سيئة قام بتغيرها ، وأن كانت جيدة يقول بتحسينها للأفضل للنمو والإرتقاء .
 
وبعدها الله يقول للناس لا تظلموا أنفسكم في تلك الشهور قد يكون يقصد الأشهر الأربعة الحرم أو يقصد الشهور كلها وهي الـ 12 شهر ، والمعنى الأقرب لقلبي هو أن لا تظلم نفسك يا إنسان في هذه الشهور ، ( وقاتلوا المشركين كافة ) قد تفهمها أنها قتال السيوف فقط ، ولكني أراها هنا هو قتال السيوف والفكر .. فالمشركين متحدين علي أفكارهم المشركة وأنتم اتحدوا علي الإيمان ( وهو يعتبر قتال بين الحق والباطل ، بين ما هو أقرب للصوات وما هو خطأ ) ، وكما قولت لك سابقاً المشركين موجودين في كل الأديان والمذاهب وفي كل دول العالم والشرك أنواع كثيرة ومن أشدها وأقواها الشرك بالله في طاعة الوالدين .
 
ثم ندخل علي الآية الثانية ( النسيء ) لها معنيان أما التأخير أو الزيادة ..
 
– فأما معناها أن الله يقول إنما تأخير النصر سبببه زيادة في نسبة الكفر لديكم ، فعاماً تفعلون ما تؤمنون به وتحرمون القتال في الأشهر الحرم وعاماً تحللونها ..
– وأما معناها أن الله يقول إنما الزيادة التي ضفتونها في حياتكم وهي تلك الأربع الأشهر التي تمتنعون فيها عن القتال والهمجية ما تديل عليه هي زيادة في نسبة الكفر لديكم ..
 
دعنا نطبق الآية علي واقع حياتنا الآن وندعنا من القصص القديمة ، ونطبقها علي أنفسنا لنستفيد منها أكثر ، هناك معنين للآية كما قولت لك في البداية:
 
– إنما تأخير تحقيق النصر أو تحقيق ما تريدونه سببه زيادة نسبة الكفر لديكم ، فأحياناً تؤمنون بما تريدون فتسعدون وتكونون علي طريق الله في سعادة ؛ لأنكم في الطريق الصحيح فالله خلقكم وخلق الكون لكم وسخره لكم لتحققوا ما ترغبون فيه وأحياناً تفكرون بما تريدون وتحللون ما حرم الله وتخضعون لمجتمعاتكم وللقطيع من حولكم أو للظروف السيئة من حولكم ولا تعلموا قلوبكم لتخرجون منها ، فتقومون بالخضوع والاستسلام والكفر بنعمة قلوبكم العظيمة وتجعلونها خاضعة ذليلة ، ويتم تزين تلك الافعال لكم ، وأنتم بذلك الأسلوب الذي تعيشون به الحياة كافرين بالله ، أنتم أخترتم الكفر وبالتالي الله لا يهدي أبداً القوم الكافرين .
 
– إنما الزيادة التي قمتم بإضافتها من عبارات وقناعات لا تنتمي لله مثل ( أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ) ، ( هذه هي إرادة الله ) ، ( إرادة الله لا تريد لنا أن نحقق السعادة في حياتنا ) ، ( الله خلقنا في عذاب وألم وفشل ) ، فتلك العبارات والقناعات والقوانين الزائدة التي اخترعتموها أنتم ومجتمعاتكم سوف تجعلكم في الضلال تعيشون ، أنتم تقومون بجعل الحلال حرام والحرام حلال ! ، تلك الأشياء الزائدة محببة لرؤسكم ولمخاوفكم لأنها تمنحكم الإحترام والتقدير من الآخرين وأيضاً تشعرون بالآمان فأنتم تسيرون في القطيع ولا أحد يعترض عليكم أو أن كذلك الناس يعيشون في العذاب في الفشل في الغباء فما الداعي للتفكر والتعقل واستخدام نعم الله ، وبالتالي فأنتم كافرين بالله ، والله لا يهدي القوم الكافرين .
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !