الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصص محفزة للنجاح

قصص محفزة للنجاح

بواسطة عبدالرحمن مجدي
6354 المشاهدات
قصص محفزة للنجاح
.
“قبل ثماني سنوات وقع الاختيارُ من وكالة الغوث على عشرة طلبة ليمثلوا فلسطين في زيارةٍ تُعنى بحقوق الإنسان إلى جنوب افريقيا، كنت واحدًا منهم، فتوفرتْ لنا فرصةٌ أثناء الزيارة لنحضر مباراة كأس العالم بين البرتغال واسبانيا، جاءت بي بي سي لتحاورنا كوننا قادمون من غزّة، تحدثتْ القناةُ للطلابُ الذين برعوا في الرد على الأسئلة باللغة الانجليزية بينما لم أكن أملك أدنى معرفةٍ عن اللغة لأجيب على أسئلة المذيع، أحرجني ذلك جدًا، وقررتُ أن أغيّرمن ذلك بعد عودتي إلى غزّة، فالتحقتُ ببرنامج يُعلم الانجليزية، وطورّتُ من معرفتي فيها إلى أن أتقنتها تمامًا؛ محادثةً وكتابةً وقراءةً..”
 
“حصلتُ في الثانوية العامة على ۹۹.۱% ، ولم أكن أدري حينها إن كانت تلك الدموع التي رافقتني وعائلتي دموعُ فرحٍ أم خوف من نار الحرب الأخيرة التي كنُا فيها عام ۲۰۱٤م؛ لكنّي كنتُ سعيدًا في قرارة نفسي لأنّ بابًا جديدًا فُتح سيقودني لأقرر الشيء الذي سأكون عليه في الغد القريب. أردتُ طب الأسنان، وبفضل منحة مؤسسة Reach Education Fund الدراسية دخلتُ هذا التخصص وأكمل حاليًا سنتي الخامسة فيه..”
 
“يصادفني الكثير من الأمور الجميلة في حياتي لكن أجمل ما حدث معي مؤخرًا هو مريضٌ زائرٌ للعيادة خسر أسنانه قبل أشهرٍ، وكنتُ الطبيب المُعالج – تحت الإشراف – وكانت جلسته الأخيرة، ركبتُ له طقم أسنان كاملٍ، وبينما كنتُ أتحدث للطبيب المُشرف، أخذ المريضُ هاتفه يفاجئ زوجته عبر مكالمة فيديو بابتسامته وطلة أسنانه الجميلة، أنت تعرف ذلك الشعورُ الجميل الذي يتملك المرء حين يتأمل بعينيه ثمرة ما يصنع، إنه الرضا والإنجاز، هذا ما شعرتُ به..، أما أسوأ ما يمكن أن يشعر به ذات المرء هو العجز، العجز يا صديقي أن لا تفعل شيء بينما يمرُ وقتك جافًا دون انجاز، لذلك أسخرُّ معرفتي لأصنع شيئًا للمجتمع، وهذا دعاني لأنشئ برفقة فريقٍ رائعٍ مبادرة مُجتمعيةً تهدفُ لخلق حياةٍ أفضل لطلاب الجامعة، ورفع منسوب الوعي لديهم..”
وليد الحوت، ۲۲ عامًا، رفح – جنوب قطاع غزّة
.
قصص محفزة للنجاح
.
“كبر أبنائي ودخلوا الجامعات. بقيتُ أفكر إلى متى سأبقى أنتظرُ اللحظة التي أدخل فيها الجامعة وأُكمل تعليمي؟ بعد عشرين عامًا من الإنقطاع عن الدراسة، سجلتُ في برنامج البكالوريس وأنهيته في أربع سنواتٍ رغم المسؤولية المتراكمة كأم. أذكر تلك اللحظة التي تخرجتُ فيها ورفعتُ شهادتي عاليًا، كأنك لأول مرةٍ في حياتك تحتفل، كأن المكان كله ينادي باسمك وحدك. نظرة الفخر تلك في عينّي أصغر أولادي تُعادل الدنيا بأسرها. أما الآن فقد عدتُ إلى الجامعة لأكمل الماجستير..”
آية، ٤٣ عامًا، غزّة
.
قصص محفزة للنجاح
.
“هذا جاري وصديقي، يسيرُ بي إلى المسجد يوميًا. بدأت قصتي لما كنتُ طالبًا في الإعدادية، فقدتُ بصري بعد أن انفجرتْ قنبلةٌ من مخلفات الاحتلال في حرب ١٩٦٧م على مقربةٍ مني، شعرتُ حينها وكما ولو أن الحياة تُسرق مني فجأة، لكن أبي سندني للدرجة التي تناسيتُ فيها أني فقدتُ بصري، كان هو عينّي اللتان أرى. أرسلني والدي إلى مصر لأنهل من علوم معاهدها، تخصصتُ في اللغة العربية وآدابها، وأكملتُ الماجستير والدكتوراه في الأدب والنقد. وتقلدت لفترةٍ منصب عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزّة ثم نائبًا لعميد كلية الآداب في جامعة الأزهر..”
 
“تجربتي أُلخصها في جملةٍ: لا تنشغل فيما هو موجودٌ عند الآخرين، إنشغل بنفسك فقط لأنك ستجد ثمرة ذلك قريبًا..”
د.علي، ٧٠ عامًا، غزّة
.
قصص محفزة للنجاح
.
“وُلِدتُ فاقدًا لحاسة السمع، وفقدتُ أبي أيضًا في الثالثة. أخذتْ أمي ترعاني، كانتُ تريدني أن أكون بطلًا، أو أفضل شخصٍ في العالم، فربتني على أن أواجه الصِعاب، ولما التحقتُ بالمدرسة كنتُ أرجع إلى البيت منها باكيًا لأن زملائي دائمًا ما كانوا يضربونني ويشتمونني بلا سبب. أستحضرُ تلك المرات التي حضنتني فيها أمي وأخذت تمسح دمعي بالقول:”ما في حدا أحسن منك، وفي الله بيحاسب..”. لم أتحمل تلك السخرية والعذاب اليومي فامتنعتُ في العاشرة عن الذهاب للمدرسة. بحثت أمي عن أماكنٍ لرعاية الصم لكنها لم تجد، وبعد أن عجزت أمي أن تجد مكانًا يحتويني، وجدتْ مكانًا أعمل فيه مساعدًا لنجار،
 
أذكر جيدًا أولى أيامي التي ذهبتُ فيها إلى تلك المنجرة، كان الأطفال يلاحقونني في الطريق، يلقون الحجارة عليَّ ويشتمونني حتى أني ذهبتُ إلى أمي وأخبرتها أنه لا يمكن لي أن أذهب إلى المنجرة مرةً أخرى. تمنيتُ في ذلك الوقت أن أفتح منجرةً صغيرةً، فاستطعتُ أن أقنع أمي التي كانت تخشى أن أفشل، وافتتحتُ المنجرة. مرت الأيام حتى تعرفتُ إلى مؤسسةٍ للأطفال الصم أصبحتُ فيها مسؤولًا عن قسم النجارة، وقد عملنا طويلًا لننتج مئات القطع الخشبية التي وصلت إلى العالم، سافرتُ إلى عدة دولًا لأمثل الأشخاص الصم وأتحدث عن أحلامهم ومخاوفهم، ليتني أستطيع الأن أن أصف شعوري لك حرفًا بحرفٍ، لكن يكفي أني فعلتُ ما لم يفعله أولئك الزملاء غير الصم الذين سخروا مني أيامًا طِوال وجعلوني ألعوبةً يقذفونني بالحجارة ويسبونني بلا سبب.”
 
“في المرة الأولى التي أنجبتْ فيها زوجتي طفلتنا، جاءتني أمي تبكي، عرفتُ حينها دون أن تشرح أن جميلتي الصغيرة التي أبصرتْ الدنيا للتو صماء، فجأةً مر شريط حياتي في أذهاني، تخيلتُ أن هذه الفتاة تواجه المجتمع مثلي، فأنفقتُ كل جهدي أن تحيا قويةً لا تعاني ما عانيتهُ، فسافرتُ وإياها كي تحظى بتعليمٍ ومعرفةٍ أفضل، كانت خطا أحمرًا بالنسبة لي، وكما كانت أمي لي سندًا، كنتُ السند لابنتي في كل المواقف، شجعتها لتكمل تعليمها، وتعمل معلمةً في مدرسةٍ، إلى أن زُفتْ إلى شخصٍ غير أصم. تبهرني فكرة أن أكون قدوتها في الحياة، أن أكون مثالًا طيبًا في حياة شخصِ لا أعرفه لكنه وجد من قصتي شُعلة أمل..”
هاشم، ٥٣ عامًا، غزّة
ترجمة الإشارة: ماندي سرداح
.
قصص محفزة للنجاح
.
“مَعملي هذا الذي أنا فيه الآن كان حلمًا من أحلام الطفولة، فقد نشأتُ في صغري شقيًا وفضوليًا، أُلهي نفسي في مراقبة الأشياء حولي من نباتاتٍ وطيورٍ وحشراتٍ أو أُلقي نفسي أرضًا وأتأمل السماء الواسعة، وأخرى أذهب لأزعج صغار العصافير في أعشاشها. كانت حينها فكرة تحوّل المادة من شيء إلى آخر تُسحرني، ولما عرفتُ في المدرسة سر بعض تلك التحولات، صرتُ مُحبًا للعلوم، وتحديدًا الأحياء. علمني ذلك أن كل شيء غامض في الحياة لا بد له من تفسير، وأنه مهما كانت المشكلة التي أنت فيها فلا بد لها من حل. في كل تجربةٍ كان يطرحها معلمو الكيمياء والأحياء في الإعدادية والثانوية كنتُ لا أفكر حينها إلا بالعودة إلى البيت مسرعًا لإعادة التجربة، وما أكثر تلك المرات التي تسببتُ فيها بحرائقٍ صغيرةٍ أو أتلفتُ مُعداتٍ في المطبخ، وقد اعترفتُ لعائلتي بعد وقتٍ أنني حولتُ المطبخ إلى مُختبرٍ. “
 
“فور تخرجي من الثانوية عام ۲۰۰٤م اتجهتُ لدراسة دبلوم الاتصالات اللاسلكية في كليةٍ للتعليم المهني، رغم أن معدلي يمنحني فرصة دراسة البكالوريس في الهندسة لكنني أحببتُ ذلك التخصص نظرًا لما فيه من غموض، ولما يوفره التعليم المهني من ممارسة عملية، فكان سلوكًا جريئًا مني.”
 
“لما ظهرتْ الطباعة ثلاثية الأبعاد قبل أربع سنوات، كافحتُ طويلًا لأحضر تلك الطابعة إلى غزّة، لكن الحصار المفروض حرمني من ذلك، فلم أتخلى عن فكرة أن أملك واحدة، فصنعتُ واحدةً بنفسي، واستطعتُ أن أنتج من خلالها أجهزةً وموادٍ تطوّر المجال الطبي، والفني، والتعليمي في غزّة.”
 
” ما أفعله هو الإستثمار في المعرفة، في التقنيات التي تُقدّم عبرها المعرفة، ابتكرتُ جهازًا لاستنبات الأعلاف الخضراء، وآخر لتوليد غاز الأوزون، ووسائل تعليمية تحاكي ما هو موجود في المنهاج المدرسي.”
 
“أكاد أقول أن الظروف التي نحياها في غزّة أصعب من ظروف المريخ؛ ورغم تلك الظروف فهي مصدرُ إلهامٍ ودافع لأفكر دائمًا في ابتكار أشياء أو تطوير ما يلزم لتسهيل حياة الناس في هذا المكان.”
محمد، ۳۲ عامًا، مُخيّم جباليا
.
 
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !