الرئيسية » الذات » تطوير الذات » كلام فى الدين والحياه – اصلاح النفس

كلام فى الدين والحياه – اصلاح النفس

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2508 المشاهدات
كلام فى الدين والحياه - اصلاح النفس
إلى حد الآن أنا مستغرب من الناس التي تعاني ولا تقوم بشيء حيال الأمر. الأسوأ هو أنهم عندما يبحثون عن حلول فإنهم يطلبون أن تكون شبيهة بتلك الحلول التي أدت لظهور المشاكل في حياتهم منذ البداية.
 
يجب أن نعلم بأن الحلول الدينية فاشلة وكذلك الحلول الإجتماعية. لو كانت حلولا حقيقية لما تحولت إلى مشكلة ولأصبحنا نعيش في سعادة وترفرف الفراشات في كل مكان.
 
عندما تكون مشكلتك هي سلوكك الإجتماعي كيف تريده أن يكون الحل؟ كيف تطلب أن يكون الحل ضمن النمط الإجتماعي السائد؟ أنت كمن يغسل ثوبه بالتراب ثم يستغرب لماذا لا يصبح أبيض.
 
كذلك الحلول الدينية الكلاسيكية. الرهبنة وتصنع التقوى والإغراق في العبادات لا يغير الواقع. أنت تعاني من مشكلة حلها ليس في زيادة الصلاة والصيام. البعض يتصور أن الله ينظر إليه ويحسب له عدد الركعات والتسبيحات والتهليلات وعندما يصل إلى رقم معين فإنه يخلصه من مشكلة.
 
حل مشكلتك في إصلاح نفسك مهما تطلب الأمر من تضحيات لأن المردود سيكون أكبر بكثير مما قدمته من تضحيات.
 
عندما تعاني من الحسد أو الغيرة أو سوء الظن بالناس قل لي كيف ستساعدك الصلاة أو زيادة شبكة علاقاتك؟ أنت مشكلتك في نفسك ولتتخلص منها فعليك مواجهة نفسك وتعلم أساليب التخلص من المشاعر السيئة.
 
سمعت بقانون الجذب وإعتقدت أنه فانوس علاء الدين. قانون الجذب هو قانون إصلاح الذات، عندما تصلح نفسك ونفسيتك يصبح الجذب عملية طبيعية لا عناء فيها.
 
البقاء للأصلح، هل سمعت بهذا من قبل؟
 
الأصلح للحياة وليس الأصلح بالعبادات أو معرفة العادات والتقاليد. كن الأصلح من وجهة نظر الكون وليس من وجهة نظر عاداتكم وتقاليدكم في القرية التي ولدت فيها.
 
* سارة: من يستغرق – و يغرق – في الموروثات القديمه أيا كانت دينيه أو إجتماعيه لن يستطيع إدارة حياته بالشكل الصحيح أو بالشكل الذي يرضيه على الأقل ،
 
لماذا نجد أغلب من يغالون في الدين أو في التمسك بالعادات القبيليه هم أشخاص فاشلون في حياتهم ؟ التجهم باد على محياهم ، متعصبين لآرائهم ، لا يقبلون التطور أو التغيير و لو الطفيف منه ، السبب هو إلتصاقهم الحثيث بالموروثات الدينيه و الإجتماعيه التي هي عباره – على الأغلب – على فقه ديني متشدد أو عادات مجتمعيه متخلفه تجذبهم للأسفل و تتسبب في إلتباس لنظرتهم لمشكلاتهم و للحياه بشكل عام ..
 
العقليه المتحرره من كل موروث قديم تفتح آفاقا جديده لكل مناحي الحياه و تشعر الإنسان بالثقه و القدره على إدارة حياته و حل مشاكله بالطريقه الأمثل. مقالك جميل و عميق أستاذ عارف إستأذنك بمشاركته 🙂
 
س: أخى عارف اعتقد ان ما تتحدث عنه اصلاح القلوب اللى هو الاساس في الدين ،،الصلاة والذكر والعبادات هى تهذيبية والمقترض تترقى بالسلوك ،،والذكر بالاخص تواصل مع اقوى الطاقات الله ،،لتنير الطريق وتجلى الافق او الوعى .. النتيجة المتوقعه ان تكون لك بصيرة في اختيار البدائل والحلول والله اعلم
 
ج: أمل، لا توجد عبادات تهذيبية، لو كانت كذلك لكانت طالبان حكمت العالم ولتحول الحجاج إلى ملوك ووزراء يحكمون العالم.
 
س: لحظه عارف ،،،انا اقصد انه الهدف للعبادات انها تهذب وهذا يكون اذا اديت بالصورة اللى مفترض ان تكون عليها واعتقد اذا كنت فهمت ماطلعت عليه نتيجة لصلاح القلب ،،،القصة تبدا من القلب ثم القلب ثم القلب والعبادات الظاهرية تقريبيه او طريق بس قلبك الاساس في نجاح هدفها هذا ماقصدته ،،،،،بالنسبة لطالبان :p انت برايك اخى العزيز طالبان براى تحمل من دين افعال ظاهرة وليس لها علاقة بالقلب والله اعلم ولا اجزم لو كانت الرحمه والرفق شعارهم لرحموا البشر اللى يضحوا بهم على افكار آمنوا بها ، وخلوا غيرهم حطبها،،،، ام الحجاج فقلت لك اعمال القلوب اهم من اعمال الظواهر وانما هذه طريق لكن ما اركز عليه ان القلب اهم عند الله من اى صلاة وحج وزكاه ووووو
 
ج: الفرق بيني وبينك يا أمل أنني أرى أن الإنسان الصالح يهذب الدين وأنتِ ترين أن الدين يهذب الإنسان ويجعله صالح وهنا حيث نختلف.
 
الصالح صالح والطالح طالح سواء بالدين أو بدونه. إلى حد الآن لم أجد دليل قوي يثبت أن الدين يصلح الإنسان.
 
أما من أتى الله بقلب سليم فهذة إشارة واضحة أن الصلاح لا علاقة له بالدين. للأسف إلى حد الآن لم يستطع أصحاب الدين إثبات حجتهم على العالم. وأنا أقصد جميع الأديان.
 
لذلك من الأولى أن يصلح الإنسان نفسه وبعدها يعتنق أي دين ليطهر روحه. يعني مجرد إرتياح نفسي وتواصل مع الخالق.
 
س: حتى الدين عشان يصلح الانسان لازم يكون هناك رغبة وارادة ،،الدين نظام او ادوات تعلمنا الوصول فقط اين الاختلاف لايوجد،،انا لسه ابحث في هذه المواضيع ونقطتك اللى فوق جديرة بالاهتمام .
 
ج: يعني القيمة في الإنسان وليس في الدين.
 
س: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27 … كيف أستاذ عارف نفسر هذه الآيات إذا والتي وصفت الإنسان بما وصفته في البداية واستثنت المصلين الذين يتصدقون ويؤمنون بيوم الدين ؟ أليست العبادة هنا تهذيبية ؟ طبعا إن كانت إقامة للصلاة وليس إتيانا للحركات فقط
 
ج: وفاء، كم واحد إستفاد من هذة الآية؟ ستجدين بأن هذة الصفات موجودة في الشخص قبل إعتناق الدين. وهذا ما كان عليه عمر إبن الخطاب على سبيل المثال. كان شخصية صالحة قبل الدين وبعده.
 
س: اشعر بالراحة تجاه ديني .. ؟
 
ج: بسمة، تشعرين بالراحة. هل هذا يجعلك أكثر عدلا من الآخرين؟
 
– مازالت هناك حساسية دينية وكأنما تحاولون إثبات أن الدين هو الحل. الدين ليس حلا لإصلاح الأنفس المريضة وإنما تنبيه وتحذير وعلى الإنسان مهمة البحث في نفسه وإكتشاف مكامن الخلل. الدين يوجه ولا يصلح هو لذاته.
 
س: والله كون ناس لا تحسن الاستخدام ليس له علاقة وحتى هو هذا النظام يقولك عندك قلب نقى تقدر تستفيد منى ما عندك ستقف مكانك
 
ج: نعم وهذا يعيدنا إلى المربع الأول وهو ضرورة أن يبحث الإنسان في نفسه ولا يعتمد على العبادات. لأن العبادات الهدف منها مختلف وهو ربط المخلوق بالخالق.
 
* أحمد عاشور: الدكتور مصطفي محمود رحمه الله قال: الاسلام هو الحل .. ولكن ليس الاسلام الشلكي ، ولا التدين المظهري ، وإنما الإسلام في حقيقته وجوهره .. اسلام العلم والعمل ومكام الاخلاق .. اسلام الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. اسلام الفكر والفعل .
 
إن جاهلية قريش لما اختلفوا على من يحمل الحجر الأسود ويضعه في مكانه وأوشكوا علي الشجار والقتال ظهر لهم محمد علي رأس الطريق .. لم يقولوا جاء ذو اللحية ، جاء محمد ، بل قالوا : جاء الأمين ، جاء محمد .. ( لأن الأمانة كانت جوهر الموضوع ، وكانت هي أساس التفضيل ) .
 
وحسنا أن نقلد النبي صلي الله عليه وسلم في كل شيء ، ولكن تقليده في مظهره وحده لن يفى بالغرض ، أما تقليده في أمانته ومكارم أخلاقه وشهامته وشجاعته وكرمه وحلمه وأبوته وصبره وجلده وإيمانه ، فهى هنا روح المسألة .
 
رحلة المليون ميل التي تبدأ بخطوة .. هذه الخطوة هي نفسك .. أن يبدأ كل واحد بنفسه .
 
– هذا ما أقصده أحمد عاشور
 
الدين مثل القطار الذي يستغله الجميع. البعض يركب وهو مهذب ومحترم نفسه والبعض يركب ليمزق المقاعد ويعتدي على الركاب الآخرين.
 
المشكلة عندما نعتقد بأن كل من يركب قطار الدين فهو صالح، ربما يكتسب بعض الهدوء عندما يقترب من مقصورة الركاب الهادئين لكن هذا لا يجعله هادئا في عمقه ولا محترما في جوهره. إذ سرعان ما يفقد توازنه ويعود إلى عاداته القديمة بمجرد أن يلتقي بمن يحفزها من جديد.
 
ما الذي يفسد الدين؟ العادات والتقاليد والموروث الإجتماعي.
 
الآن لما يأتي شخص محمل بذلك الإرث الإجتماعي المهترىء ويعتقد بأنه عندما يقوم بالعبادات فإنه سيصبح صالحا للحياة فهذا لن يستقيم أبدا وإلا ما فائدة الآية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟
 
هذة موجهة للمسلمين الذين يؤدون العبادات ويصلون ويصومون ويتصدقون.
 
هذا قول الله الفصل في الموضوع.
 
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿الحج: ١١﴾
 
وهذة إشارة أكثر وضوحا
 
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿الحجرات: ١٤﴾
 
هذة كلها آيات يخاطب بها الله المسلمين المتدينيين. لم آتي ببدعة من عندي.
 
س: الدين اتى ليوجهنا فى الحياة و يرشدنا لنحيا بشكل صحيح و نسعد و ننجح ، و هو ذاته يأمرنا بإصلاح النفس و الذات و نحن من علينا ان نصلحها ..هذا الإصلاح فى الدين نجده يأتى فى مصطلحات دينية كالتقوى او الصلاح او الإحسان ..لكن تفسيرها الدينى الموروثى هو الذى ضيقها فى العبادات فقط و لم يعطيها مفهومها الحياتى العام ! .. مثلا لما يقول لله ان الأرض يرثها عبادى الصالحون ، الموروث اعطى هنا مفهوم الصلاح للمتدينين و العابدين لله ..الخ و الحقيقة ان الصلاح هنا يقصد الصالحين لإعمار الأرض كالعلماء و المبتكرين و الناجحين الذين يساهمون فى صلاح الأرض ، والغرب الى حد الآن هم الصالحين و ليس المسلمين نهائيا!
 
التقوى بمفهومها الحياتى هى اصلاح للذات من معتقدات و سلوكات خاطئة و مشاعر سلبية تؤثر فى تيسير حياة الشخص و تحقيق اهدافه .. ، الذنوب مثلا عبارة عن ماذا؟ هى قناعات سلبية و سلوكات خاطئة أدت لأفعال خاطئة ! فيأمرنا الدين بالإقلاع عن الذنوب أى بإصلاح انفسنا و سلوكاتنا و قناعاتنا … الخ ، فالدين يوجهنا كي نصلح أنفسنا الذى يكون فى الغالب على مستوى الأفكار و السلوك و المشاعر .. بالتالى هو يأمرنا و يوجهنا لإصلاح أنفسنا كما يوجهنا لكيفية إصلاحها لكن فى قالب دينى ( التقوى، اتقان العمل، طلب العلم ، ترك الذنوب و الإستغفار عنها، التركيز على النفس، إكتساب قلب سليم..الخ) ، و لما نصلح انفسنا تحل مشاكلنا و تتيسر حياتنا ونسعد و ننجح ..! لكن لا يحل مشاكلنا بالعبادات الظاهرية و الشكلية فقط ..
 
ج: نعم راضية، الدين نفسه يدعونا لإصلاح أنفسنا وهناك مئات الآيات التي تحث الإنسان على إصلاح ذاته وإصلاح علاقاته بنفسه وبربه وبالناس وهذا يعطينا مؤشر واضح أن الدين لا يصلح هو لذاته وإنما بعد أن يبحث الإنسان في مكنونات نفسه ويتلمس مشاعره بصدق ثم يعمل على تغيير قناعاته ويجاهد نفسه الأمارة بالسوء فحينها فقط يصبح صالحا. الدين يرسم لنا الخطة فقط لكنه لا ينفذها بالنيابة عنا كما يعتقد البعض.
 
لا يكفي أن تملك قلما في يدك ولكن عليك أن تتعلم الكتابة ثم تتعلم التفكير لتكتب قصص أو روايات أو أشعار لها قيمة حقيقية تنال إعجاب الناس. مشكلة عندما نكتفي بإمتلاك القلم دون أن نكلف أنفسنا تعلم الكتابة.
 
شكرا لك راضية، أنا معجب كثيرا بوعيك
 
س: تغير السلوك وإصلاح الذات لتعديل مسار حياتنا للأفضل يحتاج إلى طاقة روحية وقوة ذاتية من الداخل والدين هو شعاع النور الذي يمدنا بتلك القوة
 
ج: غفران، نعم الطاقة الروحية ضرورية وهي جزء من إصلاح الذات وكل إنسان يسير في درب الإصلاح يكتشف سر الطاقة الروحية بشكل طبيعي. المشكلة تظهر عندما نكتفي بالطاقة الروحية الجميلة ونتوقف عن الإصلاح الحقيقي.
 
كثير من الناس تخدعهم مشاعر الإرتياح التي يحصلون عليها من التوجه الديني لأنه فعلا مريح للنفس لكنه لا يغير شيء إلا إذا غير الإنسان تفكيره في بعض النواحي وبهذة الطريقة يكسب من الناحيتين، يكون أصلح نفسه وحقق أهدافه الدنيوية وأيضا حقق راحة روحه وطمئنينتها وأرضى خالقه.
 
يعني ضاعف المكسب.
 
عارف الدوسري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !