الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصة عن الصداقة قصيرة

قصة عن الصداقة قصيرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1427 المشاهدات
قصة عن الصداقة قصيرة
كتب هذا الشاب على حسابه موقفًا حصل له:
 
“أهلًا يا رفاق، عادةً ما أنشر نُكتًا سخيفةً على حسابي، لكن حصل شيءٌ ما معيَّ أريدكم أن تطلّعوا عليه. اعتدتُ الجلوس كل يوم في نفس المقعد من الصف الأمامي في احدى محاضرات الإدارة، ويجلسُ جانبي رجلٌ أجنبيٌ بالكاد يتحدث الانجليزية، وأكثر ما سمعته منه تطورًا كانت جملة “واو، فطيرتي تبدو لذيذة جدًا.”
 
“دائمًا ما كان يضع هذا الرجل مستلزماته من حقائبٍ وطعامٍ وكتب وهاتف على نفس المقعد حيث أجلس، وعند كل مرة أدخل فيها إلى القاعة يقفز قائلًا:”آه، توم، أنت هنا، حسنًا.” فيبادر بأخذ أغراضه. ومن عاداته أيضًا قبل أن تبدأ المحاضرة يسألني إذا ما كنتُ مستعدًا لها، فيرفع يده ويُعطيني “هاي فايف”. وهذا ما كان يحدث يوميًا.”
 
“تصرفاته تلك دائمًا ما سببتْ لي ازعاجًا، فكنت أتساءل في نفسي عما يجعله يضع أغراضه على مقعدي طالما لديه المعرفة أن المكان يعود لي. ثم إن آخر شيء أريد أن أفعله هو أن أُعطي شخص بالكاد يتحدث لغتي ” هاي فايف ” وعند الثامنة صباحًا، أزل أغراضك عن مقعدي!”
 
“لكنّ رسالةً نصيةً طارئةً كان عليَّ إرسالها أمام باب القاعة أخرتني عن دخولها لبضع دقائق، وفي نفس الوقت كنتُ أتصلص على مقعدي بطرف عينّي، ولم يتغير حاله، فأغراض الرجل تملأ مقعدي، وبينما الهاتف لا زال في يدي دخل شابٌ متأخر المحاضرة، وحاول أن يجلس مكاني الأقرب إلى الباب، فما كان من الرجل الذي يجلس بجانبي إلا أن منعه، قائلًا له:”عذرًا، لكن صديقي العزيز توماس يجلس هنا.”
 
“تيقنتُ حينها أن هذا الرجل لم يكن يفعل ما كان يفعله ليزعجني، بل حرصًا عليَّ وحجزًا للمقعد لأجلي، وطيلة تلك المدة رآني صديقًا بينما كنتُ مشغولًا بنفسي لا ألتفتُ لتصرفه النبيل. قد يبدو لك ذلك أمرًا مبتذلًا وأنت تقرأ، لكنّي تأثرتْ.”
 
“دخلتُ القاعة مجددًا، فما كان منه إلا أن أخلى مقعدي من أغراضه، وعاد قائلًا كما كل يوم:” آه، توم. أنت هنا، حسنًا.” وأعطاني “هاي فايف” جديدة.”
 
“ولما انتهتْ المحاضرة سألته إذا كان وقته يسمح لأن يرافقتي ونتناول طعامًا، فذهبنا معًا، وتحدثنا لوقت، ومما فهمته من لغته الانجليزية عديمة الجد ونحنُ نتحدث عرفتُ أنه متزوج ولديه من الأطفال اثنان، قدم من الشرق الأوسط ليُكمل دراسته الجامعية ثم يعود، يعمل بدوامٍ كامل، ويُرسل ما تيسر له من المال إلى زوجته في بلده.”
 
“سألته عن حياته في هذا المكان، فأجاب قائلًا إنه يفتقد عائلته، لكنه سعيد بالحياة التي يعيشها هنا، وأكمل:”ليت كل أمريكي بلطافتك تلك التي معي يا توم.”
 
“دفعتُ ثمن ما تناولناه، وحيّاني ب ” هاي فايف ” جديدة لأجل الطعام، فقد أصبحت ال”هاي فايف” عادةً مُحببة!”
 
“ما أود أن أوصله من سردي لهذه القصة أن لا تفعل ما كنتُ أفعله بدايةً، فلم أكن حينها أفكر إلا بنفسي، استغرق الأمر مني فصلًا دراسيًا بأكمله لأُدرك أن كل ما كان يفعله هذا الرجل لم يكن إلا ذريعةً ليصبح صديقًا لي. وعلى أي حال، أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا!
 
– سارة أحمد علقت قائلة: الموقف مؤثر جداً ❤️
 
تعرضتُ لما يشابهه قبل عدة أشهر عندما كنت أهم بركوب سيارة مواصلات العامة وجلس في المقعد أمامي شاب صغير يرتدي ملابس مبهرجة بألوان فاقعة مختلفة مع قلادة حول العنق و قطع اكسسوارات متعددة حول المعصم وشعر مصبوغ بلونٍ اقرب للون البرتقال
 
كان منظره عن بُعد يوحي بأنّه أحدُ اولئك المراهقين المزعجين ، لكن ما أن سارت العجلة طلب احدهم فتح النافذة التي وجذ صعوبة بفتحها فأرتجل من بين الجميع ليقوم بفتحها له بنفسه ، وما أن وصلت للمكان الذي اقصده أخذ على عاتقه فتح الباب لي ليسهل نزولي .. أعتذرت له في داخلي كثيراً
 
يبدو الموقف تافه أيضاً لكن الحكم المسبق على الآخرين بالسوء دوماً (وهو اسلوب عودتنا الحياة عليه ) له عواقب نفسية وخيمة .
.
 
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !