الرئيسية » الذات » تطوير الذات » كيف تكون من عباد الله الصالحين

كيف تكون من عباد الله الصالحين

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1276 المشاهدات
كيف تكون من عباد الله الصالحين
عباد الله
 
هناك من يبالغ في الضغط على نفسه و مشاعره و ارغام نفسه لأعمال ، قد لا يحب عمله حقيقة ، ولكن يعمله بقناعات عقلية لأرضاء الله و ضمان الأجر و ما شابه ، استنادا الى احكام دينه و وفق فهمه أو فهم تفسيرات من يثق بهم.
 
يا ترى كم من هؤلاء ترونهم و اذا انت لم تكن منهم ، و حياتهم لا يتمناها حتى العدو ؟. و احيانا يقولون انها تهلكة من الله او اختبار و الى اخره ، ولكن قد يسمي ذلك بالعقوبة الالهية للاخرين .
 
لذلك من وعيه منخفض ، لا بأس من اتباع ذلك لانه لا يعي حكمة وجود الله الا بالخوف و الترهيب و الترغيب. لان قناعاته متضاربة و يعيش حياته بالفعل و رد الفعل ، و يسقط أحكام حالة الحياة المادية على حالة الوعي بالخالق الذي ليس كمثله شيء . و يتصور ان الله خارجه و في مكان بعيد أو عالي جدا و لذلك يغفل وجوده عندما يبالغ في الانغماس في تركيزه داخل الحياة المادية (إي ينسى من أقرب اليه من حبل وريده ).
 
و قد يذكر نفسه دائما بترديد الولاء المادي لله من الخوف و التأكيد لتهذيب شكوكه الداخلية و احيانا احراج الاخرين و الضغط عليهم لكي يعملوا مثله ، أو جعل ذلك كأحساس بالأنا (الايكو) للفرد أو جماعات و استخدامه كتحدي و تميز على أتباع الدين او المذهب او المنهج الاخر و الدخول في صراعات و كأن الله كلفهم بتعديل الآخرين بالنيابة عنه .
 
ولكن الواعي أو المتنور يشعر انه نفخة من روح الله و هو خليفته و يعبر عن عظمة الله في تجربته الشخصية . لذلك مطمئن النفس يتكلم و يتحرك بمحبة كل الخلق في الله ودون ان يغفل عن ذلك و قد يردد اسماء الله و لكن بمحبة و انشراح مما يرتفع تردداته و اطمئنانه ، ولا ينتظر استلام الاجور المؤجلة و كأنه عبد دنيوي لصالح ملك معظم بحكم بشر مادي مثله و يحاول ارضائه .
 
ولا يتكبر على الآخر او على شيء في الدنيا و هو فهمه و مشاعره نابع من الآرتباط بحب الله مع كل الخلق بواسطة نور سرمدي ابدي .
 
لذلك من الممكن ان لا يخطأ و لا يظلم ، لأن عبادة الله تلقائي في نفسه المطمئنة بالله و في الله .
 
هذه كلمات عفوية مما شعرت به و من قناعتي و دون ان ادعي بأنني مثال للنوع الأخير بشكل كامل . و لكن أعي ذلك و اشعر به بنسبة مناسبة . و اتمنى ان تتقبلوا كلماتي بالنسبة لي فقط و دون ان أطلب منكم الموافقة عليه ، و لا انتظر منكم الرد بنصوص دينية محددة ، لأنني اعي ذلك جيدا و لا احتاجه . و انا لا احدد نفسي في فهم الوجود من منطلق منهج محدد . و حتى لو غادرتم هذه الصفحة بسبب صعوبة تقبلك رايي ، فانني احترم اختيارك ، لانني لا احب الا ان اكون نفسي و بحرية و محبة لكل الخلق مهما يكن اختياراتهم .
.
المهندس نجاة نوري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !