الرئيسية » الحب » مقالات عن الحب » علامات الحب الصامت

علامات الحب الصامت

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2041 المشاهدات
علامات الحب الصامت

ينبض قلبك كل لحظة فيقول..

علي صفحات عيني .. كتبت مئة مرة
الحب الذي يتملكني .. من الصعب التعبير عنه

أنا مستاء من نفسي ، لماذا لا أستطيع الكلام ؟!
صمتي هو عقابي..

قلبي يفكر ، ومع ذلك لا زلت لا أدري ..
كيف أخبرك ؟

أنت سبب رغبتي في الحب..
وأملي هو أن أجد لي مكاناً في قلبك..

انصحك يا صديقتي \ يا صديقي :

كن شجاعاً ، لقول ما في قلبك..
وكن حكيماً ، وعلي إستعداد لتقبل واحتواء ما في قلب الطرف الآخر..

وأنصحك أن تقرأ المقالات الآتية أولاً ..
اقرأ: الصداقة والحب – الصداقة الحقيقية
اقرأ: مراحل الحب الحقيقي

خلصت قراءة.. ولا كبرت دماغك .. طب قول والله خلصت ^_^ ، ولا يهمك يا عسل اختر ما تريد 🙂 ، الآن ابدأ في قراءة تفسير رائع وأكثر تعمقاً للدكتور عادل صادق
عبدالرحمن مجدي

ليس كل الناس قادرين علي التعبير عن عواطفهم .. هناك درجات من هذه القدرة من المبالغة أو الإفاضة أو الإغراق في الصمت الكامل .. أي هناك الحبيب الدافئ داخلياً وخارجياً والقادر على نقل أحاسيسه الملتهبة إلي محبوبه .. وهناك الحبيب المشتعل داخلياً والبارد خارجياً الذي لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة معبراً عن عواطفه لمحبوبه .. ويبدو وكأنه متبلد الوجدان إلا أنه في الحقيقة عكس ذلك.

وهذا معناه بوضوح أن التعبير الخارجي ليس بالضرورة أن يكون مطابقاً للمشاعر الداخلية .. فقد تكون في قمة الشعور بالحب ولكن تعبيرك محدود .. وقد تكون مشاعرك الحقيقية محدودة ولكن تعبيرك مبالغ فيه .. والمبالغة في التعبير عن المشاعر دائماً ما نشك في حقيقتها .. شدة المبالغة تعنى قصوراً داخلياً .. وهذا ما يسمي رد الفعل المعاكس ، والمقصود به أن الإنسان يبالغ في سلوك ما أو في التعبير عن شعور ما وذلك عكس ما بداخله تماماً .. وهو أيضاً موقف لا شعوري .. أي أن الإنسان لا يكون مدركاً لحقيقة سلوكه .

والمشكلة الحقيقية ليست في الذين يبالغون وإنما في الصامتين هؤلاء الذين لا يجدون الكلمات التي يعبرون بها عن مشاعرهم أو الذين يجدون حرجاً شديداً في الإفصاح عن عواطفهم .

قد يرتبط هذا بنوعية معينة من الشخصيات .. فهناك شخصية تعرف باسم الشخصية الانطوائية وهو ذلك الإنسان الخجول الحساس الذي يفضل الوحدة ويبتعد عن المناسبات التي تحفل بكثير من الناس ، ويسعد أكثر بالنشاطات الانفرادية ، كالقراءة وسماع الموسيقي .. ولا يكون له إلا عدد قليل من الأصدقاء ، وهواياته دائماً فردية ، كما يجد صعوبة شديدة في التعامل مع الجنس الآخر ، ولذا فإن مشكلته الكبرى تكون حين تتشكل عنده عاطفة معينة ولا يعرف كيف يعبر عنها .. وقد يبدو من الخارج وكأنه مشاعره ووجدانه متبلد وهذا عكس ما يشعر به حقيقة ..

ويتعذب هذا الإنسان بحبه دون أن يشعر به أحد .. وقد يتقدم الطرف الآخر نحوه والذي قد يحمل له عاطفة مماثلة إلا أن الشخص الانطوائي يظل يجد صعوبة في التواصل .. وطبعاً المشكلة الكبرى أن يتمتع الاثنان بالشخصية الانطوائية وهنا يكون من الصعب جداً أن يسعدا بعواطفهما .. وأحياناً يمثل عدم القدرة على التعبير عن العواطف إعاقة كلية تحرم الإنسان من متعة التبادل العاطفي سواء مع الأصدقاء أو مع شريك حياته .. وقد يشكو هذا الشريك من صمت الطرف الآخر وبردوه وبالتالي عدم الإشباع العاطفي مما يخلق كثيراً من المشاكل في العلاقة الزوجية .. وخاصة مع الزوجة التي تحتاج أكثر إلي التعبير المباشر من الرجل وكأنه نوع من التأكيد والطمأنينة .

ويبدو أن كل إنسان يحتاج إلي هذه النوعية من التأكيدات سواء إذا كان رجلاً أم امرأة .. إنه القلق الداخلي .. الخوف .. عدم الطمأنينة .. الإنسان يحتاج دائماً من شريك حياته أن يطمئنه .. أن يقول له أحبك .. بل سأحبك طول العمر .. إنني لا أستطيع الاستغناء عنك .. أنت محور حياتي .. بل أنا لا أستطيع أن أعيش بدون .. والمعني الخفي هنا أنني لن أتركك .. لن أتخلي عنك .. سأبقي بجانبك.

هذا احتياج إنساني طبيعي تختلف درجاته حسب درجة القلق وحسب درجة وحجم الجوع العاطفي الذي عانينا منه في مراحل نمونا النفسي المختلفة ودرجة الإحباطات التي واجهناها .

وكما قلنا إن المرأة أشد احتياجاً من الرجل .. ولهذا فهي تطالب بشدة بهذا الحق .. إنها تعتبره حقاً .. وتغضب من الزوج الذي يهمل في هذا الواجب العاطفي .. ولذلك فهي تسأله دائماً : هل تحبني ؟ أو تطالب منه أن يقول لها : أنا أحبك .

وقد يطالب الرجل بنفس العبارات ويسأل نفس الأسئلة التي تعبر عن قدر كبير من القلق.

ولكن علي كل طرف أن يقدر مدى استطاعة الطرف الآخر التعبير عن عواطفه .. وأن يتلمس هذه العاطفة دون الاحتياج إلي كلمات مباشرة .. فأحياناً يكون التعبير غير اللفظي أقوى من الألفاظ .. وهناك رسالات غير مرئية وغير منطوقة يتبادلها المحبون ويتبادلها الأزواج .. رسالات تحمل أصدق العواطف .

والصمت قد يجتاح الحياة الزوجية .. صمت من الطرفين فلا يتبادلان إلا الضروري من الكلمات المتعلقة بشئون حياتهما .. وقديماً قالوا إن هناك بلاغة في الصمت .. أي أن الصمت قد يكون أحياناً أكثر وأدق تعبيراً من الكلمات المنطوقة .. والحقيقة أن هناك نوعين من الصمت أحدهما صمت طيب والآخر صمت سيئ .

الصمت الطيب هو الذي لا يكون عن عمد ولا عن ملل ولا عن عدم ألفة ولا عن إحساس بالضيق.

الصمت الطيب هو صمت تلقائي طبيعي يعني أعلى درجات الطمأنينة والثقة .. يعني الارتفاع فوق مستوى الكلمات إلي المشاعر اليقينية بسمو مكانة كل منهما عند الآخر .. إنها مرحلة النضج الكامل .. والصمت يعطى فرصة أكبر للتأمل والتفكير الأعمق .. ويعنى أن الكلمات القليلة التي يتبادلانها تحمل أقوى وأجمل المعاني .. إنها القدرة والتمكن من اللغة أي استخدام أفضل وأكثر تجريداً وأعمق.

الحوار هنا يكون راقياً وثرياً ولا بد أن يتناولهما معاً لا أن يتناول فقط شئون حياتهما كما في الصمت الرديء .. إن كلمة واحدة يقولها أحدهما عن الآخر تجعل هذا الآخر يشعر بالحنان أو الطمأنينة .. من المهم أن تقول كلمة عن الآخر أي عن شريك حياتك .. لا بد أن تتناوله في جملة مفيدة .. كلمة واحدة تكفي .. جملة واحدة تكفي .. المهم نبرة الصوت وتعبير الوجه اللذان يصاحبان هذه الكلمة أو هذه الجملة .. تشعر بانشراح في صدرك فترد بكلمة مماثلة أو تصمت .. وفي الصمت تعبير ..تعبير عن السعادة وعن الامتنان وعن الرضا.

بعد سنوات من العشرة لا يحتاج الإنسان إلي كلمات كثيرة ولكن القليل الثرى يكفي.

أي اثنين في بداية حياتهما يتكلمان كثيراً حتى يصل كل منهما إلي الآخر بشتى الطرق خشية ألا يُفهم القصد أو النية .. بعد سنوات من العشرة تتكون وسائل أخرى للتواصل ونقل المعاني ويمكن الاستغناء عن كثير من الكلمات والعبارات واختزالها واختصارها إلي مفردات محدودة تكفي لتوصيل ما يعتمل في صدر الإنسان من مشاعر .

أما الصمت السيئ فهو الصمت المتعمد .. صمت الرفض .. صمت الملل والضجر .. صمت الفراغ العاطفي والتبلد الوجداني وعدم المبالاة .. صمت الابتعاد عن المكان بالخيال وبالروح .. وإذا تحدثا فيكون الحديث منصباً فقط علي الأحداث أو ضروريات الحياة دون أن يقول احدهما كلمة عن الآخر أو كلمة تتناولها معاً.

والصمت السيئ يصاحبه نظرات رديئة قد تحمل الازدراء .. وإذا نطقت كلمات فالصوت يكون أكثر رداءة وأكثر سوءاً ويكفي وحدة لنقل أبشع الرسائل .
ليس كل الصمت رديئاً فبعضه طيب.

خليك فاكر : كما أن كلماتك قد تجرح .. فإن صمتك قد يجرح أحياناً

د.عادل صادق

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !