الرئيسية » العلاقات » مقالات عن تربية الاطفال » رسالة الى ابنتي الغالية – رساله الى ابني الغالي

رسالة الى ابنتي الغالية – رساله الى ابني الغالي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2029 المشاهدات
رسالة الى ابنتي الغالية - رساله الى ابني الغالي
إبني الحبيب عبد الرحمن
ابنتي الغالية رهف الوجود
 
لست أعرف – في الحقيقة – لم قد يرغب البعض في كتابة رسالة لأبنائهم بينما يمكنهم أن يقولوا ذلك لهم وجهاً لوجه, ربما هي صورة من صور الكتابة للعالم ككل, صورة للحب, فالأبناء دليل المحبة, أو ربما تكون الكتابة طريقاً أفضل من التواصل وجها لوجه , أو من يدري؟ .. ربما لا يكون هناك من الوقت في نهاية الرواية ما يكفي , في كل الأحوال .. ربما أود أن أقول لكم التالي:
 
أحبكما فوق قدرة اللغة على وصف ذلك , فوق الوجود. لا شيء مهم حقاً, العالم تافه و غير حقيقي و الجميع خطأ. ضعا المشاعر جانباً لأنها لا تصنع قراراً جيداً, وحده العقل يمكنه أن يفعل ذلك . قوة القلب البشري تنبع في الأساس من قدرة عقلولنا على تحمل التوتر في الأحداث و الأحوال و النصوص و أي شيء, سوف يصبح قلبكما أقوى حينما تتحكمان في الأمور بالعقل أكثر. هناك فرق بين أن “أحبك” بالكلام و أهازيج اللغة و أن “أحبك” بالفعل والقرار, الحب قرار, و القلب و العقل واحد.
 
كونا حذرين , الشعور البشري يخدع كثيراً, ليكن البحث في الداخل هناك ما بين المشاعر و القرارات و الميول الشخصية أهم من البحث في الخارج, هناك تجدان السر الحقيقي للوجود, دعا العالم لأهله, لا تشغلا بالكما كثيراً للآخرين, لآرائهم فيكما, لا تنتظرا شيئاً منهم, الذات هي نقطة البداية للبحث عن خلاص و – ربما في مرحلة ما – حفنة من سعادة.
 
يمكن أن نجد حلولاً سحرية للمشكلات بمجرد قبولنا بأقل من 100% من النتائج, من المُتصور, من المتوقع, من كل شيء في أي قضية, في أية مشكلة , قدما ما يمكن أن نسميه بـ “قدر الإمكان” .. لا تكونا مثاليين؛ الوجود نفسه ليس كذلك, أليس كذلك ؟! ..
 
ليس من السهل أن تتحملا ذلك, لكن الشك هو الوجه الحقيقي لليقين, هو الصورة الأجمل له, الأوقع ربما. كونا نزيهين, أصيلين, لا تُخضعا أي شيء للميول الخاصة أو الشخصية أو المعتقدات العميقة, ليكن الشك هو أصل البحث عن أي حقيقة, إن كانت هناك حقائق.
 
التأمل رائع و قراءة الواقع و التعامل المباشر تجاهه أهم من الحديث الدائم عن “المفترض حدوثه””, العطاء مهم , و خدمة العالم ككل مهمة بشرية. الانسان كائنٌ ضعيفُ يا نجميّ الرفيقين, يا ميزار و ألكور, ضعيفٌ مثل كومة قش, و كل الناس واحد, و كلنا تائهين في نفس الغرفة المغلقة, سوف نتألم حتماً, لكن السر هو أن نجتاز مشاعرنا الموجوعة لا أن نهرب منها , لا يولد الهروب إلا المزيد من الألم.
 
أكتبا كثيراً, إقرءا كثيراً, إفعلا ما تحبان, لكن الإنجاز الجوهري فيما نحب لا يظهر إلا ببذل مجهودٍ منظم, خالفا العالم إن كان ذلك ما تودان حقاً, ما العالم إلا وهم كبير, تعلما الموسيقى, تعلما العلم, الفلسفة, نجوم السماء ليلاً سوف تعطيكما براحاً واسعاً في الروح حينما يضغط العالم بقسوة أدواته, تعلما الجديد دائماً, اهربا حينما تحتاجان لذلك .. لا مشكلة من الهروب !, إلعبا قدر الإمكان, نحن كائن وحيد, حزين, سهل , لا مجال إلا للرضا و الهدوء قدر الأمكان .
 
أمكما ملاك من السماء , لتقدسانه. أنا أحبكما, سوف أود أن أكرر تلك الكلمة دائماً, أنا و قد علمني بؤس التجربة البشرية أن الشيء الوحيد المهم هو الحب, يوماً ما قد تفهمان كل الرسالة, يوماً ما سوف تصبحان يافعين, تتخلل الآمال و الأحلام كل ذرة فيكما, سوف يكون ذلك رائعاً, فلتستمتعا بكل لحظة حياة ممكنة, أخاف من أن تكون محاولاتي لحمايتكما من العالم أو لإضافة المزيد لكما هي قيد عظيم لحريتكما, إذا شعرتما انه قيد .. فلتكسراه
شادي عبدالحافظ
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !