الرئيسية » الحب » رسالة حب لحبيبتي » رساله الى حبيبتي شوق

رساله الى حبيبتي شوق

بواسطة عبدالرحمن مجدي
6372 المشاهدات
رساله الى حبيبتي شوق
كم هي مؤلمة تلك اللحظات التي تمر علي نفسي ، فتشعر أنها فقدت رغبتها في الحياة .. أنها فقدت رغبتها في المواصلة لتحقيق أحلامها .. أنها فقدت رغبتها في كل شئ ينتمي لها ، وأصبحت كأنها ميتة رغم أنها ليست ميتة حقاً ! .. أنها ضعفت ويأست وأرهقت وأجهدت كثيراً وكثيراً .. تبحث عنكِ بجنون .. تبحث عن لمسة منكِ تُحييني مرة آخرى للحياة .. تبحث عن كلمة منكِ تهدأ من فزع قلبي .. تبحث عن حضن منكِ لترتوي به روحي الظمآنة الهالكة … فلا تجدك !
 
فتتثاقل أنفاسي كأنها جبال ! .. كأن الهواء جبال تدخلني وتخرج مني ! ، ويتضارب جريان دمائي ، ويحترق جسدي ! ، ومع تنهيدات قلبي الحارقة تنساب دموعي .. فلا أجد أمامي سوى نغمات وكلمات الأغاني التي توحد أرواحنا معاً مهما كنا بعيدين … فتتساقط دموعي أكثر .. وتصرخ روحي كأنني طفل ضائع تائه .. وأنا على سريري الذي منذ ولادتي أنام عليه وحيداً معزولاً منفياً سجيناً ضائعاً !! .. وأظل أبكي وأصرخ في صوت هادئ يزلزل كل ذرة في كياني .. يرتعش كلي من عمق وقوة دموعي الحارقة الباحثة عنكِ .. وأظل أبكي وأرتعش وأخرج كل ما أصابني من مرض نتيجة شعوري بإنفصالي عنكِ !
 
أحترق في هدوء خارجي لا يقارن بالبركان الذي تنفجر حممه بداخلي .. أبكي وأرتعش في هدوء لا يسمعني ولا يراني إلا من يقف بجواري وقريب مني .. أفعل ذلك خشية أن يسمعني أحد فيسألني ما بك !؟ .. فلا أجيبه لأنه لن يفهم أي شئ ، وإن أجبته يصفني بالجنون ، ولا يشعر ما بي من آلام فراق وإنفصال عن موطني ومنزلي .. فأنا بلا هوية وبلا منزل ! .. لا يشعر ما بي وأنا مُشرد تائه ضائع في رحلة حياتي! .. ومنذ 23 عام حتى الآن أبحث عن موطني الذي كل إنتمائي له ، وأبحث عن منزلي الذي خلقه الله لي وخلقني له ..
 
وحتى تتساقط آخر دمعة من سماء روح قلبي على أرض جسدي ، فأجدني هدأت كثيراً ! .. أرتاحت جوارحي كثيراً .. تناغمت وانسجمت دمائي .. نعم ، لم تجد روحي موطنها ، ولم يجد قلبي منزله .. ولكنهما وجدا العزاء والصبر الجميل .. وأخرجا كل النيران التي أحرقتهما نتيجة ذلك الشعور السيء بالإنفصال عنكِ .. وأنام في سلام رحمة الله …
 
فيأخذ الله مني نفسي الضائعة المعذبة ( وهي معذبة وضائعة نتيجة طبيعية لعدم عثورها بعد عن موطنها ومنزلها الذي خلقه الله لها ) .. لينظفها من كل شئ .. من كل كفر .. من كل سوء .. من كل ظلام .. من كل علامات إحتراق أصابتها .. من كل جروحي الملتهبة ، ويعيدها لي كيوم ولدتني أمي نظيفة بالكامل .. وقبل أن يعيدها لي يرمي في قلبي الكثير والكثير من حبك .. يقربني لكِ بلمساته السحرية المذهلة .. يجعلها تقابلك وتحتضنك وتلمس روعاتك وسحرك وكنوزك وجمالك الذي قريباً سانعم به .. والذي لابد أن أنعم به فلا مفر من ذلك .. حتى الموت لن يمنعني من ذلك ..
 
فأستيقظ في الصباح التالي كنسيم الفجر الهادئ ، وتتوالي نعم الله على قلبي .. ليجعلني ألمسك وتلمسينني لمسات سحرية .. ويجعلني أغفو في حضنك للحظات تُحييني أكثر .. لدرجة ذوباني فيكِ ، فيختفي سكرك في ماء قلبي فيمنحني الطعم واللون والسكون والشغف والحياة .. فأشعرك في هذا الهواء الذي يدخلني ويخرج مني برقة .. أشعرك في هذا النسيم الذي يداعبني من الخارج ومن الداخل ! .. نعم أقسم لكِ بالله أشعرك كنسيم في داخلي يلعب ويضحك ويحتضن قلبي ويقبله ! .. فلا أجد وصف لهذه الحالة الرائعة غير هذا السؤال الذي كان ومازال يعجز منطق رأسي عن إجابته وهو ، كيف تكونين هكذا !؟ .. أنتِ تتراقصين من حولي وتتراقصين بداخلي ! .. أنتِ تزرعين الحب وتنثرين بذوره الطيبة بداخلي ! .. أنتِ الآن في داخلي وخارجي في آن واحد !! .. هذه الحالة التي أعيشها الآن ليست خيال ، وإن كان تعريفها في عالم المنطق والمادة بالخيال ، فالخيال هو الحقيقة المطلقة ..
 
أحبك ، وأحب حبك العفوي الطاهر الحقيقي الغزير هذا الذي يقربني كل يوم أكثر لقلبي .. لجسدي .. لروحي .. لربي .. لأحلامي .. لحياتي
 
– اشتقتلك يا موطني لتعطيني هويتي الضائعة .. اشتقتلك يا منزلي لأسكن فيكِ حتى نهايتي على الأرض ، ثم سأصعد للسماء لأناجي الله كل يوم وأناجيكي لتقتربين مني مرة آخرى .. لتعطيني هويتي ، وتكوني أنتِ منزلي وأكون منزلك  
.

.
عبدالرحمن مجدي
.
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !