الرئيسية » الذات » تطوير الذات » هل هناك اشارات من الله – رسائل من الله لك اليوم

هل هناك اشارات من الله – رسائل من الله لك اليوم

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2598 المشاهدات
رسائل ايجابية قصيرة - لويز هاي
عبر الموبايل جائني صوت موظفة الجامعة: “ريم” يبدو أنكِ نسيتي أن اليوم هو الأخير لإرسال أطروحتك .. الثالثة ظهراً الموعد الأخير
 
كانت المكالمة في التاسعة صباحاً وأنا متجهة لمقابلة توظيف بناءاً على موعد مسبق مع شركة من ضمن ثلاث طلبات تقدمت لها .. ومن ضمنها أيضاً الجامعة التي كنت تقريباً على ثقة تامة من حصولي عليها .
 
أجبت أني لم أنسى وأن الإميل سيصلهم في أقل من ساعتين ..
 
أنتهى الحديث وتابعت طريقي حيث موعد اللقاء وما هي إلا دقائق تردني مكالمة من الشركة تعتذر عن اللقاء لأسباب طارئة وتطلب إعادة تعيين للموعد … توقفت عند مقهى صغير ، جلست فيه ، أخرجت موبايلي من الحقيبة لإرسل الإميل الذي كان جاهزاً أساساً ولا يحتاج أكثر من ضغطة زر ، لمست الشاشة … لا إستجابة !! .. حاولت مرة أخرى وأخرى ولكن عبث .. الشاشة مضيئة ولكن لا تستجيب على الأطلاق .. بعد محاولات مضنية لأكثر من ربع ساعة ولا نتيجة على الأطلاق قمت مسرعة متجهة إلى شقتي لاستعمل اللاب .. وصلت .. أتجهت إلى غرفتي رميت الموبايل على السرير وحملت اللاب بإتجاه الصالون ..وأنا أمشي مسرعة -كعادتي- تعثرت ووقع اللاب أرضاً … في تلك اللحظة ، ولأقل من ثانية ، مرت أمامي بسرعة البرق صورة مشوهة لم أتمكن أن أدرك تفاصيلها تماماً … الصورة لم تكن صور .. إنما مشاعر مختلفة مختلطة حفظت تفاصيلها ولم أتبينها .
 
جلست ووضعت اللاب أمامي .. قمت بتشغيله وأنا أعلم ما سيحصل .. لم يعمل ،،، حاولت مرة أخرى فقط ثم نحيته جانباً .. عدت إلى ذلك الشعور ، عشت معه لثوان … قمت بعدها وكأني أمشي في حلم ، أتجهت إلى المكتب وفتحت الدرج حيث أحتفظ بنسخة مطبوعة من الأطروحة .. بشكل أتوماتيكي أخترت بعض الصفحات وبدأت مراجعتها بعناية وكأني أعلم بالضبط ما أفعل .. بضع دقائق ووجدته … خطأ شنيع .. خطأ بالتأكيد سيقلل كثيراً من فرص قبولي … أتجهت إلى سريري ، فتحت الموبايل ، لمست الشاشة ،، وكما توقعت تماماً … لم تستجب !! .
 
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
بتصوري أن كل منكم قد خاض مثل هذه التجربة وبدأ مع صحوة الوعي محاولة تفسير أو قراءة هذه الرسائل وقد كان من قبل الصحوة فقط يلعن الحظ العاثر أو يسأل ربه لما يفعل به ذلك ..
 
مع صحوة الوعي نحاول ربط الأحداث ومن ثم خلق تصورات وتوقعات للأحداث القادمة لتبرير هذه التصرفات الإلهية التي يبدو أنها بدون منطق ، هذه التبريرات تريحنا ، نتنفس منها ونجد فيها ملجأ آمن ، خصوصاً إن طابق أول حدث تصورته الواقع ، ثم يأتي تأكيد أنك على طريق الصحيح عن طريق صحة توقعك الثاني … لكن لا يلبث أن يأتي الثالث ليهدم كل ما رسمته في دماغك وينهار البناء ويخسف البر لتبدأ برسم جديد وتبرير آخر مختلف .
 
هناك رسائل لك ، خاصة بوعيك الجوهري لتقرأها به ( اقرأ باسم ربك ) .. و هناك رسائل عليك ، خاصة بأنواتك ، خاصة بالايجو ، هذه الرسائل لا تقرأ ، لها مهام محددة ،، فصل وعيك الجوهري عن وعيك الأرضي الذي كلما تمسكت به إزداد شقائك ..
 
هذه الرسائل قوانين ، ( إنا نرسل الشياطين على الكافرين فتأزهم ).. قانون …والقوانين لا نفسرها إنما نسلم لها و نعمل بها ، لا أدري لما النار تحرق ، ولكن أعلم كيف تحرق … جميع الرسائل التي وردتني في الموقف الماضي كانت علي ، ما عدا الأخيرة .. كانت لي : لا تفسري القوانين .. وقد علمت مفادها قبل أن أحاول تشغيل الموبايل حتى .. و لحظة وقوع اللاب إنتابني الغضب ، الحنق .. مشاعر من المفروض إني فارقتها منذ زمن .. رسالة لي أيضاً : أنا الغاضبة لا زالت موجودة .. لم تنفصل ، لم تمت ،، هناك ما يغذيها .
 
عندما تعمل وفق دماغك الواعي وتتوالى العقبات تضيق خياراته ، وكلما ضاقت خياراته ضاقت بك الدنيا ، فأنت تعمل ضمنه ، حالة التأمل هي الحالة التي تكون فيها خارج دماغك .. لا تتبع له ولا تخضع لسيطرته . كلما تحرر وعيك من داخل هذه الأنوات كلما أصبحت أقرب للوصول لهذه الحالة والدخول فيها .. هذا الدخول ليس اختياري فهو بشكل رئيسي يعتمد على تركيبتك الجديدة ووجود التناغم بينها وبين الحالة .. هذه التركيبة تتجلى أثارها كتغيير جذري في أعمالك ، أقوالك وردود أفعالك .. ولكن بشكل تلقائي ، بدون بذل جهد وبدون نفاق .
 
 
 
هل ساعدك هذا المقال ؟ … شاركه فوراً !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !