الرئيسية » خواطر » اقوال اوشو » فلسفه اذهلتني

فلسفه اذهلتني

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1440 المشاهدات
عطلة نهاية الاسبوع - هل عندك يوم عطلة شخصية؟
اصغِ الى ذاتك …
إنها تعطيك تلميحات متواصلة …
إنها صوت صغير خافت …
إنها لا تصرخ في أذنك …
لا شك في ذلك …
إذا التزمت الصمت …
ستجد طريقك …
كُن ذاتك ..
لا تحاول أن تكون شخصاً آخر …
و ستصبح ناضجاً …
و النضج :
هو أن نتقبل المسؤولية …
بأن نكون ذاتنا الحقيقية …
مهما كان الثمن …
أن نخاطر بكل شيء …
لنكون ذاتنا الحقيقية …
و هذا كل ما يعنيه النضج .
– – – – – – – – – – – – – –
الصمت …
هو تجربة الحياة الفريدة ..
بمعنى آخر الحياة صاخبة جداً ..
في الخارج ضجة .. وفي الداخل ضجة ..
وكلاهما معاً كافيان ، لدفع أي شخص للجنون !
بل تدفع العالم بأسره إلى الجنون ..
على المرء أن يوقف صخبه الداخلي ..
 
الضجيج الخارجي هو: خارج عن سيطرتنا ، ولا توجد حاجة حتى لإيقافه .
ولكن حالما يسكن الصخب الداخلي ، فلن يشكل الصخب الخارجي أي مشكلة .
يمكن أن تستمتع به .. أن تعيش وسطه بلا أي مشاكل .
من خلال تجربة الصمت تنمو جميع التجارب الأخرى .
لا توجد حقيقة بدون الصمت .. ولا حرية ..
الصمت يجعلك قادراً على معرفة ما لم يمكن معرفته .
وهذه هي فرادته ..
– – – – – – – – – – – – – –
لا قيمة للثورة الخارجية مقارنة مع الثورة الداخلية، فالأولى تعيد التشكيل فقط ، ولا يمكن أن تكون ثورة حقيقية ، لأن الإنسان يبقى نفسه ، يتابع تغيير البنى حوله ، يتغير السجن لكن المسجون يبقى نفسه ، ربما في سجن أكثر راحة ، مناسب أكثر ، مع تلفاز وملاعب وتسهيلات متاحة للأناس الأحرار ، لكن يظل داخل سجن ، والحرية غير موجودة هناك .
– – – – – – – – – – – – – –
المسألة الأولى والأخيرة أن تكون فارغاً ، وفي تلك اللحظة عندما تصبح فارغاً فستمتلأ ، كل شيء سينزل عليك عندما تكون فارغاً. الفراغ فقط يستطيع تقبل كل شيء ، ليس هناك أي شيء آخر يمكنه فعل ذلك ، لأنه لكي نتقبل كل شيء يجب أن نكون فارغين بشكل غير محدود .
 
إن تفكيرنا وعقولنا صغيرة جداً ونحن لا نستطيع بإستعمالها تقبل الأشياء الربانية ، إن غرفنا صغيرة بحيث لا نستطيع دعوة الربانية للحضور إلينا ، يجب أن نحطم البيت بالكامل لنصبح بمساحة السماء … الفضاء … بل الكون كله ، هذه المساحة ضرورية لقبول الربانية ، يجب أن يصبح الفراغ طريقك و هدفك ، ابدأ من صباح الغد .. بتفريغ داخلك من كل شيء ، من البؤس و الغضب ، من الأنا المزيفة و الغيرة و الآلام و الرغبات ، يجب أن ترمي بكل ما تجده ، و كل ما تقع عليه يداك بدون مساومة ، أفرغ نفسك ، وفي تلك اللحظة عندما تصبح فارغاً كلياً ، ستفهم فجأة أنك كامل وأنك كل شيء .
– – – – – – – – – – – – – –
عندما تبدأ بالتظاهر وعرض نفسك وإمكانياتك ، وتحاول إثبات ذلك .. فأنت تعرض وتثبت فقرك الداخلي حقيقة ، إذا كان قبولك للطريق الروحي مظهراً للمباهاة ، فهذا يعني أنك لست مريداً ولست على الطريق الروحي ، عندما يتحول تأملك إلى وسيلة لإثبات شيء ما ، فهذا يعني أنك لا تتأمل … الحقيقة والشيء غير المزيف يبعث النور بشكل لا حاجة معه لعرض شيء أو إثباته .
 
عندما يكون بيتك مُضاءاً بالنور ، الذي ينتشر من كل النوافذ فلا حاجة لأن تذهب إلى الجيران وتخبرهم : ” انظروا عندنا في البيت مصباح ” ، المصباح مرئي دون إثباتات ، لكن عندما يغرق بيتك بالظلام تحاول إقناع جيرانك أن هنالك مصباح فيه ، وتحاول بذلك إقناع نفسك … هذا هو السبب الذي يجعلك تحاول إثبات شيء أو عرضه ، إذا كان الآخرون مقتنعين فقناعتهم تساعدك أن تقنع نفسك .
– – – – – – – – – – – – – –
إبدأ بأن تكون متعاطفاً .. والطريقة هي أنك عندما تستنشق الهواء ، فكر بأنك تستنشق التعاسة كلها من العالم ، تستنشق مشاكل الناس ، تستنشق السلبية والجحيم الموجود في كل مكان ، دع قلبك يتشرب كل هذا …
 
لابد أنك سمعت أو قرأت عن المفكرين الإيجابيين ، المزعومين في الغرب .. إنهم يقولون عكس ذلك ، لأنهم لا يعرفون ما يقولون ، هم يقولون : ” تخلص من كل التعاسة والسلبية ، عندما تزفر الهواء ، واستنشق بدلاً منها السعادة والإيجابية ، والفرح والمتعة ” .
 
يقول (أتيشا) عكس ذلك: عندما تستنشق الهواء ، استنشق التعاسة والمعاناة الخاصة بالماضي والحاضر والمستقبل ، وازفر بعدها كل السعادة والفرح والبركة التي لديك ، ازفر وأمطر بنفسك على الوجود ، هكذا هو التعاطف ، امتصاص المعاناة وإمطار العالم بالفرح .
 
سوف تتفاجأ عند قيامك بالأمر ، في اللحظة التي تأخذ فيها معاناة العالم إلى داخلك ، فإنها لم تعد معاناة .. لأن القلب (يقوم فوراً بتحويل الطاقة) ، القلب عبارة عن (قوة تحويل) ، امتص المعاناة وسوف تتحول إلى سعادة .. ومن أثم أخرجها للوجود .
 
عندما تتعلم أن بإستطاعة قلبك ، أن يفعل هذا السحر ، هذه المعجزة .. فسوف ترغب بالقيام بها مرة بعد مرة ، حاول ذلك .. إنه واحد من أكثر الوسائل عملية .. إنه بسيط وتأخذ منه نتائج سريعة .. قم به اليوم وراقب ..
– – – – – – – – – – – – – –
ماذا لو لم يكن هناك أي ثغرات في التفكير ؟
 
انظر إلى الداخل … لا يمكنك أن تكون استثناءً .
كل الباحثين الذين اتجهوا إلى الداخل قد مروا من خلال الثغرات .
الثغرات موجودة ولكنك لم تنظر ، ولهذا السبب أنت تتساءل ، وتبدأ سؤالك بكلمة ” لو ” ، أرجوك لا تسأل أسئلة ” لو ” ، أنا لا أتحدث عن نظريات بل عن حقائق …
 
كأن أحداً يقول: ماذا لو لم يوجد قلب داخل الإنسان .. بيد أن ” لو ” تعجيزية فقط ، أغمض عينيك وستسمع القلب وهو ينبض ، فالقلب يتحتم عليه أن يكون هناك …
 
إذا كنت هناك كي تثير السؤال ، فمن المؤكد وجود الثغرات ، من دونها لا يوجد التفكير . ما بين الكلمتين هناك فاصل ، وهو أمر ضروري ، وإلا لن يكون هناك انقسام ما بين الكلمتين ، وستتطابقان وتتداخلان. هناك فاصل وثغرة بين جملتين ، وهو أمر ضروري ، وإلا فلن يكون هناك انقسام ما بين الجملتين ، وكذلك الأمر بين فكرتين …
 
فقط انظر إلى الداخل …
اجلس بصمت وستكون في الثغرات …
 
إن الأفكار دخيلة بينما الثغرات هي طبيعتك الحقيقية ..
تأتي الأفكار وتذهب بينما يبقى الفراغ داخلك دائماً ، لا يأتي ولا يذهب أبداً …
إن الفراغ هو الخلفية والأفكار .. أرقام تتحرك على سطحه …
تماماً كما تكتب بالطباشير البيضاء على اللوح الأسود ..
يعمل فراغك الداخلي كاللوح الأسود وعليه تتحرك الأفكار …
 
تمهل ! تمهل قليلاً …
فقط اجلس بصمت مسترخياً ، لا تفعل شيئاً بعينه …
عندما تسأل أسئلة ” لو ” فأنت تضيع الوقت ، في هذا الوقت بالذات ومع هذه الطاقة نفسها ، يمكن تجريب الثغرات ، وقد تصبح غنياً على نحو هائل …
 
ما أن تتذوق الثغرات ، سيختفي التمسك بالأفكار .
– – – – – – – – – – – – – –
 
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !