الرئيسية » الذات » اكتشف موهبتك » قصة حياة مايكل جاكسون – وكيف وصل لقمة النجاح

قصة حياة مايكل جاكسون – وكيف وصل لقمة النجاح

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1431 المشاهدات
قصة حياة مايكل جاكسون - وكيف وصل لقمة النجاح

حينما سنتحدث عن مايكل جاكسون فإننا سوف نشرح كل قوانين الفعل ورد الفعل تقريباً ، لأنه طبق معظم القوانين ، لذلك وصل إلي ما وصل إليه وصار له ملايين المقلدين ، وصل إلي مكانة في الحياة من الشهرة والمجد لم يصل لها إنسان بعد ، وهو لم يكن سياسياً ولا دبلوماسياً .. بل كان موهوباً ، فالموهبة طريق العالمية الآمنة بجدارة ورغم ذلك لم يسلم من قوانين رد الفعل العنيف من منافسيه وكارهيه وسنبدأ الآن الرحلة من أولها لنتعرف أسرار نجاح ذلك الرجل.

في إحدى عائلات الطبقة الوسطي في مدينة تسمي غاري ، عام 1958 ولد مايكل جوزيف جاكسون في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكالعادة لا يحظي سود البشرة بالتقدير دائماً إلا بعد فترة طويلة وعناء ، وبمقاييس المدينة فان أمام ذلك الفتي طريقاً طويلاً لكي يثبت نفسه لأنه من عائلة ليست بيضاء البشرة ، وهناك من القنوات من لا تهتم بأمرهم ، لكن للموهبة نتائج تقلب الموازين ، كان والد مايكل جاكسون رجلاً ذكياً رغم انه ليس عبقرياً أو غنياً ، إذا اكتشف مواهب أبناءه وميلهم للغناء والطرب ، فقام علي الفور بتنشيط تلك الموهبة لديهم وتفعيلها ، رغم كل التحديات التي سوف تقابلهم .

ومن هنا بدأ الطفل مايكل جاكسون مشواره الغنائي مبكراً وهذا تطبيق لقانون التبكير ، فالذي يبدأ في موهبته في سن مبكر فانه سوف يحصد الثمار الغالية في سن الثلاثين أو الأربعين كأحد أقصي ، في حين أن هناك من يبدأ في موهبته في سن متأخر وبالتالي قد لا يكون لديه عمر لكي يعيش ليصل للعالمية ، لذلك بداية مايكل مبكرة تطبيق لقانون سوف يتيح له العالمية في سن مبكرة ، وكون هو وإخوته فرقة جاكسون الغنائية لكي تظهر مواهبهم علي المسارح وأمام الجمهور .

وفي عام 1967 أصبح مايكل مغنياً أساسياً بتلك الفرقة رغم صغر سنه ، وبدأت تلك الفرقة تتعاقد مع شركات إنتاج لتبدأ في إنتاجها الفني ، وذلك الصبي الصغير يتعلم أصول تلك اللعبة في سن مبكرة ، ولأجل ذلك انتقلت العائلة للعيش في ولاية كاليفورنيا 1969 ، وفي هذا الوقت كان يغني الطفل ذو الـ 11 عاماً بجوار المغنية العالمية ديانا روس ، وهنا نقطتان هامتان ، الأولي أنه بدأ يظهر في مجالس المشاهير فيعرفه الناس مبكراً ، وثانياً أن ذلك الظهور ليس ظهوراً سلبياً لأنه ما زال طفل صغير يتفرد بطفولته ، بينما هناك من الممثلين من يظهرون بجوار أبطال كبار وبالتالي يحكموا علي أنفسهم بالتبعية ومقارنة الجمهور لأدائهم بأداء الأبطال ، فيكون ظهورهم بجوار الأبطال سلبياً عليهم .

فظهور مايكل في ذلك السن كان يخدمه ولا يضره ، لأنه ما زال صغيراً وفي ذات الوقت يظهر في دور غنائي .. هو موهوب فيه ، كان ذلك الطفل يري ويشاهد الكثير من المغنين ويريد أن يكون مختلفاً عنهم ، وتذكر أن هناك تحركات معينه في كرة القدم إذا فعلها اللاعب سجل الهدف ، وبالتالي لو أدخل التحركات السريعة الموزونة علي الإيقاع والصوت فسوف تكون شكلاً مختلفاً للأغنية ، وبالتالي كان يزود أغانيه وهو في ذلك السن بمجموعة حركات سريعة متتالية مع الإيقاع بحيث تجذب العين وبالتالي بدأ يظهر أسلوبه الفريد الذي جعله يستقل وينفصل عن فرقته ويبدأ طريقه الخاص.

وتمر الأيام وذلك الفتي يسير في موهبته باستمرار يطور حركاته .. يتعلم كيف يلحن بنفسه ، كيف يؤلف الكلمات بنفسه ، يكتسب المزيد من المهارات التي سوف تضفي علي غناءه وأسلوبه شكلاً خاصاً يجذب الناس ، وحينما وصل الـ 20 من عمره ، عُرض عليه أن يقوم بالتمثيل بجوار الشهيرة ديانا روس ، وكان لذلك الفيلم سبباً في إعادة مايكل للأضواء كفرد ، وهو لم يزل ابن العشرين من العمر ، ومع تلك المهارات التي اكتسبها ليضيفها علي موهبته لتصقل كتب مايكل وأنتج 5 أغاني نقلته إلي مستوي عال فاخذ جائزة أحسن أسود وجائزة أفضل أداء ، وبذلك بدأ يشق طريقه الخاص الذي يفصله سنوات قليله عن الوصول للعالمية الواسعة .

كان بجوار تلك الخطوات الثابتة لا يهمل الجانب الإنساني لديه ، ففي إحدى المرات قامت إحدى شركات المياه الغازية بالاتفاق معه لعمل إعلان ونشب الحريق أثناء الإعلان وأصيب بحروق في الرأي وبالتالي أخذ تعويضاً مادياً تبرع به لبناء مستشفي للحروق .

كانت هناك إحدى القنوات ترفض عرض أغاني السود وتتبع تلك السياسة وتعرض أغاني البيض فقط ، لكن نجاح مايكل المتكرر فرض وأجبرهم علي عرضهم أغانيه ، فكان أول مغني أسود يظهر علي مثل تلك القنوات ليترك الباب مفتوحاً وراءه لكل الزنوج أن يجتهدوا لينالوا الشهرة والمجد.

وحينما اقترب أن يدخل عمره في الثلاثينات ، بدأ يشتري أسهم لكي يسجل فيها ويحفظ حقوق ملكيته الفكرية لكي تكون له إنتاج خاصة ، وهذا تطبيق لقانون الاستقلال.

كان مايكل جاكسون يطبق قوانين التعدد والتوسيع ، إذ انه ترك الإعلام ليبدأ جولته الغنائية في الدول والمدن وهذا انتشار أفقي ميداني وسط الجماهير العريضة ، فبدل أن يظل الموهوب وسط كاميرات التلفاز يبدأ لينتشر وسط جمهوره لينقل لهم منتجه مباشرة وساعتها يكون النجاح الواقعي لأنه يكون ملموس في أرض الواقع ، التفت مايكل لتلك الأبعاد وبدأ فعلاً لتحديد تلك الجولة الغنائية التي وصلت إلي 4,4 مليون معجب في 15 دولة شرقاً وغرباً ، وحققت ما يقارب 125 مليون دولار واستمرت تلك الجولة الواسعة مدة 18 شهراً ، وهذا الانتشار الميداني أقوي بكثير من الانتشار الإعلامي لأن الوقوف مع الجماهير وبينهم يؤكد موهبتك لديهم ، ويوصل الرسالة مباشرة ، بل ويستدعي الموهوب لتفعيل موهبته ومهاراته لعمل عروض وأشياء تجذب تلك الجماهير الكاسحة.

فكان يجلس ليفكر كيف يكون شكل الحفلة مختلفاً ، كيف يمكن أن تكون هناك عروض تأسر المشاهدين ، كيف أتحرك ، كيف تبدو الإضاءة ، كيف تبدو المؤثرات وحركات الجمهور ، جميع تلك الأشياء شغلت باله وبالتالي ظل يفكر ويبتكر في طرق جديدة لينفذها ميدانياً وسط الجماهير ، تلك الأشياء ما زالت إلي اليوم محط إعجاب الجماهير وخلقت له ملايين المقلدين حول العالم الذين لم يبتكر احدهم بعد حركات أو عروض تفوق ما كان يفعله مايكل !!

فصارت له ابتكارات حركية كحركة (moonwalk) وكأنها سبق وانجاز وابتكار جديد ينفذه جاكسون علي مسارحه وسط الجمهور يبهر أبصارهم ويوصل لهم ما يود إيصاله بالإيقاع والكلمات والحركة ، لم يكن ليفعل كل ذلك إلا بتفعيل موهبته وبتطبيق تلك القوانين التي أوصلته إلي مرتبة العالمية .

وفجأة في منتصف الثمانينات ظهر مايكل في أعماله أبيض البشرة رغم أنه لون بشرته كان بني فاتح ، وكان ذلك بسبب مرض البهاق الذي يدع بقع لونيه واضحة في الجلد ، وبالتالي قام بعمليات لكي يقوم بإزالة البقع السمراء ، رغم أن ذلك ربما يكون حائلاً أمام نجوميته ، لكنه أكمل وبقوة ، فلم يدع أي تحدي يقف أمام تقدمه ، وقام بعمليات تجميل في انفه التي كان يعايره بها من حوله ، ورغم ذلك كله كان لا يتوقف ، وبدأت تثار حوله المشاكل من كارهيه وأعدائه ، وكان ذلك بمثابة تشويه وتعطيل لمساره ، لكن كان عليه أن يتصدي ويكمل طريقه رغم المؤامرات التي تُحاك ضده لأنه صار أشهر وألمع وأغني مغني في العالم بأسره .

وفي أواخر التسعينات بدأ جولته الغنائية الكبيرة التي تعتبر أكبر جولة غنائية بالتاريخ ، جمعت 160 مليون دولار ووصلت إلي 4,5 مليون مشاهد ومعجب ، رغم أنها لم تكن في أمريكا الشمالية ، ومن هنا بدأ ذلك الافتتاح العالمي يؤثر في تفكيره وشخصيته فصار يحب السلام للعالم والصحة للبشر وغلب عليه الطابع الإنساني حتى يقال أن مجموع تبرعاته وصل نصف مليار وتبرع لصالح منظمات خيريه ، وكان يود عمل أكبر مستشفي بالعالم ، وصل لغني وثراء وشهرة لم يكن لحاكم أن يصل إليها وكان يظهر ذلك في ملابسه ، وفي نوفمبر عام 2001 أقام حفلاً كبيراً بمناسبة بمرور 30 عام علي مشواره المهني والفني ، وبيع منها عدد تذاكر 40 ألف تذكرة في أول 4 ساعات ، وكانت أول حفلة في الولايات المتحدة منذ جولته عام 1988 ، وهذا يعزز من حفلاته لأنها لا تظهر إلا كل فترة وليس باستمرار ، وبالتالي ينتظرها الناس بشغف .. !

حينما تم تبرئة مايكل من التهم الموجهة إليه من العائلة التي رفعت عليه التهم وعلم أن الدافع لتلك العائلة كان أن الطفل مصاب بالسرطان وفعلوا ذلك من أجل المال ، وبالتالي تكفل مايكل بعلاجه وأختفي السرطان بعد العلاج .

وسافر عام 2005 إلي اليابان ليظهر في قنواتها الأساسية ويطرح من خلالها ألبوماته ، وحينما عاد للولايات المتحدة تعرض للإفلاس لأنه كان عليه ديون ورواتب عمال لم تدفع فباع ربع أسهم شركته وحصل منها علي مليار دولار وسدد ديونه .

يقال أنه كان حينما يدخل الأستوديو للعمل كان يمنع أولاده من الدخول لكي يركز ويتحرى الدقة في عمله واختياره للألحان والأغاني بدقة عالية ، وهذه سمة عامة منتشرة بين الموهوبين العالمين يحبون بل يعشقون عملهم ويتفانون فيه .

كانت الملابس والأزياء بالنسبة له جزء من العرض وبالتالي كان يبتكر أنواع من الملابس لم يُرس مثلها وصارت اليوم محفوظة في المتاحف ، فكان يلبس القفاز الأبيض ، ثم غير ملابسه للجاكيت الأحمر ، ثم للجاكيت اللامع ، ثم بدأ في طراز القبعات ، ثم بعد ذلك دخل في الشرائط البيضاء اللاصقة حول بعض أصابعه ، ثم نظارات الشمس ، ثم ملابس الجيش ، ثم بدلات رسميه لم يري مثلها في الأناقة ، كل ذلك كان يمنحه تنوعاً واختلافاً يذوقه الجمهور في أعماله .

الجميع يعرف أن حالة موته اكتظت مواقع الإنترنت بأخباره ، وقد كان جاوز الخمسين من عمره ، توفي في 25 يونيو عام 2009 ، وأنا أكتب الآن سيرته بشكل علمي بعد مرور أكثر من 5 سنوات علي وفاته .. تمت كتابة هذه الكلمات …

كتاب المواهب

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !