الرئيسية » الذات » النجاح في الحياة » النجاح في الحياة – لمن ؟

النجاح في الحياة – لمن ؟

بواسطة عبدالرحمن مجدي
7386 المشاهدات
النجاح في الحياة - لمن ؟

ما الاختلاف الكبير بين الناجحين وغير الناجحين ؟ يشير أحد المتخصصين إلي أن الاختلاف الأساسي هو أن الناجحين كانت لديهم الرغبة في تحقيق الأشياء التي لم تتوفر لدى غير الناجحين الرغبة في تحقيقها ، فالفعل هو الذين يميز بين الأفراد الذين يمتلكون الرغبات والأفراد الذين يحولون أفكارهم إلي واقع.. يمكنك امتلاك المعرفة والموهبة ، ولكن في حالة عدم قيامك بالفعل ، فإنه لن يتحقق أي شيء .

لا بد أن يؤدي الإلهام إلي الفعل ، وإن العمل من خلال خيالك يتجاوز حدود الأحلام والتفكير القائم علي الرغبة يدفع الشخص الملتزم بتحقيق الهدف إلي اتخاذ الفعل اللازم الذي سوف يحول الصورة الداخلية إلي واقع ، وسوف يعمل التحلي بالوضوح فيما يتعلق بغرضك وأهدافك علي وضعك ضمن نسبة أفضل خمسة في المائة من الأفراد الذين يحققون أهدافهم .

هناك العديد من الأفراد قبل الأخوان ” رايت ” قد تخيلوا أنفسهم يطيرون في الطائرة ، وعلي الرغم من ذلك بذلوا قدراً محدوداً من الجهد من أجل تحقيق الهدف. أيضاً فكر العديد من الأفراد قبل ” أليكسندر جراهام ” في فكرة التليفون ، وأيضاً فكر العديد في ابتكار الهواتف والكمبيوتر المحمول قبل ” ستيف جوبز ” ، ولكن لم ينجح أحد في تحويل الفكرة إلي واقع ، وأيضاً كان لدى أفراد آخرين أفكار وطموحات لصناعة السيارات قبل أن يبدأ ” هنري فورد ” في صناعتها .
إذاً ما جعلهم متميزين عن غيرهم ؟ ما يميز الأشخاص الذين يحققون الأهداف عن هؤلاء الذين لا يحققونها ؟ الإجابة ببساطة تتمثل في الفعل .

هل كانت لديك من قبل فكرة عن شيء ما ، ثم ذهبت بعد ذلك إلي مكان ما أو شاهدت إعلان ما ولاحظت أن الفكرة شخص ما قام بتطبيقها !! ،، ما الفرق بينك وبين الشخص الآخر الذي نفذ الفكرة ؟ الاختلاف هو أن الشخص الآخر قام بتنفيذ فكرته وتحويلها إلي كيان ملموس علي أرض الواقع .

أقرأ كثيراً عن الأفراد الذين لم ينتظروا ظهور الفرص حولهم وبدلاً من ذلك قاموا بإيجاد هذه الفرص التي فشل غيرهم في إيجادها ، ففي سبعينات القرن العشرين تعرض ” سيلفستر ستالوني ” لأزمة مالية بعد أن تم رفض العديد من سيناريوهات الأفلام التي كتبها ، ولكنه لم يقلع عن الفكرة ويتوقف عن العمل ولم يستسلم للمنظر الكئيب الذي يشير إلي أن أهدافه ككاتب وممثل لا يمكن تحقيقها وبدلاً من ذلك استمر في مواصلة العمل والبحث عن التفوق ، وذات ليلة وجد نفسه يحصل علي الإلهام من مباراة ملاكمة كان يشاهدها بين ” تشوك ويبنر ” و ” محمـد علي كلاي ” فعلي الرغم من أن جميع التوقعات تقريباً كانت في غير صالح ” تشوك ويبنر ” فإنه صمد خمس عشرة جولة قبل تعرضه للهزيمة من البطل العملاق ” محمـد علي كلاي ” وعند العودة إلي المنزل بدأ ” ستالوني ” فوراً في كتابة السيناريو الذي لم يؤد فقط إلي تغيير حياته بل أصبح أيضاً أحد أشهر الأفلام العالمية ، إن هذا الفيلم الذي تمت كتابة قصته في ثلاثة أيام ورُصدت له ميزانية قدرها مليون دولار وتم تصويره في ثمانية وعشرين يوماً ؛ يعتبر أكثر الأفلام نجاحاً في قطاع صناعة الأفلام حيث حقق إيرادات تزيد عن 100 مليون دولار .

إن الأفراد الذين يستطيعون بالفعل تحقيق الأهداف لا ينتظرون فرص تحقيق التفوق حتى تتاح لهم ؛ ولكنهم يقومون بإيجاد هذه الفرص.. إنهم دائماً يقومون بالفعل !
ويطرح ” هاوارد شولتس ” مؤسس ورئيس مجلس إدارة سلسلة المقاهي الأمريكية الشهيرة ” ستارباكس كوفي ” سؤالاً ويجيب عليه : ” ما النقاط التي تميز الشخص الموهوب الذي ينفذ الفكرة عن الشخص الأكثر موهبة ولكنه لا يسعى إلي تنفيذ الفكرة ؟ إن من بين عناصر النجاح هو عنصر اختيار التوقيت المناسب واغتنام الفرصة ، ولكن علي معظمنا إيجاد فرصة لنفسه والاستعداد لاغتنام الفرصة الكبيرة التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها .

يتوفر لنا جميعاً عدد كبير من الفرص في الحياة وعلينا اغتنامها عندما تسنح لنا .
هل يوجد كُتاب أفضل مني ولديهم مؤهلات أكثر مني ؟ بكل تأكيد نعم ، ولكنني كنت أنظر وأرى الأفراد الذين يحققون الأهداف ويحولون الأفكار إلي واقع ، وأفكر في حالي قائلاً ” إنهم ليسوا أكثر ذكاءً مني ” بالتأكيد كانت هناك أيام تتوقف فيها الأفكار وأعاني بشدة من محنة التوقف عن الكتابة ، وعلي الرغم من ذلك فإنه في يوم من الأيام بدأت في العمل من خلال خيالي وبدأت في اتخاذ الخطوة الأولي في هذا الوقت .

اتخذت قراراً بأنني لن أعاود التحدث عن فكرتي ؛ فقد قررت أن أفعل الأشياء التي ترد علي لساني ، فقد كنت في طريقي لأن أصبح شخصاً يفعل الأشياء بدلاً من مجرد الكلام ! ، فقد تحولت من مجرد مهتم بالفكرة إلي ملتزم بتنفيذها ، هل يتطلب ذلك الشجاعة ؟ نعم ، هل سيكون هناك بعض الأفراد الذين يشككون في قدرتك علي تنفيذ الفكرة ؟ نعم ، هل ستتعرض بشكل مستمر للمعارضة من قبل الأفراد خلال فترة حياتك ؟ نعم ، هل سوف يكون هناك أوقات تشعر فيها بأنك لا تمتلك الأشياء التي تحقق الفكرة ؟ نعم ،، ولكن تذكر أن الشجاعة لا تعني غياب الخوف! إنها تعني القدرة علي الشعور بالخوف ومع ذلك يتم تنفيذ الفكرة بأية طريقة ومهما حدث .

سوف يكون هناك بعض الأوقات التي تتطلب منك قدرة علي مواجهة مشاعر الخوف وعدم الملاءمة وفي بعض الأوقات سيكون هناك صوت يحاول إقناعك بأن حلمك مستحيل ، ولكن لن تستطيع تحقيق حلمك حتى تبدأ في الفعل وتدرك ما تمتلكه في داخلك من قدرات لم تعرفها بعد.

وفي حالة عدم شعورك بالسعادة فيما يتعلق بأوضاعك المالية أو علاقاتك أو وظيفتك … دون فعل أي شيء اتجاه ذلك ، فإن الوضع سيبقى علي ما هو عليه وفي الغالب سيزداد سوءاً ، إذاً إن التأكيد علي الرغبة في تحقيق هدف معين دون وجود الفعل ودفع الضريبة اللازمة يمثل التضليل والحماقة ، وللأسف يخدع العديد من الأفراد أنفسهم باعتقادهم بأن بإمكانهم تحقيق أهدافهم وأحلامهم دون بذل جهد والقيام بالفعل اللازم ، ويتناسون أن الطائرة يتم تشغيل محركاتها في أقصي سرعة لها حتى تستطيع الإقلاع والتحليق في السماء ، ولا يقوم كابتن الطائرة بخفض سرعتها حتى يتم الوصول إلي قوة الدفع المثالية والارتفاع المثالي .

إن إحدى طرق زيادة قدرتك علي القيام بالفعل هي مواجهة صوت ( النفس ، الأهل ، المجتمع ) الذي يتسبب في عيشك في مستوى يقل عن قدراتك الحقيقية ورغباتك وأحلامك ، وفي حالة اتخاذك قراراً بأن شيئاً ما يعتبر مهماً بالنسبة لك ؛ فإنه عليك وقف هذا الصوت الناقد عن التأثير فيك !!
إنني لا أعرف ما إذا كنت قد تعرضت للمطاردة من أحد الكلاب أم لا ، ولكن ذلك بكل تأكيد تجربة غير مبهجة.. إنني أتذكر بعض المرات التي قام فيها بعض الكلاب بمحاولة مطاردتي وربما عض ساقي ، ومنذ ذلك الحين تعلمت أن أقف في الموضع الذي أكون موجوداً فيه وأدير ظهري وأبدأ في التحديق مباشرة في عيني الكلب والتقدم نحوه وأقول له بصوت قوي غير متردد : ” اذهب بعيداً عن هنا ! ” وفي تسع مرات من بين عشر مرات سوف ينسحب الكلب وتفر هاربة بعيداً عني ، لذا فإن ذلك هو ما يجب أن يحدث مع مشاعر الخوف وأصوات النقد التي تحول دون تحقيق أهدافك وأحلامك ؛ حيث عليك مواجهتها بثقة . هل يتطلب ذلك توفر الشجاعة ؟ نعم ! سوف تمر الفكرة من خلال عقلك ، ولكن ماذا إذا لم تعمل الفكرة ؟ حاول مرة أخرى .

في اللحظة التي يتم فيها التغلب علي مشاعر الخوف عليك القيام بشيء ما ، وعندما تقوم بفعل معين من أجل تحقيق أحلامك ، عليك التخلص فوراً من جميع الأسباب التي تحول دون تحقيق الحلم .
أي قم بالفعل دائماً عندما يكون الانفعال العاطفي مرتفعاً ” قم بالفعل عندما يتوفر الإلهام ويكون قوياً ولا تسمح للانفعال العاطفي بالزوال دون القيام ببعض الأفكار ؛ فالأفكار والفرص العظيمة تزول سريعاً.. اغتنم هذه الفرصة عندما تتوفر لك فهي تأتي في أوقات نادرة ، وعندما تقوم بالفعل واتخاذ خطوة اتجاه حلمك عندما يكون الإلهام قوياً ، فإنك تكون قد بدأت في تحقيق قوة الدفع وسواء أكان الفعل الذي تقوم به صغيراً أم كبيراً فإنه سوف يمنحك حافزاً مستمراً ورغبة قوية في الحفاظ علي مواصلة العمل .

سوف تحتاج في بعض الأحيان إلي القيام بالفعل دون توفر رؤية واضحة للنتيجة النهائية وفي الغالب يكون السبيل أمامك غير واضح المعالم ولا يمكنك توقع معرفة كل شيء قبل القيام بالفعل والحصول علي نتائج.. ثم تحليل النتائج وتغير الفعل لتحصل علي نتائج أفضل من النتائج القديمة .

يمكن أن يكون من المفيد أيضاً تقسيم الهدف الكبير إلي أهداف صغيرة ، وفي حالة أن الفعل الذي أنت بصدد القيام به يترتب عليه شعور قوي بالخوف ، ابدأ بخفض حجم المخاطر ثم ابدأ في زيادته تدريجياً… القيام بقدر محدود من الأفعال وتحقيق أهداف صغيرة متتالية في كل مرة يعتبر من الاستراتيجيات الناجحة التي تساعدك في تنمية الثقة وفي حالة رغبتك في تعلم طريقة الوثب العالي علي سبيل المثال ، فإنك لا تبدأ من ارتفاع قدره ست أقدام ! ، ولكن ربما تبدأ بثلاث أقدام ثم تقوم بزيادة الارتفاع تدريجياً ، أيضاً لا يمكنك البدء في تعلم الرياضيات عن طريق حساب حاصل ضرب 3,494 * 26,589 ولكن يمكنك البدء بتعلم حساب مجموع 2+2

علي الرغم من قيامك بالفعل والجهد اللازم ، فإن أهدافك لن تتحقق دائماً وفقاً للخطة التي وضعتها فعندما لا تحقق النتيجة التي كنت تتوقعها ، تأكد من أنك تستخدم استراتيجيات أقل فعالية ؛ فربما تحتاج إلي تطوير وتغيير استراتيجيتك ،، علي سبيل المثال : في حالة رغبتك في التوجه نحو الجنوب والطريق الذي تسير فيه يؤدي إلي الغرب ، فإنك لن تصل إلي المكان الذي ترغب في الذهاب إليه .

الوقت والظروف المحيطة دائمة التغير ؛ فالاستراتيجية الواحدة لا تعمل دائماً في مجموعة مختلفة من الظروف وعليك امتلاك إرادة تغيير طريقتك عندما تكتشف أنك لا تحقق النتائج المرغوبة ، وينبغي عدم الاقتصار علي طريقة واحدة تجعلك تفتقد إلي المرونة وفي حالة معرفتك بأن الفعل الذي تقوم به لا يعطيك النتائج التي تريدها ، فإنه عليك تغيير طريقتك وأفعالك .

إنني أحب مقولة ” جورج برنارد شو ” : ” يوجه الأفراد دائماً اللوم إلي الظروف المحيطة بهم ويحملونها المسئولية عن أوضاعهم ؛ فالأفراد الذين يحققون النجاح في هذا العالم هم الأفراد الذين ينشطون ويستحضرون هممهم ويبحثون عن الظروف الملائمة لتحقيق النجاح ، وفي حالة عدم استطاعتهم العثور علي هذه الظروف ؛ فإنهم يقومون بصناعتها بأيديهم ” .

احرص علي عدم الانخداع بأن مجرد امتلاك الحلم أو الطموح يكفي لتحقيقك ما ترغب فيه ، إذ يجب عليك امتلاك إرادة وضع نفسك علي طريق تحقيق الهدف وتحدي الصعاب…
وبمجرد وضع الشخص نفسه علي طريق تحقيق الهدف ، فإنه يدرك امتلاكه لقدرة تفوق القدرة التي كان يعتقد امتلاكه لها فيما سبق ، وبمجرد معرفتك ما ترغب فيه ، ألزم نفسك باتخاذ الفعل المطلوب ؛ فالفعل يؤدي إلي مزيد من الحافز والرغبة ، وهذه القوة الدافعة تؤدي إلي المزيد من الفعل ، وبمجرد امتلاكك هذه القوة الدافعة فإن عملية تحقيق أهدافك تصبح مثيرة علي نحو لا يمكن تصديقه…

يا صديقتي \ يا صديقي: ابدأ في السير في طريقك الخاص وسوف تأتيك الإجابات علي طول الطريق…
اتمني لك رحلة ممتعة وشيقة…

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !