الرئيسية » الذات » اكتشف موهبتك » قصة حياة شاروخان – قصة حب شاروخان وزوجته

قصة حياة شاروخان – قصة حب شاروخان وزوجته

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2602 المشاهدات
قصة حياة شاروخان - قصة حب شاروخان وزوجته

معروف أن أي فنان يريد أن يسلك طريقه للعالمية ، فلن يجد أقوى من هوليود لكي تكون محطة عمله وانطلاقته ، لكن للأقدار قول آخر ، هناك ممثل يعتبر محبوب البلايين من خارج هوليود ، فمن هو وكيف صار ذلك ؟ ، وكيف استغل موهبته بطريقة جعلت من ممثلي العالم لو قاموا بادوار معه تجمعهم به ، وهل للدولة التي نشأ فيها علاقة بذلك ؟

إننا الآن علي موعد مع أشهر ممثل في قارة أسيا ، ربما يشاركه في تلك الشهرة العالمية آخرون ، لكنه وبلا منازع خرج عن المألوف المتبع في الفن العالمي بطريقته الخاصة ، وسنعرف في السطور القادمة أصل الحكاية .

في دولة من أعظم الدول في العالم وأعرقها ، دولة أو شبه القارة الهندية ، تلك الدولة الآمنة المسالمة ، التي يزيد عدد سكانها عن مليار و 200 مليون نسمة ، وهذا أحد مصادر القوة الفائقة ، فحينما تنشأ في بلد وتكون شهرتك هي رأي المال أو هي عملك ، فسيكون عدد سكان تلك الدولة فيصلاً ومعياراً هاماً في عملك ، بل وهي تعتبر بكل ما تحمله من تعددها السكاني والفكري ، ففيها ديانات كثيرة وألوان وتنوح يتيح للموهوب فيها التعدد في الإنتاج ، وذلك ما سنتعرف عليه في قصة شاروخان

في عام 1965 أنجب مير تاج محمـد خان وزوجته الطفل شاروخان في بلدة نيودلهي ، وكان مير تاج يعمل محامياً ووالدة شاروخان تعمل أخصائية اجتماعية ، وسوف يتيح ذلك له تنشيط القدرات الاجتماعية التي سوف تظهر بشكل خفي في ثنايا أفلامه ، وبعد مرور 15 عاماً توفي والده بالسرطان ، وأثر ذلك معنوياً ونفسياً في ذلك الفتي الصغير ، وسوف يرى تلك المشاعر عن قرب ويعرف كيف يعيش الدور الدرامي الحزين من صغره ، رغم أنه حدث حزين لكن الإنسان إذا تعود من صغره علي مثل تلك الأحداث فسوف تتأثر موازين قدراته ومواهبه الخاصة بالجانب الاجتماعي العاطفي وتكون حساسة للعمل .

وبعد عشر سنوات من ذلك توفيت والدته عام 1990 ، قبل أن يتزوج أو يبدأ في عمله ونجاحاته ، وتكملة لذلك المستوى الدرامي ، أحب شاروخان فتاة تسمي جوري وهي زوجته الآن ، ولأنه كان خجول لم يكون أي صداقة مع الجنس الآخر ، وعندما رأي جوري في أحد الحفلات العامة أحبها وشعر بأنها الفتاة التي يريدها .

فدخل في قصة درامية .. واقعية وستبدأ القدرات الخاصة بتلك الجزء تنشط تلقائياً دون وعي ، لذلك حينما ستظهر لاحقاً في أفلامه لا تستغرب كيف يمكن لك أن تبكي من قوة وشدة المشهد ، أعلم أن هناك عوامل أخرى كالسيناريو والإخراج وتلك العوامل مهمة ، ولكن تكفي تعبيرات وجه الممثل ونبرات صوته وحركات جسده عاملاً كبيراً لإيصال الإحساس والمعني للمشاهد ، وتمر الأيام ويذهب شاروخان إلي مدينة بومباي ، تلك المدينة التي تقع بالقرب من الساحل ، وبالتالي لها شهرة ومكانة .

ووقف ذات يوم وهو شاب في مقتبل حياته ، بعد أن فقد كلا والديه ، ولم يعد له أحد في الحياة ، وبعد أن رفضه والد حبيبته جوري ، وقف وحيداً في مدينة بطول بومباي أمام أحد الفنادق ، ولا يستطيع أن يسكن فيها ، ليبدأ في البكاء ثم يقول لنفسه : ” يوما ما .. بعد 10 سنوات سوف امتلك هذه المدينة ” ،، لكنه علي حد تعبيره يقول أنه بعد مرور 10 سنوات امتلكته تلك المدينة بعد أن أحبه الجمهور ، وأخذ يبحث عن زوجته المستقبلية جوري ، حتى وجدها صدفه ، وبدأت رحلة المعاناة لكي يقنع والدها بالزواج منها ، لكن والدها اشترط أن تكون الزيجة بالطريقة الهندية التقليدية.

قصة حياة شاروخان - قصة حب شاروخان وزوجته

حينما يأتي لاحقاً ليجسد تلك الأدوار التي كانت محط الكثير من أفلامه فسوف يكون سهلاً عليه استدعاءها لأنها تنشطت من قبل ، وتجد أن كل موهوب في جانب تجد لع ميل وهوى لشيء ما في الجانب الآخر ( إنساني – تجريبي أي علمي ) فكان شاروخان الموهوب في الجانب الإنساني يحب الالكترونيات.

بدأ شاروخان ينضم إلي التمثيل في المسلسلات الهندية ، وبالتدريج يظهر في دور تلو دور ، وهكذا هي الحياة تبدأ بدور بسيط حتى ينمو دورك ويزيد وتصبح البطل في حياتك وحياة الكثيرين ، ثم تسلم الدفة لغيرك ، لاحظه أحد المنتجين ، ومنحه الفرصة ليكون بطل أول فيلم له ، وكانت هذه انطلاقته في عالم السينما ، وهذا قانون التدرج الطبيعي ، ربما يخجل البعض بالمرور علي مراحل بسيطة بالبداية في عمله ، لكنها مهمة لكي يكتسب منها الخبرة للدور اللاحق وكما قيل ليس المهم أين تبدأ المهم إلي أين ستصير .

التقدم في الفن سهل نسبياً لأنها مهنة يرى نتيجتها الجميع ، وبالتالي الممثلون الجدد سوف يشاهدهم الجميع ، ليس في ذلك مشكلة بل المشكلة حينما تبدأ لتأخذ ادوار البطولة ، هل ستظل علي هذا المستوي ؟ إما إنك سوف تنافس نفسك وتزيد من مهاراتك لتتمكن من عمل ادوار صعبة وبالتالي تتأهل للوصول للعالمية ، وهذا تمام ما فعله شاروخان ، حينما مثل فيلم () الذي كان يعتبر انطلاقته الحقيقية عام 1993 ، وذلك حينما يأتي الموهوب ليزيد مهاراته وينوع فيها وبالتالي يزداد ويوسع إنتاج موهبته بشكل متضاعف وبالتالي يتأهل لمستوي أعلي ، ويعتبر الآن شاروخان من أفضل نجوم بوليوود بعد اميتاب بتشان ، الذي يكبره بـ 23 عام تقريباً وبالتالي هو الجيل السابق لجيل شاروخان .

وفي العموم صدرت السينما الهندية المزيد من الأفكار والألوان مثل عامر خان وسلمان خان وغيرهم ، جذبت جميع ثقافات العالم.. لتفردها واختلافها عن بقية الثقافات ، وقد تدربت وأصقلت مهارات شاروخان وموهبته في جميع الحالات فمثل دور العاشق ، ودور الكوميدي ، ودور الشرير ، ودور المقاتل المحارب ، وصار من أكثر 50 شخصية مؤثرة علي مستوي العالم حسب مجلة نيويورك .

ولكي نتعرف أكثر علي أسرار نجاحه ، نجده يتقن عمله لأقصي حد ، فهو يقوم بالعمل يومياً ولا يأخذ عطلة إلا يوم واحد ، ويقوم بتصور عدة مشاهد لأكثر من فيلم في نفس اليوم حتى يقال إن الهند تنتج فيلماً كل 3 دقائق ، وصار لديه شركتا إنتاج سينمائي وهذا تطبيق لقانون الاستقلال ، وهذا ما يقوم به في الغالب كبار الفنانين ، حينما يصلون لدرجة كبيرة من الشهرة يبدءون في الاستقلال بعمل شركات إنتاج خاصة بهم .

خلاصة القول إن الموهوب في أي مجال حينما يطبق القوانين وينشط موهبته باستمرار ويكون لديه الطموح وحب عمله الذي هو موهوب فيه حتماً سيصل يوما ما إلي العالمية ، وساعتها تذكر أن لك ثغره عليك أن تسدها ، وتذكر أنك ستسلم الراية بعد غد للجيل الجديد فلا تبتعد عنهم .

قصة حياة شاروخان - قصة حب شاروخان وزوجته

ولا أنسي الفيلم الرائع ماي نيم إز خان ، الفيلم الذي يندر أن تجد أفلاماً بهذه الروعة لذلك أنصح الجميع بلا استثناء بمشاهدة ذلك الفيلم والتعمق فيه .. !

كتاب المواهب

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !