الرئيسية » العلاقات » العلاقات مع الآخرين » فن التعامل مع الاخرين والتأثير فيهم

فن التعامل مع الاخرين والتأثير فيهم

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1675 المشاهدات
تربية الطفل العنيد - العناد عند الاطفال
*** كيف تتعامل مع معجزات العلاقات ؟ وقبل أن تكتشف هي جيدة أم سيئة .. يعني مرات قلبي المحب للبشرية والمخلوقات اجمع احب ان ارحب بالجميع لكني حذره جداً
 
اصاب بالتشوش من العلاقات .
لا أجد الراحه في التقرب وفي نفس الوقت احب التعرف على الناس (لدي فضول ولدي حذر) ?
 
أولاً فكرة جيدة أم سيئة ، دائماً ما أضع التوقع الجيد تجاه كل شيء وتجاه كل إنسان أتعامل معه وحتي إن وجدت السوء الظاهري فبكل تأكيد بداخله جمال. أنا أخرج هذا الجمال وأركز علي هذا الجمال بعين قلبي ، والسوء الذي آراه بعين رأسي لا أركز عليه ولا أعيره إهتمام كبير لأنه ليس الأصل بل هو زيف وتراب وملوثات خارجية ، فالأصل في الإنسان الطفولة والبراءة والحب وعكس ذلك مجرد تراب تراكم فوق قلبه. أي كل شيء منذ البداية وفي النهاية يقع في دائرة الجيد .
 
كيف أتعامل مع العلاقات ؟ أتعامل معها ببساطة ، من يريد أن يدخل في حياتي أهلاً وسهلاً به بكل الحب أستقبله. لا توجد قوانين ولا شروط ولا أطرد احد من الدخول فالبوابة مفتوحة للجميع وتكفي الجميع للدخول وقتما يشاءون وتكفي الجميع للخروج منها وقتما يشاءون. أنا يحق لي أن أختار الموضع الذي سأضعك فيه فلا تدخل وفجأة تفرض علي أي أمر لنيل رضاك وأنا كذلك لن أفعل ذلك ، ويحق لي أن أعيش حياتي بحرية فدخولك لحياتي لا يعني أنني أصحبت ملكك أنت وحدك. أنا لست قطعة أرض حتى تمتلكني أنا روح. أنا سأظل كما كنت من قبل معرفتك إلا إذا كانت معرفتك مفعمة بالحب والتناغم والحياة بكل تأكيد سأصبح أفضل وأجمل وأقوي.
 
إن كان بيننا تناغم عالي بكل تأكيد سأمضي معك وقت أطول ، وإن كان بيننا تنافر عالي بكل تأكيد لن أمضي معك الكثير من الوقت. إحترمني كإنسان .. كروح حرة وإحترم قراراتي وأفكاري ومشاعري أحبك جداً ، ولا تجعلني مصباً تصب فيه أمراضك ومشاكلك النفسية لأنني لن أتحمل. يمكنني مشاركتك حزنك ويمكنني أن أستمع لمشاكلك وأحتضن ضعفك وأقول لك أفكاري عن الحلول الجيدة للخروج من مشاكلك وقتل ضعفك ، ولكن إن كنت أنت من نوعية المحب العاشق للعيش في دور الضعيف والضحية والبائس فأنا لن أتحملك كثيراً. أنا لا أتحمل نفسي عندما أعيش في هذا الدور المميت ولو لساعات بسيطة ، وأقوم بأفعال وأقول أشياء قوية جداً لنفسي ربما لو قولتها لك لن تكلمني مرة ثانية.
 
أتعامل مع كل البشر بحميمية والحميمية تزداد علي حسب مشاعر قلبي تجاه الشخص ، إن زادت مشاعر قلبي زادت حميميتي وإن قلت مشاعر قلبي قلت حميميتي معه. لا أحذر من أحد لأنني لا أضع له أي توقعات سيئة. أتوقع أنه إنسان جيد في كل الأحوال سواء كان طفل سعيد بريء أو كان يعيش كإنسان كبير منطقي ومعقد وتعيس ، في النهاية هو جيد كما هو وسيكون أجمل عندما يكون قلبه سعيد ومتناغم مع الحياة سواء متفق مع أفكاري أو مختلف معها ، فأنا تهمني سعادته وراحته أكثر بكثير جداً من توافقه مع أفكاري وغروري الخاص أو إختلافه عن أفكاري. هكذا أتعامل مع نفسي. أي أن سعادة قلبي وراحته وحياته أهم بكثير جداً من أن أتوافق مع أفكار كل الناس من حولي أو أن أختلف مع غرورهم ، وبعد أن اتعرف علي هذا الإنسان أكثر ويشعره قلبي أكثر بكل تأكيد سأبتعد عنه أن كان معقد وتعيس ومحب لهذا الدور كذلك ..
 
** بالنسبة لهذا السؤال الأخير: اصاب بالتشوش من العلاقات .
لا أجد الراحه في التقرب وفي نفس الوقت احب التعرف على الناس ( لدي فضول ولدي حذر ) ?
 
التقرب جيد ، ولكن أي نوع من التقرب !؟
التقرب من نوع رغبة في أن يصبح شريك حياتي ، هذا النوع من التقرب من الخطأ أن يصبح كالجسر يعبر من فوقه أي أحد ! .. إختر مرة والثانية سواء كان الإختيار صح أو خطأ لا يهم. المهم أن لا تتحول هذه المنطقة في قلبك لجسر مفتوح للجميع أو مفتوح لأي أحد ؛ لأن هذا الأمر سيكون مرهق جداً للنفس لأنها منطقة حساسة ورقيقة .
 
وبعد الإختيار الخاطئة مرة والثانية يجب أن تتعلم أنه لا يوجد إنسان يدخل فجأة ، إلا إذا كانت المشاعر فجأة والرغبة فجأة ويكون الأمر مشترك بينكما. أي لا يوجد طرف ضغط علي الآخر. غير ذلك يجب أن نأخذ فترة نمارس فيها الحياة معاً قبل أن نقرر أن نمارس الجنس ونصبح شركاء في كل شيء تقريباً ؛ لأن شريك الحياة لا يصلح أن يكون أي أحد. سأكتب مقالة اليوم بعنوان: كيف اعرف شريك حياتي المناسب
 
أما في العلاقات الآخرى المختلفة وحتي في علاقات الحب وشريك الحياة نصاب بالتشوش نتيجة توقعاتنا الكثيرة جداً التي نطلب من الشخص الآخر أن يسير عليها ، وهذه التوقعات في حد ذاتها سيئة جداً وتستطيع تدمير أي علاقة ، علي سبيل المثال:
 
نحن نتوقع أن يأتي الشخص الآخر بهدية لنا للتعبير عن حبه لنا وتقديره لعلاقته التي تجمعنا معاً ، بينما التعبير عن الحب بالنسبة لمفهومه الخاص يكون في إحتضانك كلما يراك بفرحة وأن يجلس بجوارك وينصت لك ويسير بجوارك في الشارع ويشاركك نشاطات حياتك المختلفة أو يشاركك أفكارك ومشاعرك المختلفة .
 
أو الأدهي والأمر أن نتوقع من الطرف الآخر أن يتنازل عن أفكاره ومشاعره وقناعاته وحريته وأحلامه فداءاً لنا ويفعل ذلك ليعبر عن حبه لنا ، وإما فهو لا يحبنا !!!
 
فعندما نتوقع أن معنى الحب أن الشخص الآخر يجب أن يشتري هدية ما وأن يفعل كذا وإلا فهذا يعني أنه لا يحبنا ولا يرغبنا ، حينها نكون وضعنا أول بذرة سامة في العلاقة وفي قلوبنا وتلك البذرة سريعة النمو ؛ لأن كل إنسان لديه طرقه المختلفة للتعبير عن الحب وعن نفسه وعن أهمية كل علاقة في حياته ، فحتي لا معنى أن الإنسان مشغول في السعي وراء هدف ما أو مشروع ما ولذلك هو لا يجلس بجوارك كثيراً ولا يتحدث معك كثيراً فهذا يعني أنه لا يحبك أو أنك أصبحت أقل قيمة. لالا هذا هراء ؛ لأن الحب سيظل حب لا يمكن أن يتحول لكره حتي ولو سموم الإنسان الفكرية سممته.
 
سيظل الإنسان يتعذب بالحب والسموم التي ينتجها رأسه ( هكذا حياة الكثير من الناس ) ؛ لأن القلب جهاز رقيق وجميل وحساس جداً فهو لا يعرف الكره ولا يتحمل أن يعيش والكره بداخله لأن الكره يخنق حريته.
 
أي سيظل القلب ينتج الحب تجاه هذا الشخص وسيظل رأسك البائس بأفكاره الميتة تنتج الكراهية أو الشروط والقوانين التي يجب أن يخضعها لها هذا الشخص أولاً حتي يهدأ غرور رأسك ويبدأ يمنحه الحب ، بينما القلب يظل يمنح الحب الصافي البرئ ويظل الرأس يسممه وهنا يحدث للإنسان حالة من التشويش والزلزلة النفسية القوية ( لعله يتفكر ويعقل! ) ؛ لأن القلب الذي ينتج الحب بداخله ، والرأس الذي ينتج الكره أو الحب المادي المشروط بداخله ولكنه لا يفهم كيف يعمل القلب ؟ ولا يفهم كيف يعمل الرأس !؟ ..
 
فيضيع بينهما ويخسر الكثير من الأمور الرائعة طوال حياته ، وفي الغالب سيجعل رأسه هو السيد ويسير به ويجعل قلبه العبد ؛ لأن رأسه يحمل قوانين القطيع من حوله ، بينما قلبه له قوانين غريبة وجديدة .. قوانين غير واقعية وغير منطقية. أي لا تسير علي قوانين ولا منطق القطيع من حوله ، والإنسان الفارغ شعورياً وفكرياً من الداخل يسعي إلي التطبيع مع القطيع وأن يسير علي طريقهم الميت أهم بالنسبة له من حياته نفسها ؛ لأن الفارغ لا توجد حياة بداخله أصلاً فيحاول أن ينتمي للقطيع لعله يجد الحياة ، فيجد الموت منذ بداية الطريق وهو يحتضنه من كل إتجاه ويسير به ومعه طوال رحلة حياته فوق الأرض .
 
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !