الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » كيف تبني علاقة حب ناجحة

كيف تبني علاقة حب ناجحة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2436 المشاهدات
كيف تبني علاقة حب ناجحة
القانون الكوني الرائع والذي يتكرر حدوثه بصورة مستمرة بدون توقف ولو ثانية واحدة من نهار أو ليل ، وهو يُسبب في إحداث توازن غاية في الروعة والجمال ، هذا القانون سأقوم بإسقاطه لنتعلم معاً كيف تبني علاقة حب ناجحة ، بل ولبناء أي علاقة ناجحة في حياتك تتلخص في هذه الآيات..
حاول أن تقرأ الآيات التالية بتأمل وبهدوء…
 
قال تعالي: ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) سورة الرحمن
 
ويقول تعالي أيضاً ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً ) سورة الفرقان
 
الصورة القادمة تجمع كل قوانين الكون لنباء علاقة غاية في الروعة والجمال والتميز والقوة و…
تأملوا هذه الصورة بعيون قلوبكم ، وبعدها نبدأ نتعمق في الموضوع اكتر واكتر… مع العلم هناك الكثير والكثير من المناطق في العالم التي يحدث بها نفس الظاهرة.
كيف تبني علاقة حب ناجحة
.
ياريت الفقرات القادمة اقرأها وتخيل أن البحرين هما طرفا العلاقة ” سواء علاقة حب ، زواج ، أصدقاء ، أقارب ، زملاء عمل ، …. ” ،، والبرزخ بينهما هي مساحة لا يبغي ولا يظلم ولا يتعدي فيها أي طرف علي الآخر تحت أي مسمي! ، وهي أيضاً المساحة المشتركة بينهما ، والتي ينشأ فيها مولود جديد للحياة .. المولود يكون علي شكل طفل ، فكرة ، عمل ، سعادة ، حب ، تناغم ، ….
 
تعالوا نبدأ أولاً بآيات سورة الرحمن .. تأمل الآيات والشرح كأنه علاقة بين اتنين .. علاقة روحية في قمة الإنسجام والرقي .. علاقة قائمة علي قوانين الله في الكون وليس قوانين مجتمع ما ، مذهب ما ، رجل دين ما ، عالم نفسي ما ، …. !
 
قال تعالي: ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) صدق الله العظيم
 
ببساطة: البحرين يلتقيان ويمتزجان ويضطربان ويختلطان في منطقة البرزخ ، وفي تلك المنطقة لا يبغي أحدها علي الآخر ولا يظلم أحدها الآخر بحجة أنه الأقوي أو أي مبرر آخر! ، وهذه آية من آيات ربنا في الكون ، وبسبب ذلك التلاقي الذي يحدث بهدوء وإنسجام وتناغم وعفوية ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، وهذه آية آخري من آيات ربنا في الكون .
 
ولكني أري أنه من الظلم أن أفصلها في سطور قليلة تعالوا لنغوص فيها أكثر فأكثر.. لا تنسوا أن تتخيلوا معي أن ما يحدث كأنه علاقة بين أثنين.. 
هذا الكلام قائم علي دراسات علمية قام بها علماء من مختلف أنحاء العالم وأبرزهم العلماء الأمريكيون وتم نشرها في موقع آلاسكا .. هؤلاء العلماء وجدوا أن هناك امتزاج واختلاط واضطراب واختلاف مستمر ودائم بين البحار والمحيطات!
 
وقد ثبت علمياً أن بحار العالم تختلف من حيث تركيب مياهها ، فلكل بحر خصائص فيزيائية تختلف عن البحر الذي بجانبه!! ، فوجدوا أن هناك اختلافات كبيرة في نسبة الملوحة والحرارة والكثافة من منطقة لأخرى ومن وقت لآخر!! ، حتى نوعية الكائنات الحية في هذا البحر تختلف عن تلك التي تعيش في البحر الآخر ، سبحان الله على الرغم من هذا الاختلاف وعلى الرغم من مرور ملايين السنين لا يظلم ولا يطغى هذا البحر على ذاك.
 
بل أثبت العلم بشكل قاطع أنه لا توجد قطرة ماء في العالم تشبه القطرة الأخرى تماماً!!!! ، الاختلافات دائمة ومستمرة وغير ثابتة… ، وهذه صفة وضعها الله تعالى في كل مخلوقاته فكل مخلوق متميز ومتفرد ومختلف عن الآخر تماماً ! اقرأ: رسل الله لك – لتتبع قلبك وفطرتك وتتخلص من استعباد المجتمع
 
وأثبت أيضاً أن هناك حواجز تشكل جدراناً منيعة من القوى الميكانيكية تفصل بين البحار فلا يطغى هذا على ذلك ، هذه القوي لا تري بالعين!
 
وثاني آية .. تعتبر بنفس المعني لتأكيد أهمية هذا القانون الكوني الرائع الذي هو أساس التوازن المائي علي كوكب الأرض .. وهو أساس التفرد والتميز والاختلاف وعدم بغي أي مخلوق علي الآخر تحت أي مسمي !
 
ويقول تعالي أيضاً ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ) سورة الفرقان
 
وهي أن جعل بين النهر العذب والبحر المالح برزخاً منيعاً يمنع طغيان أحدهما على الآخر ويحافظ على التوازن المائي على كوكب الأرض..
 
هذه الآية تتحدث عن معجزة عظيمة آخري ، وهي امتزاج الماء العذب بالماء المالح بصورة مستمرة أيضاً ولا يحدث توقف ولو ثانية من نهاراً أو ليل ، ومع هذا الامتزاج والاختلاط إلا أن هناك أيضاً حاجز منيع ومُحكم ، وكأن الله يعطينا إشارة للمرة الثانية إلي أهمية هذه المنطقة ، بدونها يتدمر التوازن المائي علي كوكب الأرض ، ويؤكد أن منطقة المصبات مهمة للغاية ، وهذا ما سنراه الآن علمياً ، لأن امتزاج الماء العذب بالمالح هي ظاهرة فريدة ورائعة حقاً
 
ومن العجيب في الأمر ، يقول العلماء بالرغم من وجود الكثير من مصبات الأنهار في العالم، إلا أنه لا يوجد برزخ يشبه الآخر! فكل برزخ يتميز بخصائص محددة عن غيره تتبع الاختلاف في درجة الملوحة، والاختلاف في درجة الحرارة، وهذا يتبع درجة ملوحة ماء البحر، وطول النهر، وغير ذلك من العوامل…
 
في منطقة المصب، حيث يلتقي البحر مع البحر أو النهر مع البحر، هذه المنطقة تتميز بوجود اختلاف كبير في درجة الملوحة ودرجات الحرارة، وعلى الرغم من ذلك هنالك كائنات ونباتات وحيوانات تأقلمت وتعيش في هذه المنطقة!
 
مع العلم أن الكائنات التي تعيش في الماء المالح لا تستطيع الحياة في الماء العذب، لأن خلايا جسدها تحوي تركيزاً محدداً من الملح وبمجرد إلقائها في الماء العذب سوف تموت بسبب دخول الماء العذب إلى جسمها بكميات كبيرة ، والكائنات التي تعيش في الماء العذب أيضاً لا يمكنها أن تعيش في الماء المالح للسبب ذاته.
 
وأن الكائنات التي تعيش في المنطقة الفاصلة بين البحر والبحر أو بين النهر والبحر أي منطقة البرزخ ( او المصب ) فهي أيضاً لا يمكنها أن تعيش خارج هذه المنطقة لأنها تأقلمت معها، وبالتالي يقوم اليوم العلماء بدراسة منطقة المصب كمنطقة مستقلة لها طبيعتها وقوانينها وكائناتها!!
 
وهذا يدل على أن منطقة المصب هي منطقة محجورة ولها استقلاليتها ومحفوظة أيضاً برعاية الله تعالى.
 
ومن يتأمل ويبحث اكثر عن منطقة المصب ( أي البرزخ) ، يجد أنه ثُبت علمياً أن هذا البرزخ المائي حساس جداً ويجب العناية به ، فهو آية من آيات الله ونعمة ينبغي أن نحافظ عليها، ولكن الناس وحتى السنوات القليلة الماضية كان يجهلون أهمية وحساسية هذا البرزخ ولكن اكتشفوا ذلك بعدما تلوث عدد كبير من مصبات الأنهار في الدول المتقدمة صناعياً، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
 
فقد وجد العلماء أن منطقة المصبات تحوي ترسبات في قاعها تتراكم خلال السنوات الماضية ، وكل طبقة تعبر عن سنة محددة ، وتعطي فكرة واضحة عن البيئة السائدة في ذلك الوقت ، وعن نوعية الملوثات التي كان يتم إلقاؤها في هذه المنطقة ، أي أن منطقة البرزخ لها ذاكرة ممتازة!!!
 
واليوم تُصرف بلايين الدولارات على تنظيف مصبات الأنهار في الولايات المتحدة الأمريكية. ويقول الباحثون إنهم كانوا يجهلون التأثير السيئ للنفايات الصناعية والملوثات على هذه المناطق الحساسة بيئياً، ولو أن هؤلاء العلماء علموا بأهمية هذه المناطق لكانوا أكثر حفاظاً عليها.
 
من آيات الخالق الرائعة هي ” المصب ” أو ” البرزخ ” … تعالوا نتأملها أكثر..
تعتبر منطقة مصبات من أجمل المناطق وأكثرها غنى وقد نشأت كثير من الحضارات حولها ، حتى إن الكثير من الحضارات ازدهرت في مناطق المصبات ، مثل دلتا النيل، والمنطقة بين نهر دجلة والفرات، ونهر التايمز في مدينة لندن ، ونهر هيدسون في مدينة نيويورك ،…. ،، وإن القرآن عندما يتحدث عن هذه المنطقة مرتين ، إنما ليؤكد أهميتها وتميزها .
 
هل تخيلتم كما طلبت منكم أن البحرين هما طرفا العلاقة ، والبرزخ هو المنطقة التي لا يتعدي فيها شخص علي حقوق الآخر، وهي أيضاً المنطقة المشتركة بينهما ، التي ينشأ فيها مولود جديد للحياة .. المولود يكون علي شكل طفل ، فكرة ، عمل ، سعادة ، حب ،…. وهل تخيلتم كيف أن المولود الجديد متفرد ومتميز يحتاج أن يكبر وينمو بنفسه بدون ضغط أو إجبار أو ظلم أو بغي ، فالله خلقه متفرد ومتميز وخلق له قلب وعقل ليس عبثاً إنما ليتطور ويتقدم الإنسان ويرتقي روحياً ومادياً..
اقرأ: بر الوالدين – طاعة الولدين بعيداً عن حياتك الشخصية
 
العلاقة الروحية مثل هذان البحران ،
أحدهما يمتلك تيار امتداده الغرب والآخر امتداده الشرق
ويلتقيان في الوسط .. في البرزخ .. في منطقة المصب ..
في المنطقة التي يظهر فيها قوتهما ، تميزهما.. يلتقيان ، يختلطان ، يتمزجان ، يزوبان ..
، ولكنهما لا يتغيران عندما يلتقيان أبداً! ، لا يتنازل أحدهما عن اختلافه وتميزه الذي خلقه الله به.
هما دائماً علي طبيعتهما مهما حدث من اضطراب او اختلاط
لا أحد يبغبي علي الآخر ، لا أحد يعتدي علي الآخر
لا أحد يظلم الآخر ، ولا أحد يلغي كيان وتفرد وتميز الآخر تحت أي مسمي..
أنه الأكبر ، أنه الأكثر ملوحة ، أنه الأكثر عمقاً أو اتساعاً ، …
وهذا هو قانون العلاقة المثالية .. العلاقة الروحية ..
 
العلاقة التي تمشي طبقاً لقانين الله في الأرض
العلاقة التي لن يستطيع أن يكسرها لا زمان ولا ظروف ولا تحديات
العلاقة التي تمشي مع تيار الكون المنظم والمتغير باستمرار ، وتغيره هو سر جماله
.
هذا القانون هو الذي يُحدث التوازن في عالم البشر .. وخصوصاً عالم العلاقات
وغياب هذا القانون هو سبب دمار وخراب العلاقات في عالم البشر وبالأخص العالم العربي
لأنني عربي واعيش في مصر ويُرسل إلي الكثير من المشاكل من خلال صفحتي الشخصية او صفحة موقعي .. علاقات زوجية فاشلة وهشة ، علاقات شباب أو بنات بأهلهم فاشلهم ، علاقات حب بين الشباب والبنات فاشلة…
 
والسبب هو غياب تطبيق هذا القانون ، وبدلاً من تطبيق قوانين الله ، نطبق ما وجدنا عليه آباؤنا وأجدادنا ، نطبق كلام رجال الدين المفضلون لدينا ، نطبق كلام الدراما والأفلام… بدون أي تفكر أو تغيير للأفكار لتناسب شخصياتنا أو تأمل للنتائج السيئة التي يحصل عليها الكثيرين ممن يسيرون في ذلك الطريق .. أو التي نحصل نحنوا عليها..
 
لذلك الله قال لنا “ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا…
 
@@نحن قوماً نخاف الآختلاف ؛ لذلك نقوم بإغتصاب الأرواح لأن الأرواح متميزة متفردة حرة ، لا تعيقدات إجتماعية لا حواجز فكرية ضيقة..
.
العلاقة الروحية التي لا يعيشها أكثر البشر ، ولا يعرفها أكثر البشر .. فهي لا تعتمد علي الديانة أو المذهب ، عادات أجتماعية ، رضا غرور الأهل ، الخضوع وعبادة الأهل ، …. هي علاقة فقط يعيشها ويعرفها ويستمتع بها قوم يتفكرون كما يقول الله ..
 
فالبعض يقول لي الزواج الحلال والحب الحلال ! ( القائم علي فكر مذهب ما ، عادات مجتمع ما ) يؤدي إلي المودة والرحمة والحب! ، ولكنهم يكذبون علي أنفسهم ويكررون كلام لا يفقهونه ولا يتأملونه .. يكررون كلام المجتمع لأنهم ببساطة جبناء لا يستطيعون أن يتبعوا قلوبهم ، والجبان غير ناضج مجرد خاضع وتابع يسير وراء المجتمع .. وهو لا يدرك أن المجتمع مجرد وهم صغير ، مجرد سراب.. سيدرك تلك الحقيقة عندما يصل لسن الـ 50 سنة
.
الآية التي يكررها الكثيرين هي: قال تعالي ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” صدق الله العظيم
 .
الله قال أنه خلق من أنفسنا أزواجاً ( من أنفسنا أي شريك حياتنا نشعر ببساطة أنه جزء منا .. ليس فقط شخص يهتم بنا أو يمنحنا الحب او يبتسم في وجهونا أو يلبي حاجاتنا ..) ، لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة ، وأيضاً هناك آيات آخري سوف يحياها طرفا العلاقة ( آيات تختلف من علاقة لآخري لأنهم متميزون ) وهي قمة العلاقة الروحية … لمن !؟ من يحظي بعلاقة روحية تسمو بروحه وقلبه ليبقي نوراً وسلاماً وحباً يمشي بين الناس ،، هذه العلاقة الوصول إليها ليس مجاني! وليس حكراً علي المسلمين من أي مذهب! وليس حكراً علي أي دين أو مذهب! وليست هي نتيجة للزواج طبقاً لعادات مجتمع ما! … فقط لقوم يتفكرون! .. لقوم يتفكرون!
ويقول الله في آيه آخري (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمونسورة يس
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

3 تعليقات

ONSEBENALI 13 سبتمبر، 2015 - 9:59 ص

كلام اكثر من رائع لكن تنقصنا التدريبات العملية لكي نصل الى هدا المستوى من الوعي

رد
Aboda Magdy 17 سبتمبر، 2015 - 10:33 ص

نعم الموضوع يحتاج للتدريبات والنية القوية الصادقة في الحب ، لا التعصب لأفكارنا ولا لذواتنا .
.

رد
fatima zahra 24 مارس، 2016 - 11:15 م

تفكر جميل في الايات ، اسقاطه على العلاقات الانسانية يدعو للتامل و اعادة الحسابات في مدى تقبلنا للاختلاف.

رد

اترك تعليقك !