الرئيسية » خواطر » كلمات رائعة » عبارات رائعة ومعبرة

عبارات رائعة ومعبرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1060 المشاهدات
عبارات رائعة عن الحياة - فاديم زيلاند
في داخل كل إنسان منّا جملة واحدة.. لو قيلت له في وجهه لشطرته إلى نصفين.. ولحمل صدى أحرفها معه إلى قبره.. جملة تحمل في ثناياها عيب ذاته الأكبر.. العيب الذي لم يمكنه أبدا أن يتخلص منه.. وأمضى عمره وهو يهرب من مواجهته..
 
بعض الناس.. وهبهم الله البصيرة ليقرأوا هذه الجملة .. لكنهم بدل أن يرموك بها ليحطموك.. يساعدونك لتخطيها دون حتى أن تلاحظ ذلك .. هؤلاء هم ورثة الأنبياء الحقيقيون.. وهذا التغاضي الذكي.. هو أجمل ما يمكن أن يصدر من إنسان باتجاه إنسان آخر..
– – – – – – – – – – – – –
واعلم يا فتى، أن الكلب ما بلغ هذه المنزلة من ابن آدم، إلا بمقدار ما تخلى عن غريزته وعاداته كذئب قديم.. وأبدلهما بعبودية دائمة..
 
وإنني لأعجب كل العجب ممن يقول بوفاء الكلاب، إذ إن الوفاء إنما يكون بين ندّين.. وإن ما بين ابن آدم والكلب ما هو إلا ولاء أعمى وذل مقيم من عبد لسيده… ودليل ذلك أن الكلب حين اختار عبودية ابن آدم، فقد تخلى طائعا ذليلا عن كل شيء يملكه .. وأضحى همه الوحيد هو رضا سيده عنه.. فإن قال له سيده هاجم قطة، هاجمها ومزقها كل ممزق وإن كانت مسالمة.. وإن أمره بعكس ذلك، بالغ في تدليلها ولعقها ولو بالت على رأسه.. فترى هنا أنه ليس له من أمره شيء , وإنما هو أمر سيده.. ..
 
وإن الكلب إذ ظن أنه بذاك قد نال رضى ابن آدم وارتفع فوق أقرانه، فهو مخطىء.. فلم ينل بفعلته الشائنة تلك سوى الاحتقار والمذلة..إذا أصبح إسمه سبة وعارا..وفي الوقت الذي لا زال فيه ابن آدم يهاب الذئب صامتا، فإنه يأمن لنباح الكلب الغاضب..
 
وعليه.. فإن وصلتك رسالتي هذه.. وأيقنت بما فيها، زال ما في صدرك تجاههم.. ويئست من نصحهم وجدالهم.. وتجاوزت عن أقوالهم وأفعالهم..
 
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين..
– – – – – – – – – – – – –
ولقد تبدى لي يا سيد فرحان, بعد كل ما رأيته في هذه الدنيا.. أن الحديث الزائف عن المثالية ونقد الواقع السيء, إنما هما صنوان.. وذلك أن نقد الواقع السيء ما هو إلا قشرة هشة تخفي في داخلها أمنية ساذجة بالوصول لعالم مثالي مستحيل التحقق.. كما أن هذا النقد, ينطوي بالضرورة على معتقد طفولي, بقضي بأنه من الممكن لنا إزالة ما هو سيء بمجرد تكرار انتقاده, أو حتى محاربته.. متناسين في خضم ذلك, آلة توالد الشرور العملاقة التي تسمى الجشع الإنساني..
 
وحيث أن أحدا لم يتمكن من رؤية العالم الذي يحلم فيه قبل مماته.. فلا ريب إذن أن المثالية هي زيف محض, والواقعية النقدية بدورها ليست سوى وصفة مجانية لاكتئاب يدوم العمر كله ومحاربة بائسة لطواحين الهواء.. وعليه فإن النتيجة التي خلصت إليها هي الإيمان العميق بعدمية هذا العالم, والتوقف عن النظر إليه بأنه معوج يحتاج لإصلاح .. والتركيز – بدلا من ذلك – على رؤية الجمال والحكمة فيه.. سواء كان ذلك في المتعة أو في الألم..
 
في تلك المساحة الضيقة أقف, أنظر إلى العالم بعين لا تميز الترح من الفرح, وأذن لا تميز النواح من الصداح.. وأراقبه بصبر غير عجول, يشابه صبر الرب.. منتظرا أن ينتهي كل شيء.. ليستوي كل شيء..
 
من رسائل الفتى ذي الرأسين إلى المعلم فرحان
– – – – – – – – – – – – –
القراءة فعل انعزال.. شيء يمارسه الإنسان منعزلا عن محيطه.. واضعا تركيزه كله في السطور التي أمامه.. محاولا أن ينقل تفاصيل هذا العالم الذي يقرأ عنه إلى عقله.. محولا تلك الكلمات إلى صور وأصوات وألوان وكائنات حقيقية يعيش معها ويستمتع بها لنصف ساعة أو ساعة من الزمن.. ويتذكرها بين الحين والآخر..
 
الكتابة بالمقابل هي أيضا فعلا انعزال.. لكنه فعل معكوس.. يشاهد الكاتب تلك الصور والألوان والشخصيات في رأسه.. فيجلس في زاوية هادئة.. محاولا نقل هذا العالم من رأسه إلى الورق.. محولا كل تلك الصور والخيالات والألوان والحورات إلى كلمات.. متسقة ومنسقة ومفهومة.. لكن الفرق بين الكاتب والقارىء.. أن تلك الشخصيات تعيش في رأس الكاتب فترة أطول بكثير من تلك التي تعيشها في رأس القارى.. فترة قد تمتد أسابيعا وشهورا.. وهي تضحك وتبكي وتحب وتكره وتعيش وتتكاثر وتموت في رأسه.. كل ذلك قبل أن تجد لنفسها مكانا على الورق.. وكل ذلك دون أن يسمع ضجيجها أحد سواه..
 
لذلك كل شخص يعتقد أن الكاتب (وبالأخص من يكتب القصص أو الروايات).. والذي يحتمل ضجيج كل تلك الشخصيات في رأسه لتلك الفترة, هو إنسان متزن ويمكن الوثوق بعقله.. فعليه – أي ذلك الشخص – وبكل أمانة .. أن يراجع حساباته..
– – – – – – – – – – – – –
يقف موسى عليه السلام على شاطئ البحر.. وحوله آلاف مؤلفة من بني إسرائيل العبيد الضعفاء العزل.. نساء وشيوخ وأطفال.. لا حول لهم ولا قوة.. ولا علم لهم بحرب أو بقتال.. يضطربون.. وتكاد تذهب عقولهم من الرعب..
 
ينظر خلفه فيرى بحرا واسعا يبتلع كل من يفكر في عبوره.. وينظر أمامه.. فيرى جيش فرعون العرمرم وهو يقترب ويكاد يطبق عليه.. يرى لمعان سيوفهم.. يسمع صوت خيلهم وهي تنهب الأرض ..ويكاد يلمس الموت الحتمي الذي يحيط به من كل جانب..
 
لكنه وبكل ثقة يقول.. “كلا.. إن معي ربي سيهدين”.. عبقرية فذة من نبي.. يرى أن كل أسباب الدنيا الملموسة التي تصور له موته المحتم ليست إلا خيال.. وأن ما لا يراه هو الحقيقة.. وهو النجاة..
 
اللهم ارزقنا شجاعة أن لا نخاف مما نرى.. ثقة فيما لا نرى..
– – – – – – – – – – – – –
من الآيات العظيمة جدا في كتاب الله آية “ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون” ..
 
الآية لا تطرح فقط رؤية الله للإنسان بأنه يصيب ويخطئ.. لكنها ومن طرف خفي أيضا وعبر تغيير صيغ الفعل عمل بين الماضي المنقطع والمضارع المستمر.. تطرح رؤية الله لمسار حياة الإنسان.. أسوأ الذي عملوا أي أن الخطايا شيء طارىء عليهم.. وأحسن الذي كانوا يعملون أي أن الغالب على حياتهم والذي يكررونه هو الخير..
 
وهذا هو الإنسان المؤمن الذي يرى الله أنه يستحق جنته.. الإنسان الطبيعي صاحب التوجه الدائم نحو الخير.. لكن تتخلل حياته سقطات منقطعة ..
– – – – – – – – – – – – –
واعلم يا فتى أن العرب لما أرادوا وصف شخص كثير المال، لم يأتوا بكلمة تدلّ على الحال بل على النتيجة التي يؤدي إليها الحال.. فقالوا عن كثير المال، غنيّ.. أي استغنى بماله عن الناس.. وأنهم حين أرادوا وصف شخص معدم المال، أتوا أيضا بكلمة تصف حاله ومآله، فكانت كلمة فقير.. أي أفقره عوزه إلى الناس وأحوجه إليهم.. وشاهد ذلك تراه في قول عز من قائل.. يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد.. أي أنكم تحتاجون الله ولا يحتاجكم..
 
وعليه، فإياك إن صادفت في حياتك رجلا كثير المال أن تتسرع بوصفه بالغني.. إلا لو حقق شرط ذلك.. وضمن له ماله كرامة وقدرا لا يضطر معهما للتذلل عند الناس.. فكم من رجل تحوي خزائنه ما لا يمكن قياسه.. لكنك تراه متذللا على أعتاب ذي سلطان أو متمسحا بذيل ذي منصب.. فما ذاك بالغني.. وعلى الجانب الآخر، فلا يدفعك حال الرجل رث الثياب شعث الهيئة أن تصفه بالفقير.. إلا لو حقق شرط ذلك.. فإن منهم من هو قانع بما أوتي.. راضٍ بما أعطي، لا يسأل الناس ولا يتملقهم.. ولا يُبَدِّل عزة نفسه بكنوز الإنس والجان.. وما ذاك بالفقير..
 
وقل اللهم لا تجعلنا تبعا لأحد من خلقك.. ولا تحن جباهنا إلا لعظمتك.. واجعلنا من المستغنين بك، المفتقرين إليك.. واكفنا اللهم بحلالك عن حرامك.. وبفضلك عمّن سواك ..
 
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – – – – –
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !