الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » حب الناس لا تحطم الآخرين – كن عظيما

حب الناس لا تحطم الآخرين – كن عظيما

بواسطة عبدالرحمن مجدي
849 المشاهدات
حب الناس لا تحطم الآخرين - كن عظيما

عندما تكون متميزاً في جانب من جوانب حياتك فعليك تقع مسؤولية، مسؤولية إفساح المجال لمن هم أقل منك قدرة على القيام بالعمل الذي تتميز أنت فيه. لا تكن منافساً شرساً لأنك ستحرم الآخرين من متعة أكتساب مهارات قد تشكل فرقاً واضحاُ في حياتهم.

من الجميل أن تكون الأقوى في المجموعة والأذكى في الفصل والأسرع في الجري والأكثر مهارة في قيادة السيارة والأجمل والأحسن والأكثر تألقا والأقوى شخصية بين الأصدقاء لكن هذا يضعك في موقف المتجبر الكبير شئت أم أبيت.

لا يمكنك تحطيم الآخرين فقط لأنك تستطيع ! ،لا يمكنك أن تنافس الجميع فقط لأنك قادر لأن الناس في الحياة يمرون بمراحل تماما كما كنت أنت. لأن اليوم فقط هناك إنسان بدأ، لأن اليوم فقط هناك إنسان انفتحت عينه، لأن اليوم وفي هذه اللحظة فقط إنسان انتقل من الطفولة إلى الرجولة، لأن في هذه الثانية فقط إنسان عرف أنه يجب أن يعيد المحاولة.

عندما تكسر كل هؤلاء فقط لأنك متقدم عليهم فأنت تقتل عائلة كاملة أو تقتل جيل كامل من البشر المحيطين بك.

القصد هو الرفق بالآخرين وليس التنازل لهم عن القدرة..
مثلا لو حضرت دورة تدريبية واكتشفت بأنك متفوق على الجميع وبأن المعلومات بسيطة ؛ فيمكنك التوقف عن المشاركة بشدة في تقديم الإجابات وإفساح المجال للأقل حظاً بالمشاركة واكتساب المعرفة حسب سرعتهم.

لو كنت صاحب أعمال ومتمكن من السوق يمكنك بكل سهولة إنشاء شركات كبيرة وصغيرة ومتوسطة وبالغة الصغر ومنافسة الفقراء والمبتدئين لكن لن يكون ذلك من الحكمة في شيء.

لو كنت متحدث جيد وسريع البديهة فيمكنك الاستحواذ على الجو في أي مكان تتواجد فيه لكن هذا سيحرم الكثيرين من التعبير عن وجهات نظرهم.

حتى في النقاش يمكننا كسر الطرف الآخر بسهولة إن كنا على قدر من المعرفة لكن هذا ليس جيدا إذ أن هذا سيمنع تدفق الأفكار بحرية.

هذه من الأشياء التي لاحظتها على نفسي في القيادة مثلاً بشكل طبيعي ومنذ الصغر أنا أجيد تشغيل الآلات وقيادة الدراجة وبعدها السيارة بمهارة عالية لكن بسبب السرعة العالية في الدخول إلى الدورات فإني أمنع المسار المقابل من استغلال الفرصة للخروج. فكرت في الموضوع فوجدت بأن سبب عدم تمكنهم من استغلال المسافة المفتوحة هو استمتاعي بقدراتي ومهاراتي في القيادة ؛لذلك قررت أنا لا أكون الأسرع بل أسمح للآخرين باستخدام الطريق دون خوف.

في الدراسة مثلاً أحفظ وأفهم بسرعة وبعدها أثير الفوضى لأنني فهمت ولست بحاجة للمزيد من التكرار لكن هذا يزعج الآخرين ويضيع عليهم فرصة التركيز مع المدرس أو المحاضر.

هذه مجرد نماذج لكن هناك مجالات كثيرة نستطيع منح الآخرين وقتا ليظهروا شخصياتهم أو يسيرون نحو أهدافهم حسب سرعتهم دون أن نتأثر سلباً .

لذلك.. نطلق على مجموعة من البشر مجتمع الغابة بدون هذه الخصال، وحينها لن يعيش إلا الأقوى والأكثر دهاءً لكنه سيعيش وحيداً !!

كن مختلفا ، كن عظيما ^_^

عارف الدوسري

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !