الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » عبارات دينية جميلة جدا

عبارات دينية جميلة جدا

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1528 المشاهدات
عبارات رائعة وجميلة عن الحياة
فقط عندما يموت والدك.. تتوقف عن عتابه.. تسامحه.. تدرك أنه لم يكن بإمكانه في الحقيقة أن يفعل أكثر مما فعل..
 
فقط عندما يموت الأب.. تدرك أنه كان بشرا عاديا.. بقدرات وإمكانات وأخطاء البشر حتى.. تدرك أن هذا الرجل الذي طالبته بأكثر بكثير مما يطيق.. ليس سوى إنسان بسيط.. يمكن هزيمته.. وها قد هزمه الموت..
 
فقط عندما يموت، تتمنى لو تصالحت مع هذه الحقيقة قبل ذلك.. وأعطيته بدل الكثير من العتب الغاضب، القليل من الحبّ والتفهّم.. وهنا يبدأ الحزن..
– – – – – – – – – – – – –
واعلم يا فتى أن اليسر إنما يكون مع العسر.. لا قبله ولا بعده.. بل معه.. مخبوء في داخله.. ويمنعك من رؤيته في حينه، العسر الذي يحيط به..
 
فإذا هدأت عاصفة حزنك، واستقرّت نفسك.. أدركتَ أنه لا يمكن للرجل أن يسلك دربا، دون أن يُغلق الدرب الذي هو سائر فيه.. تماما كما لا يمكن دفع الطفل إلى الطعام ، دون إجباره على الفطام..
 
فانظر إلى ما هو آت، ولا تأس على ما فات.. فإن خسارتك في أمر ما، لازمة نجاحك في آخر..
 
من رسائل المعلّم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – – – – –
خيركم خيركم لأهله..
 
حديث مقتضب لكن مرعب في دلالاته.. لأنه يقول لك بكل بساطة.. أن قيمة العمل لا تتحدد بعدد المستفيدين منه، بل بمقدار قربك من الشخص الذي يوجّه العمل إليه.. فأن تواسي أمّك بكلمات بسيطة، خير لها من أن يواسيها آلاف الغرباء وخير لك من أن تواسي آلاف الغرباء.. ما تقوله سيمكث في قلبها.. وما يقوله الآخرون وتقوله للآخرين لا يلبث أن يزول.. والدرهم الذي تضعه في يد والدك، خير من آلاف تنفقها على غيره أو يأتِ بها غيرك.. وكذلك اللعبة التي تلعبها مع ابنك.. والساعة التي تقضيها مع زوجتك.. الخ..
 
هذا الحديث يعرّينا أمام أنفسنا.. يجعلنا نراجع كل ما نفعله.. . ويسائل دوافعنا الحقيقية لعمل الأشياء.. تريد الخير؟ إن أفضل أفعالك يا إنسان تحدث في غرف مغلقة.. لأناس محدودين.. حيث لا يراك أحد.. لا يشكرك أحد.. ولا يصفق لك أحد.. حيث لا ميداليات ولا تكريم ولا كاميرات ولا ابتسامات من غرباء..
 
لكن بعيدا عن فكرة التعرية هذه، فالحديث ليس ترفا فكريا ، بقدر ما يوجّهنا فعلا أن ما ينتج عن “خيركم خيركم لأهله” هو الأصل وهو الباقي وهو ما يمكث في الأرض.. وكل ما سواه رتوش… ويتضح ذلك عندما لا تنفذ الوصية التي يحملها هذا الحديث.. فكل رجال العالم مثلا، لا يمكنهم منح الثقة لفتاة، إذا لم يعطها إياها والدها.. كل منظمات المجتمع المدني لا يمكنها احتضان روح طفل غابت عنه أمّه.. وكل مسليّات الدنيا ومباهجها – بما في ذلك الرجال الآخرون- لا تعوّض زوجة عن هجران زوجها.. ولذلك أغلق النبي بنفسه الدائرة حين قال “كفى المرء إثما أن يضيع من يعول”.. أضع من تعول، ولن يستطيع المجتمع كاملا لملمة ما أضعت! هذا سرّ الأمر كلّه..
 
للمرة المائة ربّما، أكرر أن هذا النبي الفيلسوف لم يُدرس بعد.. لم نقرأه بعد.. أخذنا تمراته وسواكه ولحيته وكأن هذه الأشياء هي ميراثه الوحيد.. أما حكمته التي تصلح لإنقاذ إنسانية بأكملها، فلا تزال مدفونة في بُطُون الكتب..
– – – – – – – – – – – – –
‫أعظم آلام الإنسان تلك التي تحدث له في طفولته ومراهقته.. لا لضعفه النسبي وقتها.. بل لأن المفاهيم التي تعينه على تقبل تلك الآلام وتحييدها وتجاوزها لا تكون قد تشكلت ورسخت بعد.. فتأتي الآلام وتشكل تلك المفاهيم وتشوهها كما تشاء .. ‬
 
‫يشبه هذا تماما أن يتسبب ثقل بسيط بانحناء ساق النبتة الصغيرة.. مجبرا إياها أن تنمو وتعيش حياتها كشجرة مائلة الجذع.. ومع قوتها اللاحقة وقدرتها على تحمّل أثقال أكبر بكثير من ذلك الثقل الأول دون عناء، إلا أنها لا تستطيع أن تفعل شيئا حيال ما خلّفه ذلك الميلان القديم..‬
 
‫طبعا، قد يجادل البعض أن النضج ما هو إلا القدرة على تجاوز آلام الطفولة وخيباتها.. وهذا ما كنت أظنه .. غير أني قد أدركت لاحقا، أن النضج هو إدراك ما فعلته آلام الطفولة دون القدرة الحقيقية على تحييد آثارها.. النضج هو التعايش مع حقيقة الجذع المائل.. هو أن نستوعب أنه لا يمكننا تعديل جذع الشجرة المائل بمجرد الحديث معها..
من هنا تأتي الدعوات الدائمة لحماية الأطفال.. ومن هنا يبذل الآباء والأمهات كل جهد ممكن لتجنيب أطفالهم أي معاناة مَرُّوا هُم بها.. على الأقل حتى يشتد عودهم قليلا وترسخ مفاهيمهم التي تحميهم.. لأن الأذى في الصغر ليس نقشا في الحجر وحسب.. بل شرخا وتشويها دائماً به..‬
– – – – – – – – – – – – –
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !